مما لا شك فيه أن الأدب العربي الحديث يذخر بالعديد من الكتاب، لهؤلاء الكتاب العديد من الكلمات التى لها أثر كبير فى نهضة الأدب العربي وبلوغه مكانات عالمية لا ينافسه فيه أحد آخر. لقد شارك الأدباء العرب فى نهضة الأدب العربي الحديث، حتى أصبح كالمرآة التى تعكس روح المجتمع وفكره، وتطلعاته، وأهدافه من ناحية. وكذالك يحمل بين طياته عبارات وكلمات تحمل نصحًا، وعبرًة وارشادًا لأبناءه. هذه العبارات وإن قلّت وأوجزت فإنها تحمل معانٍ صادقة وخبرة مخضرمة حتى يستفيد منها أبناء مجتمعاتهم العربية وتكون كالسلم الذى يتسلقونه ليصلوا للقمة. ولذلك سوف نتحدث فى سطور هذه المقالة عن إقتباسات من الأدب العربي الحديث التى لها فوائد لا تقدر بثمن.
أشهر إقتباسات أبدعها “طه حسين” فى الأدب العربي الحديث

“التعليم كالماء والهواء.” فى هذه الكلمات عبر عميد الأدب العربي عن أهمية التعليم القصوى، حيث وصف أهميتها بأهمية الماء والهواء لا يمكن للإنسان أن يستغنى عنهما. وقد كان لهذا التشبيه الرائع والدقيق صيت وتأثير كبير، حيث دعا من خلالها إلى أهمية التعليم المجاني وكذلك ضرورة توفيره إلى جميع أبناء الشعب، وألّا يكون مقتصرًا على طبقات معينة. وقد استجابت السلطات المختصة لهذا الأمر وتبنتها فى مشروع إصلاح التعليم.
“أريد أن أعيش كما يشاء عقلي، لا كما يشاء الناس .” عبّر هذا الإقتباس عن شخصية وفكر طه حسين، حيث إمتاز طه حسين بحريته وقوة عقله وتفكيره. حيث مثّل طه حسين رمزًا راسخًا من رواد الأدب العربي الحديث، وتحمل هذه العبارة تشجيعًا على الحرية وضرورة إبداء الرأي.
“إنما نحن قومٌ يحرّكنا الحنين إلى الماضي أكثر مما يدفعنا الأمل في المستقبل .” يصف هذا الإقتباس من الأدب العريي الحديث إحدى المساوئ فى العصر الحالي ألا وهى الانشغال والتفاخر بالتاريخ القديم، مع عدم العمل الكافى للإستمرار فى الحفاظ على هذه العراقة. لا شك أن تاريخنا الإسلامي، والمصري، والعربي هو منبع لاينضب من الحضارة والقوة والتقدم، ولذلك كان لزامًا أن يدفعنا ذلك للمحافظة على هذه المكانة بل العمل على رفعتها.
عبارات خلدها الأدب العربي الحديث من كتابات الرائع “نجيب محفوظ”

“الشخصيات في الرواية ليست خيالية بالكامل، بل هي انعكاسات لأشخاص حقيقيين نراهم حولنا .” توضح هذه الكلمات أن الأشخاص الذين يظهرون فى الروايات كالأبطال، ويكونوا مصدر إلهام وإعجاب للكثيرين ماهم إلا أشخاص حقيقيون وهم من استمدت منهم هذه الأفكار، ولذلك هم أولى بهذا التقدير والإنبهار.
“الحرية في الأدب تعني القدرة على قول الحقيقة دون خوف .” إن القلم هو سلاح المثقفين الأحرار، فبالقلم يستطيع كل واحد التعبير عن رأيه بصورة متحضرة ويكون الغرض منها هو مواجهة المشاكل وعرضها، وتسليط الضوء عليها للقيام بحلها مما يساعد على نهضة المجتمع.
“الزمن هو الطبيب الوحيد لكل جراح الحياة .” مهما بلغ الجرح أقصاه، وبلغ ألمه ما لا تستطيع العبارات وصفه. لاشك أن مرور الوقت هو أفضل ما يضمد هذه الجروح والآلام. فكم لاقى الإنسان آلام شتي من فقدان الآمال والأحبة وغيرها، ولكن بمرور الوقت يتلاشى هذا الجرح أو ربما يدفن فى مكان ما فى الذاكرة وَيضِلُّ الإنسان طريق العودة له حتى يختفى أثره.
الكاتب والفيلسوف اللبنانى “جبران خليل جبران”
“من لا يشرب من كأس الحزن لا يقدر أن يستوعب طعم الفرح .” لا يعرف طعم السعادة إلا من ذاق طعم الألم. فبضدها تعرف الأشياء، تتذوق طعم النجاح بعد أن تقضي ليالٍ كثيرة لا يكاد ليلها ينتهي من شدتها وصعوبتها. تظل تكابد في الحياة وتتحمل اختباراتها القاسية، لعلك تظفر بالجنة. ولذلك تنسينا لحظات الفرح والانتصار كل ما قاسيناه. ويقتنع الإنسان بصورة ما أن الرحلة وإن كانت صعبة فمتعتها تفوق لذة الوصول.
“الحقيقة لا تحتاج إلى من يدافع عنها، بل تحتاج إلى من يُظهرها .” إن الحق بيّن والباطل بيّن. وما عليك سوي أن تختار فى صف من ستدافع. إن إظهار الحقيقة والدفاع عنها، ما هو إلا فعلُ الرجال. الدفاع عن الحقيقة يتطلب صبرًا وقوة وتضحية وبذل كل ما هو غالٍ.
الأديب والفيلسوف ورائد المسرح العربي الحديث “توفيق الحكيم”
“كلما كبر الإنسان، قلّت حروبه الخارجية وكثرت حروبه الداخلية .” يصف توفيق الحكيم النضج بأنه يزيد فيه انشغال الإنسان بنفسه. حيث يبتعد عن الناس ويبدأ فى محاربة أفكاره ومشاعره وذكرياته. وتكون هذه الحروب هى حروب صحية، حين ينتصر فيها الإنسان علي النسخة الاسوأ منه، ويبدأ في مواجهة العالم بعقلية جديدة أكثر قدرة علي النجاح وعبور الأزمات.
“الزمن لا يُغيّر الناس، بل يكشفهم .” بمرور الوقت، وبزيادة المعاملات، وبتنوع المواقف التي تقع بين الناس. تبدأ شخصية الإنسان وطباعه تتشكل حتى تظهر كلياً. فيظهر الطيب الجيد، ويبدأ الخبيث اللئيم يشهر عن أنيابه. فلا تعطي لأحد الأمان الكامل حتى يمضي على معرفته وقت كافٍ.
“كل شيء في الدنيا تعب، إلا تفكير العقل، فهو راحة له .” لقد ميزنا الله سبحانه وتعالي عن جميع المخلوقات بالعقل. وذلك لنستخدمه قى التأمل فى الكون، فالكون هو كتاب الله المرئى. وذلك بلا شك يقربنا إلى الله سبحانه وتعالي ويزيد من إيماننا بقدرته ووحدانيته. ولا شك أن إعمال العقل هو أفضل ما يقدمه الإنسان لخدمة البشرية.
شاعر القضية الفلسطينية “محمود درويش”
“سنصير شعباً حين ننسى ما تقول لنا القبيلة .” هذه دعوة إلى الوحدة الإنسانية ونسيان الإنتماءات التى وضعها الإحتلال وكان الغرض منها هو التقسيم والتفكك. فالإنسانية وحرية البشر وإعطائهم حقوقهم الإنسانية، هو أسمي أمور الدنيا حيث لا يوجد أكرم من الإنسان.
“القصيدة تُولد لا تُكتب.” إن القصيدة ماهى إلا كلمات تولد من وجدان الشاعر لتعبر عن روحه ووجدانه. ولذلك فإن صدق القصيدة وبروزها ينبع من صدق الشاعر وإيمانه. ولذلك يقول الناس أن ما يخرج للقلب يصل فورًا إلى القلب دون أى قيود.
رائد أدب المقاومة الكاتب والمناضل “غسان الكنفاني”
“إن الإنسان هو في نهاية المطاف قضية .” يختصر الكاتب هنا حياة الإنسان وكينونته فيما يدافع لأجله. فلا قيمة للإنسان بلا غاية يدافع عنها، وخاصةً إذا كانت وجهة هذا الإنسان هى جريته وانتمائه.
“الناس لا يفرّون من بلادهم، بل يُطردون منها .” وهذا هو الواقع الأليم الذى نعيشه اليوم، وما نراه من معاناة الفلسطينيين وأهل غزة من تهجير، وكذلك الإجبار التام على ترك منازلهم وبلادهم. ومع ذلك لا تخلو حياتهم من أبشع صور القتل والتجويع وعدم نوفير البيئة العلاجية الكافية.
“لا أريد أن أُغيّر العالم، لكنّي أريد ألّا يجعلني العالم مثله .” إن محاولة تغيير العالم هو أمر يحتاج للصبر والإيمان والقوة. ولكن احذر حتى لا ينتهى بك المطاف بنسخة من الذين كنت تسعي لتغيرهم. ولذلك يجب أن تؤمن بصدق بما تدعو له، وبالتالي يخرج شعاع التغيير منك صائبًا الهدف.
وفي الختام.. لطالما كانت مصر ذاخرة بالنابغين في كل المجالات. وذلك منذ الأزل ولا سيما فى الأدب العربي الحديث. حيث أنه يحوي العديد والعديد من الكتاب، حصدو جوائز عالمية عديدة. ولطالما كانو أصحاب قضية وحرية ورأى دافعوا عنه حتى الممات. وموقع عوالم من الخيال من أفضل المنصات التى تهتم بنشر عن الأدب العربي وعرض أنواعه المختلفة.
[…] مصطلح “الفانتازيا” كمفهوم نقدي ظهر في الأدب العربي الحديث، وشهدت السنوات الأخيرة ازدهارًا في ترجمة أعمال […]