لم أفعلها – قصة قصيرة

لم أفعلها – قصة قصيرة

المشهد الأول. من لم أفعلها – قصة قصيرة

أنا عارفة إنه بريء، نظرات عينيه قالت كل حاجة، و العيون ما بتعرفش تكدب، مش هو القا’تل الفعلي ولا حتى اشترك في الجر’يمة، منهم لله صحاب السوء، هو عشان على نياته.. صدق اللي صحابه قالوه و راح لهم؛ عشان كده لبسها هو.. بس مش ده العدل و مش دي الحقيقة.. أنا متأكدة أنا بقول إيه، حدسي عمره ما خيب ظني، «قُصَيِّ» ابن عمتك بريء، صدقني يا حبيبي.. والله بريء.شاب وسيم لم يفعلها!

قلت الجملة الأخيرة و أنا قاعدة في وسط التجمع العائلي الخاص بأهل جوزي، و ببص له بأكد على كلامي لعل و عسى يبطل حزن و يتفائل خير شوية، من ساعة ما عرف إن « قُصَيِّ» اتحكم عليه بالاعد’ام، وهو في حالة لا يُحسد عليها، يمكن حالته أسوأ من أم قُصَيِّ و أبوه؛ لأنه بيحبه جدًا و بيعتبره أخوه الصغير و صاحبه مش بس ابن عمته.

« قُصَيِّ» شاب عنده ٢٢ سنة، والله بدون مبالغة بتمنى «أدهم» ابني يطلع زيه في خُلقه و نضج عقله و احترامه للكبير و الصغير.. قُصَيِّ شاب جميل الخَلق و الخُلق، و طبعه الهادئ و أخلاقه العالية استحاله تخليه يرتكب جر’يمة قـ’تل، أو أي جر’يمة من أي نوع عامةً، لكن نقول إيه.. عبارة ياما في السجن مظاليم، صادقة أحيانًا.

قُصَيِّ صحابه محترمين، بس فيهم اتنين مكنتش برتاح لهم، خصوصًا لما بشوفهم واقفين معاه، تقدر تقول عليهم من برا الله الله و من جوا يعلم الله، كنت بشوف نظراتهم ليه، نظرات كلها غيرة و حقد، الاتنين دول هما « علي و فارس»، علي من أسرة ميسورة الحال و أبوه رجل أعمال، و فارس أبوه وكيل نيابة، شباب من علية القوم زي ما بيقولوا، فواخدين أهاليهم واسطة و بيعملوا اللي هما عاوزينه من غير خوف.. زيادة على الاتنين دول، معاهم واحد جديد في الشلة اسمه «إيهاب» و ده أبوه ظابط و ظابط ليه مركزه و سمعته المحترمة وسط الناس، و مش هقولك « قُصَيِّ» ابن عمة جوزي أبوه يبقى على قد حاله و كدا، لأ أبوه صاحب محلات حلويات مشهورة و ما شاء الله دخلهم المادي عالي وحلو جدًا، فهو مش أقل من صحابه في حاجة، و هتعرف أنا قولت الكلام ده بعدين ليه.

روحنا حضرنا جلسته في المحكمة بعد ضبطه متلبس، ده زي الشرطة ما بتقول، لكن لأول مرة تحقيقي في الجرا’يم و شغلي يبقى بعيد عن الشر’طة؛ لأننا كدا مبقناش متفقين مع بعض.. كل مرة لما بكتشف جر’يمة، بيطلع كلامي صح و بساعدهم في القبض على المجر’مين، لكن المرة دي أنا ضدهم و الظابط قالها لي صريحة:

” أنتِ برا الموضوع المرة دي يا نور ”

” بس يا باشا أنا أقدر اثبت لحضراتكم إن قُصَيِّ بريء ”

” بريء ازاي و إحنا ماسكينه متلبس! اطلعي أنتِ منها و ملكيش دعوة بالتحقيقات ”

ده كان كلامي معاه لما مسكوا «قُصَيِّ» معاه السلا’ح، مع العلم قُصَيِّ عمره ما شال سلا’ح ولا يعرف حتى بيستخدموه ازاي.. صدقوني هو شاب أطيب من إنه يصنع كل العبث و المهزلة دي.

المشهد الثاني. 

صممت أحقق في الجر’يمة بنفسي و مع نفسي، مش هاسيب الولد يروح في شربة ميه! جوزي بيعتبره أخوه و أنا كمان.. فلأ مش هاسيبهم ينفذوا فيه حكم الاعد’ام.. لازم أثبت لهم براءته، الموضوع هيبقى شاق بالنسبة لي؛ لأن الشرطة مبقتش في صفي، بس معلش صوت الحق بإذن الله هيفضل عالي.

لما كنا قاعدين في المحكمة، «قُصَيِّ» بص لي و فضل باصص لي شوية كأنه بيقولي يا نور أنا مظلوم والله.
هو عارف إن عندي الحاسة السادسة في معرفة خيوط الجر؛ يمة و ازاي تمت و مين عملها، فعشان كدا نظراته ليا كانت نظرات استغاثة؛ لأنه عارف إني الوحيدة اللي هشوف الحا’دثة من أول ما المجر’مين الأصليين ما خططوا لها، لأخرها.

اتهموه إنه قـ’تل « هشام» صاحبهم ابن اللواء يسري ممدوح، اللواء ده صاحب بابا على فكرة، و على قدر عالي من الاحترام، و عارف قُصَيِّ كويس، ازاي يصدق إنه اللي قتـ’ل هشام مع إن هشام هو أعز صحابه!

بس أنا فيه حاجة محيراني كمان..«قُصَيِّ» بيتعصب زينا زي أي حد طبيعي، بس في أوقات عصبيته أحيانًا بيقول كلام مش حاسس بيه و يرجع يسأل هو قال كدا فعلاً!

«قُصَيِّ» من سنتين كان قتـ’ل قطة سودة غصب عنه بالعربية و زعل جدًا عشانها لأنه أصلاً بيحب القطط، بعد أيام بقى يشوف كوابيس مرعبة و يصحى يصرخ و مفزوع، لدرجة كان يطلع يجري في الشارع بطريقة غريبة كأنه مش بشر!
لحد ما جابو له شيخ و عرف من قراءته عليه إنه ملبوس من أبو القط اللي مو’ته لأنه قتـ’ل جني، و الجني مش هايسيبه غير لما يقتـ’له، هو آه اتعالج بس الجن ساعتها اتكلم على لسانه و قال مش هايسيبه يعيش و هيقـ’تله زي ما قتـ’ل ابنه.

الغريب إن «قُصَيِّ» رغم طبعه الهادي بس حصلت معاه مشكلة في الجيم بينه و بين «هشام» و ساعتها زعق له و قاله ” هقتـ’لك يا هشام” كل اللي في الجيم مكنوش مستوعبين اللي قُصَيِّ قاله، حتى هو نفسه استغرب إنه ازاي قال كدا، و بعدها اتصالحوا عادي.. هشام عزيز عليه جدًا.

أنا دلوقت مشتتة رغم إني مؤمنة ببراءة «قُصَيِّ» بس لسه موضوع انتقام الجن مش خارج من دماغي، لأول مرة أحقق في جر’يمة و أبقى خايفة و أنا بحقق فيها و مش عارفة أنا صح ولا غلط.. يارب يكون بريء فعلاً.. أبوه و أمه هيمو’توا من الزعل عليه، هو ابنهم الوحيد و جه بعد سنين عُجاف.

 

و إحنا طالعين من المحكمة، شفت حاجة خلتني وقفت مكاني مش قادرة اتحرك كأني اتشليت!

الدنيا اسودت في وشي و رجلي مبقتش قادرة تشيلني، سندت على جوزي و قلبي بيدق من الخوف و الصدمة اللي أنا فيها، و شاورت على اللي شيفاه:

” بص.. شايف القطة دي بتبص لي ازاي! ”

” فين؟ قطة إيه يا حبيبتي، مفيش قطط”

” بالله عليك ركز معايا، أهي قدامي أهي، عمالة تبص لي كأنها عاوزة تقـ’تلني.. نظرات عينيها استحالة تكون قط طبيعي ”

جوزي استوعب إني مش بهلوس و عرف إن ده ممكن يكون من العين البصيرة، فبدأ يهدي فيا و يطبطب على ضهري عشان اتماسك؛ لأني كنت بدأت انهار حرفيًا، و قولت غصب عني و أنا متعصبة:

” ياريتني ما كان عندي عين زفت، أنا أعصابي تعبت”

القط محدش شافه غيري، الناس اللي رايحة و جاية في المحكمة بدأوا ياخدوا بالهم من نظراتي للفراغ و نظراتي كلها رعب، بس الحقيقة مكنتش ببص للفراغ، كنت ببص للقط الأسود اللي كان بيبتسم لي ابتسامة نصر بيتحداني بيها، و لأول مرة من بداية تحقيقي للجرا’يم أحس إني همو’ت من الرعب.. القط اتكلم و نظراته بدأت تبقى مرعبة:

” متحاوليش ”

قال الكلمة دي و اختفى، بدأت أقرأ قرآن في سري، و عرفت في اللحظة دي إن القط ده الجن أبو الجني الصغير اللي «قُصَيِّ» صدمه و قتـ’له بالعربية من غير ما ياخد باله.. ده المفروض بقى بعد كدا، الواحد يدور في القطط عشان يعرف هي جن ولا حيوان عادي! والله مليش نفس أضحك، كوميديا سودة بجد.. أعمل أنا إيه دلوقت؟! ده بيهددني تهديد صريح.. بسرعة افتكرت إني كنت جايبة معايا في الشنطة زجاجة ميه مقري عليها رقية شرعية قوية، كنت روحت قبل ما اجي المحكمة، للشيخ اللي كان بيعالج «قُصَيِّ» و طلبت منه يعملها عشان حاجة في دماغي أنا بس اللي بفكر فيها.

شديت جوزي من ايده على استعجال، و قولتله و إحنا بندخل تاني قاعة المحكمة نحضر الجلسة، لأننا خرجنا في نصها مستحملناش الحكم اللي صدر ظلم في حق «قُصَيِّ»، بس يارب يطلع ظلم فعلاً.

لم أفعلها!

كانوا شوية و هياخدوا «قُصَيِّ» لاجراءات تطبيق الحكم عليه، زي يترحل على زنزانة الأول و الحاجات القانونية دي.
لحقناه وهو لسه قاعد، المحامي بتاعه من أشهر محاميين البلد طلب من المحكمة إنهم يعيدوا النظر في الحكم أو حتى يسمعوا «قُصَيِّ» وهو بيدافع عن نفسه؛ لأن قُصَيِّ كان كل اما يجي يتكلم، لسانه يتربط و يفضل يتهته و الكل استغرب طبعًا، ده زي ما يكون حد واقف على حباله الصوتية مانعها تطلع حرف!
هو ممكن يكون كل ده من فعل الجني؟! الله أعلم، لازم أبقى قوية كدا و مسيبش العالم التاني يلعبوا بأعصابي، لازم أساعد قُصَيِّ بأي طريقة، لأنه واضح كدا إنه فعلاً بريء و الجن بيمنعه من الكلام و الدفاع عن نفسه.

روحت اديته زجاجة الميه و قولتله بسرعة:

” سمي الله و اشربها يا قُصَيِّ، اشربها كلها.. حالًا.. يلا”

سمع كلامي و مع أول بق، بص لي و قالي وهو مكرمش وشه:

” نور.. الميه ملح، مش قادر اتحملها ”

كدا تأكدت إن الجن مسيطر عليه.. الشيخ قالي لو شرب ميه الرقية الشرعية و حس بمرارة؛ يبقى تحت سيطرة الجن فعلاً، يا ملبوس يا هما بيتحكموا فيه بشكل يبان للناس طبيعي و إنه مفيهوش حاجة.

رديت و أنا بشجعه:

” معلش يا قُصَيِّ، كله في مصلحتك.. استحمل و اشربها”

المحكمة زعقولي لما لاقوني كترت في الكلام معاه، فاضطريت أفضل في الجلسة بس ساكتة عشان ميخرجونيش، كنت محتاجة أعرف ردود الفعل اللي هتظهر على «قُصَيِّ» بعد شرب ميه الرقية الشرعية.

بالفعل شربها كلها بس بالعافية، كان بيقاوم و يستعين بالله لحد ما خلصها، الجلسة في وادي و أنا في وادي تاني مركزة مع «قُصَيِّ»، فجأة بدأ يعيط، يعيط عياط هستيري سمّع كل الحضور، معملش أي حاجة غير إنه فضل يعيط جامد، حاولت أقرب منه شوية، لحد ما سمعته بيتمتم:

” مش هسيب حق ابني، هقتـ’له”

الله أعلم لغة الجن إيه، بس على حسب معلوماتي في البحث الوفير و شغلي في القضايا الغامضة، الجن لما بيحضر على حد، بيتكلم بلغته و بصوته لكن الصوت بيبقى مزعج و خشن شوية، تمامًا زي صوت «قُصَيِّ» دلوقت اللي محدش سمعه غيري، و خلى ركبي تخبط من الخوف في بعضها.

طبعًا لو حلفت للمحكمة أنا سمعت إيه مش هيصدقوني، أيوه هو عيط قدامهم بس عادي، معظم المجرمين بيعيطوا لما يقفوا قدام القاضي، فأكيد هما فكروا إنه بيعيط عشان خايف من الحكم، بس ميعرفوش إن مش قُصَيِّ اللي بيعيط أصلاً..!
ده الجن مقدرش يستحمل مية القرآن فبدأ بالعياط.

كدا وضحت، «قُصَيِّ» ارتكب الجر’يمة لكن مكنش دريان، لأنه كان تحت سيطرة اللي ما يتسمى ده، و مقدرش أروح أهين القانون بالكلام ده، هيفتكروني محنونة، و الحاجات دي أصلاً، القانون مش بيعترف بيها.

يبقى الحل الوحيد إني استخدم الحاسة السادسة في معرفة الجر’يمة بدأت ازاي و تمت ازاي، يمكن يجد في الأمور أمور و الاقي خيط واحد يدلني على طريق براءة الغلبان ده اللي مش عارف هو جه هنا ازاي أصلاً، ده كان مفكر إنه بيحلم حلم بشع و إن «هشام» متقتلش و لسه بخير!

خرجت من المحكمة و كان وعدي ليه إني ألاقي حل و اطلعه من الورطة دي، خصوصًا و إنه في بداية الجلسة حلف لي إنه مظلوم و إنه معملش حاجة.

روحت البيت بعد يوم طويل مرهق، رميت جسمي على السرير و فضلت بصه للسقف بفكر في اللي حصل، جوزي لما بيلاقيني قاعدة لوحدي سرحانة، بيعرف إني بحاول اكتشف خيوط الجر’يمة و مش عاوزة شوشرة، فساب لي كوباية نعناع و قفل الباب و خرج.

_لم أفعلها!

مش عارفة عدى أد إيه من الوقت و أنا بصه للسقف و سرحانه، قومت عشان أشرب النعناع، لقيت الكوباية فاضية!
أنا مستحيل أكون شربتها و نسيت! أيوة سرحانه بس مش مسطوله!
بسم الله الرحمن الرحيم.. قولتها و أنا بكب الكوبايه اتأكد إنها فاضية، و بالفعل كانت فاضية مفيش غير البقايا!
مش كل مرة هخاف، كدا عرفت إنه بيلعب بيا، بيحاول يشتتني..
قولت بنبرة شجاعة مزيفة:

” أنت ضعيف و مش هتعرف تاخد معايا حق ولا باطل”

أول إما خلصت الكلمة، المروحة الاستاند وقعت على الأرض جامد زي ما يكون حد زقها!

بتلقائية كرد فعل طبيعي صرخت و ناديت جوزي، جه جري فضل يهدي فيا و يقرأ لي قرآن، و مد ايده جاب كوباية النعناع يقولي
” اشربيها، سيبيتها تبرد ليه.. خلاص هاتيها هعملك واحدة تانية ”

لأ واحدة تانية إيه؟! لحظة كدا.. هي مش فاضية!

خدت منه الكوبايه أكبها لقيتها اتكبت، قالي وعينيه مندهشة من اللي عملته:

” نور! إيه اللي أنتِ عملتيه ده؟! ”

مردتش عليه وبصيت على المروحة لقيتها زي ما هي! ابن الـ.. بيزاولني عشان يجنني أو يفقد لي أعصابي لما عرف إني عايزة أساعد «قُصَيِّ» بأي طريقة.

زعقت في جوزي و قولتله سيبني لوحدي و متدخلش خالص دلوقت..
طلعته غصب عنه من الأوضه، و قفلت الباب عليا، حسيت بصداع جامد.. صداع فظيع زي ما يكون دماغي هتتكـ’سر من الخبط و الوجع، و اغمى عليا!

محستش بنفسي غير و أنا بفوق في مكان مجهول أول مرة أشوفه!

فتحت عيني كويس و الرؤية بدأت تتضح.. أنا في مسرح الجر’يمة.. المكان اللي «هشام» اتقـ’تل فيه!

معرفش هل اللي بيحصل ده من العين التالتة عايزة توريني حاجة و لا من الجن؟!

المشهد الثالث.من  لم أفعلها – قصة قصيرة

فجأة.. سمعت همهمات، كذا واحد بيتكلم بصوت واطي، و الصوت بدأ يوضح.. قربت من مصدر الصوت، شهقت بدهشة من اللي شوفته..
أنا شيفاهم وهما لأ.

«علي و فارس و التالت بتاعهم إيهاب» بيتفقوا يتخلصوا من «هشام» عن طريق «قُصَيِّ» لأنه قُصَيِّ أطيب واحد فيهم، و اللعبة هتمشي عليه.

_لم أفعلها!

علي و فارس بيشربوا مخدرات من ورا أهلهم، كل فلوسهم و مصروفهم الشخصي مش بيكفي، و خافوا يطلبوا من أهلهم اكتر في مدة قليلة، فينكشفوا.. إيهاب ليه في السكة الشمال ويعرف حد يديهم ممنوعات بالتقسيط، «هشام» عرف بالموضوع و حذرهم يبعدوا عن السكة دي، لكن مسمعوش الكلام، هشام كان خايف عليهم فهددهم هيقول لأهلهم، علي و فارس اتفقوا يوقعوا بين قُصَيِّ و هشام..
هشام بيحب بنت معاهم في الجامعة، آه نسيت أقول إنهم الأربعة ما عدا إيهاب، في كلية طب أسنان، و قُصَيِّ بيحب نفس البنت، بس لما عرف إن صاحبه ناوي يتجوزها و بيحبها، كتم حُبه في قلبه عشان خاطر ميزعلش هشام.

قُصَيِّ من طيبته حكى لعلي و فارس و طلب منهم ميقولوش لهشام، هو كان محتاج يفضفض بس، و الحقيقة ده أكبر غلط، مش كل حد قريب مننا نأمنه على سرنا، ياما ناس عملوا بيحبونا وهما مستنين لنا غلطة.

_لم أفعلها!

فارس كلم قُصَيِّ يوم الحادثة و قاله هشام عرف من علي و زعلان منك جامد و طالب يشوفك في المكان الفلاني، قُصَيِّ خد عربيته و كل همه يراضي صاحبه و يفهمه إنه كان بيحبها حب طيش و ده زمان و راح لحاله، و من الناحية التانية «علي» عمل نفس الموضوع مع هشام و قاله يجي عشان أعز صحابه قُصَيِّ هيتقدم لحبيبتك قبلك، فلازم تيجوا تتكلموا مع بعض في الموضوع ده قبل ما يكبر.

الاتنين وصلوا، و بقوا أربعة، إيهاب جه و جاب لهم مسدس متعمر و ضغطة منه تق،تل علطول، بس طبعًا ادى المسدس لفارس و علي عشان هشام و قُصَيِّ مايشفوش.
«علي» كان أحسن واحد فيهم يمسك أسلحة و يصوب بيها كويس، فقال إنه هينفذ الجر’يمة بجوانتي و يدي المسدس لقُصي بسرعة فتقوم البصمات تتنسب لقُصي.

_لم أفعلها – قصة قصيرة

بس قبلها لازم يسجلوا الخناقة اللي هتحصل بين أعز صديقين فديو كأن واحد منهم بيصور جلسة صلح و صادف الخناقة كبرت عادي و لما يبدأوا يزعقوا لبعض، يقفل الفديو و التاني يقتـ’ل هشام.

هشام كان في قمة عصبيته و قُصَيِّ كان بيحاول يمتص غضبه، لحد ما اتعصب هو كمان عليه و مسكوا في بعض و إيهاب و فارس يهدوا بينهم، في اللحظة دي.. ظهرت القطة السودة أو الجن، و بص لي أنا و أنا واقفة بتفرج على الفيلم المرهق ده و ابتسم بسخرية، و قال نفس الكلمة اللي قالها في المحكمة:

” متحاوليش ”

و في نفس اللحظة، الر’صاصة انطلقت و استقرت في قلب «هشام» اللي وقع ميت فورًا، لكن الخطة اتغيرت.. للأسف« قُصَيِّ» هو اللي خد المسدس و قـ’تل هشام، في اللحظة اللي خد المسدس فيها، القط اختفى!
و وقتها عرفت إنه سيطر على عقل قُصَيِّ و خلاه يعمل كدا.

_لم أفعلها_قصة قصيرة

المسدس مترخص و ملك إيهاب، لكن قُصَيِّ اخده فكدا إيهاب معلهوش حجة.. لو اتسأل عنه هيقول باخده معايا في العربية دايمًا عشان اتعرضت لسرقة قبل كدا مرتين، و قُصَيِّ كان عارف و خده منه بالعافية و قتـ’ل أعز صحابه.

و فوقت لقيت نفسي نايمة على سريري، و اللي حصل إن الجن خلاني أشوف كل ده على هيئة كابوس، لكنه كان كابوس حقيقي، و العين التالتة مقدرتش تعمل حاجة المرة دي.

الحل الوحيد اللي قدامي إني أروح لأبو هشام و احكي له، و للأسف بعد ما حكيت له، قالي بمنتهى الهدوء كأني شخص ساذج:

” أنتِ فاكرة الفيلم الهندي دي هيدخل عليا! جن إيه و نيلة إيه! ابني اتقـ’تل و مش هرتاح غير اما اخد حقه، العشرة بتهون على ولاد الحرام، كنت فاكر قُصَيِّ ده شاب محترم زي أبوه، طلع مجر’م”

أبهات علي و فارس لما عرفوا إن عيالهم شهدوا الجر’يمة خافوا عليهم، و حاولوا بالواسطة و سلطتهم يبعدوهم عن أي حاجة، لحد ما القضية لبست قُصَيِّ لوحده و الاتنين اللي حرضوا طلعوا منها عادي.

أبو هشام ليه حق يقول كدا، مين هيصدقني!

خيبت ظن «قُصَيِّ» فيا، و لبس حكم الاعد’ام خلاص.
في اليوم اللي تم تنفيذ الحكم فيه و سلموا الجثة لأهله، ظهر لي القط الأسود قبل دفن الجثمان بوقت قليل، و ابتسم ابتسامة النصر المستفزة و اختفى.

عرف ياخد حق ابنه فعلاً و هزمني و مقدرتش اخد حق «قُصَيِّ»، و مات مظلوم مقهور.

___تمت.

__ نرمينا راضي.

_لم أفعلها – قصة قصيرة

 

_نرمينا راضي.
_سيناريوهات نور منصور تحقيق جرا’ئم.

21 تعليقات

  1. تحفه بجد جمال اي و حلاوه اي و تجد عظمه ع عظمه ربنا يوفقك يا حبيبتي يارب❤

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *