(شاطئ أيونا المفقود)3
انتظرت حتى هدأت المملكة بالكامل، وذهبت إلى بوابة أيونا بحذر شديد حتى لا يراني أحد. فتحت البوابة، التي فوجئت بها كانت عبارة عن ممر من الزجاج الشفاف الذي يظهر البحر من حوله بشكل رائع. تقدمت في الممر وأنا مندهشة، حتى وصلت إلى آخر البوابة. نزلت عبر عدد من السلالم التي استغرقت حوالي خمس دقائق، وصرت في ممر صغير بعدها حتى وصلت إلى نهاية البوابة. لكنني أظن أنني قمت بفعل شيء خطأ أدى إلى اختفاء البوابة كأنها لم تجد من الأساس. أصبحت في أقل من لحظة في الماء، ولا يفصلني شيء عنه. كنت لا أجد السباحة، وظننت أن حياتي انتهت. وأنا أحارب للوصول إلى أعلى لأخذ نفس من جديد، لكن كل محاولاتي باءت بالفشل حتى بدأت بالغرق. وأنا استشعر هزة قوية بالبحر، وبعدها لم أدرِ شيء. وأنا أظن أن حياتي انتهت، لكنني فقت وأنا أجد نفسي في غرفة وأجلس على سرير يتوسطها.
بمجرد أن بدأت أستوعب ما حولي، ظهر شاب وسيم وهو ينظر إلي وأنا أنظر إليه، وبدأت أستعيد وعيي. سمعته وهو يقول: “أمي، تعالي بسرعة، لقد أفاقت”. وأتت امرأة كبيرة في السن بشوشة، وقالت: “لقد أفقت أخيرًا، حمدًا لله على سلامتك يا حبيبتي. لقد نجوتِ من الموت. كان نوح وأبي يعملان عند الشاطئ، وحصلت هزة قوية في الشاطئ أدت إلى طلوعك إلى الشاطئ، فاقده الوعي، ونوح رآكِ وأنقذك هو وأبي”. نظرت الى نوح وقلت له: “شكرًا جزيلًا لك”. ليبتسم لي. لتقول والدته هدى: “من أنتِ يا ابنتي؟ فلقد بلغنا القريه بأنكِ كنتِ غارقة حتى يعرف أهلك، لكن لا أحد بلغ عن فقدك ولا يعرف من أنتِ”.
فتذكرت أيونا ما حدث لها ومرورها من البوابة، وأنها كانت سوف تموت بسبب فضولها. نعم، فضولها قد يقتلها. لمعت الدموع في عينيها. قالت لها هدى: “هل أنتِ بخير؟” وربطت على كتفيها بحنان. لأهز رأسي بالإيجاب، وبدأت أقول وأنا أدعي الكذب: “كنت في قرية أخرى، وكان أبي يجهز لنأتي إلى هنا أنا وأبي وأمي، ولكن توفي ابي وامي ولم يكن لي أحد”. ” حتى طردت من بيتي . فأخذت القارب الذي صنعه أبي وقمت بالذهاب، ولكن حدثت عاصفة قوية أدت إلى اهتزاز البحر، ومن بعدها لا أدري شيء.
قال نوح: “لا محالة بأن هذه هي الهزة القوية التي حدثت”. فنظرت إليها الأم هدى بحنية وحزن، وقالت لها: “فإن مثل أمك يمكنك البقاء معنا”. وقامت باحتضاني، وقلت لي: “وما اسمك؟” قلت لها في تردد: “أيفونا”. لتحول قول اسمي بشكل خاطئ، ليقول نوح: “أيفونا” وهو يبتسم. لتقول: “إنه اسم غريب”. لينظر لي نوح ويقول: “إنه اسم جميل ومميز”. لأبتسم له.