حفل زفاف بنكهة الفراخ(قصة قصيرة 2)

حفل زفاف بنكهة الفراخ

بقلم الكاتبة صباح البغدادي

 

المشهد الأول: بداية لا تشبه أحدًا

 

كانت القاعة مليانة دوشة وضحك وزغاريد، والدُنيا كلها بتلفّ حوالين “هبة”، العروسة اللي قررت تفرح على طريقتها الخاصة.

 

الفرح والفراخ

الأنوار كانت بتلمع، والمزيكا شغالة بأعلى صوت، وفجأة دخلت هبة وهي بتهزّ الطبل بإيدها، بتضحك وتصرخ فرحانة، شعرها بيتطاير، ووشها سعادة.

صوتها دوّى في القاعة:

ـ العروسة وصلت يا ناس!

 

الناس اتقسمت نصين؛ في اللي اتصدم وفي اللي قعد يضحك بانبهار.

واحدة من البنات قالت وهي بتكتم ضحكتها:

ـ دي فرحانة ولا داخلة مولد؟

ردّت تانية بنبرة إعجاب:

ـ بالعكس، دي حقيقية، بتفرح بجد!

أما التالتة قالت بامتعاض:

ـ فين الحياء؟ ده مش منظر عروسة!

 

 

المشهد الثاني: الفرح بين الجدل والدهشة

 

قاعة الفرح اتحولت لساحة من الآراء المتضاربة.

واحدة من المعزومات، لبسها محتشم ووشها فيه وقار، قالت بهدوء:

ـ بدل ما الفلوس دي كلها تروح في طبل ورقص، كانت تعمل بيها عمرة وتبدأ حياتها بركة.

 

البنت اللي جنبها ضحكت وقالت:

ـ يا ستي سيبيها، دي يومها، وهي حرّة تفرح بطريقتها.

ردّت التالتة بسخرية:

ـ حرّة؟ بس مش بالشكل ده، المفروض في وقار للعروسة!

 

وفي وسط الكلام، هبة كانت لسه بتغني وتضحك، مش سمعه غير المزيكا اللي في قلبها.

كانت بتقول لنفسها:

ـ مش مهم الناس تقول إيه، المهم إني مبسوطة النهارده.

 

 

المشهد الثالث: المفاجأة الكبرى

 

المزيكا سكتت فجأة، والأنظار كلها اتوجّهت ناحية الكوشة.

الناس استنّت التورته… لكن المفاجأة كانت غريبة جدًا!

العمال دخلوا شايلين “فراخ مشوية” متكدسة في أدوار كبيرة، بدل التورته المعتادة.

الريحة مالية المكان، والدنيا كلها ضحك واندهاش.

 

هبة رفعت المايك وقالت بابتسامة واسعة:

ـ بما إننا بنحب الأكل أكتر من الحلويات… اتفضلوا حفل زفاف بطعم الفراخ!

 

ضحك العريس وقال وهو بيقرب منها:

ـ والله فاجئتيني يا مجنونة!

ردّت بخفة دمها المعتادة:

ـ أهم حاجة نبدأ حياتنا بشبع وسعادة، مش بس شوكولاتة وسكر!

 

 

المشهد الرابع: آراء لا تنتهي

 

بعد ما خلص الفرح، كل واحدة من البنات كان ليها رأي مختلف وهي راجعة.

ملك قالت وهي بتضحك:

ـ دي أول مرة أشوف تورته على شكل فراخ، بس الفكرة جامدة!

مريم ردّت بنظرة متفكرة:

ـ يمكن كانت بتحاول تثبت إن الفرح مش لازم يكون تقليدي.

أما منى قالت وهي عاملة وشها بامتعاض:

ـ لأ بجد، دي جرأة زيادة، مفيش حياء خلاص.

 

ضحكت ياسمين وقالت:

ـ كل واحد بيفرح على حسب قلبه… يمكن إحنا كمان نعمل حاجة أغرب في فرحنا!

 

 

المشهد الخامس: النهاية بنكهة مختلفة

 

بعد ما الناس مشيت، قعدت هبة على الكوشة تبص حوالين القاعة اللي فضيت، وقالت للعريس:

ـ حاسس الناس اتضايقت؟

ردّ بابتسامة مطمئنة:

ـ ومين قال لازم يعجبهم الفرح؟ المهم يعجبنا إحنا.

سكتت لحظة، وبصّت لفراخ الفرح وهي بتضحك:

ـ على الأقل عمرهم ما هينسوا فرحنا!

 

ضحك هو كمان وقال:

ـ فعلاً… ده فرح بطعم الفراخ، وطعم السعادة.

 

المشهد السادس: الترند المريب

 

في اليوم اللي بعد الفرح، الدنيا قامت وما قعدتش!

الناس صحيت على فيديوهات “هبة العروسة بتطبل” وهاشتاج اسمه #فرح_بطعم_الفراخ متصدر التريند.

الفيديوهات متصورة من كل زاوية، فيها ضحك وتعليقات وناس بتعمل “ريمكس” على صوتها وهي بتقول:

ـ العروسة وصلت يا ناس!

 

كانت التعليقات ساحة حرب:

ـ “الست دي مفيش عندها كرامة!”

ـ “أنا شايفة إنها فرحانة بطريقتها ومفيهاش حاجة.”

ـ “يا ريتني كنت في الفرح، نفسي أدوّق الفراخ دي.”

ـ “هبة كسرت القواعد كلها!”

 

هبة قاعدة على الكنبة، الموبايل في إيدها، والعريس جنبها بيضحك على اللي بيشوفه.

قالها وهو بيهزر:

ـ مبروك يا نجمة السوشيال ميديا!

ضحكت وقالت بخجل:

ـ يا ريتني كنت غطيت وشي، شكلي في الفيديو مش طبيعي.

ـ لا بالعكس، كنتِ على طبيعتك… وده اللي الناس حبّته.

 

 

المشهد السابع: بين الإعجاب والهجوم

 

الناس بقت تتكلم في كل مكان: المقاهي، المدارس، حتى البرامج.

واحدة من المذيعات قالت في برنامجها:

ـ النهاردة هنتكلم عن ظاهرة “هبة العروسة اللي عملت فرح بطعم الفراخ”… هل دي حرية شخصية ولا خروجة عن التقاليد؟

 

المكالمة الأولى كانت من ست كبيرة قالت بنبرة غضب:

ـ لا دي مش حرية، دي قلة احترام!

والمكالمة اللي بعدها كانت من بنت صغيرة:

ـ أنا شايفة إنها شجاعة، فرحت بطريقتها وما استنتش رضا الناس.

 

هبة كانت بتسمع الحلقة، قلبها بيتقل شوية، وقالت للعريس بصوت مبحوح:

ـ الناس بتحب تهاجم اللي يختلف.

ـ سيبيهم يقولوا اللي عايزينه… إحنا اللي عايشين حياتنا مش هما.

 

 

المشهد الثامن: زيارة غير متوقعة

 

بعد أيام، جالها اتصال من قريبتها “مها” اللي ما كانتش حاضرة الفرح.

ـ يا بنتي، إنتي مشهورة دلوقتي! القناة عايزاكي تطلعي معاهم في لقاء!

ـ لقاء؟! عن إيه؟ عن الفراخ؟!

ضحكت مها وقالت:

ـ أيوه عن الفراخ، وعن الحرية، وعن إنك كسرتي النمط.

 

هبة سكتت لحظة، وبصّت في المراية.

كانت حاسة بمزيج من فخر وقلق… فخر لأنها كانت صادقة مع نفسها، وقلق من إن الناس تشوفها بطريقة غلط.

 

 

المشهد التاسع: اللقاء التلفزيوني

 

طلعت هبة في البرنامج، لابسة فستان بسيط بلون هادي، وشعرها مرفوع.

المذيعة ابتسمت وسألتها:

ـ الناس بتقول إنك شوهتي شكل الفرح المصري، تردي تقولي إيه؟

هبة قالت بهدوء وثقة:

ـ أنا ما شوهتش، أنا بس غنّيت، رقصت، وفرحت. الفرح يوم واحد، والناس بتعيش طول عمرها على ذكرى اليوم ده.

ـ والناس اللي قالت مفيش حياء؟

ـ الحياء في القلب مش في الطبل… وأنا كنت بضحك من قلبي.

 

الجمهور صفق، والمذيعة ابتسمت بإعجاب وقالت:

ـ يمكن كل اللي عملتيه إنك خلتينا نفكر إن الفرح مش دايمًا لازم يكون نسخة مكررة.

 

 

المشهد العاشر: النهاية بنكهة الصدق

 

بعد اللقاء، الرسائل انهالت عليها:

في اللي بيقول “إنتِ مثل للشجاعة”، وفي اللي بيعتذر عن كلامه القديم.

هبة فتحت موبايلها، وشافت تعليق كاتب:

ـ “أول مرة أشوف حد بيضحك من قلبه لدرجة تخلي الكل يتكلم عنه.”

 

ابتسمت وقالت للعريس وهي بتحط الموبايل على الترابيزة:

ـ شايف؟ حتى الفراخ طلعت بركة!

ضحك وقال:

ـ قلتلك من الأول، فرحنا مش هيتنسي أبداً.

