قصص رعب قصيرة: شيطان بئر برهوت.
يا هلا، أنا علي اليماني مرشد سياحي ودلال من اليمن الكريم، ورثت مهنة تقفي الأثر أب عن جد داخل القبيلة، عمري 30 سنة وهحكي لكم قصة حدثت معي في واحدة من رحلاتي مع وفد من الوفود الأمريكية اللي أصطحبتهم خلال جولات كثيرة في أماكن مختلفة داخل اليمن، وآخر مكان طلبوا يزروه كانت مدينة حضرموت وبالتحديد ضحراء حضرموت.
طلب مش غريب بالنسبة لمجموعة من من الجلوجيين والباحثين، ولكن الشيء اللي أثار تعجبي هو لما حددوا رغبتهم في التوجه في تاريخ معين تجاه بئر برهوت، وبالتأكيد جميع أهل المنطقة العربية يسمعون عن بئر الشيطان ..حفرة عميقة بعرض واحد وثلاثين متر وعمق مائة وإثنى عشر مترًا .. رائحة الكبيريت اللي تعبي المكان مميته، والشائعات اللي تنقال عنه كثير.
الوفد طلب إن الزيارة تكون في منتصف الشهر على الساعة الثالثة صباحًا، وقد كان بالفعل، وصلنا المنطقة بنفس الميعاد والتوقيت وبدأ الفريق في نصب معدات التخييم الخاصة فيه ، الفريق مكون من ستة أفراد ثلاثة نساء وثلاث رجال، كلهم في منتصف العمر، بعد ساعة من التخييم ونحن مخيمين جانب البئر جالسين حول النار بحكي لهم عن تاريخ المدينة والبئر والشائعات التي بتدور حواليه واللي لفت نظري أنهم ما خافوا.
قصص رعب قصيرة
قصص رعب قصيرة.. تحذير من ظهور الشيطان.
وأنا جالس أحكي لهم تفاجأت بشيخ كبير في السن يقرب تجاهنا وما أعرف من فين جاء، كان لابس الزي اليمني التقليدي ولكنه أسود اللون، صرت أتطلع حواليا أبحث عن سيارته اللي ما لقيتها، وكأنه خرج من بطن الأرض فجأة أو وقع من السماء بدون إنذار، رمى السلام علينا وهو بيسألنا بلغة عربية فصيحة ولهجته لهجة أهل اليمن القديم:
_ ماذا تفعلون هنا .. في هذا التوقيت؟… ……قصص رعب قصيرة.
طليت له بتعجب وأنا بقوم وبرد عليه السلام وبقول: أهلا يا شيخ، هذول وفد سياحي وأنا مرشدهم ..طلبوا يستكشفوا المنطقة الجغرافية لحضرموت خاصة بئر برهوت ومعهم تصريح من الشرطة، لا تقلق يا شيخ. الرجل طل لي لفترة وبعدين تأمل وجوه الوفد اللي معي واحد واحد وقال كلمة واحدة بجدية شديدة: أرحلوا من هون… لا تبقون، اللي جيتوا لأجلوا يستحيل اليوم.
واحد من الدكاترة اللي معايا إسمه دكتور جيرك وهو نفسه قائد الفريق، قام وهو مبتسم وبيتسائل عن اللي بيحصل وده لأنه قلق من مظهر الشيخ ولهجته الحادة اللي ما تبشر بالخير، طمأنته وإبتعدت بالشيخ وقولت له: يا شيخ صاير شيء… تقلق الناس أنت وهذول سياح ما يتحملون جديمة اليمنين هما هيخيوا الليلة هنا ولا تقلق باكر يرحلون.
الراجل إبتسم ولمعت عيونه السوداء لمعة غريبة، قلبي ثقل منها وأطرافي صابها البرد وكأني تكهربت من نظرته وقال لي جملة واحدة: ما في صباح…..سمعت جملته وأنا جد مستغرب ومش فاهم يقصد أيه، بس فجأة هبت رياح شديدة وكأنها عاصفة وقامت الريح برمالها تتطاير داخل عيوني وفقدت رؤيتي وأنا أغمض عيوني.. لين ما هديت الريح.. بس فتحت ما وجدت الشيخ وكأنه ذهب مع الريح.
قصص رعب قصيرة.. طقوس إستحضار الشيطان.
زاد رعب لما فتحت عيوني ما لقيت الشيخ، طليت تجاه المخيم لقيت الشباب جالسين يشربوا قهوة وكأنه ما صار شيء، جريت ناحيتهم وأنا أسألهم عن اللي صار بس كان رد فعلهم تعجبي، وكأنهم ما حضروا ولا شافوا، للحظات الرعب أذاب قلبي ولكن تناسيت الموضوع سريع وقولت أعدي، كلها كام ساعة وييجي النهار ويأخذ الفريق المعلومات عن صخور البئر ونرحل.
بعد دقائق كان الفريق كله نائم ومن ضمنهم أنا، نمت وكأني ما أحس بشيء، وما أعرف قد أيه مر علي وأنا نايم ولكني صحيت على صوت أنفاس عالية جانب أذني داخل الخيمة، فتحت عيوني فجأة وقمت بخوف وما شوفت غير الطفل الباكي في ركن الخيمة المظلم.. قمت من مكاني وأنا أسير تجاهه وأسأله من فين جاء، ومن هو.. كان يبكي وصوت بكاه شديد… وكأنه غراب ينوح على مفقود.
” منه أنت؟ وأيه تسوي هنا؟ وين أبوك” ما رد علي.. مديت يدي ناحيته أهز جسمه حتى يرفع وجهه لي وأشوفه، رفعت ضوء الكشاف وهو رفع وجهه وتفاجأت أنه صوت بكاء ما كان بكى بل صوت ضحك، وأنه وجهه مش مجرد وجه طفل بل صورة لمسخ بفم واسع وأسنان ضخمة وعيون مشقوقة سوداء تمامًا، ترجعت للخلف بصدمة شديدة وجسمي كله ينتفض من الرعب ..
نظر لي وهو ما يزال يضحك بصوت الحاد اللي زاد وكأنه مائة سيدة يصرخن دفعة واحدة حتى صار يتحشرج وينتفض وفمه بدأ يوسع بشكل مهول وخرج من يد سوداء بدأ بعدها يخرج منه بقية الوحش .. شيطان طويل أسود رفيع الجسد خرج من جسده وتركه خلف منه وكأنه خرقة بالية ما فيها روح، جريت تجاه باب الخيمة وأنا أقع وأقوم وكأن ركبي ما تقدر على الجري .
قصص رعب قصيرة
قصص رعب قصيرة… دائرة الموت.
ركضت ناحية الخارج علشان أشوف المظهر اللي جعل قلبي يوقف يضخ دم.. شوفت كل أعضاء الوفد جالسين في دائرة قرب البئر بوضعيات التأمل الشهيرة وكأنهم متشنجين أو مغيبين تمامًا عن الوعي، وغير مدركين للي قاعد يصير حوالين منهم، مغمضين عيونهم مستسلمين، فيما عدا القائد الدكتور جيرك اللي جالس داخل دائرة من السواد، كان مفتح عيونه اللي إستحالت للبياض التام.
كان مركز أوي تجاه البئر وكأنه بيراقب شيء هيخرج منه، بدأت أسمع صوت زمجرة عالي ومخيف جاي من ناحية البئر، لقيت رجلي بتقودني تجاه صخرة ضخمة قريبة، إتخبيت خلفها وأنا جسمي كله بيرتعش والعرق يغرق ملابسي، صوت يرجف القلب وكأنه جاي من الجحيم.. حل الصمت الشديد، وطليت بأسي أطالع اللي قاعد يصير، شوفت كائن غريب ضخم ومريع، قرونه السوداء وزيله الطويل .. أشبه بحيوان شيطاني
سار على قوائمه الأربعة لحد ما وصل للوفد اللي جالس في دائرة، وبدأ يصرخ بقوة وهو يطالع في وجه الدكتور جيرك، اللي إنحني برأسه له، وفجأة قرب من البنت الأولى وفتح فمه لأوسع شيء وقضم رأسها مرة واحدة، هنا خرجت مني صرخة كتمتها بيدي الإثنتين وأنا أتنفس بصعوبة وعيوني تدمع بقوة وجسدي يريد يموت أحسن من اللي قاعد يشوفه.
تراجعت أكثر خلف الصخرة وأنا أراقب إبتسامات دكتور جيرك وضحكاته المجنونة واللي ضل يردد بسرعة كلمات كثيرة وجمل غريبة ما أعرف لها تأثير وكل ما نبرته زادت كل ما توحش الكائن أكثر وقتل شخص تاني من الفريق وألتهمه بصورة متوحشة وبشعة، وكان الفريق وكأنه مغيب تمامًا … لحد ما وصل لآخر شخص في الفريق واللي كانت بنت إسمها إلما عندها تسعة عشر سنة
قصص رعب قصيرة
قصص رعب قصيرة… الهروب من الرحلة.
لما الكائن وصل لإلما ضحك دكتور جيرك بعيونه البيضاء وهو بيشاور له بحركة مش فاهم معناها، هنا الكائن مقتلهاش وإنما ضربها بمخلبه علشان تفوق فجأة وهي بتتطلع للكائن اللي واقف قصادها وبتصرخ من الخوف، ووقفت وبدأت تركض هاربه تجاه الصخرة اللي أنا واقف وراها أنا براقب كل شيء وبدعي أنها تغير المصار حتى لا يتم إفتضاح أمري.
ولكنها قبل ما توصل للصخرة ركض تجاها الحيوان وإلتقطها من عنقها بأسنانه وتوجه للبئر بسرعة رهيبة وقفز فيه، هنا أنا أغمى عليا من المظهر وما قدرت أتحمل اللي قاعد يصير، وما شعرت بعدها بشيء.
ما أعرف قديش ضليت مكاني راقد ولكن لما فوقت لقيتني عند قبيلة من اللي يسكنون قريب من الوادي.. ويراعيني شيخ كبير، قال لي أنه وجدني بجانب البير وهو يرعي من يومين وإني ضليت نايم كل هذه الفترة، سألته إن كان شاف أي أشخاص غيري هناك، ولكنه نفى الأمر وأكد أني كنت بمفردي تمامًا سألته عن إسم القبيلة اللي أنا فيها الآن ..
الشيخ قال لي ما أقلق وأني في ضيافة قبيلة العين .. بعد قدرت أقوم أخدني الشيخ على بعيره ووصلني لحدود المدينة .. توجهت وقتها للعائلة وبالتحديد شيخ قبيلتي اللي بيكون في نفس الوقت جدي وحكيت له اللي صار معي ونزولي في قبيلة العين ضيف.. جدي قال لي ما تبحث على تفسير للي حصل لك، ولكن اللي أعرف يا ولدي أنه ما فيه قبيلة تسكن جانب بير برهوت نهائيًا، وأنه أحتمال كبير أني كنت في ضيافة قبيلة من الجن المسلم
اللي يحرسون المكان وأنه الشيخ اللي شوفته إحتمال كبير يكون شيخ قبيلتهم وأنه حذرني من اللي كان هيحصل باليوم ده ولكني ما فهمت التحذير وهذه هي قصتي الغريبة واللي من وقتها ما قربت من منطقة برهوت نهائيًا.
قصص رعب قصيرة… بقلم_ آمنة محمد ….. إذا أعجبتك القصة فتابع أخرى من خلال اللينك التالي:




واو
توحفههه