(شاطئ أيونا المفقود)4
وبدأت في التأقلم مع الحياة في عالم البشر، بعد أن فقدت الأمل في العودة إلى عالمي. كنت أذهب إلى الشاطئ، ولكنني لم أجد البوابة التي كانت تصلني بعالمي السابق. اختفت البوابة وكأنها لم تكن موجودة أبدًا.
ومع مرور الوقت، زاد تعلقي بنوح، الذي يكبرني بسنتين. كنت في السادسة عشرة من عمري، بينما كان نوح في الثامنة عشرة. كنت أساعد والدته في كل شيء، وكانت تعاملني كابنتها.
في أحد الأيام، طلبت مني والدة نوح تنظيف الكوخ الصغير الذي يقع بجانب المنزل. وذهبت لتنظيفه، ولكنني فكرت في استخدام قوتي الخارقة لتنظيف المكان بسرعة، حيث لا أحد يراني.
وبينما كنت أستخدم قوتي في التنظيف، جاء نوح من عمله وسأل عني. قالت والدته بابتسامة “هدئ، إنها تنظف الكوخ يا نوح”. ولكنني لم أستطع التوقف عن استخدام قوتي، حتى دخل نوح الكوخ ورأى ما كنت أفعل.
فجأة، شعرت بالخوف وتراجعت، وسقطت الأشياء من يدي. نظرت إلى نوح، الذي كان مصدومًا مما رآه. جلست على الأرض، وبدأت الدموع تنهمر من عيني.
ذهب نوح إليّ وربت على كتفي، وقال “لن أخبر أحدًا يا أيفونا”. نظرت إليه وابتسمت، وابتسم هو الآخر بحنان.
قال نوح “لقد شككت في أمرك قليلًا عندما كنت تسألين أبي عن العالم الآخر”. وبدأ نوح يحكي لي قصة العائلة الغريبة التي عارفها من والده عندما كان صغير ، وكيف أنهم كانوا يعيشون في القرية ويتعاملون بطبيعة، حتى حدثت حادثة غيرت كل شيء.
قال نوح “كان هناك رجل يكره هذه العائلة، وحاول أن يؤذيهم. ولكن الأب غضب بشدة، واستخدم قوته ليدافع عن عائلته. كانت عيونه تتحول إلى اللون الأزرق، وكان يستطيع تحريك الأشياء بيديه”.
قال لي ابي “منذ ذلك اليوم، بدأ الناس يتجنبون التعامل معهم ويفرون منهم خوفًا. حتى قرر الأب أن يبني ممرًا على الشاطئ ويبني بداخله بيت ، يعيش فيه هو وعائلته بعيدًا عن الناس”.
وهكذا، عاشت العائلة في عزلة، لتنظر إليه أيونا وهي تستمع باهتمام لم أعلم شيء عن القصة هذه نهائيًا. لينظر لها نوح “كنت أظن أن هذا حقيقي، لكن أبي كان يقول أساطير حتى صدقت أنها أساطير وليس ألا مجرد قصة خيالية، لكن الآن تأكدت من أنها قصة حقيقية بعد ما رأيته”.