 

ثم بصّت ناحية الكوشة في صورة الفرح، وقالت بهدوء:

ـ يمكن الناس تفتكرني بالعروسة اللي طبّلت، بس أنا هافضل أفتكر نفسي بالعروسة اللي فرحت بصدق.

 

المشهد الحادي عشر: اعتراف الأخت

 

كانت “مي” أخت هبة قاعدة في بلكونة الشقة بعد الفرح بأيام، الليل هادي، والنسمة بتمرّ على وشها وهي بتفكر في اللي حصل.

الهاتف بيهتزّ قدامها، فيديو جديد لهبة بيتداول على كل الصفحات، والناس بتعلّق بين مهاجم ومؤيد.

 

تنهدت مي وقالت في سرّها:

ـ يمكن فعلاً هبة كانت مبسوطة… بس زودتها شوية.

 

دخلت الأم، لمحتها سرحانة وسألتها:

ـ مالك يا بنتي؟

قالت مي بهدوء:

ـ بفكر في الفرح… حسّيت إن هبة خرجت عن المعقول، الرقص والغنا الكتير خلاها تفقد جزء من هيبتها.

سكتت لحظة وبصّت في الموبايل وقالت:

ـ واللي وجعني أكتر إن جوزها سكت، ما دافعش عنها لما الناس اتكلمت… يمكن علشان بيحبها، أو يمكن اتكسف.

 

الأم تنهدت وقالت:

ـ العروسة ساعات بتغلبها العاطفة، تفرح وتنسى الحدود… لكن الراجل لما يسكت، بيبقى بيخاف يجرحها في يومها.

 

قالت مي بنبرة تأمل:

ـ بس يا ماما، الفرح مش لازم يبقى ضحك وغنى علشان يبقى حلو… في بنات بتكتفي بميكب بسيط، أو تلغيه خالص، وتفرح بهدوء من غير ما تغضب ربنا.

ـ فعلاً يا بنتي، الجمال مش في الطبل والزينة… الجمال في الستر والبركة.

 

ابتسمت مي بخفة وقالت:

ـ يمكن أتعلم من تجربة أختي… لو جي فرحي، هفرح، بس برضا ربنا مش بزعل الناس.

 

الأم وضعت يدها على كتفها وقالت بابتسامة راضية:

ـ أهم حاجة إن القلب يكون صافي، والفرح يكون نقي.

 

المشهد الثاني عشر: رسالة إلى كل بنت

 

في نهاية القصة، كانت هبة قاعدة تراجع صور فرحها، وشافت أختها مي داخلة عليها بابتسامة دافئة.

ـ عاملة إيه يا عروسة التريند؟

ضحكت هبة وقالت:

ـ بخير يا أختي… بس يمكن فعلاً كنت مبسوطة زيادة.

قالت مي بهدوء:

ـ الفرح حلو، بس خلي دايمًا فرحتك تحفظ كرامتك وكرامة اللي معاكي.

ـ عندك حق… يمكن اندفعت بالعاطفة.

ـ كل البنات كده، بس اللي بتتعلم من غلطها تبقى أذكى.

 

هبة ابتسمت وقالت:

ـ خلاص، المرة الجاية لو عملنا تجديد… نعمل فرح بسيط بس بروح جميلة.

ضحكت مي وقالت:

ـ آه، وبدون فراخ على شكل تورته.

ضحكوا الاتنين، والضحكة كانت صافية، فيها رضا ووعي وتجربة نضجت جواهم.

للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال



تابعونا على فيسبوك

2 تعليقات

  1. تسلملي عيونك ♡اكيد مفش أحلى م البساطة ف كل شيئ♡♡

  2. القصة دى شوفتهاااااا فيييييين

    الفرحة طبعا حلوة و مافيش اختلاف عليها وربنا يفرح كل الناس يارب، بس عايز تفرح افرح بالمعقول ماتعملش حاجة تقليدية وده حقك بس برضو راعي ان فى ناس محرومة من الفرحة وراعي ان فى ناس فقيرة محرومة من الفراخ واللحمة، كان ممكن جدا الـ 15 او 20 فرخة دول تعملهم وجبات للمحرومين وتبقى فرحت بفرحتهم واسمك عملت حاجة غير تقليدية او بدل ما تكلف فرحك كام مليون او كام ألف جنيه اعمل فرح بسيط والباقي ساعد بنت يتيمة عشان تكمل جهازها وتتجوز وتفرح هى كمان، حاجات كتير تعمل بيها فرح غير تقليدي تفرح من قلبك وتحفظ كرامتك وبرضو تبقى التريند اللى ما يختلفش عليه اتنين وهتبقى قدوة كل الناس هتلقدك وتاخد ثواب كل اللى هيعمل زيك.

    احسنتي يا صبا القصة حلوة وخفيفة تسلم ايدك ياقمر

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *