بين الحب والخذلان
الحب والفقد بين يونس وإيهاب: حكاية قلوب تبحث عن الأمل
المشهد الأول: ضحكة يونس الباهتة بين الحب والخذلان
. أحيانا الضحك بيكون ستار يخفي وجع كبير، وده اللي بان في ضحكة يونس المكسورة…!
جلس يونس في ركن المقهى المظلم، فنجان قهوته قدامه، دخان السجائر بيغطي ملامحه. ضحك ضحكة قصيرة، باهتة، كأنها اتولدت من قلب مكسور. كانت ضحكة أشبه بصرخة مكتومة. قفل عينيه كأنه بيهرب من الدنيا، ولما فتحهم، صوته كان تقيل بالوجع، مليان مرارة التجربة:
يونس: “عارف يا بوب؟! لو مش هتتمسكوا باللي بتحبوهم لآخر نفس… ما تحبوش. القلوب بعد ما بتسيبوها بتبقى زي بيوت مهجورة. الجدران واقفة… بس الروح راحت.”
كانت كلماته زي السكاكين، مش مجرد كلام، ده كان خلاصة حكايات انتهت قبل ما تبدأ.
المشهد الثاني: دمعة إيهاب بين الفقد والصبر
تفاصيل المشهد الثاني من قصة بين الحب والخذلان.
الفقد ساعات يوجع أكتر من الموت، لأنه بيسيب الباب مفتوح على أمل مش بيرجع.
إيهاب حاول يضحك، لكن الضحكة طلعت قصيرة، مشروخة، زي خشبة متكسرة. دمعة غدرت بيه ونزلت من عينه من غير إذن، مسحها بسرعة كأنه بيخاف يبان ضعيف.
إيهاب (بصوت مبحوح): “هي اللي سابت… وأنا فضلت أتمسك لحد آخر نفس.”
وانطلق خياله لأول لحظة شافها فيها: كانت غريبة، وبعد شوية بقت صديقة، وبعدها الحبيبة. ضحكاتهم الصغيرة كانت تملأ الأيام، خططهم الكبيرة كانت تبدو قريبة جدًا. كانوا بيرسموا مستقبل مشترك، بيت صغير، وأحلام لسه بريئة.
لكن أول مشكلة وقعت عليهم زي باب حديد اتقفل فجأة. هي مشيت. هو استنى. صدّق إن في رجوع. لكن الباب ما اتفتحش تاني.
المشهد الثالث: جدال عن نهاية الحب
بين السؤال والإجابة، الحب يفضل قائم رغم كل الفقد.
يونس بص لإيهاب بعينين تقيلة بالحزن، كأنها بتشيل إجابة مفيش حد عايز يسمعها:
يونس: “يمكن القلوب يا إيهاب بتعرف إمتى وقتها يخلص.”
إيهاب هز راسه ببطء، عينه مليانة انكسار، لكن صوته عنيد:
إيهاب: “لأ… الحب ما بيخلصش. اللي بيخلص… الناس.”
الجملة دي وقعت في الهوا زي سهم. يونس حسها، وإيهاب صدّقها، لكن الصمت اللي بعدها كان أكبر من أي كلام.
المشهد الرابع: صمت المطر ولحن الفقد
إليك المشهد الرابع من قصة بين الحب والخذلان.
المطر ساعات بيعزف موسيقى حزينة، مرآة لقلوب فقدت حبيبها.
الصمت وقع بينهم زي حجر تقيل في ميّة ساكنة. برا، المطر كان بينزل بغزارة، يغرق الشوارع ويمسح الألوان. ريحة التراب المبلول دخلت من الشباك، كأنها رسالة إن الدنيا لسه فيها حياة حتى لو جواهم ضلمة.
المشهد الخامس: دخول سلمى ونهى والصداقة القديمة
تتوالى أحداث قصة بين الحب والخذلان
لما يخذلك الحب، ساعات الصداقة بتكون هي النور الوحيد اللي يفضل واقف جنبك.
الباب اتفتح فجأة، ودخلت سلمى ونهى. كانوا جايين من بعيد، شايلين معاهم ضحكات قديمة وذكريات شباب. سلمى أول ما شافت إيهاب، قرأت في عيونه وجع عمره مش بسيط.
سلمى (بحنية): “إنتو قاعدين في الضلمة ليه؟ كأنكم شايلين همّ الدنيا كلها.”
إيهاب ابتسم ابتسامة باهتة، ابتسامة فضحت الوجع:
إيهاب: “الضلمة جوا مش برا يا سلمى.”
نهى قعدت قصاده، حطت إيدها على الترابيزة وقالت بدفء فيه لمسة أمل:
نهى: “يمكن النور لسه جاي… بس يا إيهاب، لازم تفتحله الباب الأول.”
كانت كلماتها بسيطة، لكنها وقعت زي خيط رفيع بيحاول يمسك قلبه من السقوط.
المشهد السادس: النهاية المفتوحة بين الأمل واليأس
النهايات مش دايمًا نهايات، أحيانًا بتكون بداية لحاجة جديدة لسه مش واضحة.
يونس شرب آخر رشفة من قهوته المرة، قام ببطء كأنه شايل سنين على كتافه. حسّ إن الحكاية خلصت قبل ما تبدأ أصلًا، زي كتاب اتقلبت آخر صفحاته من غير ما حد يقراه.
وقف عند الباب، بص لإيهاب نظرة طويلة مليانة كلام صامت، وكأنها رسالة بتقول:
“يمكن النهاية دي… ما تكونش النهاية.”
الخاتمة: الحب ما بين الانكسار والأمل
الحب مش بس مشاعر، هو اختبار حقيقي للقلب. أحيانًا يبدأ بابتسامة بريئة، وينتهي بدمعة مكسورة، وأحيانًا يتعثر لكنه يسيب أثر ما بيتنسيش. يونس كان شايف إن القلوب بتعرف إمتى وقتها يخلص، بينما إيهاب كان مؤمن إن الحب ما بيموتش أبدًا، وإن اللي بيخلص هما البشر بس.
وبين وجع الماضي وصوت المطر اللي بيعزف لحنه الحزين، فضلت النهاية مفتوحة. يمكن ييجي نور جديد يفتح باب الأمل، ويمكن تفضل الحكاية زي بيت مقفول، مليان صدى ضحكات راحت وما رجعتش.
لكن الحقيقة اللي بتثبت نفسها دايمًا:
الحب ما بيخلصش… اللي بيخلص هما الناس.
الحب بداية بتبقى زي الحلم، مليانة ضحك وخطط وأمل، لكن الخذلان بييجي زي صدمة تقفل كل الأبواب مرة واحدة. ما بين قلوب بتتمسك لآخر نفس وقلوب بتستسلم وتسيب، بتتكتب حكايات مليانة وجع وذكريات بتطارد أصحابها. الحب يفضل موجود، لكن اللي بيخلص هو الناس.
نهاية قصة بين الحب والخذلان للكاتبة/ صباح البغدادي.
للمزيد من القصص المتابعة، تابعنا على منصة عوالم من الخيال، وصفحتنا الرئيسية على الفيسبوك.