قصص رعب مشوقة: ساري

قصص رعب مشوقة “ساري”، تدور حول أحداث غامضة لفتاة تُدعي ساري، حيث تتفاجأ بظهور فتاة غامضة نسخة منها، فما حقيقتها؟ وكيف تجري الأحداث؟

قصص رعب مشوقة

كانت ليلة هادئة، والجو كله ساكن كأن الدنيا بتحبس أنفاسها.

جلستُ على سريري، الكشكول بين يدي، أخطّ خريطة لمكان خيالي كما اعتدت دومًا؛ أماكن لا وجود لها، جبال شاهقة، جسور على حافة الهاوية، طرق لا تعِد إلا بالمغامرة والخطر.

أنا أعشق المجهول، أغامر بخيالي حيث لا أجرؤ بواقعي.

لكن تلك الليلة… المغامرة جاءتني وحدها.

 

باب الغرفة انفتح ببطء… من غير ما ألمسه.

أنا متعودة أسمع أصوات، أشياء تتحرك، همسات مبعثرة. لكن هذه المرة… مختلفة.

دخلت بنت.

وقفت عند الباب، ملامحها مغطّاة بضباب غريب كأنه حاجز بيني وبينها.

عيناي تتبعانها في صمت مرتبك، أبحث عن تفسير: مين دي؟

 

صوتها اخترق الهدوء… هادئ لكنه مشبّع بغرابة باردة:

“انتي اتعدّيتي على خصوصياتي…”

 

خصوصيات؟ أي خصوصيات؟!

أنا ما عملتش غير إني برسم، بكتب، بفتّش في الخيال!

كان المفروض أخاف، أصرخ، أستخبئ تحت السرير.

لكن الخوف ما جاش.

يمكن عشان اتعودت على اللامنطقي.

أو يمكن… عشان جزء مني كان عارف إنها مش مجرد غريبة.

 

ابتلعت ريقي وسألتها بهدوء متكلّف:

“مين انتي؟”.

المشهد الثاني

الضباب بدأ يتلاشى.

الملامح ظهرت.

وهنا… قلبي وقع.

كانت أنا.

نفس الوجه، نفس الشعر، نفس النظرة اللي بشوفها في المراية وأنا ساكتة لما حد يجرحني بالكلام.

لكن… كان في فرق.

صوتها أعمق، تقيل كأنه طالع من قاع بئر.

 

قالت:

“أنا جيتلك من آخر مكان سِبتي فيه دمك… أنا اتشكّلت من دمك.”

 

دمّي؟!

وقفت مذهولة.

متى؟ كيف؟

هل تقصد اللحظة اللي وقعت فيها وأنا طفلة وتسرب الدم على صخور مهجورة؟

هل يمكن لقطرة دم أن تخلق… كيان؟

 

تراجعت خطوة، لكن الأرض تشبثت بقدمي كأنها ترفض تتركني أهرب.

 

اقتربت هي، عينيها فيها لهب… مش نار، لهب غضب.

قالت:

“انتي لعبتي بمكان مش من حقك… فتحتِ باب، وانسيتي تقفليه… وأنا خرجت.”

 

اللمبة فوق راسي بدأت ترمش، النور ينطفي ويرجع، بسرعة مجنونة.

الغرفة صارت مليئة بالضوضاء… لكن بدون صوت!

كأن الهواء نفسه بيصرخ.

 

بصوت مرتعش سألتها:

“انتي عايزة مني إيه؟”

 

ابتسمت… ابتسامة ما فيهاش دفء، بس هدوء قاتل:

“أنا عايزة حقي… أنا عايزة أعيش. زيك بالضبط.

لكن عشان أعيش… لازم انتي تختفي.”

المشهد الثالث من قصص رعب مشوقة “ساري”

وفجأة… اختفت.

بقيت واقفة وحدي، صدري بيتقلص مع كل نفس.

هل كانت حقيقية؟ هل أنا بتوهم؟

ولا يمكن… هي أنا، وأنا مجرد انعكاس فاضي؟

 

من يومها، كل ما أبص في المراية…

بشوف عينيها هي.

وبسأل نفسي:

دي ساري؟ ولا التانية؟

ولا يمكن… من زمان أنا مش أنا؟

 

وأكتر حاجة بترعبني…

أحيانًا وأنا نايمة، بصحى وألاقي الكشكول مليان رسومات مش بتاعتي.

أماكن ما دخلتهاش قبل كده.

جسور متكسرة… أبواب مفتوحة… ودايمًا في آخر الخريطة توقيع:

“ساري… التانية.”

#ساري

#صبا

#سكريبت

للمزيد من القصص المرعبة، والشيقة، تابع موقعنا عوالم من الخيال؛ حيث تتواجدالعشرات من القصص المسلية، والممتعة لكتاب شباب موهوبين.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *