قصة رومانسية جديدة: عاشقان مختلان

قصة رومانسية جديدة “عاشقان مختلان” للكاتبة/ دينا الحمزاوي.

قصة رومانسية جديدة “عاشقان مختلان”

أنا اسمي عبد الرحمن… شاب محترم جدًا يعني على الأقل من وجهة نظري

مبحبش الحفلات، وبعتبرها مكان مثالي إنك تتصدم في نوعيات بشر عمرك ما كنت عايز تقابلها.

بس الليلة دي… حياتي كلها اتشقلبت.

 

دخلت الحفلة وأنا لابس قميص أبيض مكوي نص كوي أمي ضغطتني ألبسه

ومشيت وسط الزحمة زي اللي تاه في موقف ميكروباصات.

وفجأة…

لقيت واحدة وقعت كوباية العصير بتاعتها على هدومي.

 

البنت اللي كان اسمها سما قالت بخضة:

 

_ يا نهار أسود! معلش، كنت بشاور لصحبتي.

 

رديت عليها وانا مصدوم :

_ بتشاوري؟! إنتِ كنتِ بتبعتِ طيارة ورق ولا إيه؟

سما حطت إيدها على وشها وقالت بكسوف:

_ طب استنى… هجيب مناديل.

 

أنا واقف مرعوب من البقعة اللي على قميصي…

والبنت دي، بدل ما تلم الدور، جابت منديل مبلول وقعدت تفرك جامد.

 

_ يا بت براحة شوية ، ده مش بلاط… ده قميصي الوحيد النضيف!

_ خلاص متأفورش البقعة هتطلع.

 

_ هتطلع إيه… إنتِ كده هتطلعيني أنا من هدومي.

 

اللي حواليّ كانوا بيتفرجوا علينا وكأننا عرض كوميدي مجاني.

وأنا في نص القرف والعصبية… بصيت في عينيها.وسرحت فيها

نسيت العصير، نسيت القميص… نسيت الدنيا.

سما ابتسمتلي وقالت :

_ بتبصلي كده ليه؟

رديت عليها بكل تلقائية:

_ عشان أنتِ أول واحدة تدخلي حياتي… بالبرتقال.

المفاجأة

ومن هنا بدأت الكارثة.

حفلة كنا نازلين فيها نرقص وننبسط

طلعت الحفلة اللي عرّفتني على سما.

 

بعد ليلة الحفلة الأسطورية، كنت متأكد إن دي آخر مرة هشوف البنت اللي غرقتني عصير برتقال.

لكن القدر (اللي شكله بيحب يتريق عليا) قرر يقلب الدنيا.

 

بعد أسبوع… كنت واقف في الكافيه اللي تحت المكتب أجيب قهوة، لقيتها داخلة بنفس الثقة اللي واحد داخل يستلم الأرض الزراعية بتاعته.

 

قلتلها بصدمة :

_ إنتِ؟!

 

سما ابتسمت وغمزتلي:

_ أيوة أنا… إيه؟ مش مصدق إن الدنيا صغيرة كده؟

 

أنا قعدت أبص لها زي الأهبل…

وأول ما استوعبت، قولت أول حاجة خطرت في بالي:

 

_ عندكم عصير برتقال هنا؟

 

قعدنا سوا، واتكلمنا عن كل حاجة…

عن الكلية اللي اتخرجنا منها، عن شغلها، وعن أمي اللي لحد دلوقتي شايلة هم القميص اللي اتلطخ.

الغريب إن كل جملة كانت بتضحكني، وكل ضحكة كانت بتخليها تبصلي بطريقة مش فاهمها.

_ على فكرة، أنا عادةً مش بغلط كتير… بس معرفش إيه اللي خلاني أوقع العصير عليّك يومها.

 

_ بسيطة… القدر عايز يلطّخني عشان يعرّفني عليكي.

سكتنا لحظة… وبعدها ضحكنا زي المجانين.

 

الأيام عدّت بسرعة…

بقينا نتقابل كتير، مرة على قهوة، مرة في الشارع بالصدفة، ومرة أنا روّحت لقيتها قاعدة مع أختي!

 

أنا اتصدمت…

_ إيه ده؟ إنتِ إيه… بتتعقّبيني؟

_ لأ يا غبي، دي صحبتي من زمان… الدنيا صغيرة وانت اللي كبير

وبعد شهور من القعدة والضحك والهزار…

لقيت نفسي واقف قصادها بجدية غريبة عليّا:

 

_ سما… إنتِ أكتر كائن عبيط قابلته في حياتي .

_ شكراً… بس انت متأكدة compliment؟

_ أيوة… عشان أنا كمان عبيط. وعايزك تكمّلي عبط معايا العمر كله

 

سكتت لحظة… بصتلي بعمق… وقالت الكلمة اللي وقعت قلبي:

_ موافقة… بس بشرط.

 

_ شرط إيه تاني؟!

_ تبطل تلبس القميص الأبيض المكوي نص كوي.

 

النهاية

ومن يومها… بقيت أنا وسما “أهبل اتنين في العالم”.

هي أول واحدة تدخل حياتي  مش بالبرتقال بس، دي دخلت بكل العصير.

 

 

تمت❣️

 

ک/ دينا الحمزاوي

للمزيد من القصص المتنوعة، والشيقة، تابعوا منصة عوالم من الخيال.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *