والدة (علي) بخضة : ياخرااابى ، رايح تصيف وتتفسح وابوك لسه ميت يا (علي) !
(علي) : مصيف ايه بس يا حبيبتى ، هوا دا وقته دا أنا ابويا لسه ميت ، أنا رايح شغل !
والدة (علي) بفرحه : بجد لقيت شغل ، لحقت لقيته ، أوعى تكون بتشتغلني يا (علي) ومخبى حاجة عليا .
(علي) : طب عن اذنك بقى يا حبيبتى علشان متأخرش ” يقبلها من رأسها ويغادر ” .
( يخرج (علي) من بوابة المنزل ) يجد أدهم أمامه
أدهم : (علي) كنت جايلك لقيتلك شغل فى فرقة تانية اسمــ…..ها …..
(علي) يتركه مغادراً بسرعة قائلاً : بعدين يا أدهم بعدين .
أدهم بحزن : كده يا (علي) ، بتطنشنى وتمشى دا انا صاحبك الوحيد .
( داخل أحد وسائل المواصلات متجه (علي) إلى الأسكندرية )
(علي) مخاطباً نفسه بفرحة شديدة : يا رب يكون حقيقة ، معقول هبقى غنى زى ما قال ، الآلة بتطلع فلوس يعنى وكده ، يا رب تكون بتطلع دولارات ، انا عاوز أخد الدنيا كلها فى حضنى من الفرحة .
( أمام مكتبة الأسكندرية من الخارج )
يقف (علي) أمام المكتبة يتحفصها بفرحة شديدة ، و تعلو وجهه ابتسامة كبيرة ، كأنها الأمل الوحيد وملجأه فى الحياة للخلاص من حياته الجافة الفقيرة ، كانت بالنسبة له كطوق النجاه الذى سينجو به لسنوات مليئة بالعز والرخاء .
” يسير (علي) خطوات إلى الداخل بفرحة عارمة “
( داخل مكتبة الاسكندرية )
” يتجول (علي) في جميع أقسام المكتبة ولا يجد قسم منهم يكتب عليه جن أوعفريت أو ماشابه “
فيتجه (علي) لأحد العاملين داخل المكتبة ، (علي) : لو سمحت مفيش كتب هنا بتحكي عن الجن .
العامل : الجن !
(علي) : ايوه قسم بيحكي عن الجن والعفاريت وكده يعنى .
العامل : لو قصد حضرتك حكاوي الجن وعلاء الدين وكده بتاعت الاطفال هتلاقيها فى قسم الاطفال القسم اللى فى الوش ده .
(علي) : لا انا مقصدش كده خالص ، انا قصدي يعني كتب بتتكلم عن الجن نفسهم ، حياتهم ازاي ؟ عايشين ازاي ؟ كده يعني !
العامل : اصل أنا بصراحه جديد هنا ، بس هنا فى كل حاجة ، موجود ان شاء الله ، ثوانى ابحثلك على الكمبيوتر .
” يمر بعض الثوانى “
العامل : ايوه يا فندم لقيته اسم القسم ” أشباه البنى آدمين ” موجود على اليمين ، هتمشي قدام كده شويه أول ممر يقابلك يمين هتلاقيه ، هو ده القسم اللي حضرتك عاوزه .
(علي) : شكراً لحضرتك يا فندم . “ويغادر”
يسير (علي) بفرحة عارمة فى الممر متجهاً إلى القسم ، إلى أن يجده ، يتجول (علي) داخل القسم فلا يجد أى كتاب يحمل اسم أدوات الجن أو الآلات أو يدل اسم الكتاب على أنه يتكلم عن ما شابه ذلك ، غير أن هناك العشرات بل المئات من الكتب .
يتسأل (علي) فى نفسه هلحق اقرا كل ده امتى ، علشان ادور على استخدام الآلة ، أكيد الإستخدام فى كتاب منهم ، دا ولا 100 كتاب !
يسحب (علي) كتاب عشوائى ويجلس على الطاولة ليرتاح قليلاً ، ثم يميل برأسه على الطاولة متعباً من كثرة التفكير .
” بعد قليل “
* لو سمحت ؟
ينظر (علي) ليجد ( فتاة فى مقتبل العمر ، متوسطة الطول ، على قدر من الجمال ، ترتدى فستان طويل ذو رقبة ، ذات شعر انسيابى ) ، جالسة على المقعد الذى أمامه فى نفس الطاولة .
* لو سمحت ، ممكن تدينى الكتاب اللى معاك ده اصور منه بس شويه حاجات بالموبايل وارجعهولك تانى ، تقريبا دى النسخة الوحيدة اللى فاضلة من كتاب “حياة الجان” الجزء الثاني ، بقالى ساعة بدور عليه فى الأرفف ، لفيت عليها كتير قبل كده فى مكتبات برا ، مصدقت لقيته ، بالله عليك لو حضرتك مش محتاجة ضرورى زيى ياريت تسيبهولى.
(علي) : هوا حضرتك عايزاه فى ايه !
* انا الدكتوراه بتاعتي عن ” أشباه البنى آدمين “.
(علي) : طب حضرتك متعرفيش حاجة عن الأدوات بتاعت الجان .
* اه طبعا اعرفها دي معروفة جداً ، وحكايتها كمان معروفة ، أى حد بيدرس فى علم الجان عارفها .
* بيقولوا أن ساحر قديم منهم سحر بير ميه ، قرأ عليه تعويذات من كتب الفراعنة القديمة ، البير ده بيطلع كل فتره أداة يرميها برا البير ، واللى يلاقيها هوا وحظه .
(علي) : طب ما تعرفيش أي كتاب من دول بيتكلموا عليها .
* تقريبا كلهم .
(علي) : ازاي ما لقتش ولا كتاب مكتوب عليه أدوات الجان أو ماشابه .
* مفيش كتاب بالأسم ده ، بيبقى فصل داخل كل كتاب بيحكي شويه عن جزء من الأدوات دى ، استنى كده ، هات مثلا الكتاب اللى معاك ده ندور فى الفهرس .
* اهوه الفصل السابع “أدوات الجان ” حتى فى الفهرس كاتب الأدوات اللى بيتكلم عنها الكتاب ده ، يعنى الكتاب دا بيتكلم عن 3 أدوات اسمهم المطرقة البنية و المطرقة الوردية و المطرقة الخضراء ، وهكذا بقيت الكتب هتلاقى تقريبا فصل زى ده فى كل كتاب .
(علي) : طب أنا اسف معلش هسألك سؤال كمان ، متسمعيش عن أداة مستطيلة الشكل شوية و….
* وبتلمع من جهة ، ولونها مطفى من جهة تانية .
(علي) بلهفة : بالظبط ، أنتى تعرفيها .
* ايوه طبعا مفيش أداة مستطيلة غيرها اتكتب عنها فى الكتب ، تصدق بالله حتى استخدامتها كلها مش مكتوبة ، لحد دلوقت محدش يعرفها .
(علي) بخضة : يعنى ايه ؟
* ثوان ، اجيبلك الكتاب اللى بيحكى عنها ، كنت لسه شيفاه ، ثوان .
( تتفقد الفتاة الكتب على الأرف )
يأتى (علي) اليها بلهفة : ها ، لقتيه .
* ايوه ، هوا ده ، ثوان كده ” تقلب الفتاة فى صفحات الكتاب ” ، ايوه اهى الأداة .
يشد (علي) الكتاب منها بلهفة تكاد عيناه تدمع ، يحتضن الكتاب بتنهيدة كبيرة ، وسعادة عارمة ، كأنه امتلك الدنيا كلها فى يده ، كانت فرحته لا توصف .
يفوق من تلك الفرحة على صوت الفتاة قائلة بتعجب : هوا مال حضرتك فرحت اووى كده ليه ، هوا حضرتك بتبحث عن الأدوات دى ليه اصلاً ؟
(علي) : ا….يه ، أ….صل ، أصل انا كمان بعمل ماجستير ودى الحاجة اللى كانت نقصانى فى البحث بتاعى .
*هوا عنوان رسالة حضرتك ايه .
(علي) : أ……نا ، طب عن اذن حضرتك أنا آسف ، شكلى طولت عليكى ، عن إذنك أصلى مستعجل .
” يأخذ (علي) الكتاب ويغادر “
” يجلس (علي) فى ركن بعيد من المكتبة يقرأ الكتاب ”
(علي) مخاطباً نفسه بصوت مسموع قليلاً : مش فاهم أى حاجة ! ، الكتاب مش موضح أوى ، أشياء لامعة ايه اللى بيتكلم عنها !
* بس انا ممكن افهمك ، أنا قريت كتيرعلى الأداة دى ، غير أنى فاهمة فى العلم ده كويس .
(علي) بإستغراب : انتى ايه حكايتك بالظبط ، انتى ماشية ورايا ولا ايه !
* مهو حضرتك كل ده مدتنيش أصور من كتاب حياة الجان .
” ينظر (علي) على الطاولة فيجد نفسه أنه ما زال يحتفظ بكتاب حياة الجان بشكل لا شعورى “
(علي) بذكاء : هديكى الكتاب ذات نفسه ، بس تقوليلى الآلة دى لزمتها ايه ؟
الفتاة بفرحة : بجد أنا متشكرة جدا يا أستاذ …..
(علي) : اسمى (علي) .
* وأنا كارما ، فرصة سعيدة .
(علي) : أنا أسعد ، المهم أنا استخدمها ازاى ، قـ….صدى ، لزمتها ايه !
كارما : لحد دلوقتى مكتشفوش غير لزمة النص اللى بيلمع من الآلة ، من الشخص اللى قال انه لاقاها واكتشف استخدمها ، لحد ما حطها بالغلط فى الفريز علشان يخبيها ، اتضح أن التجمد بيفقدها قوتها ، وبعدها اتجنن من زعله عليها ودخل المستشفى ، وهناك صحفى قابله وحكاله عنها .
دى بقى الأداة بتاعه الأشياء اللامعة ، كان بيوجه القرص النص دائرى للآلة اللى قدام الجزء اللى بيلمع ، على أي صورة لأى حاجة بتلمع في مجلة أو كتاب مثلاً ، كان شعاع الآلة يحول الصورة دى لحقيقة ، يعنى بتخلي الشئ ده بدل ما هو في الصور يطلع قدامه على الطبيعة .
كان بيحول الخواتم الألماظ اللى بتلمع إلى حقيقة ، كون ثروة من ملايين ، لحد ما بتوع من أين لك هذا قبضوا عليه ، واتسجن ، وأما خرج من السجن فكر يبدأ مشروع تانى فى حاجة تانية بتلمع .
بس ملحقش ، قبل ما يخش السجن خبأ الآلة فى الفريز الخاص بيه فى مكتبه كان مقفول بالقفل ، وكان فاكر أنه أمن مكان لحد ميخرج ، ساعتها عرف أن التجمد فقدها قوتها ، وبعدها اتجنن ودخل المستشفى .
أما الجزء الثاني المطفي لحد دلوقتي محدش يعرف لزمته ايه ، وفى علماء بيقولوا أن كل جزء ليه اكثر من استخدام وبرده محدش يعرفه ، حتى اللى حكى عن الأداة دى مكنش يعرف ، هوا بس اكتشف استخدام الجزء اللى بيلمع بالصدفة ، بعد ما كان فاكراها خردة ملهاش لزمة .
(علي) يتمتم : بتحول الصورة اللى بتلمع لحقيقة !
كارما بلهفة : ممكن بقى الكتاب .
(علي) : اه طبعا ، أنا متشكر اووى لحضرتك ، اتفضلى ، عن إذنك .
” ثم يأخد (علي) كتاب الآلة ويغادر ”
( يجلس (علي) فى أحد وسائل المواصلات عائدا الى بيته )
يفكر (علي) مخاطبا نفسه : نسيت اسالها حاجات تانى بتلمع زى ايه ، أنا كده مش هينفع اشتغل فى الألماظ أنا كمان !
و لسه كلام سورانديك مخوفنى عن دفع الثمن ، يا ترى عايز منى ايه ، اتجنن انا كمان ! ، ولا عاوزنى اتسجن ، طب هيستفاد ايه فى الحالتين ! ، فى حاجات كتير مش مفهومة .
لالالا استغفر الله العظيم ، لالالا يا (علي) استغفر ربك ، بلاش الأفكار الوحشة دى ، دا رزق ربنا بعتهولى ، أنا حتى لسه مجربتهاش ، جايز كلام كارما دا كمان فستك .
يضع (علي) يداه الأتنين على وجهه من كثرة التفكير : يا رب دبرلى أنت امرى .
**********************************
( داخل منزل (علي) )
يفتح (علي) باب شقته
الأم : حبيبى ، انت جيت .
(علي) وهوا يتجه نحو غرفته : ايوه يا حبيبتى ، معلش عن اذنك ورايا حاجة اعملها ضرورى .
الأم : طب مش هتسلم عليا ، طب كلت يا حبيى ولا لسه .
” يغلق (علي) باب غرفته سريعاً “
يخرج (علي) الآلة من أسفل السرير
(علي) مخاطبا نفسه : هجرب على المجلات اللى اشترتها من المكتبة مع كتاب الآلة ، هجرب مش هخسر حاجة ، ولما يظهر الخاتم هخبيه ، دا خاتم واحد مش هيضر !
يقطع (علي) أحد صور الخواتم الألماظ اللامعة من المجلة ويلصقها على الحائط ، ثم يبتعد خطوات قليلة عن الحائط .
ويمسك بالآلة و يصوب القرص الدائرى للآلة نحو الخاتم بالظبط ، فإذا بالجزء اللامع من الآلة يشتد لمعانه بشدة ، يخرج من القرص الدائرى شعاع مموج يتجه نحو الصورة ، وتهتز الآلة بشدة ، وتصدر صوتاً عالياً كصوت انفجار ، سيطر الخوف عليه ولكنه ما زال ممسك بيد الآلة ويداه ترتجفان بشدة من اهتزازها ، وفجأه !!!!!!!
تسمع الأم من الخارج صوت انفجار و دربكة شديدة فى الغرفة ، تجرى بلهفة لترى ماذا يحدث ، فتجد (علي) ملقى على الارض مغشى عليه .
وتصرخ بشدة (علي) ، مالك يا ابنى ، فوق يا (علي) ، يا حبيبى حصل ايه فوق يا حبيبى
تجرى مسرعة نحو الخارج تفتح باب الشقة صارخة : يا ناااس الحقونا يا ناااس الحقونى بسرعة ، ابنى يا ناس ابنى .
يستفيق (علي) على سرير غرفته ، ما أن فتح عيناه ، فوجد الكثير من الأناس حوله
قال أحدهم : الحمد لله قدر ولطف يا أم (علي) ، اهوه فاق اهوه .
قالت آخرى : قلقتنا عليك يا أوى يا سيدى ، حمد لله على سلامتك .
الأم : حبيبى ، دا انا كنت هتجنن عليك .
قال أحدهم : محدش يا جماعة سمع صوت انفجار !
الآخر : ما تلاقيه صوت اختراعات عم فوزى العطار التى تحت العمارة ، دايما عامل دوشة كده .
قال الأخير : طب يلا يا جماعة نستأذن احنا نسيبه يرتاح ، يلا يا أم (علي) انتى كمان سبيه يرتاح شوية .
” يخرج الجميع ويتركون (علي) بمفرده “
مازال (علي) مستلقى سريره ، شارد الذهن ، يخاطب نفسه قائلاً
مش قادر اصدق ابداً !
معقولة اللى شوفته دا حقيقة !
يعنى الكلام طلع صح !
الخاتم وقع قدام عينى من الصورة !
ثم يتمم بصوت كله لهفة : الخاتم ، فين الخاتم ، ايوه أنا شوفته ، فين الخاتم ؟
ينهض (علي) سريعاً ، ويبحث فى كل أرجاء الغرفة عن الخاتم ، يرفع الكرسى والطاولة والسجادة ، وينظر تحت السرير والدولاب ، ويقلب الحجرة رأساً على عقب بحثاً عنه .
(علي) بصوت منهك من كثرة البحث : مفيش حاجة ، مفيش فايدة ، فين الخاتم ، معقول كان حلم ، أنا شوفته بعينى ، كان بيتهيئلى ؟ ، راح فين !
تدخل الأم تجد الغرفة مقلوبة راساً على عقب وتجده يتلاقط أنفاسه واحدة تلو الآخر يبدو عليه الإنهاك الشديد ، تتسائل بغرابة : بتدور على ايه يا حبيبى ! ، ليه كل الكركبة دى ؟
(علي) بصوت منهك : اصـ…..ل ، يا مامـ…..ا ، أنا ……
الأم : اقعد يا (علي) أنا كنت عاوزاك فى موضوع مهم !
” يجلسان على السرير ويتلاقط (علي) أنفاسه إلى أن هدأ ثم بدأ بالتحدث “
(علي) : خير يا ماما .
الأم : أنت كنت في اسكندرية بتعمل ايه ؟
(علي) : ليه يا حبيبتي في حاجة .
الأم : انا لقيت ده يا (علي) ، ده خاتم الماظ ده شكله غالي قوي .