الست تفاريح مراجيح، وأنا.(قصة قصيرة 1)

الست تفاريح مراجيح، وأنا.(قصة قصيرة 1)
المشهد الأول

الست تفاريح مراجيح، وأنا.

__ هتتجوزي واحد قا’تل؟؟ عاوزه تدفني نفسك بالحيا يا سهيلة!

__ بحبه يا نور.

__بتحبيه! حبك برص، حبتيه امتى ده؟ ده أنا لو شفته صدفة يا شيخة ركبي بتخبط في بعضها، ده كفاية نظرات عينيه اللي ترعب الجن، حب إيه ونيلة إيه! بت أنتِ… يمين بالله لو وافقت على الجوازة الهباب دي؛ لأفشكلها.. أنا قولت لك أهو.

__ سلام دلوقت هكلمك بعدين عشان شكله وصل.

“قفلت المُكالمة مع سهيلة صاحبتي وأنا في قمة قلقي عليها، أو هي بنت اللذين اللي قفلت في وشي، أول مرة الاقيها بتتعامل كدا أصلاً! ملهوفة على زعزوعة القصب كأنه آخر عود في المعصرة، بقى دي سهيلة اللي كانت بتضرب أخماس على أسداس وتقول والله ما هتجوز غير لما أتخرج وأعمل لنفسي كارير! هأأو.. كارير عبد العزيز، ده أنتِ معمول لك غسيل مخ! استحالة تكوني سهيلة اللي أعرفها!”.

من حسن حظي إن بيتهم قريب من بيتنا بشارع، وده خلاني اسيب كل حاجة ورايا وأروح اخليني جنبها.. سهيلة أصغر مني بخمس سنين، أنا بعتبرها أختي الصغيرة ومسؤولة مني.. مامتها الله يرحمها كانت صاحبة أمي وماتت بعد ما ولدت سهيلة بشهرين، وأبوها للأسف معندوش دم ولا ضمير، رمى البنت لخالتها وراح اتجوز، ولما سهيلة بقت في الجامعة؛ راحت تعيش مع أبوها عشان الكلية قريبة من البيت، بس الحق يتقال مرات أبوها ست طيبة وزي الفل.

المشهد الثاني.

الست تفاريح مراجيح، وأنا.

وصلت البيت، فتح لي أبو سهيلة وهو بيبص لي باستغراب وفي نفس الوقت بقرف، كأنه مش عايزني أدخل، فاتكلمت بابتسامة مصطنعة:

__ ازيك يا حج عامل إيه؟ إن شاء الله تِحِج، ممكن أدخل؟

__معلش يا نور عندنا ضيوف، خير محتاجة حاجة؟

وقف يكلمني على عتبة الباب وبكل وقاحة بيطردني بالذوق! وده شيء هو معتاد عليه يعني، بس خلاص بالنسبة لي الواحد جتته نحست من كتر اللي شافه في تحقيق الجر’ايم، فبقت بتعامل بالمثل خصوصًا لو مع حد مش برتاح له زي أبو سهيلة.

تنهدت بهدوء بحاول اتمالك أعصابي، وقلت له:

__ معلش يا حج، بس أنا كنت شايلة حاجة مع سهيلة ومحتاجة آخدها ضروري.. عديني لو سمحت.

لسه هيرد عليا، والواضح إنه عاوز يزعق لي، لمحت مراته جاية من وراه وبتغمز لي، ومفهمتش الغمزة دي معناها إيه، كنت مفكراها الأول وسيلة للتحرش، بس افتكرت إنها أصلاً عندها مرض نادر، وهو غمز العين لا إراديًا لما تحس بالقلق أو الخوف أو الخطر.. عقدت حاجبيّ بعدم فهم، فشاورت على جوزها من الخلف وبعدين شاورت على أوضه جنبها، وعملت لي رقم سبعة، يعني اتنين مع بعض.. وهنا كان لازم أسألها يعني إيه الحج أبو سهيلة والعريس المجر’م مع بعض، كان لازم اسألها قبل ما دماغي تعلن عن تفكيرها الشمال، ولسه بعمل أي حركة بوشي عشان أقولها إني مش فاهمة حاجة، راح أبو سهيلة قافل الباب في وشي وهو بيقول بضيق:

__روحي عالجي وشك من الرعاش وابقي تعالي.

فضلت لثوانِ أبص للباب اللي اتقفل في وشي، وبقيت في حيرة أعمل إيه، هل أفضل اخبط لحد ما يفتحوا لي، ولا انادي لسهيلة بأعلى صوت واللي يحصل يحصل ولا أعمل إيه؟

المشهد الثالث.

الست تفاريح مراجيح، وأنا.

قررت أمشي حوالين البيت أدوّر على أي منفذ ليه أقدر أوصل منه لها، أصل أنا عارفة ومتأكدة إنها محتاجاني دلوقت، أنا عارفة إنها في خطر.. قتال القتله اللي قاعد معاها جوا ده ومدعي إنه عريس وجاي يتقدم، هو في الحقيقة واحد تعبان في دماغه ومعندوش أدنى ثقة في أي حد، مراته ادعى إنها بتخونه وقتـ’لها، وفعلاً الشرطة راحت في ساعتها لما هو بلغ عن نفسه عشان يلعب القصة صح، ولقت مراته في وضع مُخل مع واحد، واتضح بعد كدا إن اللي معاها ده، كان بياع الأنابيب بتاع منطقتنا.. جوزها اتهمها إنها على علاقة بيه، عشان روّح من شغله يوم بدري ولقاه عندها بيركب أنبوبة، والراجل أصلاً الناس تشهد له بحسن الخُلق، حتى مرات زفت عماد ده اللي قاعد جوا مع سهيلة، كانت ست العيبة ما تطلعش منها، هو لحد دلوقت موضوع إنها بتخونه مش راكب معايا، رغم إنه خد براءة عشان قضية رد شرف، بس لسه الحكاية فيها إنّ..!

لاحظت الشبّاك مفتوح بتاع أوضة الجلوس، فوطيت جبت طوبة صغيرة ورمتها جوا الأوضة وأنا بنادي على سهيلة… ثوانِ بالضبط وسمعت صوت حد بيتأوه جامد ويقول راسي آه يا راسي.. فورًا أدركت إني نشّنت غلط والطوبة لبست في راس عماد العريس المجر’م، مكنش قدامي غيؤ إني انفد بجلدي، ولسه بوطي اجيب ديل الجلابية احط في سناني وأطلع أجري؛ لقيت سهيلة طالعة تزعق فيا:

__ نور! أنتِ إيه اللي جابك! بتعملي إيه هنا؟ عيب اللي حصل ده يطلع من واحدة عاقلة زيك، كدا تعوري عماد! كل ده عشان بحبه وهنتجوز! بدل ما تفرحي لي؟

لقيت نفسي أنا كمان بزعق لها ومقدرتش أمسك عصابي:

__ أنتِ مستوعبه أنتِ بتقولي إيه؟ جواز إيه ونيلة إيه يا بنتي، بقولك مجررم والشارع كله عارف بجريمته وكله بيعامله معاملة المقاطعة، عايزة تفهميني إن كل الناس دي غلط، وأنتِ اللي صح؟ سهيلة.. عماد لو ماسك عليكِ حاجة، انطقي متخافيش.. أنا جنبك وهساعدك والله؟

لوهلة حسيت إنها خايفة من حاجة بس مترددة تتكلم، لكن لاحظت إنها عمالة تغمز بعينيها زي مرات أبوها.. هي إيه حكاية العيلة دي في الغمز!

تجاهلت كل حاجة، وقررت اخدها غصب عنها معايا البيت، لحد ما نشوف حل لموضوع تعلقها بعماد اللي ظهر فجأة ده، تقدمت خطوة منها وحطيت ايدي على معصمها وأنا بشدها غصب عنها وبقول بهمس
تحذيري:

__ سهيلة، امشي معايا.. مش هتتجوزيه، أنتِ مغصوبة عليه، استحالة يكون ده تفكيرك.. أبوكِ أكيد غصبك.. هو رجع يخيب تاني بعد ما تاب ولا إيه؟!

حسيت ايدي اتلسعت فجأة من ايدها وأنا بشدها، كأن كهرباء مسكت ايدي، شيلت ايدي بسرعة وأنا بشهق بخضة ووجع، وبصيت لها لسه هتكلم، تفاجئت بملامحها اللي تحولت لصنم تمامًا، حتى رعشة عينيها وقفت وملامحها كأن الدم تجمد فيها، فبعدت عنها بسرعة وأنا حاطة ايدي على قلبي من الخضة بسبب شكلها اللي بقى مريب.. تشجعت ولوحت بايدي على وشها على أمل يصدر منها أي حركة، راحت ماسكة ايدي وتكلمت بصوت أقرب للمعزة المطلقة:

__ أنا مش سهيلة.

__ اومال أنتِ مين؟

__ أنت ست مُزة وهايلة

__ ست مـز… إيه! أنتِ بتقولي إيه؟!

المشهد الرابع.

الست تفاريح مراجيح، وأنا.

جريمة نص كُم.
سيناريو نور منصور

حسيت كأني بحلم أو بسمع فيلم مخبط في بعضه مبقتش فاهمة حاجة، سهيلة اللي اتحولت كأنها مش بني آدم، ولا مرات أبوها اللي كل إما ابص لها؛ تغمز لي كأني مستحمية في علبة لابوار، ولا أبوها اللي مرضاش يدخلني كأنه عامل عملة على ضهر نملة، ولا عماد اللي… ثوانِ، عماد! هو فين عماد صحيح؟

لقتني بكل عفوية بسألها، فردت بنفس صوت المعزة اللي يضحك ويخوّف في نفس الوقت:

__ عماد هو السبب في كل حاجة، وهو بسبب أنا محبوسة في الجسم المسلوع ده.

__أنتِ مين يا ست أنتِ؟ سهيلة مش وقت هزار خالص!

زعقت فيا:

__قولت لك يا أم مخ شبه راس الكرنبة أنا مش سهيلة.. أنا اسمي تفاريح مراجيح، من قبيلة هز يا وز، وأبو هبابة صاحبتك حضّرني عشان نخلي هبابة بنته تبقى زي الروبوت يستخدموها على كيف أبوهم أبوكِ لأبوهم، فهمتي يا نيلة النيلة!

__ آه.. أنتِ عفريته! في عفريته محترمة تقول روبوت!

صرخت فيا:

__ طلعوني من عالمكم المهبب ده بدل ما هطلع عينكم واحد واحد.

ولجزء من الثانية حسيت إني نمت دقيقة كاملة، وصحيت لقيت نفسي في مكان تاني تمامًا، ومعايا سهيلة، بس مش سهيلة، العفريته أم خُلق ضيق تفاريح مراجيح.

بصيت حواليا معرفتش أفهم حاجة، سألتها بقلق:

__ إحنا فين؟

__ أنا هساعدك يا راس الكرنبة أنتِ وتساعديني أطلع من صاحبتك الغبية دي… اشطا؟

__ في عفريته محترمة تقول اشطا؟!

#يتبع الجزء الثاني يوم الإثنين إن شاء الله.

للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال



تابعونا على فيسبوك

Visited 2 times, 1 visit(s) today

17 تعليقات

  1. والله نيمو بتدينا كورس افيهات يتباع بفلوس تحفه اوووي بجد
    + أين البارت بتاع حصب جهنم يحلوه

  2. جامدددد بجدددد بموووووت من حسك الفكاهي التحفه ده

  3. المرة دى النص كوميدي شويه
    بس تحفه مستنيه التكمله

  4. يعنى مش هنعرف اي اللى حصل ل تفاريح ومراجيح

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *