تحديث iso26 للجحيم للكاتبة/ آمنة محمد.

تحديث iso26

 

عمري ما كنت أتخيل أن تحديث الايفون الجديد ممكن يغير حياتي ويخليني أعيش ليلة من جحيم..

 

أهلًا.. أنا ميرنا مبرمجة وعندي 28 سنة.. مهتمة بمجال الالكترونيات والبرمجيات

 

والدي ووالدتي عايشين بره مصر وأنا شغلي كله في القاهرة فعايشة لوحدي بقالي ثلاث سنين

 

عيد ميلادي كان من يومين بالضبط وكعادة بابا وماما عمرهم ما نسيوا عيد ميلادي.. صحيح مش بنحتفل مع بعض بس على الأقل بيكلموني فيديو كول في اليوم ده

 

طبعًا هدية عيد ميلادي وصلتني قبلها بيوم.. أيفون جديد مع آخر تحديث له لعام 2025 بنظام جديد iso26

 

حاجة مدهشة بجد.. إمكانيات مرعبة وخطيرة.. تخيل من مميزاته أن الفون عنده قدرة يقيس مشاعرك ويتعرف عليها.

 

يعني لو شوفت حاجة على الشاشة وتأثرت بيها ساعتها نظام الفون بيقترح عليك أن تشغل حاجة تهديك أو تبعد عن الحزن والتوتر

 

حاجة حلوة وجديدة ولكن في نفس الوقت مرعبة..

 

التحديث الجديد لسه مشتغلش مع اي حد ولكن اعتقد إن والدي عمل المستحيل علشان أكون أول حد يجرب.. بس بجد يا ليته ما عمل كده.

 

” ليلة الرعب “

 

ثاني يوم وعلى الساعة إثنين بالليل كنت قاعدة بسكرول في السوشيال ميديا.. وبتفرج على فيديو لواحد بيتكلم عن علم الطاقة والمؤامرة الحديثة للماسونية وتطويع التكنولوجيا لخدمة المسيخ الدجال والسيطرة على عقول الناس.

 

وشياطينه اللي عايشين وسط مننا وأغلبها بيحضر عن طريق الاجهزة الإلكترونية الذكية واللي بتمثل بوابات عبور موازية بتوازن بين عالمنا وعالمهم عن طريق الذبذبات اللي بتخرج من الأجهزة دي.

 

وإن البوابات دي بتكون موجودة في الهواتف ذات السعر العالي جدًا وخصوصًا الدفعة الأولى والخاصة من الأجهزة اللي بتخرج قبل الإعلان الرسمي لإنطلاقها.

 

ضحكت بصراحة على كلامه وأنا بطل للفون حقي بحذر.. خصوصًا لما شوفت كمية التعليقات اللي بتتريق عليه بيقولوا الحمدلله على نعمة الستر.

 

بس فجأة حسيت إن جسمي كله نمل.. حسيت بقشعريرة غريبة.. وصوت صفير عالي في ودني حجب سمعي تمامًا لمدة طويلة..

 

لدرجة إني حطيت إيدي على وداني من كثرة ما الصوت عالي،  ضربات قلبي زادت.. وعرقت بشدة.

 

لما الصوت إختفى.. بدأت أتلفت حواليا في الشقة.. حسيت ببرد شديد وشعور لا إرادي بالخوف.. مسكت التليفون تاني وأنا مش فاهمة أيه اللي حصل.. بس بحاول ألهي نفسي وخلاص، لكن فجأة..

 

” حضور الشيطان “

 

فجأة ظهر قدام مني على الشاشة إقتراح من الفون بالتنفس بعمق ومحاولة الهدوء .. وسرعة الذهاب للنوم لتجنب مواجهة الخطر.

 

تجاهلت الإقتراح وأنا مستغربة من كلمة مواجهة الخطر دي؟!  خطر أيه؟  رجعت اكمل اللي بعمله وأنا بقرأ التعليقات.. انا بقلِّب ومشغولة باللي بعمله.. بس في نفس الوقت سامعة صوت كركبة خفيف جاي من المطبخ.

 

زي ما يكون حد بيحرك الحاجات فيه.. سبت الفون وركزت مع الصوت لدقائق.. قلبي اتقبض ودقاته ارتفعت بقوة شديدة..

 

الصوت مستمر.. قومت من مكاني مسكت الفاظة اللي جمبي وتوجهت للمطبخ.. مديت إيدي اللي بتتنفض و نورت النور!

 

ارتحت لما لقيت مفيش أي حاجة! قررت اسيب النور مفتوح

بتلفت علشان أرجع مكاني حاجة عدت من قدامي في لمح البصر…

رجعت لوراء وأنا بصرخ من الخضة.. في نفس الوقت اللي سمعت فيه صوت الكلب جاي من الحمام..

 

وقفت لدقائق وكأني عقلي هنج وأنا بقول لنفسي.. بس أنا معنديش كلب بالأساس؟ أنا أصلًا عندي فوبيا من تربية الحيوانات الأليفة.

 

تقدَّمت بخطوات بطيأة ناحية الحمام وأنا لسه سامعة صوت همهمة الكلب ونباحه الخفيف من ورا الباب..

 

ماشية في الطرقة.. رجلي مش شيلاني! وعيوني بتدمع

فضولي هو الحل علشان اطمأن.. اكيد الصوت جاي من عند الجيران!

 

أنا هثبت لنفسي أنه كلب الجيران.. قربت اوي من باب الحمام.. وقفت مكاني متمسمرة وكأني تمثال لما..

 

لما باب الحمام فتح واحدة واحدة وخرج من وراه رأس بتطل عليا!

 

رأس.. رأس حاجة تشبه الكلب الأسود وعنده أذان طويلة مبتسم بأسنان بشرية ابتسامة مرعبو… وكأنه إنسان واقف وبيطل لي من خلف الباب.

 

صرخت بقوة وأنا بجري للخلف ناحية غرفتي.. دخلت بسرعة وقفلت الباب في نفس اللحظة اللي سامعة فيها صوت باب الحمام بيترزع في الحيط وحد بيجري ورايا بخطوات صداه بيتردد في المكان كله وكأنها حوافر حيوان..

 

” وحدي في الجحيم”

 

قفلت الباب بالمفتاح وقعدت وراه وأنا كاتمة نفسي وبتهز من العياط والإنهيار.. عمالة أقرأ قرآن وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأنا بتلفت حواليا في كل مكان.. مش قادرة اغفل لحظة واحدة.

 

عقلي وكأنه إشتغل.. فتحت فوني.. رنيت على صديقتي يُسر اللي ساكنة في الدور  اللي تحت في نفس العمارة.

 

طلبت منها بسرعة تطلع لي.. كنت منهارة لدرجة إنها اتخضت وقالت لي هطلع لك حالًا.

 

فضلت أتلفت حواليا في كل مكان في الغرفة وأنا حاضنة نفسي..

 

قررت أسجل فيديو بما إن دي طريقتي في تخفيف التوتر زي ما قال لى دكتوري النفسي…

 

فتحت الكاميرا وبدأت أسجل فيديو..

مش مركزة مع الكاميرا.. تقريبًا مبصتش فيها.. عمالة بطل حواليا زي المجنونة في الغرفة وأنا بسجل..

للحظة عيوني جات على الشاشة في الفيديو لقيت نفس الكائن قاعد جمب مني مبحلق لي وهو مبتسم وعمال بيهز في رأسه زي ما يكون موافقني في كل الكلام اللي بقوله.

 

رميت الفون من أيدي وأنا بصرخ وبقوم من مكاني وبطل جمبي.. بس كان إختفى ..

 

فتحت وخرجت بجري ناحية الباب الرئيسي كنت هقع أكثر من مرة وركبتي بتتني من الخوف.. فتحته بسرعة وكنت لسه هخرج.. لقيت يُسر واقفة قدام الباب

 

” ليلة لن تُنسى “

 

أول ما شوفتها حصنتها وأنا بعيط بقوة.. طبطبت عليا وهي بتحاول تهديني..

 

قعدت مدة قدام الشقة بتحاول تقنعني ندخل جوه.. وهتثبت لي أنه مفيش حاجة!

 

بالفعل دخلنا ودورنا في كل مكان ما لقينا شيء.. عملت لي حاجة تهديني وشربتها

وقعدنا نتكلم حوالي ساعة

 

قررت تبات معايا اليوم ده علشان مخافش

وفضلنا طول الليل نتكلم ونهزر وفي الصبح رجعت لشقتها

 

اليوم اللي بعده على الساعة 10 بالليل كده جالي اتصال من مالك العمارة عايز يتكلم معايا وقال لي أنه مستنيني تحت في مكتب السكيورتي.

 

ما رضي يقول لي أية تفاصيل نهائي.. اكيد فيه أجتماع لإتحاد مُلاك العمارة للنقاش حول أية صيانة جديدة أو تعديلات أو ترحيب بساكن جديد..

 

لبست ونزلت وبالفعل لقيته مستنيني مع الأمن.. سألته فيه أيه؟

 

تاملني كده للحظات والاستغراب مالك وجهه وقال:

 

” أستاذة ميرنا.. الأمن بلغ البارح عن حاجة غريبة حصلت قدام شقتك.. وللحقيقة أنا محتاج تفسير علشان مضطرش أفسر اللي حصل ده بدماغي”

 

بصيت له بتعجب وأنا بقول بلهجة حادة:

 

_ حضرتك تقصد أيه؟ ممكن توضح كلامك!

 

الراجل لف لي جهاز اللاب توب حقه وقال لي:

 

” البارح الساعة ثلاثة ونص الفجر.. حضرتك كنتي بتعملي أيه على سلم العمارة لمدة ساعة كاملة وكنتي بتتكلمي مع مين؟! ”

 

قال الجملة وهو بيدير لي الشاشة.. اللي كان ظاهر فيها وأنا بفتح باب الشقة بإنهيار وبحضن الهواء وأنا بعيط جامد..

 

بعدها ببعد عن باب الشقة وانا بشاور جواها وبعيط.. وفضلت واقفة لمدة ساعة ونص بتكلم مع نفسي وأشاور بإيدي وأعيط وأنا واقفة وحدي..

 

مشهد مريع.. مرعب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. أنا في الوقت ده كنت واقفة مع صاحبتي يُسر اللي كانت بتحاول تقنعني أدخل الشقة

 

واللي بالفعل دخلت معاها وفضلت معايا ليلة كاملة

 

طيب ليه دلوقتي أنا ظاهرة لوحدي في الكاميرا؟!

 

” النهاية”

 

طلعت فوني وأنا متأكدة أنه فيه حاجة غلط.. ما هو اكيد الفيديو ده ملعوب فيه!

 

اكيد دي تلكيكة من صاحب العمارة علشان يتهمني إني غير متزنة ويطردني من العمارة علشان المشاكل اللي حصلت بينا قبل كده

 

اتصلت بيسر.. ونزلت لي بسرعة.. وريتها الفيديو وكان باين عليه التعجب..

 

ابتسمت بنصر لما شوفتها مستغربة.. الفيديوز ملعوب فيها..

 

بس اتصدمت لما بصت لي فجأة وهي بتقول:

 

” ميرنا.. أنا مش فاهمة؟! أنتِ واقفة على السلم بتتكلمي مع مين؟ وبتعملي كده ليه؟! ايه اصلًا الفيديوز دي؟ ”

 

أنا اتصدمت واجهتها باللي حصل البارح.. قالت لي إني مرنتش عليها بالأساس وإنها كانت نايمة في الوقت ده، فضلت تقسم لي أني ما كلمتهاش.

 

 

البنت طلعت تليفونها وكلمت مامتها اللي اكدت على الكلام.

 

فتحت الفون وشوفت قائمة المكالمات بينا بالفعل مفيش اي اتصال صدر من فوني لفونها.

 

بدأت اتوتر.. سألت النسخة الجديدة من سيري أن كنت اجريت مكالمة ليسر البارحة.. فقالت لي لأ…

 

مجاش في دماغي غير تساؤل واحد مرعب وموحش..

 

انا كلمت مين البارح.. طيب

 

أنا قضيت الليلة اللي فاتت مع مين؟ أو مع أيه؟

بعد الحادث ده فضلت شهر كامل حاسة برعب شديد..كل اما أنام احس حد بيتنفس جمب وشي أو أن فيه حد بيمشي ورايا في الشقة.. الموضوع ده منتهاش غير لما تخلصت من الفون الجديد..

اللي جاي في دماغي دلوقتي هو تفسير خبير الماورائيات عن الأجهزة الإلكترونية والاصدارات الجديدة.. وإنها فعلًا بوابات لعوالم ثانية لنقل الشياطين.. بس تفتكروا الكلام ده صح ولا قصتي مجرد صدفة.

 

بقلم/آمنة_محمد

 

وختامًا، إذا أعجبتك قصة “تحديث iso26 للجحيم”، وترغب في متابعة العديد من القصص الممتعة، تابع منصتنا عوالم من الخيال.

10 تعليقات

  1. تحفه اووووي اووووي ماشاءالله تبارك الرحمن

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *