يعود كرنجشوه بآلة الزمن لعالم الجان مرة أخرى ومعه الفستان ، يتوجه إلى بيت سورانديك ، ويكتشف أيضاً أن العتاب لا جدوى له مع ذاك الشرير ، ولكنه سلم إليه الفستان لينهى بذلك العقد المسحور بينهم وانصرف .

……………………………………..

فى أحد المقاهى فى عالم الجان

ينن بعصبية : انت هتفضلى كده كتير من غير طاقة المرح ، افرض على بتاعك ده معرفش يتصرف.

كرنجشوه بتعجب : انتى المفروض بتحبينى ، يبقى تحبينى زى ما انا !

ينن بسخرية : لا أنا مقدرش أكمل مع حد كده ، وبصراحة بقى جالى عريس .

كرنجشوه بصدمة : هيا بقت كده دا أنا عملت كل ده علشانك علشان أجيب فلوس واتجوزك ! ، دا أنا دخلت المهمة دى علشانك فى الأساس يعنى حصل دا كله يعتبر بسببك !

ينن وهو تنهض قائلة بسخرية : سلام يا كرنجشوه ، أنا معنديش كلام تانى أقوله .

تنصرف ينن ، ويضع كرنجشوه يده على وجهه ويبدأ فى البكاء .

………………

يأخد سورانديك الأدوات الثلاثة ويذهب إلى كبير السحرة ، يتحدث بفرحة قائلاً: أنا كده جبت الثلاث أدوات ، يلا أعملى السحر بتاع الحياة الأبدية اللى اتفقنا عليه اللى هيخلينى عايش طول العمر مموتش أبداً .

يتحسس الساحر الأدوات بفرحة وذهول : دا زى ما يكون حلم ، أنا مش مصدق انك عرفت تجمعهم .

ثم يفيق من ذهوله : أنت تجى بكره أكون جهزتلك التعاويذ وطريقة استخدام الأدوات فى تشغيل السحر الخاص بالحياة الأبدية ، تعالى بكره بليل .

سورانديك بحماس : هجيلك على نار .

…………………………………….

يتوجه على الى المقهى الذى يجلس به كرنجشوه حيث أنه اتفق معه للإلتقاء به حين ينتى كل منهم من مهمته .

يجلس علي : احم احم ، نحن هنا !

كرنجشوه بلهفة : ها عملت ايه ؟

علي : ايه ده أنت بتعيط !

يمسح كرنجشوه دموعه : طمنى بس عملت ايه !

علي بغموض : افتح العلبة دى كده ؟

يفتح العلبة ليجد بها الكرة كاد لا يصدق ، فيقوم بابتلاعها سريعاً ، فيعود الشعاع الأزرق حول فمه مرة أخرى ثم يختفى .

فتعلو البسمة والفرحة أخيراً وجه كرنجشوه ، ثم يردف قائلاً بدموع فرحة : أنا مش عارف أشكرك ازاى .

علي : تعرف أن سورانديك مطلعش مترشح للإنتخابات.

كرنجشوه : وانا بعتبه اعترفلى بكده ، وقالى أنت خدت فلوسك وميخصكش أنا عاوز الأدوات فى ايه .

علي : غريبة مع أنه معاه آلة زمن ، قالى أنه استأجرها من ساحر يعرفه ، أنا آسف هو خدها منى ومعرفتش أمنعه ، مفيش حل دلوقتي علشان اروحك غير إنى أعبر معاك النفق أوصلك .

علي بملامة : خد منك آلة الزمن ، ومقولتليش ليه قبل ما أرجع أداة القلم لفنجان .

كرنجشوه بفضول : دى اختراع جديد ليه !

علي بحماس : حتة اختراع بيخليك تعبر لعالم الأنس فى أقل من لحظة ، ادهولى المرة اللى فاتت لما كنت هنا ، واعتمادى كان على آلة الزمن ، وهتبقى قلة زوق منى أروح أخده تانى ، كده مقدميش غير عبور النفق ربنا يستر عليا من الهلاوس اللى يسببها النفق .

كرنجشوه : متقلقش هأخد بالى منك ، يردف بفرحة : دا كفاية جميلك عليا .

علي : المهم قولى كنت بتعيط ليه ؟

كرنجشوه بحزن : هحكيلك .

……………..

فى صباح اليوم التالى

يجد سورانديك حمامة تأتى إليه برسالة ، فيمسكها من قدمها ، ولا يتركها تغادر .

يقرأ الرسالة فيجد بها : أنا آسف مش هعرف أقابلك فى معادنا أصلى فى مكان تانى ، وأنا آسف بعتك ، شكراً إنك جبتلى الأدوات ،  إمضاء ( كبير السحرة ) .

يبحث سورانديك بجنون فى الأدراج عن ترياق للطيران ليتناوله ويترك الحمامة لتطير ويطير وراءها ، تعود الحمامة لمكان كبير السحرة ووراءها سورانديك .

يجد سورانديك حجرة واسعة و كثير من الشموع مشتعلة تحاوط الحجرة بأكملها ، وأرضية الغرفة مملؤئة بالقطن كنوع من الطقوس لتفعيل السحر ،وكبير السحرة معه الأدوات الثلاث و سيبدأ فى قراءة التعاويذ ، يقوم عراك دموى بينهم يؤدى تماسك النار فى قطن أرضية الغرفة ، ليحترقا معاً سوياً ، وينتهى بهذا شرهم .

………………………………………………………

فى أحد المقاهي بعالم الأنس

علي : أنا مش مصدق كل ده أن سورانديك مات أخيراً ، حاسس إن هيطلعلى تانى زى عفريت العلبة .

كرنجشوه بمرح :  وأنا مش مصدق كل ده إنى عرفت أعدى بيك من النفق ، دا أنت فرهدتنى .

علي بفرح : هههههههههه أخيراً رجعت لروح الكوميديا بتاعتك .

كرنجشوه : متقلقش المملكة كلها بتتكلم على الحريقة اللى اتحرق كبير السحرة فيها وهو معاه ، صحيح أنت هتعمل ايه دلوقتى ؟

علي : ولا حاجة هرجع لحياتى الطبيعية ، وانت ؟

كرنجشوه : مش عارف ، دلوقتى مليش حد  ، أنا مقطوع من شجرة ، ولا ليا حياة طبيعية زيك .

علي : صدقنى مكنتش تستاهلك ، أنت تستاهل ست الجنيات ️

كرنجشوه مازحاً: دا زى ست البنات عندكوا كده .

علي ضاحكاً : زيها كده ، قولى صحيح قبل ما نتقابل كنت شغال ايه ؟

كرنجشوه : طيارى ، اللى بيطلبنى فى مصلحة بروح ، زى ما بتقولوا عندكوا على باب الله .

علي: طب ايه رأيك تشتغل معايا ، أنا مش هلاقى صاحب زيك ، وتفضل قاعد معايا هنا فى عالم الأنس .

كرنجشوه بفرحة : بجد ، ثم يعود لرشده ويتحدث بتناكة : سيبنى أفكر ؟

علي بضحك : لا خلاص هو كان عرض لمدة ثانية .

كرنجشوه بسرعة: أجى استلم الشغل امتى بقى .

علي بتناكة : عفونا عنك ، قوم بينا يلا على شغلنا .

…………………………………….

بعد مرور عام كامل

يطرق كرنجشوه بفرحة باب مكتب على

كرنجشوه : عارف مين جى يزونا النهاردة ؟

علي بتعجب : مالك فرحان كده ليه ؟

يدخل بهلول : علشان أنا جيت .

ينهض علي ليسلم عليه بحرارة

علي : ايه يا بنى اللى رجعت ، بالله عليك اوعى تقولى أن سورانديك لسه عايش .

بهلول : لا عايش ايه ، دا اتكل من زمان ، انا الحال لطش بيا ومش لاقى شغل ، قلت أجى لعلي صاحبى فى عالم الأنس .

كرنجشوه : أنت كمان عاوز تقعد معاه هنا !

بهلول بإشمئزاز : ما تطلع منها أحسن وهيا تعمر .

علي بمحبة : وماله تأنس وتنور ، هشغلك معايا هنا .

…………….

بعد مرور عدة أيام

داخل أحد الكافيهات

كرنجشوه بفخر : بص بقى الحركة دى ، أنا ملك الشطرنج يا بنى محدش يقدر يهزمنى .

بهلول : وأنا هسيبك تغلبنى بحركة الحصان زى كل مرة ، أنا عامل حسابى ، بص أنت بقى الحركة دى .

يأتى علي مسرعاً ويتحدث بعصبية : هو أنتوا سيبنى لوحدى وبتلعبوا هنا شطرنج مش فى استلام ورص بضاعة !

كرنجشوه وهو يحرك قطعة الشطرنج : احنا رصينا من نص ساعة .

علي بعصبية : ازاى دا الإستلام أصلا كان من نص ساعة ، لحقتوا ازاى ترصوا هو انتوا عفاريت !

ينظران الإثنان إليه بتعجب

علي بهدوء : اه صح دا إنتوا عفاريت ، يخربيتكوا عملتوا ايه ؟ ، كانت فين يا عم كرنجشوه المواهب دى قبل ما يجى بهلول !

بهلول : الأمر محتاج تعويذة لازم يقرأها اتنين من واحد ، أى اتنين من الجن يعنى .

كرنجشوه : فأنا مكنتش عارف لوحدى أرصهم .

علي بفخر : لا برافو عليكوا عجبتونى ، ثم يكمل بقلق : بس أوعى يكون حد شافكوا وعرف أنكوا جن ؟

 

 

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *