قصة رعب في مستشفى: شيفت مسائي.
قصة رعب في مستشفى
بداية الليلة
ليلة بدأت بالضحك وانتهت بالخوف.
يُقال أن ما بين النور والظلام ، يكمن الوهم والحقيقة وحقائق لا تراها العيون، في انتظار من يجرؤ على كشف الخفايا والاقتـراب من المجهول.
وبعد ليلة طويلة وسط اصـحابي ضحكنا وغنينا وخلصنا السهرة في بيت واحدة مننا، الجو كان مليان بهجة، بس كل فرحة ليها آخر. نزلنا سوا تحت البيت وكل واحدة راحت طريق بيتها، وأنا كمان مشيت. بس مش للبيت، لأ، للمستشفى.
لحظة واحدة ! قبل ما تسأل ليه؟ خلينـي أعرّفك بنفسي: أنا ميـرال، دكتورة تحاليل طبية، وعندي شفت مسائي النهاردة.
قررت أمشي لأن المكان قريب، وكمان الجو حلو وبارد والمزاج رايق. مشيت وأنا بدندن الأغاني بصوت هادي: “أنساك يا سلام، أنسى لياليك، الحب إلي كان بحر شوق وغرام، والليل في عنيك مليان”.
الأعمدة المضيئة والأصوات الغامضة.
وفضلت ماشية شوية حلوين لحد ما لفت انتباهي لمبة العمود بتعمل وميض، عادي بتحصل؛ لكن لما جيه الدور على العمود اللي بعده وحصل وميض برده، قولت يمكن مشكلة في الكهربا، بس اللي مش عادي إن الوميض بدأ يحصل بالترتيب على العواميد وهنا كان لازم أستغرب. قلت يمكن الكهربا بتهزر معايا ولا حاجة. وفي الآخر قررت أكمل في الطريق وخلاص وما اشغلش بالي.
كانت الشوارع هادية والضلمة بدأت تزيد شوية، حسَّيت بأن الجو بقى دافي بس الحرارة بدأت تزيد بشكل غيـر طبيعي.
قررت أفضل هادية وأطنش أي حاجة. بس كان قلبـي بيدق بسرعة. فجأة سمعت صوت خطوات ورايا، لفيت ورايا بسرعة، لكن ما لقيتش حد، بلعت ريقي، وحاولت أضحك على نفسي، لكن وأنا برجع أبص قدامي… شُفتها.
أصوات غامضة في الممرات
لمحـت سـت عـجوزة واقـفة على الناحية التانية من الطريق، ملامحها ماكنتش باينة من الضلمة، بس جزء من لبسها كان باين وشكله قديم . بدأت ترجع جوا شارع وتختفي، وفي لحظة اختفائها داخل الشارع كأن حد ردد ورايا جملة “إنتـي مش هتخرجي من هنا أبدًا”.
أنا اتنفضـت من مـكاني، بس للأسـف ماكـنش فيه حد. أكيـد أوهــام، فكرت بصوت واطي. أعتـقد في الوقت ده ماقـدرتش أكـمل الأغـنية ولا المزاج الرايق. مشـيت بسـرعة لـحد ما، الحـمد لله عينـي جات على باب المستشفى، هنا قدرت أتنفس شوية.

الاستقبال: داخل المستشفى
الاستقبال الغريب
دخلت المستشفى، وكان الـهدوء المسيطر على المكان مريب للغاية. توجهت لغرفة الاستقبال، وسـمعـت صـوت خـفيـف ماشي ورايا. قررت ما اديش اهتمام ومشيت بسرعة، لما وصـلت للاستقبـال لـقيـت المشرفة نادية قاعدة ورا المكتب كعادتها: مساء الخيـر يا نادية، عاملة إيه ؟
رفعت راسها وردت : مساء النور يا دكتورة ، أنا الحمدلله، إنتـي عاملة إيه؟
– أنا الحمدلله، كويسة، هو ليه الجو الهادي انهاردة، وكأن المستشفى مافيهاش حد؟
نادية: والله يا دكتورة، ده من الأيام النادرة اللي كل الحالات نايمة ومرتاحين. صدقيني، ده نادر.
تنهدت وأنا ببص حواليا: آه، طيب شوية هدوء مش وحش برضه. أنا عندي شفت طويل الليلة، كلميني عن الحالات اللي هستلمها.
نادية: والله يا دكتورة، النهارده عندنا حالة خاصة في أوضة 10 ، محتاجة تحاليل وإشاعات كتيـر يا دوب نعرف حالتها. هي عايزة متابعة دقيقة جدًا.
حديثي مع نادية
– طيب، يا ستِ الكُل، قوليلي إيه اللي في أوضة 10؟
نادية بحذر: أوضة 10 ؟ اسمعي يا دكتورة، الست اللي هناك بتحب تهرب من المتابعة، كل شوية تختفي وتظهر في مكان تاني. لازم تخلي بالك منها.
– أفهم يعني إن عندنا مريضة مُغامرة تحت الغطاء الطبي؟
نادية : بالضبط، أنا قلت لك النهاردة هتبقي ليلة مسلية.
– تمام بقى، وهو في حالات تانية لازم أتابعها النهاردة؟
نادية : اه، عدد من الحالات وكمان عندنا كمان حالة في أوضة 7، شاب عنده أعراض غريبة واحنا مش فاهمين حالته بالكامل.
– ودا وأسحب منه دم يكفي المستشفى كلها ولا أيه؟
نادية : زي ما اتقفنا، إنتي عارفة احنا بنعمل إيه.
– والله يا نادية، من كتـر حكاياتك عن المستشفى بحس إني داخلة فيلم رعب مش شفت.
نادية: ما تخافيش يا دكتورة، كله تحت السيطرة .
” جهزت نادية الملفات وأخدتهم منها ”
نادية: اتفضلي، دي كل الملفات اللي هتحتاجيها النهاردة. ولو في أي حاجة أنا هنا في الاستقبال.
– شكرًا يا نادية، يلا بقى هبدأ الشيفت.

حالات داخل المستشفى
رتبت ملفات المرضي الموجودة معايا علي حسب حالاتهم وبدأت بالبسيطة الأول وهنا اتجهت لغرفة 5، كان مريض بالتهاب رئوي حاد
– ازيك ياسامي ، أنا الدكتورة الخاصة بالتحليل.
– الحمدلله يادكتورة.
– محتاجين نعملك شوية تحاليل بسيطة عشان نطمن عليك.
– مافيش مشكلة، اتفضلِ.
وبعد ماخلصت الحالة في الغرفة 5 كانت الحالة اللي بعدها هي الغرفة 8 وهي مريضة تعاني من نقص حاد في كرات الدم البيضاء.
– مساء الخير ياميادة، اخبارك انهاردة؟
– مساء النور يا دكتورة ، شوية تعب بس بحاول أكون قوية.
– إن شاء الله هتكوني بخير يا ميادة. خلينا نعمل التحاليل دي وإن شاء الله النتائج تكون مطمئنة.
وأخيرًا تم الانتهاء من حالة أخرى وبعدين بصيت علي الحالة اللي وراها لقيتها الغرفة 7 ومجاش في بالي وقتها غير نادية وهي بتحكي عن حالة الغرفة دي ، شاب عنده أعراض غريبة ومش مفهومة ، أروح أشوف أنا كمان إيه الأعراض الغريبة دي.

الغرفة 7: المريض المجهول
الأعراض الغريبة
فتحت الباب ودخلت أول خطوة ، لقيت الأوضة ضلمة ومفيش غير شوية نور خفيف من الشباك كافي أشوف معالم الغرفة بشكل ضبابي، لمحت المريض قاعد علي السرير بس ملامحهُ مختفية في الضلمة، اتحركت ناحية زر النور وضغطت عليه وبصيت علي السرير وياريتني مابصيت، اتفاجئت لما لقيته ساند علي السرير وبيبصلي نظرة غريبة كأنه بيراقب ومضايق في نفس الوقت من اللي فتح النور، وجهه شاحب وعيناه غائرتان، و بيبصلي بنظرة ثابتة، وأنا بكل بَلاهة ضحكت ضحكة مصطنعة وحاولت ألطف الجو وهو أصلًا مشحون بالصمت المخيف.
– إزيك يا آدم، أنا الدكتورة ميرال هتابع التحليل معاك، وبعدين شكلك بتحب الضلمة وجو الغموض ولا إيه ، خضتني.
آدم: بحب الضلمة أو يمكن هي اللي بتحبني ، والليل طويل وعميق.
وبعد رده العميق دا مع جو التوتر حممت بيني وبين نفسي ” ماهو دا اللي كان ناقصني ” وقررت اتغاطي وأكمل شغلي.
– قولتيلي، شكلك بتحب تتفرج علي افلام رعب ، ها.
حطيت الأدوات علي الترابيزة وبدأت في تجهيز سحب العينات ومستنيه اسمع رده بس لفت انتباهي صوت ضحكته الخفيفة وصوته الخافت.
آدم: يمكن، بس الحياة الحقيقية أحيانًا بتكون أكتر رعب.
– ممكن، قلتها بعد ما سحبت منه عينات الدم وبدأت احطها في الانابيب
– طب ما تقولي، إيه اللي مخوفك كده؟
آدم: حاسس إن حياتي كلها مرتبة على نقطة واحدة، زي دائرة مفرغة، كل ما أحاول أطلع منها برجع لنفس النقطة، بتديني شعور زي الهروب من شيء مش عارف أواجهه، أقولك علي سر، أحيانًا بكون متأكد أن فيه عيون بتراقبني من الضملة.
وقفت لحظات في صمت، أنا ماكنتش متوقعة رده دا كنت مستنيه وصفه لبعض الأعراض الجسدية ، بس رديت عليه بكل تلقائية: بيتهيألك يا آدم، أنت عشان مضغوط ومرهق ومابتنمش كتير حاسس بكده.

مطاردة الماضي.
هل من مخرج؟
خلصت الجملة وأنا بلم حاجتي وبقوله يحاول يستريح عشان هنتابع حالته بكره مع الدكاترة. وأنا بتحرك ناحية الباب عشان أخرج، سمعت جملة جمّدتني في مكاني.
آدم: إنتي مش هتخرجي من هنا أبدًا.
لفيت وشي وسألته: إيه اللي بتقوله ده يا آدم.
آدم: زي ما سمعتي.
حسيت إن فيه حاجة اتغيرت، ملامحه، نظراته، بقى كأنه شخص تاني بيتكلم بثقة. الوضع اتقلب بجد.
– أيوة، كرّر تاني اللي قولته!
آدم: إنتي مش هتخرجي من هنا أبدًا.
– الجملة مش غريبة، بس ليه بتقول كده يا آدم.
ثبات انفعاله وترني، دا مش آدم للي كنت بتكلم معاه من شوية ، نظراته كلها بقت حادة، بؤبؤ عينه ثابت، وهو بيوجهلي الكلام ثابت ما بيتحركش.
آدم: مش أنا اللي قلت ، هما اللي قالوا.
– هما مين ؟
آدم: اللي ماشيين وراكِ يا دكتورة.
– بس أنا مفيش حد ماشي ورايا يا آدم.
آدم: مش لازم كل حاجه تبقي باينة
– طب وإنت عرفت منين؟ وقالولك إزاي يا آدم ؟
آدم: قولتلك فيه عيون بتراقب من الضملة، وأنا بوصلك الرسالة.
غصب عني عيني لفت على زاوية الأوضة، لكن ما فيش حاجة. بس الوضع بقى ما يطمنش. قررت إني أماشيه على قد عقله، رغم إن عقلي أنا بقى مليان دوشة من الوضع المريب دا .
– تمام يا آدم، ارتاح أنت وهتبقى كويس.
آدم: أنا مش آدم، طفي النور.
هو بيعاني من انفصام في الشخصية ولا أنا بيتهيألي؟ الجملة دي اللي خطرت في بالي لما سمعت ردّه. بس قررت ما أدخلش معاه في جدال عشان ما أوصلش لحيطة سد. قفلت النور والباب ورايا وخرجت.
بعد ما خرجت من عند آدم حاولت أركز في باقي الحالات اللي كانت مستنياني، لكن تفكيري كان مُشتت وعقلي مشغول بكلام آدم وعلامات الاستفهام اللي سيبها في دماغي، كنت حاسة إني مراقبة، وكأنه في رسالة مخفية بتتردد في دماغي.
الليلة تتحول إلى كابوس.
بعد ما خلصت كام حالة تانين، حسيت بتعب وإرهاق الساعة عدت منتصف الليل، وماكنش باقي غير حالة واحدة في الغرفة 13، افتكرت جملة ” مريضة مغامرة تحت غطاء طبي” ضحكت تثير الريبة والخوف في نفسي، قررت أروح أخلصها عشان أرتاح شوية، بس وأنا ماشية كنت بكلم نفسي وأقول يا رب الحالة دي ماتطلعش زي حالة آدم، ماهي مش ناقصة.
الغرفة ١٣: غرفة العجوز.
أول مواجهة.
وصلت للغرفة ١٣ وأنا متجاهلة كل المشاعر الغريبة اللي حاسة بيها، خبطت على الباب ودخلت. مفيش ضلمة ولا حاجة، ست عجوز مستلقية على السرير، ملامحها غريبة كأنها مش من المنطقة، مكان مختلف. نظرة واحدة منها خلتني حاسة برعشة في جسمي، حاسة إني شوفتها، فين مش عارفة. قبل ما آخد خطوة وأبدأ أعرفها على نفسي، سمعت صوتها المبحوح:
– مش محتاجة تعرفيني علي نفسك، مستناكِ، بس اتاخرتِ عليا.
يتبع…
بقلم زينب عطية
للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على عوالم من الخيال
مبدعه كالعاده حبيت جدا
طبعا زينبو المبدعه كملي
مش اول مره اقرأ حاجه من كتابتك بس حقيقي كل مره بنبهر عن اللي قبلها، استمري بجد ويريت تكملي بسرعه
قلبي يافنانة
حلوة اوي كملي يعني حقيقي تحفة
تسلميلي يا سمسم
ممتعة جدًا.. بالتوفيق
ممتنة يا فاطوم
بجد تحفة اوي ي زوزو
حبيت جدا والسرد والاسلوب تحفة
مستنية الباقي يقمر
ممتنة بجد
تُحفةةة، ما شاء الله❤️❤️
تحفه
ممتنة
ما شاء الله تحفة، بالتوفيق في كتابة الباقي ♡
ممتنة
الكتابة والسرد مميزين والقصة محمسة وسلسلة اتمنى يكون في زيها كتير❤️
تسلميلي يا سو
بجد روايه لذيذه جدا تشوقت أكملها.
كل التوفيق ياجميلتي اسلوبك جميل بالنجاح والتوفيق ♥️
حبيبتي يا جاسمن تسلميلي
جميله جدا ومش حسيت بي الملل خالي وأنا بقراءة ♥️
أتمنى أكون عند حسن ظنك
حبيت مبدعة كالعادة يقلبي
ماتتأخريش ف التكملة ❤❤❤
حبيبتي ياملوكة، حاضر
بجد تحفة اوي ي زوزو
حبيت جدا والسرد والاسلوب تحفة
مستنية الباقي يقمر
سرد السكريبت وكل حاجه تحفه بجد فيها تشويق للي بعده علي طول ، صديقتي الكاتبه بالتوفيق يارب
تسلميلي يارب
سكريبت لذيذ و حلو و مشوق جدا و محمس جدا اتمنى يكون ليه تكمله ❤️❤️❤️
أتمنى أكون عند حسن ظلك.
اسكريبت جميل ومرتب حبيت