قصة رعب كوميدية:عفاريت جدتي

قصة رعب كوميدية: “عفاريت جدتي” للكاتبة/ دينا الحمزاوي.

“بيقولوا البيت اللي يِتقلّب مكانه… يِتقلّب معاه عالم تاني! وأنا عمري ما كنت مصدّق… لحد الليلة دي.”

 

قصة رعب كوميدية المشهد الأول

_ يلهـــــــــــوي عفــــاريـــــــت!

انتفضت بفزع وانا بتلفت حواليا :

 

_ فيـــن؟ فيــن؟؟؟

 

ردت عليا أمنية بخوف :

 

_ فوق الدولاب يا موكوس يابن الموكوسيــن!

 

قلبت عينيا بملل :

 

_ وهي العفاريت هتعمل ايه فوق الدولاب يا أذكى اخواتك؟

 

_ ايوا يا محمود بس انا معنديش اخ غيرك!

 

_ ياريت يختي كان عندنا على الأقل كانوا هيشيلوا من عليا المرار الطافح ده.

 

_ قصدك أن انا مرار طافح يا محمود ؟

 

رديت عليها بتأكيد :

 

_ لا طبعاً يا قلب محمود .

 

وقبل ما أكمل كلامي قاطعتني أمنية بسعادة :

 

_ حبيب قلبي والله يا حودة

 

_ أنتِ اسوء من المرار الطافح يختي.

 

_ نعم يا خويا لما أنا اسوء من المرار الطافح يبقى انت على كده  اسود من قعر الحلة المفحم يا معفن

 

بقى أنا اسود من قعر الحلة يابت يا منتنة يا شبه الصابونة المقلية؟

 

_ بقى أنا شبه  الصابونة المقلية يابن كوم شكاير اليهود أنت ؟

 

زعقت فيها بصوت عالِ :

 

_ بقى أنا أبن كوم شكاير اليهود يابنت ام لطفي اللي بتنور وتطفي؟

 

_ ايوا يا محمود بس احنا معندناش اخ اسمه لطفي .

 

_ يعني على أساس في حاجة اسمها صابونة مقلية يا غبية أنتِ وهو .

 

الصوت ده مطلعش مني ولا من أمنية اختي ده كان صوت تاني غريب اول مرة نسمعه أتلفت أنا وأمنية حوالينا برعب بس ملقناش حد .

المشهد الثاني

تتوالى أحداث قصة رعب كوميدية: “عفاريت جدتي”.

أنا قولت برعب :

 

_ مين ؟

 

_ أنا يزن بص على جنبك اليمين

 

لفيت أنا وأمنية بخوف ملقيناش حد فقولت برعب :

 

_ انت مين ؟ وبتكلمنا منين ؟

 

_ ما قولتلك أنا يزن يا بقف انت بص على اللوحة اللي على الحيط .

 

بصيت أنا وأمنية برعب على اللوحة لقينا فيها راجل وزي ما يكون بيبص لينا!.

 

الراجل اللي في اللوحة ابتسم لينا وهو بيقول :

 

_ اهلا أنا يزن

 

أمنية صرخت برعب وقالت :

 

_ نهار فوحلقي اللوحة بتتكلم واسمها يزن

 

اللوحة قالت بصريخ أقصد يزن :

 

_ أنا مش لوحة يا غبية أنا يزن

 

أنا قولت برعب :

 

_ وتطلع مين انت يا استاذ يزن ؟

 

_ أعرفكم بنفسي أنا يزن عفريت جدتكم .

 

أمنية اختي شهقت برعب :

 

_ نهار اسوح هيا جدتي كانت مخاوية؟

 

أما أنا ضحكت بسخرية :

 

_ هو في عفريت اسمه يزن؟

 

يزن رفع حاجبه كده ليا وقال ضيق :

 

_ وماله يزن بقى إن شاء الله

 

_ أنا طول عمري اسمع أن العفاريت بيبقى اسمهم وحش زي مثلاً عفركوش .

المشهد الثالث

إليك المشهد الثالث من قصة رعب كوميدية عفاريت جدتي.

_ وماله بقى عفركوش يا روح أمك

 

شهقت أنا وأمنية برعب للمرة الثانية لأن الصوت ده مكنش من يزن ده صوت شخص تاني بس غليظ اوي فـ يزن حاول يهديني أنا وأمنية وهو بيقول :

 

_ متخافوش يا جماعة أهدوا ده عفركوش عفريت المراية

 

أمنية مسكت في أيدي برعب :

 

_ نهار ما يعلم بيه إلا ربنا هو فيه عفريت للمراية كمان؟. مفيش عفريت للدولاب بالمرة ؟

 

في اللحظة دي سمعنا صوت ثالث طالع من الدولاب وفي عينين شخص ظهرت عليه

 

_ اه فيه أنا سامح أهو.

 

صرخت أنا وأمنية برعب راحت أمنية قالت :

 

_ يلهوي يا مستهوي يخرب بيتك يا حسنات الكلب طول عمري أقول عليكِ ملبوسة محدش صدقني منك لله يا اللي المفروض أنك جدتي.

 

أمنية خلصت كلامها من هنا وهوب لقت حد ضربها على ظهرها فصرخت بألم وسمعنا صوت رابع بيقول بعد ما ظهر قدامنا كان راجل عجوز شعره ابيض ووشه مليان تجاعيد وظهره منحني وماسك عكاز في أيده .

 

_  ِما تتلمي يا حيوانة انتِ

 

صرخت أنا وأمنية فسألت بخوف :

 

_ أنت مين يا جدع أنت؟

 

رد علينا العجوز :

 

_ أنا جدكم مستهوي عفريت المروحة

 

_ يعني هو في عفريت اسمه مستهوي؟

 

_ يعني هو في عفريت للمروحة أصلا يا غبية ؟

تتصاعد أحداث قصة رعب كوميدية.

وده كان صوت اللي معرفش رقم كام وظهر قدامنا شاب كده أحول وشعره أكرت ولابس لبس متقطع وطبعاً مش محتاجة أقولكم يعني أن ده عفريت .

 

_ وأنت مين انت كمان؟

 

_ أنا بطرس

 

_ ايوا عفريت إيه يعني؟

 

_ لا أنا مش عفريت حاجة أنا عفريت حر

 

_ أه تمام ماشي .

 

أنا بصيت ليهم وقولت :

 

_ طيب دلوقتي انتوا عايزين مننا إيه ؟ وبتعملوا إيه هنا؟

 

يزن رد عليّا وقال:

 

_ أحنا عايزين منكم إيه؟ … بص يا حودة وبصّي يا أمنية… إحنا كلنا كنا قاعدين هنا في حالنا، عايشين بسلام من أيام جدتكم المرحومة… فجأة بقى لقيتوا نفسكم بتنقلوا الأوضة وتبدّلوا مكان الدولاب والمروحة واللوحة والمراية… إنتوا كده لخبطوا العالم الموازي اللي إحنا فيه!

 

أمنية قالت وهي لسه ماسكة في إيدي:

 

_ يعني إيه؟ إحنا بس نضفنا الأوضة يا أستاذ يزن.

 

عفركوش دخل على الخط وقال بصوت غليظ:

 

_ نضفتي إيه بس يا بت؟ ده انتِ فتحتِ لنا بوابة وخلقتِ تيارات شيطانية!

 

أنا بصيت ليهم وقلت بسخرية:

 

_ أهو دايمًا المنظفين بيتبهدلوا… يعني المفروض نسيب التراب بقى؟

 

الراجل العجوز “مستهوي” ضرب بالعكاز على الأرض وقال:

 

_ سكوت يا بني آدمين! إحنا مش جايين ناكل ولا نشرب… إحنا جايين نقولكم يا تقفلوا البوابة دي يا يا إما…

 

أمنية شهقت وقالت:

 

_ يا إما إيه يا جدو مستهوي؟

 

بطرس العفريت الحر ضحك ضحكة شريرة وقال:

 

_ يا إما هتلاقوا نفسكم عايشين معانا للأبد… وتبقوا بني آدمين نصهم عفريت نصهم بشر.

 

أنا وقفت كده متجمد وقلتلهم:

 

_ يعني إيه نصنا عفريت؟ هنبقى عاملين إزاي يعني؟

 

يزن قرب وشه من اللوحة لحد ما بقى نصه طالع منها وقال بهدوء:

 

_ يعني هتبقوا زينا… تقدروا تمشوا في المرايات وتتنططوا فوق الدواليب وتدخلوا صور الحيطان.

 

أمنية مسكت دماغها وقالت:

 

_ يا نهار أزرق… ده أنا أصلاً مش بعرف أتنطط على الكراسي هتنطط في اللوحات إزاي!

 

أنا حطيت إيدي على وشي وقلت لهم:

 

_ طيب يا عم يزن وكل العيلة العفاريتية… نقفل البوابة دي إزاي؟

 

العجوز مستهوي ابتسم ابتسامة شريرة وقال:

 

_ بتهزروا بقى؟ مش هتتقفل إلا لو رجعتوا كل حاجة زي ما كانت بالظبط… ومعاها حاجة صغيرة كده نديها لكم.

 

أنا وأمنية بصينا لبعض وقلنا في نفس الوقت:

 

_ حاجة إيه يا عم؟

 

بطرس رفع إيده كده وقال:

 

_ روح جدتكم… هي اللي مسكّة البوابة.

 

أمنية اختي صرخت وقالت:

 

_ إيه؟؟ روح جدتي؟

 

يزن قال بهدوء:

 

_ آه يا حبايبي… لازم نرجّع روح جدتكم للبيت… وإلا العالمين هيفضلوا مفتوحين.

 

 

_ مفيش كلام تاني… قدامكم مهمة واحدة. لو نجحتوا فيها هترجع روح جدتكم والبوابة هتتقفل.

 

أمنية قالت وهي بتبصلي:

 

_ مهمة إيه تاني يا أستاذ؟ مش كفاية العفاريت اللي طالعة لنا من كل حتة؟

المشهد الرابع

مشهد جديد من قصة رعب كوميدية عفاريت جدتي.

مستهوي رفع عكازه وقال:

 

_ هتلاقوا في أوضة جدتكم تلات حاجات من زمانها: «مفتاح الصمت»، «خيط المطر»، «وردة الريح». دول التلات حاجات اللي بيمسكوا روحها.

 

بطرس ضحك وقال:

 

_ كل حاجة فيهم مستخبية ورا لغز… لو عرفتوا اللغز هتلاقوها.

 

يزن قال بسرعة:

 

_ لما تجمعوهم تحطوهم حوالين اللوحة اللي فيها جدتكم، تقولوا:

«روحي يا جدتي، ارحمي منا كل همّ وجرح، ارجعي لبيتك وخلّي بابك مقفل»

والبوابة هتقفل.

 

أمنية بلعت ريقها وقالت:

 

_ طيب هاتوا اللغز يا جماعة خلينا نخلص.

 

مستهوي ابتسم وقال:

 

_ أول حاجة «مفتاح الصمت»:

«مش معدن ولا خشب، لما تمسكني يسكت الصوت ويقف الرنّ،

أنا جنب اللي بيحافظ على الوقت بس مش بيمرّ»

 

بطرس قال:

_ التانية «خيط المطر»:

«رفيع زي الخيط، بيرقص مع النسمة،

مش من قطن ولا صوف، ساكن عند الهوا بس جاي من جوه البيت».

 

يزن قال:

_ وآخر حاجة «وردة الريح»:

«زهرة بلا رائحة، بتصحّى الذكرى كل صباح،

مش في الطبق ولا في التلاجة،

لكن اللي ليه صوت بينطق اسمي كل ما تفتح عينك».

 

أمنية قالت بخوف وهي ماسكة في إيدي:

 

_ يعني لازم ندور على الحاجات دي دلوقتي ونرجّعها؟

 

يزن رد:

 

_ أيوه يا حبايبي… جمّعوا التلاتة، اعملوا الطقس، والبوابة هتتقفل… يا إمّا هتعيشوا معانا للأبد!

 

 

أنا وأمنية دخلنا أوضة جدتنا نترعش من الخوف.

 

أمنية قالت وهي بتبص حواليها:

 

_ طيب يا محمود… نبدأ بمفتاح الصمت.

 

أنا قعدت أفكر وقلت:

 

_ مش هو قال بيوقف الصوت؟ يبقى يا ريموت التليفزيون يا زر الراديو القديم.

 

فضلنا ندوّر لحد ما لقينا الراديو بتاع جدتي تحت السرير، ولما دوست على زرار الـ”صامت” لقينا نور خفيف طالع منه.

 

صرخت:

المشهد الخامس

إليك المشهد الخامس من قصة رعب كوميدية عفاريت جدتي.

_ أهو ده! لقيت مفتاح الصمت.

 

أمنية قالت:

 

_ يلا ندور على خيط المطر.

 

بصينا ناحية الشباك لقينا الستارة القديمة الخفيفة بتترعش لوحدها رغم إن مفيش هوا.

 

أمنية قربت منها وقالت:

 

_ يا نهار أبيض… الخيط بينوّر!

 

مديت إيدي وشديت منها طرف خيط طويل نازل زي المطر، وفعلاً بقى في إيدي.

 

قلت لها:

 

_ كده اتنين خلصوا… فاضل وردة الريح.

 

فضلنا ندوّر في كل حتة لحد ما أمنية فتحت درج الكومودينو اللي جنب سرير جدتي. لقت منديل قديم مطرز فيه وردة صغيرة.

 

أمنية شهقت وقالت:

 

_ أهي! وردة الريح.

 

تتوالى أحداث قصة رعب كوميدية تشويقًا.

فجأة الجو كله اتقلب، النور قطع، وصوت يزن جه من اللوحة:

 

_ حطّوهم بسرعة قبل البوابة تتوسع أكتر!

 

جرينا وحطينا «مفتاح الصمت» على الدولاب، و«خيط المطر» ربطناه بين اللوحة والمراية، و«وردة الريح» قدام صورة جدتنا.

 

أنا قلت بصوت عالي زي ما قالوا:

المشهد السادس

إليك المشهد السادس والأخيرة من قصة رعب كوميدية: “عفاريت جدتي”.

_ “روحي يا جدتي، ارحمي منا كل همّ وجرح، ارجعي لبيتك وخلّي بابك مقفل!”

 

أمنية نفخت تلات مرات في إيدي وأنا ماسك الوردة وقالت:

 

_ يا هوّن!

 

فجأة ضوء قوي غطّى الأوضة كلها… واللوحة ابتسمت فيها

جدتنا وبعدين اختفت!

 

أمنية وقعت على الأرض من الرعب وقالت:

 

_ يلهوي… دي جدتنا كانت فعلاً مخاوية.

 

أنا مسكت راسي وقلت:

 

_ الحمد لله اتقفلت… بس يا ريت بقى محدش ينضف الأوضة دي تاني.

نهاية قصة رعب كوميدية

 

فجأة صوت بطرس جه من بعيد وهو بيضحك:

 

_ ما تفرحوش أوي… البوابة ممكن تفتح تاني.

 

أنا وأمنية صرخنا مع بعض:

 

_ إيهـــــــــــــــه!!!

 

تمت قصة رعب كوميدية عفاريت جدتي.

ک/ دينا الحمزاوي

إذا أعجبتك قصة رعب كوميدية “عفاريت جدتي”، يمكنك متابعة مزيد من القصص الممتعة معنا على منصتنا عوالم من الخيال، ومتابعة صفحتنا على الفيسبوك؛ لمعرفة كل ما هو جديد.

2 تعليقات

  1. سحلتيني حرام عليكي وانا قاعد اتخيل الصبونه وهي مقليه في الزيت شكلها هيكون ازاي
    انا مني لله والله
    بس جامده والله خفيفه على القلب وفيها سسبنس كوميدي ✨ منتظرين ياكاتبتنا الموهوبه
    كل الدعم

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *