قصة ملهمة قصيرة: ضد الاختراق الإلكتروني

قصة ملهمة قصيرة “ضد الاختراق الإلكتروني” للكاتبة/ دينا الحمزاوي.

قصة ملهمة قصيرة

“تحديث واحد… وهزّ شركة بحجم أبل من جذورها.”

 

أنا حور، بشتغل في قسم الأمن السيبراني.

يومها كان عادي جدًا..كنت بشرب قهوة، ولاب توب بتاعي مفتوح قدامي و براجع رسائل البريد . وفجأة نزل إشعار بيقول:

«تحديث جديد للآيفون — تحسينات في الأمان.»

 

قلت لنفسي: “يلا نطلقه ونركز في باقي المهام.”

بس بعد ساعة بالضبط، الدنيا كلها انقلبت شكاوى المستخدمين بدأت تيجي بالآلاف:

 

«التليفون بيسخن فجأة.»

 

«صور غريبة ظهرت في الألبوم.»

 

«الموبايل بيكتب لوحده!»

 

فتحت النظام الرئيسي أراجع الكود، لقيت اسم خدمة غريب وميض على الشاشة:

“Microsoft Update Helper”

… مع إننا في أبل، عمرنا ما استخدمنا ده!

 

عرفت إن في حاجة مش طبيعية.

قبل ما ألحق أستوعب، جالي إيميل على البريد الرسمي:

“معانا نسخة من كود التحديث كامل. ومعانا مسودات منتجاتكم الجديدة. 72 ساعة، وإلا هينزلوا للعالم كله.”

 

إيديا بردت، وقلبي وقع في رجليا.. حسيت إني واقفة على قنبلة.

اتجمّعنا كلنا في غرفة الأزمة، المدير التنفيذي قال بلهجة صارمة:

 

«لو ده صح… فإحنا قدام أكبر ابتزاز في تاريخ الشركة.»

 

أنا كنت قاعدة ساكتة، ببص للرسالة اللي على الشاشة.

وصوتي الداخلي بيقول:

“تحديث واحد… هيقدر يهدد ملايين الأجهزة، ويهدم سنين من الثقة.”

 

العد التنازلي بدأ… 72 ساعة.

 

المشهد الثاني

إليك المشهد الثاني من قصة ملهمة قصيرة “ضد الاختراق الإلكتروني”.

غرفة الاجتماعات كانت مليانة وكلنا قاعدين على اعصابنا

ملامح المدراء كلها اتغيرت… وبدأت الأصوات العالية، والآراء المتعارضة.

واحد قال: «ندفع وننهي الموضوع… سمعتنا أهم.»

والتاني صرخ: «لو دفعنا مرة… هيبتزونا طول العمر!»

 

أنا كنت قاعدة في النص، مش بفتح بوقي.

بس دماغي كانت شغالة: الهجوم اتعمل عن طريق تحديث رسمي… يعني الكارثة مش بس عندنا، الكارثة وصلت لملايين المستخدمين اللي نزّلوا التحديث!

الموضوع مش مجرد ابتزاز فلوس…

الموضوع حياة ناس وصورهم وخصوصيتهم.

 

المدير التنفيذي بصلي وقال:

 

«.. قوليلي رأيك.»

رديت بثبات:

 

«دول استغلوا حاجة محدش كان متوقعها… ثغرة في التحديث.

والحل مش في الدفع… الحل في إننا نفكّر زيهم. نرجع وراهم، نعرف هم دخلوا إزاي، ونستعمل نفس السلاح ضدهم.»

 

سكتوا… شوية وهما بيتبادلوا النظرات ما بينهم .

حد فيهم قال: «تقصدي نخترق الهاكرز نفسهم؟!»

 

ابتسمت بخبث وانا بقول :

 

«بالظبط… بس هنحتاج خطة سرية، ومفيش مجال للغلط.»

 

واحنا قاعدين بنتناقش ، كان في إيميل جديد وصل للشركة .

“48 ساعة متبقية… والساعة بتجري.”

 

قريت الرسالة وابتسمت ببرود.

من النهارده… اللعبة بقت لعبتي.

المشهد الثالـث

تتوالى أحداث قصة ملهمة قصيرة” ضد الاختراق الإلكتروني”.

من اللحظة دي بدأنا نحط الخطة.

قسمنا فريقين:

فريق يراقب تحركات الهاكرز.

وفريق (وأنا معاهم) بيجهّز فخ إلكتروني جوا النظام.

 

الـ 48 ساعة بقت 24… الضغط كان رهيب.

بس إحنا قدرنا نوصل لخط سير غريب:

كل مرة بيبعتوا رسالة ابتزاز، السيرفر بيمرّ على IP تابع لشبكة وهمية مسجلة باسم Microsoft.

 

ضحكت وأنا بقول:

 

«دول فاكرين إنهم يستخبوا ورا اسم مايكروسوفت؟ غلطوا غلطة عمرهم.»

 

صممنا تحديث “وهمي” جديد، شكله بالظبط زي النظام اللي بيبتزونا بيه.

بعتناه على القناة اللي بيتجسسوا منها.

 

بعد ساعات قليلة… جالنا رد:

“استلمنا النسخة. لو دي محاولتكم، فشلة زي باقي أمانكم.”

 

بس اللي ميعرفهوش إن التحديث ده كان حصان طروادة.

بمجرد ما فتحوه… بدأنا نسحب بياناتهم:

 

مواقعهم.

 

محادثاتهم.

 

وحتى تسجيلاتهم وهم بيتفقوا على عملية الابتزاز.

 

المدير بصلي وقال بدهشة:

 

«يعني كل اللي معانا ده… دليل إدانة؟»

ابتسمت بثقة:

 

«و أكتر من كده… إحنا بقينا جوة عقلهم.»

العد التنازلي بيقول: 12 ساعة متبقية.

بس إحنا دلوقتي مش في موقف دفاع… إحنا اللي بنهجم.

 

المشهد الرابع من قصة ملهمة قصيرة

 

12 ساعة كانت بتفصلنا عن الفضيحة.

الهاكرز مستنيين ردنا… والعالم كله عايش عادي مش عارف إن مستقبله الرقمي في خطر.

 

إحنا بقى كان عندنا ورقة أخيرة:

الكود اللي سرقوه قدرنا نزرع فيه قنبلة صامتة.

بمجرد ما يحاولوا ينشروه… النظام هيولّع عليهم قبل ما يلمس سيرفر واحد من سيرفراتنا.

 

إشعار عالمي خرج من أبل:

«تحديث iOS 26 — أقوى حماية سيبرانية في تاريخ الشركة.»

الملايين نزّلوا التحديث في نفس اللحظة.

والهاكرز.

مجرد ما حاولوا يشتغلوا بالكود اللي سرقوه… الدنيا عندهم اتقلبت: شاشاتهم سودة، السيرفرات وقعت، والـ IP بتاعهم اتفضح للعالم كله.

كان عندنا تسجيل مباشر للحظة انهيارهم.

مدير الفريق بصلي وقال:

 

«انتهت اللعبة.»

أنا ابتسمت بفرح وقولت :

 

«دي مش النهاية… دي بداية عهد جديد. واللي يفكر يقرب مننا بعد كده… لازم يعرف إن أبل مش بترحم.»

 

وبكده…

انتهت أكبر محاولة ابتزاز في تاريخ التكنولوجيا.

تحديث iOS 26 ما كانش مجرد تحديث.

كان رسالة.

 

ک/ دينا الحمزاوي

 

إذا أعجبتك قصة ملهمة قصيرة “ضد الاختراق الإلكتروني” للكاتبة/ دينا الحمزاوي على منصة عوالم من الخيال.

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *