اتفاقية وقف الحرب في غزة الحلم، الذي كان يراود الجميع منذ عامين؛ للتخلص من كابوس القصف، والقتل، والتشريد.
فقد عاني الشعب الفلسطيني على مدار عامين كاملين من أحداث يشيب لها الرأس، وتنخلع لها القلوب من قتل وتشريد ومجاعة.
آن الأوان أن يتوقف نزيف غزة، عبر إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن هل حقًا انتهت الحرب، وحان للشعب الفلسطيني أن يعود للحياة؟
اتفاقية وقف الحرب في غزة
بعد الحرب دامت لعامين، عامين شهدت فيها غزة ما يصعب على العقول تصديقه من تشريد، وقتل، ومجاعة لم ترحم كبير، ولا صغير.
بعد مفاوضات عديدة باتت بالفشل، لقد جاءت البشرى بإيقاف تلك المعاناة من خلال إعلان اتفاقية وقف الحرب في غزة.
فقد أعلنت حماس في تاريخ 7 أكتوبر 2025م بموافقتها على المرحلة الأولى من خطة السلام، وإنهاء الحرب في غزة.
فقد بذلت مصر، وقطر، وتركيا جهودًا عظيمة في مفاوضات إنهاء الحرب، وأخيرًا انطلقت من مصر أصوات الفرح والتبشير بإنهاء الحرب.
لقد جاء الاتفاقية متضمنًا إعلان إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال من أراضي مدينة غزة، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات.
ووفقًا لما تم الإعلان عنه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن انسحاب القوات الإسرائيلية الخطوات الأولى نحو سلام دائم.
وبذلك، فقد زارت الفرحة والسعادة أراضي مدينة غزة الصامدة لـ 24 شهرًا، لم تنم فيهم العيون آمنة، ولم تهدأ العقول وسط أصوات الانفجارات المتتالية.
ولقد امتد الفرح بـ اتفاقية وقف الحرب في غزة إلى العديد من دول العالم العربية، والغربية أملًا في غد منعم بالسلام، والأمان.
بنود وقف إطلاق النار في غزة
وفقًا لما أعلنت عنه حركة حماس، فقد نصت اتفاقية وقف الحرب في غزة، على البنود التالية:
- البدء في انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بشكل تدريجي وفق خط الانسحاب المتفق عليه.
- الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا حيًا مقابل إطلاق سراح 2000 فلسطيني، على أن يكون من بينهم 250 من المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة.
- السماح بإدخال نحو 400 شاحنة مساعدة يوميًا إلى القطاع، على أن تتم زيادة أعداد الشاحنات في المراحل القادمة.
- تشمل بنود اتفاق غزة أيضًا بالسماح للنازحين بالعودة إلى شمال، ووسط غزة.
- نزع السلاح من القطاع، على أن تصبح منطقة خالية من السلاح، وفق خطة ترامب.
- إخضاع قطاع غزة لسلطة فلسطينية انتقالية مؤقتة تكنوقراطية تتولى مهام تيسير الخدمات لأهالي القطاع.
والجدير بالذكر أن تلك البنود شاملة المرحلة الأولى من اتفاقية وقف الحرب في غزة، وإلى الآن لم تعلن بعد عن المرحلة الثانية.
ومن المفترض أن يتم التفاوض على تلك المرحلة، بعد الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى، وإجراء مفاوضات بواسطة الوسطاء حولها.
كيف تؤثر الحرب على الأدب؟
في ظل حديثنا عن اتفاقية وقف الحرب في غزة، سوف نسلط الضوء على تأثير الحروب على الأدب.
في الحقيقة، تستطيع الحرب بقوة بالتأثير على الحياة الأدبية، كما أن العكس صحيح، فقد يستطيع الادب أيضًا التأثير على الحروب.
حيث أثرت الحروب على مر العصور على طريقة التعبير الأدبية، كما ظهر نوع جديد من الأدب، الذي عرف بأدب الحرب.
كما أن الأدب له تأثيرًا على الحروب، وذلك من خلال تحريض المشاعر نحو الحرب، والعداء؛ مما قد يتسبب في اندلاع الحروب، وبقائها.
ولقد جاءت الحروب على مر العصور كبرهان على هذا التأثير، ففي وقت سابق، كان الأدب يبرز دور الفارس الماهر في الحروب، وانتصاراته.
إلا أن الأوضاع تغيرت تمامًا بعد الحرب العالمية الأولى، والثانية، فقد اتخذت الأعمال الأدبية لونًا آخر متمثلًا في تجسيد معاناة الطرف الخاسر.
ومن هنا يمكننا القول أن تأثير الحرب على الأدب كبيرًا، كما أن هناك تأثير للأدب على الحرب لا يمكن التغاضي عنه.
أما بالنسبة إلى الأوضاع في القطاع، فقد اتجه الكثير من الأدباء، والمثقفين في غزة في تجسيد معاناة الإبادة بشكل أدبي.
فلم تسكت أصوات الطائرات أقلام الأدباء، التي حرصت على تجسد الإبادة؛ لكي تبقى على مر التاريخ وصمة عار لمن شارك فيها.
عمر ياغي جائزة نوبل
كما لكم تسكت الحرب أقلام الأدباء، لم تستطيع أيضًا أن تطفئ وهج العقول، فما زالت غزة تحتضن العديد من المواهب، والكفاءات.
وفي ظل أجواء الإبادة قبل اتفاقية وقف الحرب في غزة، فقد أعلن حصول العالم عمر ياغي على جائزة نوبل في الكيمياء.
عمر ياغي من أصل فلسطيني حاصل على العديد من الجنسيات، يعمل كأستاذ كيمياء في جامعة كاليفورنيا بيركلي.
ولم تكن تلك التكريم، أو الجائزة الأولى، التي حصل عليها العالم عمر ياغي خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات الرائعة في الكيمياء.
بدءً من عام 2007م فقد حصلت على ميدالية جمعية أبحاث المواد، ثم توالت الجوائز على مدار السنوات التالية لسنة 2007م.
وفي عام 2025م، فقد نجح أيضًا في الحصول على جائزة فون هيبل، التي تعد الجائزة الأعلى من قبل جمعية أبحاث المواد.
وتظل العقول، والأقلام الفلسطينية باقية لم تجف، أو تهزم، فقد تنتهي الحرب يومًا ما، إلا أن تلك الأقلام، والعقول يبقى آثارها لم يمت.
وهنا تكمن قوة القلم، والعقل مقابل قوة السلاح، مهما بدا السلاح غشيمًا، إلا أن سطوته سوف تنطفئ، وتبقي الأقلام شاهدة عليه.
هل انتهت الحرب في غزة؟
بعد صدور اتفاقية وقف الحرب في غزة، أصبحت هناك العديد من علامات الاستفهام الحائرة حول حقيقة انتهاء الحرب في غزة.
عن الإجابة عن هذا السؤال لا تعد قاطعة أبدًا، فما جريت كانت مرحلة أولى من الاتفاقيات، هل سوف تستمر إلى المرحلة الثانية؟.
هل سوف تستمر المفاوضات ناجحة أم يحدث ما يعرقل تلك المفاوضات، كما هو حدث في بداية عام 2025م من فشل مفاوضات السلام.
فقد فشلت تلك المفاوضات؛ نتيجة تأثير بعض المؤثرين حول رئيس الوزراء الإسرائيلي/ نتنياهو، أم تلك المرة تنتهي بسلام.
هناك بعض وجهات النظر، التي ترى ضعف احتمالية اختراق نتنياهو لتلك الاتفاقية، وأرجعوا السبب وراء ذلك ضغط أمريكا.
فقد تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا شديدةً من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تهدف إلى الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط.
علاوة على ذلك، فقد أعلنت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن رغبتها في إنهاء الحرب، ومعارضتها لمواصلة الحرب داخل قطاع غزة.
كما أن هناك ضغوط من قبل أهالي الأسرى الإسرائيليين على الحكومة لاستعادة ذويها، وتنطلق من حين لآخر مظاهرات حاشدة من قبلهم.
على الجانب الآخر، هناك أصوات معارضة لاتفاقية وقف الحرب، ومن أبرزها بن غفير، وسموتريتش الرافضين للسلام.
ويبقى السؤال هنا هل تبقى إسرائيل على موقفهم المؤيد لإنهاء الحرب، أم تنقلب الصورة، ويتم اختراق الاتفاقية، وتعاد الحرب؟.
وختامًا، لقد أعطى الشعب الفلسطيني للعالم أجمع دروسًا في الصمود، والتضحية، وأثبت أن الحرب لم تطفئ وهج العقول، والفكر.
ولقد جاءت اتفاقية وقف الحرب في غزة بأمل جديد للشعب الفلسطيني أن يحيا، وأن ينعم بأيام هادئة خالية من القصف، والدماء.
ويظل السؤال، الذي يثير الخوف في النفوس، هل انتهت الحرب نهائيًا، وسوف يعم السلام؟ أم هناك ما يعكر صفو السلام؟ شاركنا برأيك.



