قصص رعب قصيرة: ثلاجة الخالة(1)

صورة قصص رعب قصيرة
صورة توضح قصة من قصص رعب قصيرة

قصص رعب قصيرة: ثلاجة الخالة.

_تعالى نرن الجرس زي كل مرة ونطلع نولي يا علي،  بنفضل نضحك عليها.

” لا يا عم أنا أخاف تشوفنا المرة دي،  وتروح تقول لأبويا يعاقبني.. بعدين أنت مش سمعت الشيخ النهارده وهو بيقول إن حرام نزعج الجيران وربنا هيزعل مننا لو عملنا كده! ”

_ يا علي تعالى.. ربنا هيسامحنا علشان أحنا صغيرين.. هنرن رنة صغيرة بس.

هز علي ذو التسع سنوات رأسه نافيًا ورافضًا وهو يركض بعيدًا نحو الشارع حاملًا في يده كورة صغيرة من الجلد وركض من خلفه عثمان صديقه وجاره والذي له نفس السن،  بينما راقبتهم هي من خلف زجاج الباب الخشبي حتى خرجوا من باب العمارة نحو الشارع المكتظ بالعابرين.

ضرب الفتى كورته التي ارتطمت بقدم صديقه ليحجزها عن دخول المرمى وفي نفس الوقت جعلته يصيح في رعب قائلًا:

” يا أبايا ألحقني.. الولد علي كسر لي رجلي.. علي كسر لي رجلي علي يا علي يا عليييييي”

_ ركض علي تجاه الفتى الصارخ وهو يفحص قدمه وعثمان يقف فوق رأسيهما قائلًا:

” بطل يا واد فعل.. ما رجلك كلها على بعضها في مكانها اهي حتة واحدة.. وبعدين دا ضربك بالكورة مش بصاروخ أني يعني”

قبل علي رأس الفتى الباكي معتذرًا مُقلدًا والده الذي يراه يفعل هكذا ليعتذر من زوجته حينما يُغضبها قائلًا:

” حقك عليا.. مش هعمل كده تاني.. تعالى معايا نوصلك البيت عندنا وأبويا يكشف عليك كمان”

حرَّك عثمان رأسه وهو يقول ببراءة الأطفال” أيوه تعالى معانا أصل عمي رمضان ممرض شاطر.. هيديك أبرة تخليك رجلك دي زي رجل الحصان”

قصص رعب قصيرة

قالها عثمان ضاحكا ليزداد الفتى في بكاءه أكثر… وينظر علي لعثمان مشيرًا لذقنه يمدها بيده في وعيد لما سيفعله به بعدما ينتهيان من تلك المصيبة التي وقعا فيها.

قصص رعب قصيرة: في بئر سلم.

أسندا الفتيان الولد الصغير إلى حيث يقطنان في نفس العمارة المتهالكة حيث أجلساه على أول السلم وصعدا ليرا إن كان والد علي قد عاد من العمل أم لا.. ولكن حينما صعدا لم ينزلا إلا بعد دقائق حيث انشغلوا بعمل شطائر من الجبن والخيار.

قصص رعب قصيرة.

عند عودتهما.. لم يجدا يوسف الصغير.. فعرفا أنه قد رحل إلى منزله فعاودا الصعود مرة أخرى إلى منازلهم كل على حدى على أمل اللقاء بالغد للذهاب للمدرسة.

في اليوم التالي لاحظ الولدين تغيب الصغير يوسف من الفصل حتى علما عند عودتهم من المدرسة أن والداه يبحثان عنه لتغيبه منذ البارحة.

آثر الصغيران الصمت لعدم إدراكهما لما يحدث وفي المساء تجهز علي للخروج واللعب مع عثمان وبقية الصبية في الشارع كما اعتادوا كل يوم..

وأثناء بحثه عن الكرة الخاصة به تذكر أنه قد نسيها مع يوسف البارحة حينما صعد برفقة عثمان وتركاه بالأسفل،  حزن لفقده الكرة وقرر أن يبحث هو وعثمان عن الكرة المفقودة.

قصص رعب قصيرة: الركض خلف أثار الكرة.

في الأسبوع الذي يليه أعلنت المدرسة في الطابور عن جائزة مادية لمن يدلي بأي خبر يخص طفل يدعى محمد سيد روبي نظرًا لتغيبه من البارحة دون أثر.

وقالت المدرسة أن أي طالب سيدلي بأقواله لدى المدير عن آخر مرة رأى فيها الطفل محمد في أي مكان فله مكافئة مالية عظمى بمقدار خمسين جنيه.

قصص رعب قصيرة.

نظر علي لعثمان وهما يستمعان لصوت المعلم في الميكرون ويبتسمان.. الآن فقط لو إستطاعا الإدلاء أو الوصول لأي معلومة تخص الطفل محمد فسيحصلان على الخمسين جنيه ويشتريا كرة جديدة بدلًا من المفقودة.

قرر علي تشكيل فرقة تحري صغيرة تتكون من ثلاثة أطفال.. هو وعثمان وطفل آخر يدعى حسن.. وبدأ الفريق في البحث عن أي دليل يخص الطفل محمد الذي يسكن في الحارة التي تقع خلف حارتهم ويصغرهم بسنة واحدة فقط في المدرسة.

تم توزيع المهمات بين الثلاثة والتي كانت عبارة عن سؤال كل أطفال المدرسة عن أي معلومة تخص الطفل محمد.. ولم يصلا لنتيجة فالبطبع الذي يعلم أي معلومة عنها كان سيدلي بها ليأخذ الجائزة

إقترح عثمان التوسع أكثر في دائرة البحث وبدأوا في سؤال الجيران كلهم عن إن كانوا قد رأوا الطفل الصغير عثمان في أي مكان في الأيام السابقة أم لا؟

ومن بين مئات الأشخاص لم يفدهم سوى السيد عوض المجذوب.. رجل بلغ من العمر السبعين وأصاب عقله العطن منذ مدة طويلة.. قال للاطفال بعد أن طلب منهم بنصف جنيه طعمية أنه رأي الطفل محمد يتوجه لمنزل عثمان والذي هو نفسه منزل علي بالليلة الماضية.

لترتسم على وجوه الصبية الثلاثة دهشة شديدة ثم ضحكات متتالية ساخرة على ما يقوله الخرف.. وفي النهاية قرر الثلاثة اطفال إكمال البحث حتى نهاية اليوم حينما توجهوا لمنزل علي للإستراحة وتناول البعض من سندوتشات الجبنة والخيار.

ومع نهاية اليوم عاد عثمان لبيته في الطابق العلوي لنفس العمارة التي يقطن بها علي ونزل محمد مغادرًا لبيته….

قصص رعب قصيرة:  الكرة في الملعب.

وكعادة اللقاء.. وقف عثمان في السادسة صباحًا أمام شقة علي يطلبه ويتعجله للذهاب للمدرسة.. وخلال دقائق كان الولدين يمسكان بشطائر الجبنة والخيار.. يقضمانها وهما يتقلبان على درجات السلم نزولًا بمرح.

وحالما وصلا للطابق الأخير إلتفت عثمان لعلي في مكر وهو يقول:

_ أيه رأيك نشوف مين هيسبق للمدرسة؟!

نظر له علي بضيق وهو يقول: ” مش قادر وأبويا قال لي متدوسش على رجلك كثير علشان تلم.. ”

لوى عثمان رقبته وهو يقول بمكر:  _ أنت بتضحك عليا هي رجلك دي مش هتلم خالص دا بقى لها سنتين بتلم يا كسيل دا لو بتلم حق قصر كانت لمت… أنا عارف بقى إزاي أخليها تلم.

راقبه علي وهو يتقدم من شقة السيدة زينب التي تسكن الطابق الأرضي.. تلك السيد المنعزلة والتي لم يعرفوا لها أقرباء منذ إنتقلت للبناية المتهالكة داخل الحي الميت هذا..

سيدة أربعينية لم تخرج من شقتها إلا بعض مرات.. تمثل الكره الأول لعلي وعثمان منذ زجرتهم ونهتهم عن اللعب في بئر السلم أمام شقتها منذ اليوم الأول.. صاحب العمارة أخبر السكان أنها تعاني من مشكلة نفسية منذ وفاة أولادها الخمسة على يد زوجها المجرم.

وعلى هذا السبب عذرها سكان العمارة وتجنبوها في نفس الوقت..

بمجرد ما أن اقترب عثمان من الباب حتى ظهر الذعر جليًا على وجه علي.. وقبل أن يضغط جرس الباب.. إلتقطت عيناه شيء مميز يقع على جانبه.

مال عثمان بجسده وهو يلتقطهُ ناظرًا له في تعجب وكأنه رأى ذلك الشيء من قبل،  وقبل أن يلتفت تجاه علي ويتحدث فُتح الباب فجأة ليتراجع الفتى الصغير في ذعر للخلف واضعًا ذلك الشيء خلف ظهره.

قصص رعب قصيرة: المراهنة على حقيقة الكرة.

قصص رعب قصيرة… كانت ملامح السيدة تشع خبثًا وهي تنظر للفتى الذي إنكمش على نفسه في رعب حينما قالت:

_ أنت بتعمل أيه هنا يا ولد؟

تراجع عثمان للخلف اكثر وقد تشنجت حنجرته وإلتوي ثغره الباسم لإسفل قائلًا:

” ولا حاجة.. والله ما بعمل حاجة.. ”

قالها بصوت شبه باكي لتقلب هي ناظريها بينه وبين علي الذي يقف على باب البناية مراقبًا لتجزره قائلة:

” طيب يلا روح على المدرسة.. ”

ما أن قالت جملتها حتى حملت الرياح الصبية وانطلقت بهم خروجًا نحو الشارع.. يركضون من فرط ما بهم من خوف لا يعلمون مصدره.

وقفا يلتقطان انفاسهما جانب باب المدرسة الحديدي وما زالت يد عثمان تقبض على الشيء الذي وجده بقوة.. وكأنه نسيه.. قبل أن يمسك علي يده قائلًا:

_ متخافش.. هربنا منها الست المجنونة.. يا رب تروح من العمارة وتمشي بقى.

مسح علي دموعه وهو يفتح قبضته المرتعشة ويقول:

_ بص لقيت ايه قدام بابها.. دا ساعة محمد..

تفحص على الساعة قائلًا:  ايوه هي صح.. ابوه كان جايبها له من العراق السفرية اللي فاتت.. باين وقعت منه. البارح وهو مروح من عندي، دا حتى متلوثة جبنة براميلي أهي،  جدع أنك جبتها.. هنديها له بقى لما ندخل.

دلف الفتيان إلى ساحة المدرسة الواسعة ووقفا في الصف المخصص لفصلهم الدراسي.. ليسمعا بعدها صوت المدير الذي خرج من مكبرات الصوت نحو أذانهم الصغيرة معلنًا عن إختفاء طفل آخر.

ولكن هذه المرة لم يكن الطفل الذي اختفى سوى محمد صديقهم،  لينظر الولدان لبعضها البعض وملامحهم قد تبدلت لشيء من الرعب الخالص.

قصص رعب قصيرة… بقلم آمنة محمد ابوالخير.. إذا أعجبتك القصة فأنتظر الجزء الثاني.. أو أقرأ قصة أخرى من هنا:

قصص رعب قصيرة: عريس من جهة مخفية10

للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال



تابعونا على فيسبوك

Visited 15 times, 1 visit(s) today

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *