شاطئ ايــونا المــفــقود 5
( سليم . ايونا )
دخلت المنزل وأنا مصدوم من الفوضى التي رأيتها في كل مكان. ظننت أن سارقًا سرق البيت، لكن عندما تفحصت الأشياء وجدت المال مكانه، فلم يتم سرقة أي شيء. نظرت حولي باستغراب، ووجدت أطراف أصابع تظهر من تحت الستارة. ظننت أنه السارق، فذهبت لجذب عصا ببطء شديد وعدت مرة أخرى، وبدأت بالضرب. سمعت صوت فتاة تتألم بشدة، فتوقفت وأنا مصدوم.
أزلت الستارة ورأيت الدماء تنزف من رأسها. نظرت إليّ، وقلت لها “أنتِ ماذا تفعلين هنا؟” بدأت تفقد الوعي، فحملتها ووضعتها على الأريكة، وأوقفت نزيف رأسها، ورششت الماء على وجهها لتفيق وهي تبكي. هدأتها وتأسفت لها على ما صدر مني، ولففت رأسها وجلبت لها كوبًا من الماء.
قلت لها “من أنتِ؟” قالت لي “أنا أيونا”. نظرت لها وقلت “أيونا؟” هزت رأسها بنعم. قلت “ومن أين أنتِ؟ وماذا تفعلين هنا؟” ترقرقت الدموع في عينيها، ونظرت لي باستعطاف. قالت “لقد فقدت أهلي، ماتوا وجئت هنا للعمل في بيت والجلوس فيه، ولكن أهله جلبوا واحدة غيري. أريد منك فقط أن تبقيني عندك حتى أبحث عن عمل آخر، فليس لدي أحد هنا”.
لأقول بعتاب “لهكذا كنتي تريدين الانتحار في البحر وانهاء حياتك”.
صمت لحظات وأنا أنظر لها في حيرة شديدة، وقلت لها “لكن أهل القرية سوف يبدأون بالكلام عليكِ، لا يمكنك الجلوس مع رجل لا تعرفيه ولا يقرب لكِ شيء”. صمت لحظات وأنا أفكر. قلت “لدي كوخ صغير، لكنه مليء بالكراكيب، سوف أقوم بتنظيفه في الصباح لتجلسي فيه حتى تجدي عملًا آخر”.
هزت رأسها وابتسمت إليّ وقالت لي “شكرًا لك”. ابتسمت لها. ثم نظرت للبيت وقلت لها “هل أنتِ من فعلتِ ذلك؟” قالت “نعم” وهي تبتسم باحراج. قلت لها مازحًا “لكن لماذا فعلتِ ذلك؟ هل كنتِ تبحثين عن شيء؟” فانحرجت كثيرًا.
قلت لها “هل أنتِ جائعة؟” وأنا أذهب إلى المطبخ دون انتظار ردًا منها. نظرت إلى وعاء المكرونة الفارغ والمبعثر منه في كل مكان. أمسكت الوعاء وذهبت إليها وقلت مازحًا “عرفت ماذا كنتِ تفعلين في منزلي الآن” وأنا أرفع الوعاء الفارغ. ضحكت وهي في قمة الاحراج.