وهو سائر هكذا شارد الذهن…
فإذا ببعض الأشخاص يظهرون من منتصف الظلام يحاوطونه…..
ينظر (علي) بتعجب لمنظر الأشخاص ويشعر بالخوف الشديد إلى أن يسمع صوتاً يتحدث في الظلام.
الكبير: أنا عايزكوا متخلوش فيه حتة سليمة مش الكبير على آخر الزمن اللي يتهان ويتضرب من عيل بريالة.
يهم (علي) راكضاً بخوف ولكن لا يستطيع، وينهال عليه الضربات والصفعات والركلات، ثم يذهبون ويتركونه مضرجاً في دمائه مغشياً عليه على الأرض
بعد فترة من الوقت يسير شخص غريب الأطوار في الظلام، فيستمع لصوت آهات تأتي من أحد الجوانب.
فيسير إلى اتجاه الآهات ويتتبعها فإذا به يرى شاباً ملقى على الأرض ينزف الدم من فمه، يظهر على وجهه أثر صفعات ولكمات، فيقوم بحمله على كتفه، ويسير به
ومن هنا كانت البداية حين قابلته لأول مرة في حياتي، عندما استيقظت ووجدت نفسي في بيته *
في أحد البيوت مستلق (علي) على السرير غائب عن الوعي
فيدخل رجل يرتجف خائفاً يرتدي بالطو أبيض …….
سورندايك تعالى هو هنا.
الطبيب بخوف: أمرك هعملك كل اللي إنت عاوزه.
سورندايك خففه صحهولي بسرعة.
الطبيب يفحص ( علي ) جيداً ويستخدم معداته من القطن والشاش والحقن، ثم يلتفت إلى سورندايك قائلاً: هو كده هيفوق دلوقت باقي بس شوية كدمات باين أنه مضروب جامد بس مع الوقت هتروح، ثم قال بخوف: أقدر أستاذن دلوقتي.
سورندايك روح إنت لو في حاجة تاني هبعتلك.
الطبيب بخوف: أمرك، ثم رحل.
يبدأ (علي) في استعادة وعيه متمتماً ببعض الآهات و…… ماما، بابا، حقنة بابا الفلوس، هلاقي شغل الفرقة ماما ….. ثم يستعيد وعيه ليجد أمامه”
شخصاً أسود اللون جلده يشبه البلور الأسود ليس كجلد البشر، متوسط الطول، يرتدي ثياباً سوداء، صغير السن، كأنه في مقتبل عمره، كان منظر جلده الأسود البراق ملفتاً للنظر، لا يمتلك فتحة أذن صيوان أذنه مغلق
تماماً)
كان ينظر إلى (علي) نظرات حادة، منظره غريب لدرجة أنه عندما استفاق (علي) صرخ بشدة قائلاً: إنت مين، هو أنا فين؟
لم يجبه واستمر في إطالة نظراته الحادة إليه”
ينهض (علي) من مرقده، ليبحث في كل أرجاء الغرفة عن مخرج فلا يجد،
الغرفة مغلقة بالجدران ليس لها أي باب
يسأله مجدداً بتعجب فين الباب أنا عاوز أخرج، هو احنا دخلنا جوا إزاي مادام مفيش باب، إنت مبتردش عليا ليه؟ إنت مين يا جدع إنت؟
ينظر إليه بتفحص ثم يبدأ بالرد عليه….
سورانديك بسخرية تخرج دا أنا مصدقت اهدى واقعد عايز أتكلم معاك.
علي بتعجب هو أنا أعرفك منين علشان تتكلم معايا، أو يبقى في حوار بينا أصلاً.
سورانديك: نقطة الضعف عمرك سمعت عن قوة نقطة الضعف) ياعلى
ينظر (علي) إليه متعجباً ولا يتحدث، ثم يكمل سورانديك: متستغربش هتعرفها لما أخلي ليك نقطة ضعف، تعالى ورايا
يهم خارجاً يفتح ستاراً كان (علي) فتحها من قبل ولم يجد خلفها شيئاً، يفتحها سورانديك ليفتح من ورائها باب.
تفاجأ (علي) متنهداً يخاطب نفسه بصوت هادئ مسموع: الباب ده جه إزاي ويخرج وراءه مسرعاً.
يدخل (علي) ليجد غرفة واسعة، سوداء اللون، إضاءتها عالية، فارغة تماماً،
يوجد فقط في منتصفها شاشة تلفاز وأريكتان موضوعتان على شكل حرف (L)، وهو يجلس على الأريكة ويقلب في قنوات التلفاز ولا ينتبه إليه، يقف (علي) بجانبه ينظر إليه نظرات مملوءة بالدهشة والخوف.
يتحدث سورانديك وهو لا يلتفت إليه قائلاً: أعرفك بنفسي الأول، أنا سورانديك، ومتقلقش مش هأذيك دا أنا عايز منك خدمة يبقى إزاي هأذيك، أنا مش جني شرير أوي زي ما إنت فاكر.
ينهض (علي) ويغلق التلفاز ويجلس على الأريكة الأخرى، ينظر إليه بتعجب ويتفحصه بنظراته جيداً، مخاطباً نفسه: معقولة دا جلد طبيعي دا بلور شبه البلورة السودة اللي كنا بنلعب بيها بلي زمان في الشارع، ومال
ودنه معندوش ليه فتحة ودن أمال بيسمع إزاي”
ثم يتكلم بتلعثم من هول ما يراه: (أنت بتقول جني)!
سورانديك بهدوء تام: إيه مش مصدق؟
(علي) يستعيد ثباته: أنا لا هستغرب، ولا هخاف، ولا هقولك إيه وإزاي زي الأفلام العربي، وماله يا جني أنا مبخافش إلا من اللي خلقني، مش هتعرف تضحك عليا، عاوز مني إيه بقى يا سي جني، وبعدين هي الموضة دلوقت أنكوا أنتوا اللي بتطلبوا مننا خدمات.
سر الآلة الزرقاء
"هناك رجل غريب يزورني في الظلام كل ليلة منذ عام كامل، أيها الطبيب!"
"رجل؟ من يكون؟"
"يأتيني دومًا ليخبرني أنه ينتظرني على الطاولة... الطاولة نفسها التي اعتدنا الجلوس عليها في بيته."
"ولماذا لا تذهب إليه؟"
"أذهب بعد كل اتصال... ولا أجده أبدًا. جاره المقرب يقول إن هذا المنزل مهجور منذ سنوات."
"إذن فقد غادر المنزل من زمن طويل؟"
"لكن ما يدفعني إلى الجنون... أنني أراه هناك أحيانًا، داخل المنزل فعلاً، يرفض أن يفتح لي. وزوجة جاره – التي تراها الناس – تقول إن زوجها مات منذ سنوات."
"جاره توفي؟"
"وصديقي نفسه أخبرني ذات مرة أن زوجة الجار نُفذ بها حكم الإعدام قبل أكثر من سبع سنوات!"
[صمت]
"ألو؟ سكرتيرة، أدخلي والدته التي تنتظر بالخارج. أنت، ابقَ هنا... لن يطول الأمر."
***
"نعم، ماذا تريد؟ لا وقت لدي."
"سيدتي، أعلم من تكونين. أعرف شهرتك وثروتك وانشغالك، لكنني أتحدث لأجل ابنك. إنه في ورطة... ويحتاج مساعدتك."
"أحقًا صدقت هراءه عن تلك الآلة المجنونة؟ هل حدثك عمّا تفعل؟ هل آمنت أنه ابني؟ أيها الطبيب... أرجوك، لا تكن أحمقًا!"