(علي) : مخنوق مفيش جديد يا ماما برص فلوس فى الخزنة وخلاص ، مفيش تعب الفلوس بقت تجيلى تحت رجلى ، زمان كنت اتمنى اللى انا فيه ده لكنـ ….!
– مفيش تعب ازاى دا انت صعبان عليا من اللى بتحكهولى عن شغلك مش بتستورد البضاعة من برا ، وبتقولى انك بتروح المينا كل شويه تستورد ، غير مشاكل المستوردين اللى بتقول عليهم .
(علي) بابتسامة سخرية : اه عندك حق يا حبيبتى .
– تحب يا حبيبى نستجم يومين فى اى حته انا يهمنى رضاك يا نور عيني .
(علي) بحزن : ماما انا كان فى سر كنت مخبيه عليكى ، عاوزة اقولك عليه .
– خير يا حبيبي .
يرن جرس الهاتف ليقطع كلامهما
ينظر (علي) الى الهاتف ، وينهض مسرعاً .
على : طب ثوان يا ماما وهرد و راجع .
********************************************
على بفرحة : الووو
كارما : ازيك عامل ايه
على : الحمد لله .
– انا بس كنت عاوزة اقولك ان خطوبه قريبتى اتلغت وعاوزة ارجع الفستان اللى خدته منك .
(علي) برومانسية : دا هديه ترجع ازاى .
– بكسوف : مهو مش هعمل بيه حاجة .
(علي) بذكاء : طب تمام زى ما تحبى تعالى رجعيه .
( ويحادث نفسه اهوه فرصة اشوفها )
كارما : نتقابل فى “Grandeza” الفرع الأول ، النهارده بعد المغرب .
(علي) سريعاً : لا محل ايه اصل بنوضبه وبنبخر ، النهاردة يوم النضافة ، اشوفك بعد المغرب فى الكافيه اللى فى اخر الشارع بتاع “Grandeza” .
كارما بكسوف.. تمام اتفقنا .
********************************************
يغلق (علي) الهاتف بفرحة ثم يستدير ليجد امه وراءه فيفزع متفاجئاً
الأم بغمزه ولطافة : كارما اه هوا دا بقى السر ، مين كارما دى .
(علي) ضاحكاً : اه تصورى هوا ده السر اما ارجع بقى هحكيلك ، ثم يقبلها : سلامووز يا احلى ام فى الدنيا .
يجلس (علي) وحيدا فى احدى الكافيات شارد الذهن منتظر قدوم كارما
كارما بلطف : ايه السرحان دا كله
على : ايه أخرك
– المواصلات ، الفساتين اهى.
(علي) بحب : عقبالك .
– عقبال لما خطوبتى تتفشكل يعنى هههه .
على : ههههههه هوا صحيح انتى متجوزتيش كل ده ليه .
– مفيش حد مناسب .
على : وبابا وماما شغالين ايه .
كارما بارتباك وتقف قائلة انا همشى شكلى عطلتك عن شغلك واخرتك .
على باستغراب : احنا لسه قاعدنا.
– انا اسفه اوى اتاخرت ، وترحل .
********************************************
فى منتصف الليل يطرق الباب المنزل بشدة ، يصحو (علي) مسرعا متجها نحو الباب
الأم : مين بيخبط كده
على : مين اللى برا مين بيخبط كده
ام أدهم : افتح يا (علي) انا ام أدهم افتح ابوس ايديك بسرعه .
يفتح (علي) الباب …………….
ام أدهم : الحقنى ابوس ايدك .
الأم : خير فى ايه ، يا ام أدهم .
( فى أحد المستشفيات )
(علي) : خير يا دكتور أدهم ماله .
الطبيب : مريض قلب بقاله فترة والحاله متاخرة
ام أدهم : يا حبيبى يا بنى ، اتاريه دايما بيشتكى من صدره .
الطبيب : محدش كبير ع المرض هيحتاج عمليتين ، وهيقضى علاج سنتين تلاتة وان شاء الله هيبقى بخير .
********************************************
* داخل المستشفى ، أدهم مستلقى على سريره *
ام أدهم : متقلقش يا حبيبى ان شاء الله عمليه سهله وتقوملى بالسلامة انا مليش غيرك .
أدهم : المستشفى دى غاليه اوى .
ام أدهم : (علي) اللى يستره روحتله البيت لما لقيتك مغمى عليك فى اوضتك ، وجيبتك هنا على المستشفى وهو دفع كل حاجة .
يطرق الباب عليهما وتدخل ( فتاه فى العشرينات من عمرها ، بيضاء اللون ، ترتدى فستان ملى بالورود)
ام أدهم : جنات نورتى يا حبيبتى طب اسيبكوا لوحدكوا، وتغادر .
أدهم مازحاً : ايه الجنينه اللى لبسها دى
جنات بحب : سلامتك يا أدهم .
أدهم. بقالنا ٥ سنين بنحب بعض ولسه فى عنيكى نفس نظرة الخوف لما بتعب ، او يحصلى حاجة .
جنات: هوا انا ليا غيرك يا أدهوم .
********************************************
تجلس كارما وترتدى فستان طويل ذو اكمام طويله يغطى عنقها تغطى به جسمها البلورى ولامعانه ، وتضع الكثير من المكياج على وجهها و ترتدى قفازات يدها ،وتسرح شعرها بعناية ليدارى منظر أذنها.
يدخل سورانديك : ايه ساعة هتتاخرى عن الميعاد .
كارما : انا خلصت اهوه ، مع دايما انه مستغرب دايما الكلفتة اللى انا فيها دى انا حاسة انه فاكر انى عندى مرض جلدى ولا حاجة .
سورانديك : سيبك من الكلام الفارغ ده ، و كترى المكياج شوية ليأخد باله .
********************************************
علي بحزن : من واحنا صغيرين واحنا مع بعض كبرنا ، وفرحنا ، واشتغلنا ، واتخانقنا لبعض ومع بعض انا خايف يسيبنى ويمشى .
كارما بدهاء : تصدقنى لو قلتلك انى أدهم ده لسه مش مرتحاله زى ما قولتلك قبل كده نظراته ليك من ساعه ما شوفتوا معاك كلها حقد وغل.
علي بعصبية وغضب : دا صحبى الوحيد انتى بتقولى كده ليه ، وليه دايما بتحاولى تكرهينى فى اللى حواليا انا حاسس ان حد مسلطك عليا .
********************************************
سورانديك بصوت عالى وغضب : انتى غبية ، ومتنفعيش فى حاجة .
كارما ببكاء : وغلاوتك انا عملت كل اللى قلتلى عليه هوا دماغه صعبه اوى .
سورانديك وهوا يمسكها من شعرها بقوة : انتى عارفه كويس انا ممكن اعمل فيكى ايه .
كارما بخوف : ابوس ايدك ادينى فرصة تانيه وليك عليا اخليه يتبرا من امه شخصياا .
يدفعها سورانديك بقوة فتقع على الارض ، ثم تنهض بسرعه وتغادر .
سورانديك يهدأ مخاطبا نفسه : انا مش هينفع استنى اكتر من كده ، انا هبدأ فى التنفيذ .
********************************************
* وهذا اليوم كان اسوأ يوم فى حياتى ، لقد كان اليوم الذى طلب منى فيه سورانديك دفع الثمن *
* داخل مكتب (علي) ليلا *
يستلقى على أريكة المكتب حزيناً شارد الذهن
الهاتف يرن
على : الو
الأم : ايه يا حبيبى مجتش ليه .
علي : شويه وجاى يا حبيبتى ، نامى انتى شكلى هتاخر .
الأم :لا هستناك خد بالك من نفسك ، سلام يا نور عيني .
يغلق (علي) الهاتف .
ويسرح مجدداً مع شردوده .
ثم فجأه يسمع صوت غريب خارج باب المكتب .
فينهض ويتجه نحو الخارج ويبحث بعينيه بعناية فلا يجد شيئاً ، ثم يعود متعجباً الى الداخل مجدداً .
وما ان قفل باب المكتب عليه مرة أخرى .
ونظر خلفه …. ارتعش خوفاً عندما وجده مستلقى مكانه على الاريكة
علي : انت تاانى !
سورانديك : كويس انك فاكرنى ، الله الله ايه الهلمة دى كلها والله الحظ لعب معاك يا (علي) ، فاكر يا (علي) لما كنت شغال فى فرقه ومش لاقى تجيب دوا لابوك .
(علي) بفخر : فاكر، حد ينسى اصله ، انت جاى بقى علشان تقول الكلمتين دول ، ايه عاوز نسبة اكمنك انت اللى مدينى الالة .
ينهض سورانديك ضاحكاً : نسبة ! ، مكنت انا شغلت الآلة لحسابى ايه يخلينى ادهالك .
على : مش فاهم .
سورانديك. فاكر زمان لما قولتلك على قوه نقطة الضعف ، اوام نسيت ، ولما كلمتك عن دفع التمن.
على : عاوز كام ؟
سورانديك بحدة : اسمها عاوز ايه ؟ مش كام ، انت غبى ولا ايه ، مقولتلك لو عاوز فلوس كنت استخدمت الآلة لحسابى ومكنتش ادتهالك .
علي بحدة : وعاوز ايه !
يهدأ سورانديك ثم يسترد : عاوزك تجى تشرب معايا شاي فى المقهى اللى جمب بيتى .
علي بحدة أكثر : خش فى الموضوع علطول .
سورانديك : زمان مكنش ليك حاجة تخاف عليها انك تخسرها ، كنت من الناس اللى ماشيه بمبدأ اهى خربانة خربانة .
إنما دلوقت بقيت (علي) بيه صاحب أكبر محلات السورايهات ، اللى هطلبه هوا تمن العز اللى انت فيه ده ، والعربيات اللى عندك ، والفلوس غير الشقق والناس بتقولك يا بيه .
وبتلبس من براندات ، وبتأكل أحسن أكل ، وزى ما رفعتك اقدر تانى ارجعك هلفوت زى ما كنت ، وانا علشان كده رفعك علشان تبقى دى نقطة ضعفك ، وتنفذ كلامى بالحرف والا هترجع تانى زى ما كنت .
(علي) بسخرية : برده عاوز ايه !
سورانديك : متتريقش استنى عليا وهتفهم .
يجلس سورانديك ويسترد بهدوء : عاوز احكيلك من البداية ، اللى حصل زمان …….
**** والدة على : ارجوك ساعدني عايزه علاج لابني ، ولاد الحلال دلوني عليك قالو عليك ساحر كبير ومفيش غيرك هيساعدني .
سورانديك : كله بثمنه .
الأم بلهفه اللي تؤمر به بس الولد يخف
سورانديك : هاتيلي عينة من دمه ، وسيبى الباقي عليا .
*بعد مرور بضع الساعات*
الأم وهي تلتقط انفاسها : اهى العينة جبتهلك وجيت جرى .
سورانديك : استني شويه هنا
*بعد مرور بضع الدقائق*
سورانديك امسكي الكورة دي ( كورة سوداء اللون ، شفافة ، صغيره الحجم اصغر من حجم كرة اقدم بشئ بسيط ، ممتلئة بالدماء )
الكوره دي من جواها غرقانه بدمه ، تاخذي بالك منها كويس طول ما الكورة دي سليمة ابنك هيفضل سليم مش هيجيله اي مرض حتى الأمراض العادية زى البرد والكحه مثلاً مش هتجيله .
لكن لو الكره دي في مره حصل لها حاجه هيرجع تاني زيه زي اي بنى ادم ، بيمرض ، واحتمال كمان حالته الصحيه تسوء عن اي بنى ادم طبيعى لأن الكورة هتمنعه انه يكون مناعة هتبقى مناعته هيا الكورة مناعة صناعية يعنى فأقل مرض ممكن يموته . ****
(علي) بنظرات مليئة بالدهشة : كورة ، كورة ايه انا اول مرة اسمع الحوار ده ، ماما عمرها محكتلى عليه .
لكن انا فاكر …….
**** فى أحد الفصول المدرسية
تدخل الزائرة الصحية : ايه الاخبار يا مس ؟
المس : كل عيال عندها مرض الجدري المائي ما عدا طالب واحد بس اسمه علي عبد الرحمن
الزائرة بتعجب : علي عبد الرحمن ، الولد ده الوحيد اللي ما جابهوش برده ، دور البرد اللي جه للفصل بتاعه كله من شهر وكمان الوباء اللي فات الوحيد اللي فضل سليم ، ومتعداش من الطلاب ، الولد ده غريب قوي .
* فى فناء احدى الجامعات *
أدهم : معلش اتاخرت عليك .
علي : ولا يهمك انا كده كده محاضرتى التانية فاضل لها ساعة انت اللي اتاخرت على محاضرتك ، ايه اللى اخرك ، عبل ما اخذت الدواء بتاع البرد وتقلت هدوم شويه ده انا هموت من الثلج انا مش عارف ليه دايما مبتبقاش متقل اوي زي انا كده ، مش خايف تبرد ؟
علي بشرود ذهن : تصدقني لو قلتلك انا عمري في حياتي ما جربت دور البرد اللى عندك ده ، اللي هو يبقى عندي برد زيك كده وكحة ومناديل ، انا حتى مستغرب من نفسي،انا شكلي مبعياش مش عارف ليه !
أدهم : انت بتقرعلى نفسك يا ابني قول الحمد لله
– يعود من شروده الحمد لله طبعا على كل حال لكن بجد مستغرب! ****
– يعني ماما زمان سحرتني عندك .
= عليك نور .
– بس ازاى اتعورت لما اضربت من رجالة الكبير ، وأغمى عليا وكنت هموت !
= هيا بتحميك من المرض أو تقدر تقول من الموت بالمرض لأن مبيجلكش أمراض زى باقى البنى آدمين ، لكن مش الموت عموماً اكيد هتموت عادى زيك زى أى بنى آدم ومتنساش ان فى طريقة موت اسمها ضرب أدى إلى الوفاة ، بتتعور عادى وتخف يا علي ، ولو زاد الضرب لدرجة انك مبقتش عارف تأخد نفسك وتتنفس كويس يبقى هتموت ، ولو ضربت نفسك بسكينة هتموت عادى ! ، أو رميت نفسك من فوق جبل ، وهكذا ، كلنا هنموت يا علي !
– وانت عايز ايه دلوقت .
=انا عايز الكورة بتاعتي ، عايزها زي ما ادتهالكم .
-عايزها ازاي ، ما انت لو خدتها زى ما بتقول ممكن أموت .
سورانديك بجدية : عليك تختار يا الكورة ، يا الآلة .
على بحدة : خذ الآلة ، انا خلاص مبقتش محتاج لها ، انا عامل مخازن احتياطية كثيرة ومليها على آخرها بضاعه ، هفضل استخدمها لحد ما تخلص ، ولو خلصت هبقى كونت ساعتها فلوس كويسه اقدر اعمل بها مصنع ملابس ، يعنى خلاص مش محتاجها.
سورانديك : اظاهر انك طيب ما تعرفش ان نابى ازرق وانى مرتب لكل حاجة من يوم ما اديتك الآلة لحد دلوقتى ، اللي ما تعرفوش بقى ، إنى لو اخذت الآلة يا علي كل حاجة صنعتها الآلة هتختفي ، كل السوريهات اللي عندك والسواريهات اللي في المخازن ، حتى السوريهات اللي الناس اشتريتها و اللي اتباعت جمله أوقطاعي ، كل حاجه صناعتها الآلة هتختفي !!
(علي) بذهول وهوا ينهج بشدة من الخضة : يا نهااااااار ازرق ، انت بتقول ايه .
سورانديك : ده غير بقى الشُحنات اللي انت ماضي مواعيد معينه لتسليمها ، ولو فضلت تشتغل طول عمرك مش هتجيب ثمن الشرط الجزائي اللى انت دبست نفسك فيه ، لإنك اتغريت في الآلة ، وعملت صفقات عمرك ما كنت تحلم بيها ، مع اكبر تجار القماش بره مصر وجواها ، و الشرط الجزائي اللى مضيته وانت متغر وفاكر ان مهما كان عمرك ما هتدفعه ، يدخلك السجن طول عمرك ، اظاهر انك نسيت يوم دفع الثمن دا خالص يا (علي) .
يسترد سورانديك : فهمت دلوقت كلامى عن قوة نقطة الضعف .