* امام “Grandeza” *
(علي) : قفل كويس ويلا علشان نلحق نروح .
العامل : المفتاح اهوه ، تصبح على خير يا (علي) بيه .
يسير (علي) فى الطريق شارد الذهن لا يكترث لشئ إلى ان يصل لمكان سيارته ما أن يخرج (علي) مفاتيحه ، وينظر بجانبه فيجد كلب يحدق به بشدة ثم يهجم عليه ويشده من بنطاله يحاول (علي) إبعاده بكل الطرق إلى أن تسقط المفاتيح من يده .
يلتقطها الكلب ويجرى بعيداً يتبعه (علي) إلى مكان فاضى تماماً لا يحتوى على شئ ، يقف الكلب فجأه ويستدير فلا يجد (علي) المفاتيح فى فمه .
ينظر (علي) اليه وهوا يرتجف خوفاً لمعان عين الكلب كان مخيف بشدة ، كان الكلب يحدق إليه بشراهره ، هما ليركض وفجاه يصدر صوتاً من الكلب قائلاً : احنا مش هينفع نتكلم كده وانت خايف ، هاخدك مكان تتطمن فيه .
ينظر (علي) يمينه ويساره فيجد نفسه فى مكتبه مرة اخرى وهوا ما زال يرتجف وهوا يتفقد المكتب
إلى أن يأتى صوت من خلفه
سورانديك ضاحكاً : عجبك تنكرى ، حلوة حركة الكلب دى صح ههههههههههه
(علي) يهدأ ارتجافه قليلاً ثم يتنهد قائلاً : كويس ان احنا اتقابلنا أنا كنت عايزك .
سورانديك : انا اللي عايزك مش واخد بالك ان المهلة خلصت قررت ايه ؟
(علي) : في حاجه سمعتها عايز اقولك عليها .
سورانديك : قصدك بير الميه اللي قالت لك عليه كارما .
(علي) : كنت عارف انك تعرف ، مهى جاسوسة .
سورانديك بحزن : بس دلوقتي بقت بتحبك انت ، تصور جت تقنعنى علشانك.
(علي) بابتسامة سخرية : انت بقى بتقولي كده أنت كمان ، عشان خاطر تفضل تسيبها تتجسس عليا يعني .
سورانديك : هيا قالتلك أنها بتحبك ، أنا خلاص مبقتش محتاجلها .
(علي) : وقلت ايه ؟
سورانديك : انت فاكر المرور لعالم الجان سهل ، الممر الوحيد مش سهل على أى بنى ادم يدخله زى ما انت فاكر .
(علي) بخضة : ليه ماله !
يصمت سورانديك قليلا ثم يسترد : تعرف أن خسارة الآلة تبوظ ، لما فكرت شويه لقيت ان مطلعش من البير غير بالأداتين دول الآلة والكورة ، وجايز احتاج الآلة بعد كده ، الله اعلم فى ايه بس الزمن مش مضمون ، جايز احتاج لبشر زيك واضطر استخدمها تانى علشان اخلقله نقطة ضعف .
(علي) : يعنى افهم من كده انك موافق على كلام كارما .
يتنهد سورانديك : هوا انت بتحب كارما يا على؟
(علي) بارتباك : بتسال ليه، ايه اللى بينك وبينها.
سورانديك : دى حب عمرى يا (علي) ، ثم يسترد بحزن : بس خلاص قلبها راح لحد غيرى .
(علي) : ليه زعلتها فى ايه ، اكيد ده مش من فراغ !
سورانديك بحزن : استغلتها كتير اوى اسوء استغلال حتى عمرى ما سمعتها كل حلوة من يوم ما عرفت انها متقدرش تعيش من غيرى .
كان يتحدث بأسف شديد عن ما بدر منه اتجاهها رغم ذلك لم يتعظ ، واستمر فى معاملته القاسية لها ، فقد كان ضمان وجودها الدائم ، الحافز لذلك .
ثم استرد قائلاً على العموم نرجع لمرجوعنها ، انت جاهز امتى تسافر معايا عالم الجان ؟
(علي) : اى وقت ، ثم يخر على ركبتيه متوسلا ، بس ارجوك اوعى تتخلى عنى هناك أنا منكرش انى خايف بس مقدميش حل تانى انا مش بس خايف انا مرعوب ويكاد يبدا فى البكاء.
سورانديك يضع يده على كتفه ليطمئنه : انت اللى هتوصلى اللى انا عاوزه يبقى ازاى اتخلى عنك ، متقلقش كله هيبقى تمام ،عارف غريبة اول مرة احس انك صاحبى رغم انك المفروض غريمى !
يرد (علي) سريعاً : انا مبحبش كارما يا سورانديك اللى بينا كان إعجاب مش اكتر لحد معرفت حقيقتها ، هيا فاجئتني بحبها وكمان مكنتش اعرف اللى بينكوا ، لو عاوزنى ابعد عنها معنديش مانع ، أنت متعرفنيش كويس ، مش أنا اللى أخد حبيبة من حبيبها.
سورانديك : نشوف الحوار ده بعدين ، خلينا فى اللى جاى .
***************************
كنت فاكر انهم مش موجودين عمرى ما اقتنعت بوجودهم ويوم ما لقيتهم افتكرت نفسى هعيش حدوتة من حواديت جنى وعلاء الدين وكل اللى هطلبه هلاقيه من غير حساب ، أنا مخدتش غير أمنية واحدة جتلى لحد عندى فجأه من غير ما اطلبها منه حتى ، لكن الحقيقة المرة كان يوم معرفت ثمن الأمنية كان ايه !
تدخل الأم وهى تبكي بغزارة : حبيبى خلاص هتتوكل .
يغلق (علي) مذكراته ويضعها فى حقيبته ، ويقف وهو يحزم امتعته .
(علي) : يا حبيبتى متقلقيش ان شاء الله هرجع بالسلامة .
الأم : انا مليش غيرك فى الدنيا كلها يا (علي) .
(علي) وهو يعانقها ويكاد دموعه تنهمر : ان شاء الله هرجع بالسلامة كل طلباتك أدهم هيوصلهالك عبل ما ارجع انا متفق معاه ع كل حاجة .
***************************
*داخل غرفة نوم (علي) *
سورانديك : ايه الشنطة دى احنا طالعين رحلة ، ومعلبات كمان.
على : سورانديك خضتنى انت جيت منين، ما انا معرفش بتاكلوا ايه ولا مبتأكلوش اصلا، وسيبنى فى حالى الله يخليك انا هموت من الرعب.
سورانديك : طب خد بالك انا حذرتك كذا مرة من العبور فى النفق اللى بيودى على عالم الجان ، وانت اللى مصمم على الحل ده.
علي : اولاً انا مقدميش غير الحل ده مفيش خيار، ثانياً ما انت كل ده مش عاوزه تقولى النفق دا ماله.
سورانديك : ما المشكلة مينفعش اقولك، ساعتها الحوارهيزيد معاك ومتسالنيش حوار ايه !
عمتا انت مش اول واحد يعدى من النفق فإن شاء الله خير.
على هامساً : وهيجى منين الخير طول ما انت حياتى.
ثم يكمل بصوت عالى : هوا احنا هنسافر أمتى.
سورانديك : دلوقتي أمال انا جى ليه ، يلا بينا .
*فى مكان أخر*
علي : المكان ده انا عارفه انا جيت الجنينة دى قبل كده، هوا النفق فى الجنينة دى .
سورانديك : ايوه هنا هنعدى وسط الاشجار دى الاول خد بالك بس لتتعور.
*يظهر رجل فجأه*
عامل : (علي) بيه انت هنا منور الجنينة كلها .
سورانديك : مين ده
علي : دا عامل شغال عندي، انت بتعمل ايه هنا
عامل : انا بشتغل هنا عامل نظافة بعد ما اخلص شغل عند حضرتك، متزعلش يا علي بيه انا زعلت اوى والله ع اللى حصلك.
علي بتعجب : حصل ايه ! عامل : حصل ايه ازاى انت مدرتش مش المعرض الرئيسى بتاع حضرتك اتحرق من نص ساعة والشرطة هناك والدنيا مقلوبة
علي بخضة : انت بتقول ايه، ثم يركض مسرعاً عائداً ادراجه
وينادى عليه سورانديك بإستماته ولا يجيب
******************************
*تضع اجمل زينتها وترتدى فستان جديد جذاب*
بهلول : ايه يا بنتى اللى انتى عاملاه ف نفسك ده
كارما بفرحة : بقيس الفستان اللى فصلته جديد ، مش متخيل مين جاى هنا عالم الجان !
بهلول : قصدك (علي) ، انتى مفصلاه وبتقسيه من دلوقتي اما الحب ده عليه حاجات غريبة، المهم يعدى من المصيبة اللى اسمه النفق ، انتى ناسيه انه خطر على أى بنى ادم، دا غير البوابات اللى بعد النفق انتى ناسيه انهم مبيعدوش أى حد وخصوصاً برده لو بنى آدم، انا مش عارف سورانديك طاوعكوا ازاى فى اتفاق زى ده.
كارما بحب : ان شاء الله هيعدى، ويجى على خير ، بطل انت النفسنة بتاعتك دى، انا مش عارف قارش ملحته ليه.
بهلول بإشمئزاز : لا الشهادة لله والحق يتقال انا بكره كل البنى آدمين خلقه مش (علي) بس.
****************************
*داخل مكتب النيابة*
الظابط : بتتهم مين بالحريق
علي : كل تجار السوق بيغيروا منى علشان غطيت عليهم ، وخدت منهم رزقهم .
الظابط : قصدك انه تاجر منهم .
علي : معرفش مش عاوزه اظلم حد .
الظابط : بما انهم بيغيروا منك جربت تتفقد باقى معارضك ، مش جايز حصلهم هما كمان حاجة ومكتفوش بالفرع الرئيسى بس.
يصمت على ليفكر، ثم يمضى على أقواله ويرحل.
*داخل أحد المخازن يتفقده علي ليجده فارغاً تماماً*
علي غاضباً : المخازن اتسرقت، بس محدش يعرف مكانها غيرى، ولا تكون البضاعة اختفت بس ازاى دا لسه مبوظش الآلة ، هوا بوظها وبيشتغلنى وعاوز يودينى عالم الجان على الفاضى ، دا انا هخلى ليلته سودة.
يركب علي سيارته سريعاً ويقودها الى البيت الذى اعتاد على أن يجد بداخله سورانديك ، يركن علي سيارته ويذهب ليرن جرس الباب بعد محاولات عديدة من عدم الرد ، جاءه أحد الجيران
-عاوز مين يا باشا
=اللى ساكن هنا
-البيت دا مهجور بقاله سنين
=مهجور ازاى، محدش ساكن هنا
(علي) مخاطباً نفسه : ايه الغباء ده مهو جنى أكيد بيسكن فى بيوت مهجورة او جايز غير مكانه فى ثانية وراح مكان تانى ، ثم يسترد بصوت عالى : طب تمام شكرا يا باشا
*************************
* داخل أحد المعارض يراجع علي كاميرات المكان *
علي مخاطب نفسه : محدش دخل ولا خرج من المكان ازاى السورايهات اختفت.
ثم يكمل متنهداً : بس العمال بيقولوا انها موجودة مختفتش ، وبيبصولى بصات غريبة لما بقولهم انها اختفت ، يكونش انا بس اللى شايفها بتختفى؟ ومش موجودة؟ هوا انا اتجننت ولا ايه؟ ولا سورانديك عمل فيا ايه بالظبط !
********************************
* يركن على سيارته سريعاً، ويركض منها غاضباً *
علي : المعرض راح فين اتهد ، ولا ايه.
عم نور : والله يا بنى بفتح الكافيه الصبح لقيت معرضك حتة أرض فاضية كده، حتى هتجنن مفهاش حطام، قلت لحق هد المكان وشال الحطام فى سواد ليل؟
********************************
*في بلاد الخارج وتحديداً دولة تركيا*
*الو دكتور يوسف ، ايوه انا عايزه اعرف هو اخباره ايه دلوقتي ، يعني ايه الحاله بتسوء امال الفلوس اللي انا بدفعها دى كلها ليه ، ثم تكمل بعصبية : ده انت دكتور غبي و تغلق التليفون سريعاً.
تجرى اتصال اخر ….
*الو مجيدة ، ايوه انا، (علي) اخباره ايه دلوقتي؟
يعني ايه بقالك اسبوع ما تعرفش عنه حاجه انت بتستعبطي امال انا سايبهولك في مصر امانه ازاي!
ثم تكمل بعصبية ايضاً : تصدقي انت كمان بني ادمة غبية
و تغلق التليفون سريعا ، ثم تجرى اتصال أخير : الو مطار لو سمحت عايزه احجز أول طيارة طالعة على مصر.
***********************************
*تطرق مجيدة عدد تراكات على الباب لا أحد يجيب *
يخرج أدهم بالمصادفة من باب شقته المقابل لشقة علي فيجد امه : ايه يا ماما انتى بتخبطى على باب علي ليه
مجيدة : بقاله أسبوع مجاش، أنت مسالتش عليه ؟
أدهم : معرفش عنه حاجة من أسبوع .
****************************
يعود (علي) الى منزل سورانديك ويكاد أن يكسر الباب من شدة الخبط عليه منتظر أن يفتح له ويعطيه تفسير عن كل ما يحدث .
= السلام عليكم، حضرتك بتسأل على مين
علي : وفى راجل خرج من نفس البيت دا تقريباً جوز حضرتك وقالى أن البيت دا مهجور، ثم يكمل بعصبية :حضرتك انا عاوزه اعرف سورانديك اللى ساكن فى البيت ده مشى راح فين عاوزه اعرف أى معلومة بأى ثمن.
المرأة بتعجب : شكله ايه اللى قابلك المرة اللى فاتت.
علي : راجل كده شعره كله أبيض، وعنده حسنة كبيرة جمب مناخيره وسنانه تلت تربعها واقعة.
المرأة بتعجب أكثر : دى فعلا مواصفات جوزى، بس دا مات من خمس سنين!
****************************
* داخل بيت علي القديم *
– انتى بنى ادمه مش أمينة وانا هوديكى فى داهية، وديتى (علي) فين
مجيدة : أهدى بس يا هانم، ان شاء هنلاقيه.
– وانا بدفعلك فلوس علشان تقوليلى لسه هنلاقيه ، ايه برود أعصابك ده.
يدخل (علي) ويغلق الباب بقوة، يقف مذهول لدقيقة عندما يرى تلك الضيفة مع مجيدة ثم يبدأ بالتحدث
علي : طنط مجيدة انتى بتعملى ايه هنا ، مين الست اللى معاكى دى واحدة صاحبتك.
انتى كمان مفهماه أنى صاحبتك !
مجيدة : اهدى بس يا هانم، دا أعصابه مش مستحملة، (علي) انت كنت فين ؟
علي : انا جى علشان اريح اغصابى هنا شوية طنط مجيدة ، فى حاجات غريبة بتحصل، المعارض والفساتين بتختفى ، بس انا برده هسافر عالم الجان زى ما قولتله ، أى كان هسافر ، الحقيقة انى هسافر علشان ابقى مع كارما انا مبقتش قادر ابعد عنها خلاص.
– دا كده كتير أوى، تعالى معايا.
وتسحبه بشدة من يده
* فى عيادة أحد الأطباء النفسيين *
علي بنرفزه : انتى مين يا ست انتى، انا حاسس انى شوفتك قبل كده، وازاى تأخدينى بالعافية كده وجيبانى هنا ليه أصلا.
*تصفعه على وجهه بعصبية، انت تخرس خالص لحد ما تدخل للدكتور
***************************
علي : هناك شخص غريب يحادثنى فى الظلام اثناء نومى منذ سنة كاملة ايها الطبيب !
– من هذا الشخص ؟
إنه ياتى يومياً ليخبرني أنه ينتظرني على الطاولة فى بيته الذي تعودنا الجلوس عليها ! منذ أن أعطانى تلك الآلة !
– أى آلة ، ولماذا لا تذهب اليه ؟
اذهب دائما بعد كل اتصال ولا اجده فى المنزل ، وهناك جاره المقرب يخبرنى دائما، ان هذا المنزل قد هجر منذ سنوات !
– إذن فقد غادر المنزل منذ سنوات .
هل تعلم أيها الطبيب هناك شئ سيقودني إلى الجنون إننى اجده فى منزله بالفعل ولا يسمح لى بالدخول ، و هناك زوجه جاره المقرب تخبرنى دائما أن زوجها قد توفى منذ سنوات!
– جاره المقرب توفى منذ سنوات ؟
–