المشهد الأول
كنت قاعدة بقلب في الموبايل بملل، لحد ما وصلتني الرسالة دي من صحبتي.
دخلت على الرسالة أشوفها بعتت إيه، لقيتها بعتالي صورة كائن مرعب بشكل مش طبيعي!
كتبتلها بسرعة بخوف من المنظر ده:
_ أعوذ بالله من غضب الله! إيه ده؟!!!
استنيتها شوية، لقيتها ردت عليّ برعب:
قصة رعب قصيرة
_ معرفش! أنا كنت قاعدة بقرأ الرواية بتاعتي وسمعت صوت حاجة وقعت بره، ببص ناحية باب الأوضة لقيت الكائن ده بيبص ليا! أنا همـ.ـوت من الرعب! أعمل إيه؟ بالله عليكِ قوليلي! كل شوية يختفي ويظهر لي عند الباب، وهو بيراقبني! أنا خايفة أوي! اتصرفي!
شوفت الكلام ده، وقلبي وجع في رجلي من الخوف على صحبت عمري.
أنا افتكرت إنها بتعمل فيا مقلب!
بعتلها بسرعة:
قصة رعب قصيرة
_ فين أخوكِ؟!
ردت عليا في نفس الثانية:
_ أخويا بره مع صحابه، وبتصل بيه بيديني مغلق، أنا خايفة أوي يا دينا.
كنت مرعوبة! أعمل إيه؟ أتصرف إزاي؟! وإيه الكائن ده؟! وممكن يأذي صحبتي؟!
الساعة دلوقتي واحدة بالليل، مينفعش أنزل في الوقت ده!
ولكن في نفس الوقت، مينفعش أسيبها في الحالة دي!
لو حصل ليها حاجة، مستحيل أسامح نفسي!
لقيتني بكتبلها بدون وعي:
_ هتصل بيكِ وخليكِ معايا على الموبايل، وأنا هجيب أخويا واجيلك.
اتصلت بيها وأنا بحاول أطمنها، ولبست بسرعة وطلعت من أوضتي على أوضة أخويا، وخبطت…
لأ خبطت إيه بقى؟ أنا كسرت الباب عليه!
قصة رعب قصيرة
_ محمد! انت يا ض يا محمد! افتح! انت يا زفت!
سمعت صوته بيشتمني من جوه، وفتحلي الباب وصرخ فيا، وآثار النوم واضحة على وشه:
_ إيه؟ في إيه؟! بتخبطي كده ليه؟!
قولتله برعب:
_ ألبس بسرعة وتعال معايا! يلا، مفيش وقت للتفسير!
_ مش هروح في حتة! إنتِ مجنونة؟! إنتِ مش شايفة الساعة كام؟!
قولتله وأنا خايفة على نسمة صحبتي:
قصة رعب قصيرة
_ بسرعة بالله عليك يا محمد! نسمة صحبتي لوحدها في البيت! وبتقول إن في صوت بره، وفي كائن مرعب أوي عندها، وهي خايفة!
أول ما قولتله كده، لقيته اتنفض برعب بعد ما سمع اسم “نسمة”، وده طبيعي لأني اكتشفت من فترة قصيرة إنه معجب بيها!
قفل الباب في وشي، وطلع يجري بسرعة، لبس، وبعدها طلع وهو بياخد مفاتيح عربيته، ومسك إيدي، ونزلت أنا وهو بسرعة.
قال بسرعة بعد ما فتح باب العربية:
_ اركبي بسرعة يا دينا! نبقى نتكلم في السكة.
المشهد الثاني
فتحت باب العربية وركبت جمبه، وقلبي بيدق كأن في طبلة في صدري.
الطريق كان فاضي، مفيش غير كام عربية بتعدي كل فترة والتانية، والهواء البارد بيضرب على قزاز العربية.
لقيت محمد بيشاور بإيده وهو بيقول بعصبية:
قصة رعب قصيرة
_ بيتها فين بالظبط؟
_ في شارع النخيل، العمارة التانية بعد البقالة.
_ كويس… متخافيش، ممكن تكون شافت حاجة غلط… أو انعكاس أو…
قاطعته بسرعة وأنا ببص في الموبايل:
_ بس أنا سامعة صوتها مرعوب يا محمد! مش تمثيل! كانت بتعيط!
سكت، وفضلنا حوالي عشر دقايق، بس كل دقيقة كانت بتتحسب كأنها ساعة.
العمارة كانت ضلمة، مكنش فيها غير إضاءة خفيفة.
طلعنا بسرعة على السلم، ببص في التليفون بعد ما لاحظت إن صوت نسمة اختفى.
قولت برعب:
_ نسمة؟ نسمة! إنتِ سامعاني؟!
مجاليش أي رد، ومكنتش سامعة غير صوت خافت بسيط كده، كأنه صوت أنين.
محمد بدأ يخبط على الباب بقوة وهو بيقول:
_ نسمة! أنا محمد! افتحي!
سمعنا صوت خطوات جوه الشقة، بعدين الباب اتفتح، بس مكنش فيه حد!
أنوار الشقة كانت كلها مقفولة، مفيش غير ضوء موبايل نسمة اللي مرمي على الأرض.
دخلت أنا ومحمد وإحنا بنتلفت بحذر، كانت الصالة فاضية وفيها ريحة بخور وحاجة محروقة.
اتلفتنا ناحية أوضة بعد ما سمعنا صوت حاجة جاية منها، محمد حط إيده على بوقه إشارة منه إني مطلعش صوت، وقربنا من الباب بهدوء، ومحمد فتحه براحة، وكانت نسمة نايمة على الأرض وعاطية ضهرها لينا!
شعرها كان مبلول ومفرود على الأرض، وهي عمال تقول كلام كتير مش مفهوم، وكان فيه موبايل تاني مفتوح وجنبها، والصورة اللي كانت بعتالي ظاهرة على الموبايل!
ولكن الغريب إن الكائن ده كان بيتحرك!
المشهد الثالث
محمد قرب منها بخطوات بطيئة وهو بيسألها بخوف:
_ نسمة… إنتِ كويسة؟
نسمة مردتش عليه، ولكن كان كل شوية صوتها يزيد أكتر وأكتر وهي عمال تردد نفس الجملة.
مكنّاش فاهمين منها حاجة، بس لما قربنا منها أكتر، فهمنا هي بتقول إيه.
كان جسمها كله عمال ينتفض، وهي بتمتم:
_ هو مش بيمشي… هو مش بيمشي!
قصة رعب قصيرة
محمد مد إيده وحطها على كتفها بقلق، وفي لحظة واحدة، كانت اتلفتت لينا بسرعة مش طبيعية، وشعرها بيطير في الهواء بشكل مرعب!
بس الغريب إن شكلها كان بشع أوي!
كانت بنفس الشكل اللي في الصورة… العيون الواسعة، والجلد الشاحب، والفم المرسوم بابتسامة مريبة!
رجعت خطوتين وأنا بصرخ برعب:
_ محمد!!!
محمد متحركش، كان واقف متجمد مكانه وهو بيبصلها.
نسمة وقفت وبدأت تتحرك، بس كأنها طفلة لسه بتتعلم المشي لأول مرة، ومدت إيديها ناحية محمد وهي بتقول بنبرة مرعبة:
_ هو اختارني… مشي من الباب، بس ساب لي وشه…
ومرة واحدة، نور الأوضة اتقفل، ووش نسمة بيقرب من محمد.
محمد مد إيده في الهواء، وأنا كنت وراه، وجسمي كله بينتفض بخوف، وأنا شايفة ضوء الموبايل الباهت اللي وقع مني على الأرض.
المشهد الرابع
الضوء كان واضح عند رجل نسمة، وكان في رجل وراها، سوداء طويلة!
محمد همس لي برعب:
_ هو… هو في حد وراها يا دينا؟
وقبل ما أرد عليه، نسمة اتلفتت وراها بسرعة كأن في حد سحبها، وبصت على الفراغ اللي وراها، وقالت بصوت خشن:
_ مش قولتلك متخليش حد يدخل؟
وبعدها سكتت… سكتت، بس جسمها بدأ يتحرك بطريقة غلط.
ضهرها بدأ يتقوس لفوق، ورقبتها بتميل لورا بشكل مش طبيعي، لحد ما وشها بقى مواجه للأرض، وهي لسه واقفة!
محمد مسكني من دراعي وهو بيحاول يسحبني عشان نخرج، بس الباب اتقفل قدامنا بطريقة مريبة، والصورة اللي كانت في التليفون ظهرت قدامي، بس في المرايا مش التليفون!
حسيت بالبرد فجأة، ومحمد اتلفت وحاول يفتح الباب بكل قوته وهو هيموت من الرعب، بس القفل كان معلق والباب مش بيفتح.
وفجأة سمعنا صوت همس من كل مكان، وبكلمات متقطعة كأن فيه كذا صوت بيتكلم:
_ هي فتحت الباب… الباب اتفتح خلاص…
ونسمة وقعت على ركبتها، ووشها بدأ يتغير تمامًا للكائن اللي كان في الصورة، وبصوت جهوري قالت:
_ هو دخل خلاص…
قصة رعب قصيرة
المرايا اتكسرت فجأة، والأضواء بدأت تنوّر وتطفي، وسمعنا صوتها بتصرخ صرخة جهورية مرعبة.
غمضت عيني أنا ومحمد، وحطينا إيدينا على عنينا من بشاعة الصوت، ودي كانت آخر حاجة سمعناها قبل ما يغمى علينا إحنا الاتنين.
بعد مدة، معرفش كانت قد إيه، فتحت عيني وأنا حاسة بدوخة وصداع رهيب.
كانت أنوار الشقة طبيعية، بس نسمة مش موجودة، ولا في آثار لأي حاجة حصلت، كأن كل ده كان كابوس وانتهى!
محمد فاق هو كمان، وبعد ما افتكر اللي حصل، قال برعب:
_ هي كانت هنا… صح؟!
معرفتش أرد عليه، أنا مش قادرة أستوعب كل اللي حصل.
لمحت حاجة صغيرة على الأرض، كانت خصلتين من شعر نسمة مربوطين بشرايط سودة.
محمد قرب منهم عشان يمسكهم، وأول ما لمسهم، صرخ بألم، وإيديه اتحرقت!
ومرة واحدة، ريحة تراب وبخور ملت الشقة.
في الناحية التانية، في المرايا المكسورة اللي كانت قدامنا، لقيت انعكاسي ومحمد… ونسمة!
كانت واقفة ورانا ومبتسمة لينا نفس الابتسامة المرعبة، وإيدها محطوطة على كتف محمد.
قولت لمحمد بتحذير:
_ محمد… متبصش وراك.
لكن مع الأسف، كان فات الأوان.
وشه اتجمد وهو بيبص في المرايا، بعدين وقع على الأرض، وعينه مفتوحة.
أنا قعدت جنبه وأنا بعيط، جسمه كان بارد ومفيهوش نفس.
قمت أجري ناحية الباب، وفتحته بالعافية، وطلعت أجري على السلم لحد ما وصلت للشارع.
المشهد الخامس
الهواء بره كان بارد أوي، بس حسيته أهون من السكون اللي كان جوا.
وقفت أتنفس، وكل ما آخد نفس، أحس إن في حاجة بتراقبني.
بصيت لتليفوني اللي في إيدي… النور بتاعه اشتغل لوحده.
على الشاشة كانت الرسالة الأخيرة من نسمة:
_ قلتلك متدخليش الأوضة يا دينا.
ووشها كان بيظهر في خلفية الشاشة، نفس الابتسامة، نفس العيون…
بس المرة دي كانت بتبص ليّ، مش للموبايل.
الشاشة اسودّت، والنور في الشارع بدأ يطفي واحد ورا التاني.
آخر حاجة سمعتها قبل ما كل حاجة تختفي كانت همسة قريبة جدًا من ودني:
_ دلوقتي دورك.
النهاية.
بقلم: دينا حمزاوي



