قصص رعب قصيرة.. بن الجيران.
مرحلة الشباب في حياة أ شخص بتكون مرحلة سعيدة مليانة أمل وتفاءل ومشاعر كثير جميلة، بس أنا بقى حكايتي مكنش فيها لا أمل ولا تفاءل ولا حتى فلفل أسود، حكايتي كانت مليئة بمطاردات .. مطاردات من شخص مجهول، لحد الآن مش عارفة هو مين بالضبط، الشخص ده زي ما ظهر فجأة، بردوا أختفى فجأة.
أهلا أنا شيماء محمد.. عندي إثنين وأربعين سنة في الوقت اللي بكلمكم فيه دلوقتي، وجاية أحكي لكم قصتي الغريبة واللي حصلت قبل إتنين وعشرين سنة يعني تقريبًا كده في 2003، وقتها كنت طالبة في الجامعة لما بابا قرر إننا ننتقل من الحي اللي ساكنين فيه لحي تاني في مدينة ثانية، الموضوع في الأول كان صعب علينا أنا وأخواتي
لحد ما مع الوقت إتعودنا عليه، وبدأنا نعتاد العمارة والمنطقة والناس وكل شيء، صحيح في بداية الأمر كنا كارهين الموضوع علشان الخساير اللي أبويا إتعرض لها في الشغل وقتها نقلتنا لمكان شعبي سنة ولكن ده ما كان أصعب جزء من قصتي، وقتها كنت بضطر أروح الكلية وحدي، بعد ما كنت متعودة بابا يوصلني.
قصص رعب قصيرة
قصص رعب قصيرة.. بداية الحدوتة
وفي مرة وأنا راجعة من الجامعة متأخر بعد المغرب بسبب السكاشن والمحاضرات، وقفت على أول الحي والدنيا كانت عتمة، مشيت مرعوبة، جسمي كله بيتنفض من الخوف وقلبي مقبوض، تقريبًا الكهرباء كانت فاصلة في المنطقة، أخدتها جري لحد ما وصلت لباب العمارة وكنت هتكعبل أكثر من مرة، أخدت السلم جري وعند الدور الثاني بالتحديد لقيت حد خرج في وشي.
صرخت وأنا بجري، بطل لقيت شاب ولع كشاف .. بيقول بضحكة هادية ومحترمة، متقلقيش يا آنسة شيماء أنا سعيد، بن الجيران، طليت له بتعجب وأنا بقول له بخوف وبتراجع للخلف: سعيد مين وعايز أيه؟… إبتسم أكثر بهدوء وهو بياخد خطوة للخلف وبيقول: أنا آسف إني فزعتك.. حقيقي مقصدش.. بس أنا شايفك من أول ما دخلتي المنطقة بتجري.
أنا كنت ماشي وراكي من أول ما نزلتي من الميكروباص، شوفتك خايفة حبيت أطمأنك.. تعالي نطلع سوى .. أنا ساكن في الدور اللي فوقيكم على طول وبعتذر مرة كمان إني فزعت، تعالي ورايا، من قبل حتى ما أتكلم لقيته طلع السلم وهو منور كشاف الموبايل ولقيت نفسي بمشي وراه وأنا مطمأنة، لحد ما وصلنا للدور السابع عند شقتي إستنى لما خبطت وماما ردت وقبل ما تفتع طلع هو للدور الثامن.
قصص رعب قصيرة .
قصص رعب قصيرة… اللقاء الثاني
عرفت بعد كده أن النور في أكثر من منطقة هيقطع يوميًا مساءًا، فقررت إني أرجع من الكلية كل يوم بدري علشان مسلسل الرعب بتاع المرة اللي فاتت ما يتكرر تاني، بس للأسف لحظي السيء الأيام دي جدول المحاضرات إتبدل لمواعيد مسائية وكده كده إضطريت إني أرجع متأخر، في نفس الوقت اللي بابا كان بيشتغل مواعيد مسائية وما عنده وقت يجيبني ولا يوديني
ويصادف معاها سفر أخويا الوحيد للجيش وبقية أخواتي بنات صغار، يعني كانت مأزمة من كل ناحية إلا من شعاع النور اللي سعيد كان بينوره كل ليلة ليا ..كل مرة كنت برجع فيها من الكلية بلاقيه مستني على أول الشارع ويوصلني لحد باب الشقة كمان .. بدون كلام، وواحدة واحدة بدأت المواضيع تتفتح بينا وأبدى لي رغبته أنه عايز يتقدم
ولكن هيستنى المعاد المناسب، وقتها أنا ما كنت فاهمه أيه اللي بيحصل، زي ما يكون مسحورة، ظهور سعيد بعدها كان غريب، كنت بشوفه في كل مكان، في الجامعة، في المواصلات وأنا راجعة، في أفراع العائلات، كنت بحس أنه بيراقبني وبيتعمد يمشي ورايا في كل مكان، الموضوع ما كان بيضايقني ولكن كان مثير للتعجب.
كنت بسأل نفسي، لما هو معجب بيا للدرجة، أيه يخليه ميتقدمش؟ خصوصًا أن أهله ناس كويسين أوي ومش بيرفضوا له طلب، أنا ولا مرة فكرت أسأل مامتي على أهل سعيد اللي ساكنين فوق مننا، خوفت تفهم غلط، خصوصًا أن أختي سالمة اللي عندها عشر سنين شافتنا قبل كده بنتكلم على السلم، أنا عارفة أن كلام معاه خطأ .. بس ده اللي حصل.
قصص رعب قصيرة.
قصص رعب قصيرة… قطع الجوابات.
وسط قصتي أنا وسعيد وفي الوقت المناسب اللي وعدني أنه هيتقدم فيه.. سعيد إختفى، إختفى بدون مقدمات.. لا جه ولا كلم بابا، عدا يوم إتنين إسبوع، شهر .. شهرين، وسعيد لا حس ولا خبر ولا حتى بشوفه في العمارة، كنت هتجنن، عايزة أعرف فيه أيه، في وسط كل اللي بمر به ده نظرات أمي ليا في البيت كانت غريبة كلها شك وريبة.
وفي مرة وأنا نايمة لقيتها بتصحيني بعصبية وهي بتقول: “شيماء..شيماء” صحيت مفزوعة” فيه أيه؟” سألتني بعصبية ..” مين سعيد؟ مين سعيد ده” بصيت لها بخوف وأنا ببلع توتري وبقول:” سعيد مين يا ماما؟”، لقيتها زعقت وإتكلمت بغضب أكثر:”بقولك مين سعيد إنطقي”، مكنتش عارفة أعمل أيه بسأل نفسي مليون سؤال
يا ترى ماما عرفت الإسم ده من فين؟ طيب هل سعيد كلم بابا في حاجة، ولا يمكن مامته كلمت مامتي؟ أكيد أكيد، يا ترى سالمة حكت لها شيء.. دي تبقى مصيبة، كل الأسئلة دي كانت بتدور في عقلي، وماما وافقة قصادي بتزعق، قولت لها هحكي لك كل حاجة، بالفعل حكيت لها كل حاجة عنه، بيشتغل أيه وعن عائلته وأنه ساكن فوق منا.
وبعد ما خلصت ماما فضلت طالة لي بصدمة، لحد ما قالت لي” أنت مـتأكدة أنه جيرانا في الثامن؟” هزيت رأسي بثقة وأنا بقول لها ” أيوة يا ماما” سكتت شوي وبعدين قالت لي” يا بنتي بس أنا آخر دور ساكن، ومفيش حد ساكن الثامن بالأساس دا مجرد مخزن، طليت لمامتي بصدمة وبعدها ضحكت وأنا بقول” يستحيل يا أمي دمك عسل”
قصص رعب قصيرة.
قصص رعب قصيرة… عودة الشبح
مامتي وقتها قالت لي إني مفيش حد ساكن الثامن وإنها عرفت إسم سعيد لإني بقالي شهرين بهلوس وأنا نايمة بكلام كثير وكأني بتكلم مع حد أسمه سعيد، لذلك هي قلقت وقلبها ما إستريحش، وقتها أنا إنهارت في البكاء خاصة لما تاني يوم طلعت الثامن وشوفت الشقة المقفولة بالقفل وسألت صاحب العمارة كمان
اللي قال لي بالفعل أنه محدش ساكن الثامن.. ومفيش حد ساكنها من زمان كمان، سألت الجيران .. طنط بهيرة قالت لي أنه من وقت ما الحج عبدالله السعاتي وأسرته ما تركوها بعد موت إبنهم سعيد.. محدش عتبها لأنه مات مقتول، هنا أنا وقفت عند الجملة دي، سعيد؟ سعيد عبدالله السعاتي.. سألتها عنده كام سنة وطلبت منها توصفه كمان، الفكرة ..
أنه نفس الشخص بالضبط، الست ورتني صور للشاب وكانت صدتي بجد لما طلع نفس الشخص، بكيت كثير وخوفت كثير.. مين اللي كنت بقابله كل يوم وأنا راجعة من الجامعة وبكلمه كل يوم، مرت الأيام، ومقدرتش أتجاوز الوضوع، ورجعت الجامعة من تاني وشغلتني المذاكرة، لحد ما في مرة وأنا راجعة من إمتحان متأخر
شوفته بمجرد ما دخلت البيت وقتها كان شكله أغرب، مرعب أكثر … بدون ما أنطق كلمة مشيت وراه زي المسحورة… طلعنا للسطوح وقتها كأنه كان بيتحكم فيا، عيونه كانت غريبة، زي عيون القطط، وشه إتبدل لوجه طويل ورفيع… وصوته بقى أتخن.. رجله مش موجودة وكأنها دخان، إبتسم لي إبتسامة خبيثة و بدأ وجهه يذوب زي الشمعة وإتحول لمادة سائلة سحبت على الأرض ودخلت جوه بقي
قصص رعب قصيرة.
قصص رعب قصيرة.. صنف من الجن يدعى مارد..ج.
حسيت إني فقدت السيطرة على كل جزء في جسمي، روحي بقت أخف … مشيت تجاه صور البيت .. خلعت الجزمة، ووقفت فوقيه.. الهواء جميل..الليل هادي ..كل مشاكلي إتمحت.. كل أحلامي مش موجودة، مفيش قلق.. والنهاية مفتوحة، متروكة لأبطال غيري، غمضت عيوني وإبتسمت وسبت جسمي يبقى حر وقفزت.
صوت قرآن جاي من بعيد، بحاول أفتح بس مش عارفة، ماشية في نفق طوبل مش لاقية له آخر.. فجأة وقفت على أوله.. فيه حد بينده عليا! ده سعيد جاي ناحيتي بيضحك.. ملامحه إتبدلت ..إتحول لكائن شيطاني غرييب.. بابا ظهر فجأة وسحب إيدي لبره النفق، خرجت للنور، فتحت عيوني.. لقيت بابا واخدني في حضنه
وفيه شيخ بيقرأ لي قرآن وأنا على سريري، وأمي بتعيط جمبي، عرفت بعدها إني كنت هرمي نفسي من السطوح، لولا بابا اللي شافني وأنا طالعة في العتمة وطلع ورايا سحبني بسرعة، لحقني في آخر لحظة، لما بابا عرف اللي حصل بعدها بعد ما الدكتور قال لهم إني نايمة…جاب لي راقي وبالفعل الحمدلله فوقت بعد ما نمت ل عشر أيام متتالية.
عزلنا وقتها بعدها بشهر، ومن وقتها وأنا ما شوفتش سعيد أو نقد نقول اللي كنت فكراه سعيد ومرت الأيام وإتخرجت وإتجوزت وخلفت وكل شيء تمام وما زلت مش لاقية تفسير للي حصل وفي الحقيقة مش عايزة أعرف.. قصة غريبة ولكن رغم غرابتها فده ما يمنع إنها حصلت.
بقلم_ آمنة محمد.
قصص رعب قصيرة..إذا أعجبتك القصة فطالع آخرى من خلال اللينك التالي:
للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال





[…] قصص رعب قصيرة: بن الجيران9. […]
واو ابداع