المشهد الأول من قصة
اعتراض الأب على ولادة ابنته (أنا لا أريدها فتاة)
بنت! جبتي بنت! أعمل بيها أي أنا عايز ولد! هتنفعني في أي البنت هتسند على مين و مين هيشتال اسمي دلوقتي!
كانت دي الجملة إللي عرفت إن بابا قالها يوم ما اتولدت، كنت فاكرة زمن التمييز بين خلفة الولاد و البنات انتهى، بس كنت غلطانة و الدليل في عيلتي، إللي كانت خلفة البنات عندهم عار، و حاجة ناقصة، مش مهمة
كنت كل يوم بكبر فيه بسمع منهم كلام زي، خلفة البنات و سنين خلفة البنات، مش لو كنتِ ولد كنتِ نفعتيني في حاجة ولا واقفتي معايا في الشغل!؟ هفضل شاغل دماغي بيكِ بقا، أنتِ موجودة زي مش موجودة، هتطلعي أي يعني في الآخر، أخرك تتجوزي و تقعدي في البيت
كل كلمة من دي كانت بتجرح قلبي و بتحسسني بالنقص، و بإن فيا حاجة غلط، أو موجدين زي عدمه، مش فارقة معاهم و مش متقبلين وجودي
_ لي بتكرهني!
_ مش بكرهك بس مش شايف منك نفع، لو كنتِ ولد كان سندني و شال اسمي و وقف معايا في المصلحة
_ بس دا مش ذنبي أنت معترض على حاجة ربنا عطهالك!
_استغفر الله، أمشي من وشي هتشيليني ذنوب
_ أنت لي رافض وجودي في الحياة!
_ لو رافض وجودك كنت وأدتك و خلاص
_ مش لازم تعملها بالفعل، أنت عملتها بكل كلمة قولتها
_ بقولك أي روحي اغسلي المواعين و ابعدي عن وشي، أنا مش ناقص، أنا عندي مشاكل مكفياني مهو هتحسي إزاي لو كنتِ ولد كنتِ واقفتي معايا و عرفتي المصلحة، روحي روحي و أنتِ ملكيش أي نفع كدا
كنت مفهورة، عايزة اعيط بس مش عايزة أضعف، مش عايزة أبين قدامه إن ضعيفة و مليش لازمه فعلًا
شعور التقليل و التهميش و النظرة الدوناوية ليا كانت بتقتـلني، لكن قررت إن مش هبقى مليش لازمة زي ما هو شايفني
اشتغلت على نفسي، ماكنتش بقوم من على مذاكرتي، لكن هو كل ما يشوفني يسخر مني، و يقولي ملوش لازمه أخرك بيتك، حتى عيلة بابا كانت دائمًا شايفة إن أقل منهم عشان معظمهم ولاد، كنت بتجرح من التجمعات لما أشوف نظرات الفخر لولادهم الولاد، و ليا نظرات السخرية و الحسرة!
المشهد الثاني من قصة درامية
لا أريدها فتاة كانت دي جملة بتتردد في ودني كل يوم و كل سنة
كنت بعيط بالليل لواحدي، بحارب أشباح النقص و التقليل، عشان الصبح أقدر أكمل و أواجه
لي مش عايزها بنت! لي دائمًا شايفين إننا أقل مكانه، لي إحنا في نظرهم عار، و مش كفاية، لي دائمًا بنواجه حاجة ملناش ذنب فيها، لي أصلًا نواجهها، امتى يبقى في وعي
سنة ورا سنة، كان بيتقدم عرسان كتير كانوا اهلي موافقين عليهم عايزين يجوزوني و يخلصوا كاني عار ولازم يتخـلصوا منه في أسرع وقت، كنت برفض بأي سبب، لحد ما جبت مجموع كبير في الثانوية العامة و دخلت طب رغم كدا ماكانوش مصدر دعم، كانوا أكبر مصدر للإحباط
_ مش فاهم طب أي دي هما البنات نافعين في حاجة!
_ في داكترة ستات كتير في كل المجالات
_ فاشلين مفيش دكتورة ست ناجـ.حة، دي شغلة را.جل
_ كل الستات و البنات في أي مجال ناجحين عشان بيعملوا إللي الراجل بيعمله
المشهد الثالث في كلية الطب(قصة درامية)
كان بيسـ.خر مني حتى بعد ما دخلت كلية كل ابهات الناس إللي فيها بيبقوا فخورين بولادهم كل الفخر إللي في الدنيا، بس الظاهر العيب مش في حاجة غيري، مهما حاولت اثبت جدارتي و تفوقي، كان كل دا بيتقابل بتقليل و استخفاف، كل سعي لإثبات نفسي ليهم كان نتيجته الفشل
بس لما اتخرجت و اشتغلت حصلت حاجة قلبت حياتي كلها، حاجة عمري متوقعتها، و ماكنتش اتمنى إنها تحصل أنا فاجأة لقيت بابا جاي بس مش زيارة زي ما كنت اتمنى، ولا عشان يقولي إنه فخور بيا، لا كانوا جايبينه واقع من طوله، و دخلوه عمليات على طول بعد كشف وضح إنه محتاج عملية، و من القدر إن كنت دكتورة في العملية، على قد خوفي و رهبتي على قد ما بذلت مجهود كبير أوي أوي
مش عشان اثبت شطارتي لا عشان بحبه و خايفة، و كان نفسي يحبني زي ما أنا..
تمالكت نفسي و حطيت كل حاجة سلبية على جنب، حطيت كل الإحباط إللي كان بيحبطهولي على مر السنين، و ركزت بس على شغلي، على الحاجة إللي شاطرة فيها، بروح طبيب و بشكل مهني، مش عايزة أفكر في أي حاجة غير أني انقذه و بس
لما صحى و عرفت إللي أنا عملته كان بيبص ليا و عيونه مدمعه بس أنا تمالكت نفسي
_ يمكن أنت كنت بتتمنى ولد يسندك، بس صدقني ماكنش حد في الدنيا هيحبك قدي، حاولت اثبت حبي ليك طول السنين و اخليك تحبني و تفتخر بيا و اعوضك و تتسند عليا، بس أنت كنت شايف إن أنا أقل من إنك تقول دي بنتي إللي فخور بيها…. عمومًا حمد الله على السلامة يا بابا، و آه مخلفة البنات مش عا.ر
_ سامحيني يا بنتي
_ ممكن اسامح بس في جروح في قلبي عمرها قد عمري صعب تداوى، في نظرة استنقاص في عقلي مش بتروح…. خلي بالك من صحتك يا بابا عن أذنك
ساعات بنغلط غلطات مستحيل تتصلح، خصوصًا إللي بنغلطها في حق ولادنا، لأنها هتفضل ند.بة في قلبهم مستحيل الزمن يمحيها
نهاية قصة دامية لا أريدها فتاة
_مريم الجنيدي
لمعرفة القصة السابقة




جمدان