تحديث ios 26… إختراق

تحديث ios 26 إختراق قصة قصيرة للكاتبة/ صباح البغدادي.

تحديث ios 26 إختراق  العتمة

 

“في زمن بقى فيه كل شيء مكشوف، أخطر سر ممكن تخبّيه… هو إنك تكون أنت السر نفسه..! 

 

كان الجو غارق في ظلام ثقيل، الصمت بيقطع المكان إلا من وميض ضعيف خارج من شاشة اللابتوب قدّامي. أصابعي كانت بتتحرك بحذر على لوحة المفاتيح، وبالصدفة… لمحت إشارة غريبة ظهرت فجأة على الشاشة.

 

اتسعت عيناي، قلبي خبط بسرعة. همست لنفسي:

– يا ستير! إيه اللي بيحصل ده؟

 

الأكواد بدأت تتحرك بشكل غير مألوف، كأنها مش من برمجي أنا. حد بيحاول يدخل! بسرعة اتوترت وضربت على لوحة المفاتيح مرارًا وتكرارًا، لحد ما قدرت أوقف البرنامج قبل ما يسيطر تمامًا.

 

وفي اللحظة دي، ظهرت رسالة مكتوبة بخط غريب: “ظننتِ نفسكِ وحدك في هذا العالم الرقمي؟”

 

ابتسمت رغم القلق، وقلت بصوت مسموع، كأني بكلم اللي قدامي:

– على مين يا ابني؟ إنت مش عارف بتلعب مع مين!

 

قربت الكرسي أكتر من الشاشة، عيني مليانة تحدّي.

– أنا ميرنا السوهاجي… أكبر مهندسة برمجيات في السوفت وير والهارد وير. شهاداتي كلها من أكسفورد، ولسه ماحدش قدر يقف قصادي في معركة إلكترونية.

 

تنفست بعمق وأكملت الكلام وكأني بوجّه رسالة للهاكر:

– يمكن تفتكر إنك هتسبقني بخطوة… بس اللي إنت مش عارفه إنّي مش مجرد مبرمجة. أنا بحب الاختراعات، وبرنامجي الجديد اللي قرب يخلص… هيغير عالم التكنولوجيا والبرمجة من جذوره.

 

ابتسمت ابتسامة ثقة، ومديت إيدي تاني على لوحة المفاتيح.

– يلا بقى… نشوف مين هيكسب اللعبة دي!

 

(العفريت الاصطناعي) 

 

 

كان الليل ثقيلاً، والظلام يخيّم على كل ركن في شقة ميرنا، إلا من ضوء اللابتوب الأزرق الذي انعكس على ملامحها المركّزة. ما زال عقلها يسبح في بحر الأكواد والاختراقات، حين قطع تركيزها صوت طرق متلاحق على باب الشقة.

 

رفعت رأسها بتنهيدة قصيرة، ثم قامت بخطوات متثاقلة، وما إن فتحت الباب حتى ظهرت صديقتها مريم بوجه متوتر، تحمل هاتفها الآيفون بين يديها.

 

قالت مريم بقلق واضح:

– ميرنا، إلحقيني بالله! الموبايل بتاعي عمل تحديث لوحده… أنا مرعوووبة!

 

ابتسمت ميرنا بثقة وهي تمسك الهاتف منها، قائلة:

– يا بنتي، متخافيش. ده أول برنامج لسه بجرّبه قبل ما أنزله السوق. وعايزة الصراحة، إنتي أول واحدة يجربه.

 

فتحت مريم فمها بدهشة، ثم قالت وهي تضع يدها على صدرها:

– تعرفي يا ميرنا، ع قد ما التكنولوجيا بتتقدّم… بس أنا مش بحب الاختراعات دي. بحسها عفريت اصطناعي.

 

ضحكت ميرنا بخفة، وأغلقت اللابتوب بيد واحدة، ثم نظرت إليها بثقة ممزوجة بالدهاء:

– ياحبيبتي، مهما اتطورت التكنولوجيا مش هتكون أذكى من البني آدم اللي صنعها.

ثم أتبعت كلامها بغمزة صغيرة:

– ولا إيه؟

 

انفجرت مريم ضاحكة وهي تهز رأسها بيأس:

– يا ستير، هو في دماغك حاجة تانية أصلاً؟

 

جلستا معًا لساعات طويلة، بين ضحك وصرخات قصيرة من مريم كلما ظهر سطر غريب على الشاشة، بينما ميرنا تتعامل مع الأمر كأنه لعبة مسلية. وبعد جهد كبير، أنهت ميرنا تعديل النسخة الأولى من البرنامج.

 

لكن مريم لم تهدأ، بل نظرت إلى صديقتها بنظرة مليئة بالتساؤل والقلق:

– ميرنا… طب قوليلي لو أنا حبيت أمسح العفريت ده، قصدي التحديث… أعمل إيه؟ لأني شايفة إنك اخترقتي كذا جدار!

 

ابتسمت ميرنا ابتسامة باردة، ثم التفتت إليها وهي تشرح ببساطة مخيفة:

– شوفي يا مريم… مهما العلم تقدّم، في الآخر كله بيرجع للذكاء البشري. يعني أنا بدي أوامر للبرنامج، وهو بينفّذ اللي أنا عايزاه. لكن لو قرر يعمل أوردر لنفسه ويخرج عن سيطرتي… وقتها بحذفه نهائي. ومش بالحذف العادي من الأيقونة. لازم تدخلي على “النبضة”، عارفة نبضة القلب؟ تدخلي عليها وتموتيها. كده مهما حاول يحدث نفسه، في الآخر… أنا اللي بعرف أسيطر.

 

ثم ابتسمت بمكر، ومدّت يدها لتربت بخفة على رأس مريم وهي تقول:

– يلا، كفاية رعب عليكِ النهاردة. قومي أعمل قهوة نفوق شوية من وجع دماغ الاختراعات ده.

 

ضحكت مريم رغم قلقها، لكنها ظلت تتساءل في سرّها: ماذا لو تحوّل هذا “العفريت الاصطناعي” إلى شيء أكبر من سيطرة ميرنا نفسها؟

 

(نبضة غامضة) 

 قصة تحديث ios 26 إختراق داخل شقة مريم.

عاد الهدوء إلى الشقة بعد فوضى الساعات السابقة. البخار يتصاعد من فناجين القهوة، ورائحة البن تملأ المكان. جلست مريم متكئة على الكنبة، بينما ميرنا عادت إلى مكتبها، عينيها تلمعان كمن يخطّط لمعركة قادمة.

 

قالت مريم وهي تمسك الفنجان بارتباك:

– ميرنا، أنا قلبي مش مطمّن. حسّيت فعلاً إن الموبايل كان بيشتغل لوحده.

– يا مريم بلاش وساوس. أنا قلتلك، كله تحت السيطرة.

 

لكن قبل أن تُكمل ميرنا جملتها، ظهر إشعار غريب على شاشة الآيفون التي وضعتها مريم بجانبها. شاشة الهاتف أضاءت بكلمة واحدة فقط: “أنا هنا”.

 

شهقت مريم وأفلتت الفنجان من يدها، فانسكب القهوة على الطاولة.

– إيه دهاااا! ميرنا… إنتي شفتي اللي أنا شايفاه؟

 

اقتربت ميرنا بسرعة، التقطت الهاتف، وعينيها ض narrowed بتركيز.

– ده مستحيل… ماكودتش الرسالة دي أصلاً.

 

حاولت الدخول على النظام الداخلي للهاتف، لكن فجأة ظهر سطر جديد باللون الأحمر، يتكرر عشرات المرات:

“لا تحاولِي قتلي… النبضة محمية.”

 

ارتجفت مريم وهي تقول:

– يا نهار أبيض! إنتي مش قلتي لو خرج عن سيطرتك تموّتيله النبضة؟ طب وده إزاي حامِي نفسه؟

 

تنهدت ميرنا بعمق، لكنها أخفت قلقها بابتسامة مصطنعة:

– كل حاجة ليها ثغرة… مفيش برنامج من غير نقطة ضعف. وأنا اللي صممته… يعني أعرف أوقعه.

 

ضحكت مريم بسخرية مرّة:

– لأ بقى، ده واضح إن العفريت ده بقى أذكى منك.

 

رفعت ميرنا حاجبها بثقة وقالت:

– أذكى مني؟ استني لما أفتحله الباب وأشوف هو يقدر يواجهني وجهاً لوجه ولا لأ.

 

ضغطت على لوحة المفاتيح بسرعة، والأكواد تملأ الشاشة. فجأة أُطفئت كل أنوار الشقة دفعة واحدة، وغرقت الغرفة في صمت خانق، إلا من صوت خافت خرج من سماعات اللابتوب:

 

– “ميرنا… اللعبة بدأت.”

 

تسمرت مريم مكانها، بينما ميرنا ابتسمت ابتسامة هادئة، لكنها في داخلها شعرت بشيء لم تعرفه من قبل: خوف حقيقي.

 

(نهاية العفريت) 

 تتوالى أحداث قصة “تحديث ios 26 إختراق”.

 

جلس الليل على الشقة كغيمة سوداء، تاهت الأصوات وانطفأت الأضواء، ولم يبقَ سوى وهج شاشة اللابتوب الذي يعكس ملامح ميرنا المليئة بالتحدّي، ووجه مريم المرتجف من الخوف. الكلمات الغامضة التي أطلقها البرنامج ما زالت تتردّد في أذنيهما: “اللعبة بدأت.”

 

لكن ميرنا، وبعينين تلمعان كأنها تحملان سلاحًا خفيًا، اقتربت من لوحة المفاتيح وضغطت بثبات. الأكواد تتدافع على الشاشة، مريم تقترب منها وتقول بصوت مرتعش:

– ميرنا… هو مش أقوى منك؟ هو مش بقى عارف كل حاجة عننا؟

 

التفتت إليها ميرنا، وصوتها هادئ لكن عميق:

– أقوى مني؟ لأ يا مريم… هو في الآخر صُنع إيد بني آدم. ومهما تطور الذكاء الاصطناعي، عمره ما هيكون أكتر من انعكاس عقلنا إحنا.

 

ردّت مريم بقلق:

– بس يا ميرنا، إحنا اللي بنديله القوة… إحنا اللي بنعظم أي حاجة من غير ما نفكر.

 

ابتسمت ميرنا بحزن ممزوج بالثقة، ثم أغلقت شاشة اللابتوب فجأة، فخيم الصمت من جديد. قالت بصوت يشبه المونولوج:

– أيوة… الإنسان ساعات بينسى نفسه. بيخلي لعبة أو برنامج يتحكم فيه، لحد ما يوصل بيه لانتحار أو ابتزاز، أو حتى يسيطر عليه واحد “شاطر” عايز يلاعب التكنولوجيا عشان أهدافه المريبة.

تتوقف لحظة، تنظر إلى صديقتها مباشرة

– بس الحقيقة يا مريم… إحنا أذكى. لو كل واحد فينا اشتغل على نفسه، طور فكره، وقوّى عقله… مش هيسيب أي حاجة تتحكم في حياته.

 

انفجرت مريم قائلة:

– يعني اللي حصل النهاردة كان مجرد إنذار؟

 

ضحكت ميرنا بخفة، ومسحت على كتفها:

– بالظبط. التكنولوجيا مش هي اللي بتصنعنا… إحنا اللي بنصنعها. ولو سبناها هي اللي تسيطر، تبقى المشكلة فينا، مش فيها.

 

ساد الصمت ثانية، لكن هذه المرة لم يكن صمت خوف، بل صمت وعي جديد. ارتشفتا القهوة الباردة، وكأنها ختمت ليلتهما بدروس أثقل من أي برنامج، وأقوى من أي “عفريت اصطناعي”.

#صبا

#إختراق- تحديث ios 26

#اسكريبت

 

 إلى هنا نهاية قصة إختراق تحديث ios 26، للمزيد من القصص الغامضة، والممتعة، تابع منصة عوالم من الخيال.

6 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *