المشهد الأول:
_كلبشات
_إيه!
_الدبلة كلبشات
_دبلتي اللي في إيدك دي!
_أيوة يا مصطفى
_بعد إيه يا رينا، لا معلش مش فاهم!
_أنا خلاص يا مصطفى مبقتش حابة ده
_تعالي بس نقعد ونتفاهم
_نتفاهم بعد كل السنين دي؟
_أنا مش قادر افهمك بجد!
_أنا اتخنقت
_اتخنقتِ من إيه، مني أنا؟
_مخنوقة من اللي بينا من الوعود اللي متحققتش
_يعني عايزة تمشي وتسيبيني؟
_يمكن أمشي ويمكن لأ، بس اللي متأكدة منه إني مش عايزة أعيش مربوطة بحاجة مش شبهنا
_طب وإحنا والحب اللي بينا ده كله؟!
_الحب مش كفاية يا مصطفى
مكنش كلامها الأول كده، بالعكس كان كلامها كله الحب أهم من أي حاجة بينا، كان هو دايمًا في المرتبة الأولى عندها!
المشهد الثاني:
فضلت سرجانة بتفتكر لما كانت الليلة اللي فاتت قاعدة لوحدها في الأوضة، عينها على الدبلة اللي في إيدها بتلفها كأنها حمل تقيل. كل وعود السنين رجعت قدامها في لحظة: بيت اتأخر، أحلام معلقة، وحب بقى بيخنقها أكتر ما بيريحها. قلبها بيضرب بسرعة، عايزة تقول لمصطفى الحقيقة اللي جواها بس خايفة من كلماته وخايفة أكتر من صمته. ولما دخل عليها، قررت تواجه، حتى لو المواجهة دي هتوجع الاتنين.
_طيب طالما الحب مش كفاية، قوليها بصراحة مين اللي كفاية، في حد تاني دخل حياتك، عايزة تمشي عشان في حد تاني شافك شبهه أكتر مني؟
_مش لازم حد تاني عشان أحس إني اخترت غلط، ممكن أكون عايزة نفسي عايزة أعرف نفسي بعيد عن الوعود اللي ربطتني بيك وأنا لسة صغيرة عمري ميتعداش 20 سنة
_لا يا رينا، مش هقبل بالاجابة دي إحنا بنينا حياة! لو عايزة تمشي، امشي بس مش على أساس إن الحب مش كفاية واجهيني وقولي إنك عايزة الأمان اللي مش عندي، أو إنك بطلتي تحبيني
_ أرجوك يا مصطفى، بلاش نزود وجع أنا بقولك إن الحب مش قادر يكمل لوحده، دي حقيقة مش مبرر
المشهد الثالث:
فضلت باصصلها مش عارف المفروض أنا اعمل إيه في موقف زي ده بس اللي أكيد وحاسس بيه جوايا هو حبها وإني مستحيل هسيبها، حتى لو هي عايزة ده.
مستحيل أسيبها جتى لو هي نفسها طلبت ده، اتنهدت وأنا بحاول أهدي أعصابي علشان أعرف أتكلم معاها بهدوء وامتص غضبها
_عندك حق يا رينا مش هزود وجع لينا
_ يعني إيه، خلاص كده؟
_يعني أنا مش هسيبك تقرري مصيرنا لوحدك، ومش هسيبك تمشي وأنتِ فاكرة إن الحب بتاعنا ضعيف لدرجة إنه ميكملش
_الموضوع أكبر من إنه حب بس يا مصطفى!
_ أنا عارف إن فيه وعود متحققتش، عارف إنك قعدتِ كتير مستنية حاجة مني، بس أنا برضو قاعد مستني منك حاجة يا رينا
_ إيه هي؟
_ إنك تفتكري ليه اختارنا بعض من البداية، مش علشان فلوس ولا علشان أمان، اختارنا بعض علشان أول مرة في حياتنا عرفنا معنى إن الروح تلاقي روحها التانية، وإنتِ لسه روحي يا رينا
المشهد الرابع:
حاولت تِثبت على موقفها وبتداري عينها مني، بس أنا مصمم على رجوعنا وتكملة قصتنا دي للنهاية، واللي هي هتكون بيت كبير دافي مليان حب وأطفال كتير، نقعد فيه من غير مشاكل نشرب شاي بالنعناع زي ما بنتمنى ونسمع أم كلثوم بكل روقان
_ الكلام ده فات وقته.
_ لأ خالص الكلام ده لسه بيبدأ، الدبلة دي مش كلبشات، دي كانت مجرد رمز لـ وعدنا اللي إحنا الاتنين أهملناه، وأنا النهارده مش هرجع ألبسهالك
_اومال هتعمل إيه؟
طلعت من جيبي مفتاح البيت اللي كنت غايب عنها الفترة اللي فاتت دي كلها علشان بجهزلها المفاجأة دي، ومسكت إيدها حطيبته فيها وأنا بقول
_أنا عارف إن الكلام مش كفاية، عشان كده أنا اشتريت الوعد ده من شهرين، كل مليم كنت بحوّشه كنت واثق إنه هيعود علينا في الآخر، ده بيت صغير على قدنا، لسه محتاج يتوضب أنا عارف بس محتاج منك تروحي تشوفيه وتقوليلي إيه اللون اللي عيزاه للشقة، هل عيزاها كلها ڤانيلا لاتية زي زمان ولا غيرتي رأيك، والعفش لسة زي ما كنتِ مخططة يكون مودرن وأوضة كلاسيك لينا ولقعدتنا؟
المشهد الخامس:
سكتت وفضلت تبص للمفتاح وتبصلي وهي بتعيط ومش مستوعبة اللي بيحصل وإن أخيرًا حلم من أحلامنا بيتحقق وهنشوفه قدام عنينا، ملموس قادرين نعيش فيه ونحقق باقي أحلامنا
_ده… ده إيه؟
_دي الأرض اللي بيتسند عليها الأحلام يا رينا، مش أرض غنية، بس أرض بنيناها سوا إحنا دلوقتي مش مربوطين بدبلة، إحنا مربوطين بـ اختيار جديد يبدأ من دلوقتي، الاختيار إني أثبتلك إني مش بس بحبك، أنا بـبني علشانك أنا بدأت أصلح الوعود وأجمّلها
_أنا… أنا مش عارفة أقول إيه يا مصطفى، أنا بجد كنت فاكرة إنك نسيت
_عمري ما أنسى يمكن أكون انشغلت، يمكن الروتين والضغوط خلتني أتأخر شوية، بس ده عمره ما كان معناه إني بطلت أشوفك أولويتي وبعدك بيتنا على طول
_سيبك من البيت دلوقتي إنت البيت يا مصطفى، أنا آسفة إني شكيت في حبك ليا
النهاية:
في اللحظة دي فهمت إننا مشينا طريق طويل فيه تعب ووجع، بس كمان فيه فرصة نبني من أول وجديد، البيت مش مجرد حيطان، البيت هو إننا نختار بعض كل يوم. وكنت متأكد إن المفتاح اللي في إيدها مش بس لمكان جديد، ده مفتاح لبداية حياة تانية لينا.
༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻
بقلم رنا محمد “حبة البُندق”
رأيكم
متنساش لو عجبك الإسكريبت وحابب تقرأ حاجة مشابهة للإسكريبت ده هتلاقيها على الموقع بقلم الكاتبة رنا محمد
جميل جدا
تسلم