جرائم غامضة حقيقية
جرائم غامضة حقيقة لم تُحلّ حتى اليوم: أسرار لم تصدقها الشرطة.

بداية الجرائم:
الصندوق الذي بدأ اللعنة
(من أشهر الجرائم الغامضة)
حين عادت ليان مراد إلى قسم التحقيقات الخاص بالمدينة بعد غياب ثلاث سنوات، لم تتوقع أن يستقبلها ذلك الصمت الثقيل الذي يسكن الممرات كأن الأنفاس نفسها خائفة. كانت الأرض رطبة، والرائحة تشبه مزيجًا من الورق القديم وآثار الليل.
في نهاية الممر، كان باب الحديد المؤدّي إلى غرفة الأرشيف نصف مفتوح.
الشيء الوحيد الذي لم يتغير منذ تركت العمل…
هو الشعور بأن تلك الغرفة كائن حيّ، ينتظر اقتراب أحد ليفتح عينيه.
تقدمت بخطوات محسوبة، صفّ من الأدراج المعدنية يمتد كقبر طويل، فوقه غبارٌ أبيض، وتحت كل درْج عنوان… إلا درج واحد.
درج لا عنوان له.
لا رقم.
لا تاريخ.
“هذا هو ما جئتِ لأجله يا ليان.” قالها صوتٌ خلفها.
التفتَت، فرأت الرائد سليم عارف، الرجل الذي طالما اعتبرته نسخة إنسانية من الليل نفسه.
“كان يجب أن نغلق هذا الدرج منذ زمن.”
قال سليم: “لكنهم أعادوك لأنك الوحيدة التي تستطيع قراءة ما بداخله.”
سحبت ليان الدرج ببطء. وفي الداخل… ثمانية ملفات.
عليها ختم أحمر: قضايا غامضة – لم تُحلّ.
لكن الغريب ليس الملفات بل ورقة صغيرة بينهما، كتب عليها بخط مجهول: “افتحيها بالترتيب… وإلا لن تفهمي النهاية.”
الجريمة الأولى:
الغرفة التي تحدث من تلقاء نفسها
(قضية غامضة لم تُحل)
بدأت ليان بالملف الأول، لكن لمجرد لمسها له، عاد صوت قديم في رأسها صوت لم تستطع نسيانه.
“صندوق… وغابة… وطفلة بلا اسم.”
لم تكن قد شاركت في القضية، لكنها تذكّر تمامًا يوم وصلت الصور إلى مكتبها منذ سنوات.
كانت القضية سببًا في استقالة محققَين، تخيلت المشهد كما لو كانت هناك:
ضوء الصباح ينساب على طريق مهجور، وصندوق خشبي يلمع كأن أحدهم تركه قبل دقائق فقط.
فتحه الشرطي… فبان وجه الطفلة، هادئ… إلا عينيها، كأنها كانت تريد قول شيءٍ قبل أن ينطفئ كل شيء.
لكن ما أثار رجفة ليان لم يكن موت الطفلة…
بل الصفحة الأخيرة في الملف: “اختفاء عينة الحمض النووي. لا أثر. لا تسجيل دخول.
ملاحظة: هذا ليس خطأً بشريًا.”
رفعت ليان رأسها وقالت: “إنها ليست مجرد جريمة… إنها بداية.”
سليم لم يعقّب، كان ينظر نحو الدرج الفارغ وكأنه ينتظر شخصًا لا نراه.
الجريمة الثانية:
الغرفة التي تحدث من تلقاء نفسها.
(قضية غامضة لم تُحل)
فتحت ليان الملف الثاني: الغرفة 1046.
لكن هذه المرة لم تقرأ، بل رأت.
رأت رجلًا يدخل الفندق بعينين زائغتين.
رأت الظلّ الطويل خلفه، الذي لم يلاحظه أحد.
رأت الباب يُغلق، والليل يهبط فوق الغرفة كغطاء أسود.
ثم حدث المشهد الذي لا يغادر ذاكرة أي محقق: الرجل يتلقى ضربة لا تأتي من أحد، يسقط، يتشبث بالحياة…
لكن لا يدٍ تظهر، ولا أداة، ولا أثر.
وعندما تُفتح الغرفة أخيرًا، يُعثر عليه ميتًا، والباب مغلق من الداخل.
ضغطت ليان على صدغيها: “كيف يُقتل رجل في غرفة بلا قاتل؟”
رد سليم: “لأن القاتل لم يكن في الغرفة.”
“إذن أين كان؟”
نظر إليها بعينين مرهقتين: “هذا ما أريدك أن تكتشفيه.”
الجريمة الثالثة:
المرأة التي ابتسمت للكاميرا ثم اختفت.
(من أبرز ملفات الجرائم الغامضة)
لم تستطع ليان منع قلبها من الخفقان وهي تفتح الملف الثالث.
كانت قد سمعت عن القضية، لكن ما داخل الملف لم يكن مجرد سرد… بل مشاهد.
كاميرا المول.
امرأة ترتدي معطفًا داكنًا.
تسير بخطوات غير متوازنة.
تتوقف أمام الكاميرا كأنها تنظر إلى ليان نفسها…
ثم تبتسم، ابتسامة تثير القشعريرة في الظهر.
تتجه نحو زاوية ضيقة… ولا تخرج منها أبدًا.
“المكان الذي دخلت منه غير موجود معماريًا.” كتب المحقق السابق في تقريره.
بل الأسوأ: المعطف الذي وُجد لاحقًا لم يكن يحتوي على أي أثر بشري… كأنه لم يُلبس يومًا.
همست ليان: “هذه ليست مجرد قضايا… هذه جرائم غامضة تتجاوز الواقع.”
الجريمة الرابعة:
الغرفة التي ترفض المنطق
(واحدة من أغرب الجرائم الغامضة)
الملف الرابع كان مختلفًا.
كانت أوراقه ممزقة الأطراف، كأن أحدًا فتحه وأغلقه آلاف المرات.
رجل ميت في غرفة مغلقة من الداخل.
ضحكة غريبة مسجلة في شريط ظهر بعد الحادثة.
ضحكة لا يمكن تحديد مصدرها… ولا نوعها.
وضعت ليان الشريط في جهاز صغير، دار الشريط، ثم جاء الصوت.
ضحكة… لكنها ليست بشرية.
ليست حيوانية.
ليست من هذا العالم.
قفزت ليان مبتعدة، توقف الشريط من تلقاء نفسه.
قال سليم بصوت منخفض: “هذا الشريط… هو سبب منع فتح الملف التاسع.”
الجربمة الخامسة:
القاتل الذي يشبه ضحيته.
(قضية غامضة تخطت المنطق)
لم تعد ليان قادرة على التمييز بين عملها وبين كابوسها.
لكنها رغم ذلك فتحت الملف الخامس.
رجل يستلم رسائل مكتوبة بخط يده.
رسائل تتحدث عن جريمة لم يعترف بها… بل ربما لم تحدث أصلًا.
النهاية:
اكتشف المختبر أن الخط مطابق بنسبة 100%.
“هل يمكن لإنسان أن يكتب لنفسه دون أن يعرف؟” سألت ليان.
“نعم.” قال سليم.
“لكن ليس حين تتحدث الرسائل عن تفاصيل… لم يعرفها أحد.”
الجريمة السادسة:
“جثة بلا ظل”
(من أشهر الجرائم الغامضة حول العالم)
وتحوّلت الرواية إلى شيءٍ أشبه بالهلوسة.
كاميرا توثق رجلًا يمشي ليلًا… لكن دون ظلّ.
تحت أعمدة النور، فوق الرصيف، في كل خطوة، لا ظلّ.
ثم موته المفاجئ، ثم استقالة الشرطي الذي شاهد الفيديو.
هنا شعرت ليان أن شيئًا غير بشري يدخل دائرة الجرائم.
الجريمة السابعة:
“الحقيبة التي لم يحملها أحد”
(لغز من أعقد الجرائم الغامضة)
ملف الحقيبة كان الأخطر.
ظهرت في المطار تلقائيًا.
لا شخص يحملها.
لا أثر لها على الكاميرات.
كأنها “ظهرت” من الهواء.
في داخلها ملفات مفقودين من عشرين عامًا…
سألت ليان: “لماذا في حقيبة واحدة؟ لماذا الآن؟”
رد سليم: “لأن من وضعها يريد أن يلفت نظر شخصٍ محدد.”
“مَن؟”
“أنتِ.”
الجريمة الثامنة:
“آخر مكالمة”
(جرائم غامضة لم يعرف أحد نهايتها)
في الملف الثامن، المكالمة المسجلة:
“هناك خطوات… لكنها ليست لي.”
ثم الصمت.
ثم الصراخ.
الشقة مغلقة من الداخل، لا أثر لأي شخص آخر.
لكن خطواتها… لم تكن هي وحدها.
هنا شعرت ليان بالاختناق، ليست الوقائع ما أرعبتها…
بل الإحساس بأن كل القضايا ترتبط بخيط واحد، خيط لم تره بعد.
الجريمة التاسعة:
“الملف التاسع – باب لا ينبغي فتحه”
(أخطر الجرائم الغامضة في السلسلة)
قال سليم: “الآن… وصلنا إلى النهاية. أو البداية.”
فتح الدرج السفلي، وأخرج ملفًا أسود بلا علامة.
يداه كانتا ترتجفان، كأنه يخاف من مجرد لمس الورق.
“هذا الملف…” ابتلع ريقه.
“…لم يُكتب بعد.”
“لماذا؟”
“لأنه… يخصك.”
تصلبت ليان.
لم تستوعب الجملة.
“يخصني؟ كيف؟”
فتح سليم الصفحة الأولى.
كانت صورة لامرأة… واقفة أمام كاميرا مراقبة في مول.
تنظر مباشرة إلى العدسة، وتبتسم.
امرأة تشبه ليان، بل هي ليان.
لكن التاريخ… يرجع لثلاث سنوات قبل أن تبدأ الجرائم.
ارتجف صوت سليم:
“أنتِ… كنتِ أول ظهور في سلسلة الجرائم الغامضة.
ولكنك اختفيتِ… قبل أن تعودي.”
سقط الملف من يدها، اهتز الضوء.
واقترب ظلّ طويل من الجدار خلفها… ظلّ لا يشبه ظلّها.
لم يُعرف ما حدث بعدها.
سُجّل فقط أن غرفة الأرشيف وجدت فارغة، وأن الملفات الثمانية اختفت.
وأن اسمًا واحدًا أضيف إلى قائمة المفقودين في القضايا الغامضة.
اسم: ليان مراد.
ولا يزال الملف التاسع… بانتظار من يفتحه.
تمت بقلم : زينب عطية
لقراءة المزيد من مقالاتي وأعمالي:
قراءة رواية شيفت مسائي الجزء الأول من هنا
قراءة رواية شيفت مسائي تجربة الموت والوعي2 من هنا
قراءة مقال ليه أغلب العلاقات دلوقتي بتفشل من هنا




[…] لقراءة رواية جرائم غامضة حقيقية من هنا […]
ف انتظار الملف السابع