قصص قصيرة مرعبة عن الجن “قصة التابعة” للكاتبة/ آمنة محمد.

قصص قصيرة مرعبة عن الجن “قصة التابعة”

عمرك سمعت عن التابعة من الجن؟!

السلام عليكم، أنا أحمد المحمدي شغال مهندس معماري في واحدة من المشاريع الإنشائية الجديدة اللي بيتم إنشائها جديد في أماكن صحراوية، عندي 29 سنة .

في واحدة من ليالي الشتاء الباردة كنت قاعد أنا وعمي رمضان رئيس العمال في الموقع بنشرب شاي آخر الليل زي ما بنعمل كل يوم كنوع من أنواع الترفيه يعني بعد يوم شغل طويل.

عمي رمضان راجل صعيدي كبير في السن، عنده مخزون من الحكايات لا يقل عن أي موسوعة علمية ..تكاد تشعر إنك قاعد مع موقع ويكيبيديا بدون إنترنت ، مهما تفتح معاه من مواضيع تلاقيه مكمل عادي .

اليوم ده إتكلمنا عن كل المواضيع اللي ممكن تكون موجودة في الدنيا كلها، لحد ما جينا للمواضيع اللي بتثير فضول أي حد، وفي جو شاعري زي ده قولت له:

” طيب وأنت بقى يا عم رمضان أيه رأيك رأيك في العفاريت والجن بقى ؟”

“حضور الجن “

عمي رمضان إبتسم إبتسامة خفيفة وهو بيصب الشاي وقال لي :

” ما بلاش نجيب سيرتهم دلوقتي يا أبني”

أخذت منه كوباية الشاي وأنا بقول:

” تفتكر يا عمي رمضان أنهم بيحضروا على السيرة يعني هل الكلام عن الجن بيجلب الجن فعلًا؟”

عمي رمضان سكت لفترة وبعدين قال لي :

” ومش أي نوع من الجن يا ابني فخلي بالك”

ضحكت وأنا بقول له :

يعني هيكون الجاي أيه يا عم رمضان… دول هيخافوا يقربوا من الموقع بالوشوش اللي فيها دي .. هل صحيح فيه ناس من الإنس بيتجوزوا من الجن ؟

عمي رمضان إبتسم وهو بيقول:

” بيقولوا فيه، وأنا صغير كنت أسمع عن رجالة كتير يعشقوا جنيات ويتجوزوهم، بس في الآخر كان يختفوا من غير ما حد يعرف طريقهم.”

إبتسمت بحماس وأنا بقول :

” يا سلام يا عم رمضان أهي دي بقى اللي مش هتسألك لا عن مهر ولا عن شقة ولا أبوها يقولك أمضي لي على محتويات القايمة ولا غيره وأكيد هتكون آيه في الجال… أرزقنا يا رب”

أنا قولت الجملة دي من هنا وبطل لعمي رمضان لقيته ساكت خالص وباين على وجهه الأسف، سألته ماله، قال لي:

” يا أبني مش كل الكلام ينفع يتقال ولا كل الأمنيات حلوة لو أتحققت”

حسيت كلامه فيه نوع من الجدية والقعدة بعدها قلبت ودمها تقل خلاني أسكت من بعدها متكلمش، وأقوم أنام .

” لعبة كوابيس”

لما دخلت اليوم ده الكارفان علشان أنام كنت حاسس بتعب شديد جدًا زي ما يكون جلوسي مع عمي رمضان في البرد برا خلاني أخذت دور برد.

نمت بسرعة كأني جثة فاقدة لأي فرصة حياة، وأثناء ما أنا نايم حسيت بحاجة بتمشي على وشي.. أنفاس عالية قريبة مني .. صوت همهمة بينادي بأسمي ..

فتحت عيوني.. شوفتها قاعدة جمب مني… آية في الجمال.. كأن شعاع الشمس بيسري في شعرها وخضار الزرع بيتغذى من عيونها..شيء مشوفتش له مثيل قبل كده، لو الأرض عليها حور عين فدي واحدة منهم.

قمت من مكاني مخضوض وفي نفس الوقت موهوم بجاملها، سألتها هي مين…فضلت تطل لي وهي ساكته…بعدها أختفت وغرقت أنا في النوم، اليوم اللي بعده كنت مرهق بشدة وواقف في الموقع مش قادر أشتغل دا غير إني بالي كان مشغول باللي شوفتها.

خلص اليوم ورجعت للكارفان مش قادر .. وعلى غير العادة مقعدتش مع عمي رمضان… أكلت بسرعة ونمت ونفس اللي حصل المرة الأولى .. حصل للمرة الثانية وشوفتها … المرة دي كانت أجمل بكثير ومن كثرة ما أنا مش قادر أبطل أطل لها مكنتش برمش حتى.. سألتها عن إسمها ردت وقالت:

” غرزول”

قالتها بصوت ملائكي..مدت إيديها ناحيتي..بكل سرعة مديت إيدي أنا كمان … يا دوب إيدها لمستني حسيت بكهرباء في جسمي، كأن البرق ضربني .. وقمت من النوم.

ونفس اللي حصل قايم تعبان ومرهق ومش قادر .. بس المرة دي لاحظت حاجة غريبة وهو علامات كثيرة على جسمي كأنها خدوش وجروح صغيرة بتبدأ من إيدي وبتشمل جسمي بالكامل، مهتمتش بالموضوع وتعدي الأيام  وريا الأيام والشهور  خلف الشهور وأنا كل يوم بشوفها في أحلامي ومش بشوف غيرها بالأساس ، وكل مدى بحس إني عايز أشوفها عن اللي قبله لدرجة إني أدمنت النوم ووزني نزل وشعري بدأ يسقط ، شهيتي قفلت تمامًا، لحد ما بدأت أُصاب بنوبات تشنجية عنيفة إنتهت بأنهم نقلوني المستشفى.

” الجن العاشق، التابعة”

تتوالى أحداث قصص قصيرة مرعبة “قصة التابعة”.

بعد ما قعدت مدة في المستشفي التابعة للشركة خرجت ، وبعد ما الأطباء معرفوش سبب التشنجات والتعب اللي بعاني منه، مفيش أي أسباب   عضوية، وقتها نفسيتي كانت متعبة بدرجة غير متوقعة، فروحت أتكلم مع أكثر إنسانة بحبها…أمي .

أول ما أتصلت عليها وفتحت الكاميرا وشافت وجهي وتعبي .. فضلت تبكي وتقول لي:

” أنا كان قلبي حاسس إن فيك حاجة”

بعد ما هديتها..إتكلمنا كثير وحكيتها كل التعب اللي بعاني منه .. وقتها لقيتها بتقول لي أرقي نفسي، أنا من الناس اللي بتؤمن بمفعول الرقية بجد ومتعود عليها من أمي لما كنت معاها في مصر ..كانت كل فترة ترقيني بي لما كبرت بقى الدنيا خدتني.. وأخدتني أكثر لما بعدت.

قفلت معاها وجبت كوباية مياه وبدأت أقرأ عليها آيات الرقية الشرعية، وبعدين شربتها، أول ما شربتها..حسيت كأن جسمي إتكهرب، كأني شربت سم مش مياه من كثرة ما هي طعمها مر.

شرتها ونمت …وشوفتها من تاني بفستانها الجميل وشكلها الساحر.. قربت منها ..مدت إيدها ناحيتي ببعض ثمار العنب..أخدته منها ولسه هاكله ..إتحولوا لدود في إيدي.. إنقرفت منهم ورميتهم بسرعة.. وشها إتحول للغضب

وشعرها الطويل الناعم أغلبه وقع..عيونها إتبدلت وإنشقت بالطول وبقها الصغير بقى بعرض وجهها وجسمها بقى أشبه للقرد مع ذيل طويل وقرون كبيرة.

 

صرخت بقوة أنا بهرب منها .. عمال بجري في متاهات وهي بتجري ورايا.. أطلع من متاهة أدخل للتانية، صوتي مش طالع، نفسي متقطع، قلبي بينبض بقوة، وقفت جري ..إتلفت ورايا لقتها ظهرة فجأة قدامي…

مدت إيدها بمخالبها وهجمت عليا خنقتني ورفعتني لفوق وأنا بصرخ وصوتي مش طالع.. فجأة خرج من دماغها ثعبان ضخم وقف على رأسها وقبل ما يهاجمني..فقت من النوم.

” تفسير الأحلام”

قمت من النوم بنهج بقوة وأنا بعيط وبصرخ.. إتلفتت حواليا وأنا بشوف أنا فين.. حاسس إن رقبتي وجعاني.. جريت ناحية المرآة بشوفها لقيت جروح كثير أوي.

مع أذان الفجر كنت راكب عربيتي وخارج من الموقع ومتوجه لبيت الشيخ محمد صاحب أبويا الله يرحمه، شيخ في الأزهر الشريف.. حكيت له اللي حصل بالتفصيل.. وقال لي أني كان لازم أكون حذر في تمني الأشياء… عمل لي رقية شرعية ونصحني أرقي نفسي بنفسي على طريقة رسول الله وهو هيتابع معايا.

الفترة اللي بعدها قربت من ربنا أوي .. حافظت على صلواتي وأذكاري ووردي اليومي..بذلت مجهود  كبير للتعافي وخلال الفترة دي كنت بشوف كوابيس بتخليني أعيط من الرعب.

شوفت البنت الجميلة على حقيقتها الشطانية.. أبشع ما يكون.

التابعة من الجن شياطين فاسقة بتتغذي على صحة وخوف الإنسان اللي علاقته بربنا مش قوية ومحاط بمعاصي كثير وذنوب، ممكن يوصلوا الشخص للجنون، واللي بيفهم حالتهم ناس قليلة جدًا.

عالم الماورائيات واسع وكبير بيتصل بعالم البشر ويأثر عليها بشكل واضح ولكن أغلب تأثيره ملوش تفسير عندنا، لذلك بنسميه خرافة مع أنه أكبر حقيقة.

الروح لما تكون قريبة من خالقها بتكون في أمان.

بقلم الكاتبة_ آمنة محمد أبوالخير .

 

للمزيد من قصص قصيرة مرعبة، تابعوا منصة عوالم من الخيال، التي تتضم العديد من القصص القصيرة، والروايات الشيقة لكتاب مبدعين.

7 تعليقات

  1. جميله وشيقه احسنتى النشر يااستاذه.. تحياتي

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *