قصة غامضة: الحارس.

قصة غامضة “الحاس” للكاتبة آمنة محمد.

قصة غامضة “الحارس”

معروف عن المقابر الملكية للفراعنة أنها دائمًا بيكون عليها حراس من الجن، الحراس دول مربوطين بسحر النجوم، وده نوع أنواع السحر القوي جدًا واللي بيخلي رصد المقبرة عنيف.

 

الحكاية بدأ في بيتنا اللي عايش فية لوحدي بعد موت أبويا وأمي الله يرحمهم.

واحد صاحبي بيفهم في الموضوع ده كان قاعد معايا في مرة و قال لي في نص الحوار أنه متأكد من وجود كنز في بيتنا.

 

بصيت له بتعجب وأخذت الموضوع بهزار.. لحد ما لقيته قلب الموضوع جد أوي وبدأ يذكر لي علامات موجودة في البيت.

 

قال لي أنه بتدخله الشمس من جميع الجهات وأني لو طليت من أية شباك في البيت بيطل على الجهات الأربعة هشوف القمر عادي.

وأني لو جبت نبات وزرعته في بيتنا وسبته لفترة بدون مياه هيعيش عادي.

 

وقفت عند النقطة دي وأنا بضحك بإستنكار وبقول:

” ليه بقى؟ النبات الخارق بسعادته! هو فيه نبات يقدر يعيش من غير مياه؟! ”

 

رد عليا وهو بيبتسم وبيقول:

” لا، يا ناصح بس علشان رصد المياه الموجود حوالين المقبرة وكمان سهولة التربة اللي فيه فراغ تحتها ”

سألته بتفصيل أكثر:

” أيه هو رصد المياه ده؟ “.

رد عليا.. هنا رد شخص حافظ مش فاهم بس بيحاول يقنع الشخص اللي قدام منه وخلاص، وقال:

” أنه رصد المياه.. سحر بيعملوه الفراعنة وبيتم فيه تسليم جن غطاس على المكان..

الجن ده بيخلي حوالين المقبرة مياه كثيرة أوي.. لو حد حاول يحفر عليها المياه تخرج عليه من كل ناحية. ”

 

سكت ومتكلمتش بصراحة.. فكمل وقال لي:

” أنا ممكن أقول لك علامات كثيرة تاني علشان تصدق.. زي مثلًا أنك بتشوف حاجات غريبة في أحلامك أو في بيتكم..

ما هو أكيد الرصد مش عايش معاكم بسلام، مؤكد بيحاول يعمل معاك مشاكل بما أنك بتمثل خطر على الشيء اللي بيحرسه ”

 

المشهد الثاني

بصراحة صاحبي ده كان عنده حق في كلامه.. أنا فعلًا بعاني من كوابيس كثير وبشوف نفسي في أماكن غريبة تشبه إلى حد ما الأماكن الأثرية..

ولما أمي كانت عايشة الله يرحمها.. كانت بتقول أنها بتشوف مخوفات في البيت زي ناس غريبة بتتحرك بالليل أو تسمع حد بينادي عليها..

بس أبويا كان بيطمنها دائمًا ويقولها إن كلها تخيلات.. بس فيه شيء واحد أنا متاكد إني شوفته كثير أوي وما زلت بشوفه.

و هو قط أسود فحم بمثلث أبيض على رقبته بييجي عند غرفة معينة في البيت ويقعد فيها.. ولا حد يعرف هو بيدخل من فين ولا بيخرج من فين.. ساعات كثير كان بعد ما يدخل..

أدخل وراه ملقاهوش وكأنه بيتبخر.

 

محمد صاحبي قال في نص كلامه: ما تيجي نحفر ونطلع الأثار دي.

سكت وأنا بطل له بتعجب.. فغير الموضوع على طول.

 

صاحبي روح وقفلنا الموضوع بضحك.

قصة غامضة “الحارس” المشهد الثالث

وبعدها بكام يوم لقيته جاي لي البيت ومعاه شخص غريب أول مرة أشوفه..

 

إستقبلتهم و دخلوا وقعدوا معايا ولقيت صاحبي بدأ يفتح موضوع المقبرة تاني والكنز اللي تحت البيت…

وقال أنه الشخص اللي معاه ده اسمه الحاج رمضان…

 

مستعد يبدأ حفر في البيت، واللي هيطلع هيتقسم علينا بس لو وافقت مفيش تراجع علشان الناس دي مش بتهزر في الموضوع ده

..دول تجار كبار والغلطة معاهم بفورة.. وإن الموضوع هيتم بشكل سري علشان الحكومة.

كنت متفاجئ من الكلام.

 

صاحبي حطني في موقف مواجهة غريب.. رفضت طبعًا ولما الراجل مشي.. عاتبته وقولت له ميصحش كده.. وزعلت منه وقولت له يقفل على الموضوع ده.

 

بس للأسف الزن على الودان أمر من السحر وبالفعل بعد كلام كثير من صاحبي وافقت رغم إني مش مستريح للناس ولا للموضوع..

المشهد الرابع

وخلال يومين كان الحاج رمضان مجهز كل شيء وجايب رجالة، وبنحفر في البيت واستمر الحفر لمدة ثلاث أيام..كانوا بيحفروا بالليل بس..

والشيخ كل شوية يخليهم يوقفوا ويقعد يقرأ كلام غريب بصوت واطي وهو بيحرق بخور ريحته غريبة

 

وبعد سبعة متر بالضبط.. لقيوا باب حجري صغير مرسوم عليه رسومات فرعونية ورموز غريبة.

 

الشيخ أمر كل الرجالة يطلعوا من الغرفة..

لما جيت أطلع معاهم.. طلب مني أنتظر أنا وصاحبي.. استغربت بس مقدرتش أسأل ووقفنا نشوف فيه أيه؟

بدأ الشيخ يقرأ كلام بصوت واطي وهو عمال يتنفض ويترج.

وفجأة صرخت أنا وصاحبي لما خرج علينا من الحفرة قط اسود ضخم له ذيل طويل على غير العادي وقرنين صغيرين.. بخ في وشنا بقوة قبل ما يتحول ل

 

يتحول لكوبرا سوداء ضخمة جدّا ومرعبة.. مرسوم على جسمها باللون الأحمر رموز غريبة وأرقام.. وعيونها بيضاء تمامًا.

 

فتحت بقها وبدأ صوت فحيحها المرعب بيخرج منها

جريت أنا وصاحبي من الخوف وقفنا خلف الشيخ.. وهي جريت نحيتنا لحد ما وقفت قصاد الشيخ.. ومرة واحدة حاوطها دخان كثيف اسود

واتحولت لخيال أسود مش باين له ملامح

 

خيال وصل لسقف الغرفة.. وتحول المكان لجمرة من نار شديد الحرارة.

والعرق بقى يقطر مني أنا وصاحبي.. وفجأة نطق الشيخ بأسم ومع نطقه للإسم الغريب ده اختفى الظل الأسود وأظلمت الدنيا في وشي.

ومحستش بشيء بعدها..

 

المشهد الخامس

تتوالى أحداث قصة غامضة “الحارس”.

علشان أفتح عيوني وألاقي نفسي متكتف من إيدي ورجلي أنا وصاحبي ومحطوطين في الحفرة والشيخ واقف على رأس الحفرة بيقول للرجالة:

 

” أول ما أديكم الإشارة هتبدأوا بصاحب البيت اللي الحارس طالب التضحية به، بس بعد ما أعزم عليه.. فاهمين؟ وبعدها ما تفصلوا رأسه عن جسمه..

هندخل على صاحبه التاني مش هنقدر نسيبه علشان الرئيس بيقول هيعمل لنا شوشرة وعايز الموضوع يتلم… ولا أيه يا حاج رمضان؟! ”

طل الحاج رمضان لينا بخبث وقال:

” أكيد يا شيخنا.. بعدين عايزين نخلص الباشا جاي في الطريق.. مش عايزينه يشوف المناظر اللي هتحصل. ”

صاحبي فاق مع الكلمتين دول، لقى نفسه متكتف..

فضل يزعق ويخبط وصوته مكتوم.. وفجأة بدأ يبص ناحيتي ويعيط، وكأنه أخيرًا حس بالخطأ اللي وقعنا فيه بسبب زنه وعناده.

 

نزل الرجالة وحطوا السكين على رقبتي.. اتشاهدت في سري وأنا بطل لصاحبي اللي بدأ يتحرك وهو بيعيط وبيحاول يفك نفسه..

 

غمضت عيوني وأنا بواجه مصيري وقبل ما الشيخ يدي الإشارة سمعنا صوت طلق ناري وأقتحام للمكان..

 

المشهد السادس

اتفاجأ الرجالة بإقتحام من الشرطة.. صاحبي ردت فيه الروح من تاني.. ورجع يتنفس طبيعي.

 

بعد ما رجال الشرطة قبضوا عليهم وطلعونا وفكونا.. الضابط جه وسلم عليا وعلى صاحبي وقالنا بالنص وسط تفاجئ صاحبي اللي مش فاهم حاجة:

” براڤوا عليكم يا أبطال أنكم ساعدتونا نقبض على تجار الأثار.. الداخلية محضرة لكم مكافأة”

 

ابتسمت وأنا بقول:

” أنا كنت فاكر إننا خلاص ضعنا.. ”

رد عليا الضابط وقال:

” كنا متابعين كل اللي بيحصل عن طريق المايك بس مستنين اللحظة اللي هيكلموا فيها الرأس الكبيرة وتوصل وبالفعل أول ما دخلت البيت اقتحمناه وانقذناكم “.

 

طبطب الضابط عليا وشكرني مرة كمان أنا وصاحبي ومشي.. صاحبي طل لي بتعجب وبعدين سألني ازاي.. قولت له:

” أنا عارف أنك عملت كده علشان نفسك تعمل العملية لإبنك اللي محجوز في المستشفى…

وعارف كمان أنهم ضغطوا عليك علشان تقنعني وده نفس اللي كان بيحصل مع أبويا زمان…

أنت فاكر إني مش عارف حاجة عن موضوع المقبرة.. لأ بالعكس أنا عارف كل شيء.. أبويا قال حكا لي زمان الحكاية كلها.

 

لذلك أول ما عرضت عليا وجبت الراجل ده معاك افتكرت تحذيرات ابويا ليا.

توجهت للشرطة وبلغتهم بكل شيء وقولت لهم أنك معايا بس هتنفذ كل شيء تطلبه منك العصابة دي.

علشان أنت متراقب منهم ولولا أننا اخوات متربيين مع بعض وعارف معدنك الأصيل يا صاحبي وأنها لحظة ضعف علشان أبنك الوحيد كنت بلغت عنك.

 

صحبي ابتسم بإمتنان وحضني وقال: مش عارف أقول لك أيه.. شكرًا يا حسام.

 

ضحكت وأنا بحضنه وبقول:

دور لنا على بيت تاني بقى علشان وزارة الأثار شرت البيت مننا لأنه بقى موقع أثري..

بس متخافش دفعوا لنا مبلغ كويس.. مش عايزك تحمل هم علاج ابنك ولا العملية.. كلها ادفعت.

صاحبي ضحك تاني ودموعه في عيونه وحضني من جديد.

نهاية قصة غامضة “الحارس”

وأنتهت أخيرًا قصة البيت اللي كانت متعبة لحياتي وحياة والدي من قبلي وأخيرًا سلمت الإرث لأصحابه وتخلصت من الحارس… أو كنت فاكر كده… سلام.

 

بقلم/آمنة_محمد

 

للمزيد من القصص الغامضة، والممتعة، تابعونا على منصة عوالم من الخيال.

14 تعليقات

  1. روعة روعة روعة كتاباتك كلها ولا أروع يا أمنة ربنا يوفقك دائمًا يارب …. لا يقل جمالًا عن رواية أرض الوساوس ومفاتيح مدينة النحاس

  2. دايما بتبهريني بحلاوتك بجد
    أشطر بنوتةة والله ربنا يوفقككك يحبيبي ♥

  3. مش بعيد عليكي الابداع يا منون روياتك كلها تحفه اووووي اووووي ارض الوسواس مفاتيح مدينه النحاس او القصص القصيره تحفه بجد

  4. والله العظيم تحفه اووووي اووووي ماشاءالله تحفه بجد بجد

  5. مش بعيد عليكى الابداع يا امنه روياتك كلها قمر روايه ارض الوساوس او روايه مفاتيح مدينه النحاس او القصص القصيره اللى بتنشريها كلها ابداع بصراحه مشاء الله عليكى بجد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *