قصة بوليسية قصيرة “سر القتيل الغامض” تدور أحداثها حول مقتل شاب في ظروف غامضة، إلا أن الضحية هي الكاشف لهوية القاتل، كيف هذا؟.
قصة بوليسية قصيرة
داخل معمل الأدلة الجنائية.
كانت الإضاءة خافتة تُلقي بظلالٍ طويلة فوق الأسطح المعدنية، وأصوات الأجهزة تهمس بنبض ثابت كأنها تراقب أنفاس من ماتوا.
كان “حازم” خبير التحاليل الجنائية يجلس منكفئًا على المجهر، يداه ثابتتان، لكن وجهه يحمل من التعب والأسى ما يُشبه جرحًا لا يندمل.
عيناه مركّزتان بدقة في شريحة شفافة تحت عدسة المجهر، وكأنّه يرى فيها ما لا يراه أحد سواه.
لم تكن تلك القضية مجرد رقم جديد يُضاف إلى الملفات المغلقة، بل كانت طعنةً في الذاكرة… قبل أن تكون طعنة في جسد أحدهم.
كريم لم يكن مجرد زميل عمل، كان كأخٍ لم تلده أمه. رافقه في كل المراحل، ضحك معه في أوقات الراحة، وشهد معه أقسى الجرائم وأبشعها.
وفي إحدى ليالي الشتاء الكئيبة، عُثر على كريم جثةً هامدة في شقته.
لم يكن هناك كسر في الأبواب، ولا زجاج مُحطم، لا كاميرات ولا شهود… فقط سكون كثيف، ويد يمنى مقبوضة على فراغ كأنها كانت تحاول التمسك بالحياة للحظة أخيرة.
حازم دخل موقع الجريمة وهو يُخفي ارتجافًا داخليًا لم يعرفه من قبل.
مسرح الجريمة
كل شيء في الشقة كان ساكنًا، لكنه يحكي… الجدران ما زالت تحفظ صدى أنفاسه الأخيرة، والهواء يحمل ثقلاً مريبًا، كأن شيئًا ما رُفِع منه بالقوة.
وقف حازم أمام زياد، المتدرب الجديد، بينما عيناه لا تفارق المجهر.
بُص يا زياد… كريم لما اتقتل، ماحدش سمع صرخة، ولا أي كاميرا صورت حاجة
بس اللي أنقذنا حرفيًا… كان ظفره
أنفاس زياد ارتفعت، بينما رفع حازم رأسه من المجهر قليلًا، كأنّه يُلقي بثقل قلبه عبر الكلمات.
عارف ليه دايمًا بقول للناس: لو حد حاول يقتلك… خَدشه؟
حتى لو مش هتلحق تنجو… خدشه
سيب له عينة، حتى لو صغيرة
حتة من جلد الضحية تبقى تحت ظفرك
دي ممكن تكون الدليل الوحيد اللي يجيبلك حقك
صمت حازم للحظة، ثم تنهد وأكمل بنبرة ثقيلة، كأنها محملة برائحة الدماء:
أخذنا عينة دقيقة جدًا من تحت ظفره
كانت العينة مجرد بقايا، لا تُرى بالعين المجردة
لكن الأجهزة سَمِعِت صراخها جوا
الـDNA فضح الحقيقة اللي كانت مستخبية ورا ابتسامة كدابة
القاتل كان واحد بيزوره دايمًا… يدخل بيته… ياكل من طبقه
وكان آخر حد يتوقعه
زياد، وقد بدا التأثر على ملامحه، تمتم بصوت مبحوح:
يعني ممكن الواحد يكون ميت… بس يسيب خيط يجيبله حقه؟
حازم يرد ويعود للتركيز على العينة، وصوته ثابت كأنّه يُعلن حقيقة أزلية:
بالظبط
مش كل الأبطال بيعيشوا
بس في أبطال بيموتوا… وهم بيقفلوا القضية بإيديهم
وبينما كان صوت الجهاز يطبع نتائج التحليل الأخيرة، خيّم صمت ثقيل على المكان.
النهاية
لم يكن الانتقام هو ما حرّك خطوات حازم في تلك الليلة، بل شيء أعمق… العدالة.
أُغلق ملف القضية بختم “محلول”، لكن هذه الحكاية لم تنتهِ داخل حازم، بل تركت أثرًا لا يُمحى في الذاكرة.
ظل ظفر كريم شاهدًا صامتًا على جريمة حاولت أن تخفي نفسها خلف صمتٍ نظيف، لكن قطعة صغيرة من جلده، كانت كافية لتُشعل ضوء الحقيقة.
النهاية كانت مفتوحة، لكنها حملت عبرة واضحة…
إن لم تستطع النجاة، فازرع خيطًا، خيطًا صغيرًا من جلد قاتلك تحت ظفرك
فربما يكون ذلك كل ما يحتاجه العدل لينهض من بين الموتى.
#صبا✨
#سكريبت✨
#سر_القتيل_الغامض
للمزيد من القصص القصيرة الممتعة، زوروا موقعنا عوالم من الخيال، نقدم لك مجموعة من القصص الممتعة لمواهب شبابية مجتهدة