عيد الحب
المشهد الأول: “ضيق تنفس عيد الحب”
كانت نادين تمسك كوب القهوة كمن يمسك بالحياة، تتنهد وتقول بسخريةٍ لاذعة:
“البنات نوعين يا جماعة… نوع بيحب الهدايا والشوكولاتة، ونوع تاني عيد الحب بالنسبالهم ضيق تنفس ورفاهيات ملهاش لازمة.”
انفجرت نيرة ضاحكة وقالت بمرح:
“عيد حب إيه وشغل تلزيق إيه يا نادين؟ ده كله كلام فاضي، وضيق تنفس!”
ضحكت الصديقات، لكن ليلى تابعت وهي ترمق نادين بنظرة ماكرة:
“يا بنتي، الحب ده أجمل ما في الكون!”
نظرت لها نادين بشمئزاز واضح، رفعت حاجبها وقالت:
“انتي عارفة أغنية أم كلثوم اللي بتقول فيها العيب فيكم يا في حبايبكم، أما الحب يا روحي عليه؟!”
ردت ليلى ببراءة:
“أيوه، عارفاها يا نادين.”
تبادلَت الصديقات النظرات المكتومة، ثم انفجروا بالضحك حين تابعت نادين وهي تشرح وكأنها تخطب في جمهور:
“حاسه إنها بتقولكم كده: أنتو الزبالة، أو بتعرفوا ناس زبالة، لكن الحب يا روحي عليه متبرّأ منكم!”
ضحك الجميع على ملامح وجه ليلى الغاضبة التي كانت على وشك أن ترمي عليها وسادة أو كوب القهوة.
المشهد الثاني: “حبيب لوليتا”
رنّ هاتف ليلى فجأة، وظهر اسم “أدهومي” على الشاشة، فابتسمت على الفور وهي ترد بصوتٍ مفعم بالدلال:
“حبيبي يا أدهومي!”
جاء صوته عبر الهاتف دافئًا مازحًا:
“حبيبت أدهومك إنتِ يا لوليتا!”
نظرت نادين إلى أميرة ونيرة بغمزة، وهمست ضاحكة:
“اهو شوفوا! التلزيق بدأ!”
ضحكوا جميعًا، لكنهم فجأة صمتوا حين سمعوا بقية الحديث.
قال أدهم بصوتٍ جديّ قليلًا:
“بقولك إيه يا لوليتا… إيه رأيك لو دخلت مشروع ونجحت فيه؟”
ردّت ليلى بحماس، دون أن تفكر في المعنى الخفي لكلامه:
“أكيد، يكبر المشروع ويبقى حاجة حلوة!”
كتم أدهم ضحكته وقال بنغمة ماكرة:
“طب وجوازنا… مشروع ناجح ولا فاشل؟”
سادت لحظة صمت قصيرة، تلتها ضحكات متواصلة من صديقاتها، بينما ارتبكت ليلى وفتحت فمها بدهشة كأن أحدهم سحب منها الهواء.
نادين صاحت وهي تضحك حتى الدموع:
“يا بنتي ردّي عليه قبل ما المشروع ينهار!”
تنفست ليلى بعمق وقالت وهي تضحك بعصبية:
“عارف يا أدهم… إنت هتكون ضحية الحب يا روحي… كنت طيب!”
ثم أغلقت الهاتف وسط ضحكات البنات، وملامحها تجمع بين الخجل والغضب والحب في آنٍ واحد.
المشهد الثالث: “ضحايا الحب”
جلست ليلى بعد المكالمة تنظر إلى شاشة الهاتف كأنها تحاول فهم ما حدث، بينما اقتربت منها نادين وقالت بابتسامةٍ خبيثة:
“قولتلك يا ليلى، الحب مشروع فاشل، بس إنتي دخلتيه من غير دراسة جدوى!”
رفعت ليلى رأسها وردّت بعناد:
“مش فاشل… بس محتاج شريك أمين!”
ضحكت أميرة وهي تقول:
“يبقى غلّفي المشروع بشوكولاتة، يمكن ينجح في عيد الحب الجاي!”
انفجر الجميع بالضحك، بينما نظرت ليلى إلى كوب القهوة أمامها وقالت في نفسها بصوتٍ خافتٍ لا يسمعه أحد:
“يمكن الحب مش فاشل… يمكن أنا اللي بخاف أؤمن بيه.”
المشهد الرابع: “حب مش محتاج مشروع”
كانت ليلى ما تزال جالسة في المقهى، تدور الملعقة في فنجان القهوة بلا هدف، وصديقاتها نادين ونيرة وأميرة يحاولن كتم ضحكتهن بعد “مشروع الجواز الفاشل”.
وفجأة، رنّ هاتفها مجددًا. نظرت إلى الشاشة فوجدت اسم “أدهومي ” يلمع.
تنهدت وقالت بخفوت:
“هو عايز إيه تاني… المشروع محتاج صيانة ولا إيه؟”
ردّت نادين بضحكة ساخرة:
“يمكن بيقولك المشروع وقع خلاص!”
رفعت ليلى الهاتف وردّت بصوتٍ متحفظ:
“أيوه يا أدهم؟”
جاء صوته من الطرف الآخر هادئًا، صادقًا كنسمة بعد مطر:
“يا لوليتا، كنت بهزر يا حبيبتي… والله ما كنت أقصد أضايقك.”
صمتت ليلى لحظة، ثم قالت بخفوتٍ ممتزجٍ بعنادٍ لطيف:
“وأنا كنت فاكرة إنك بتقيس رد فعلي.”
ضحك أدهم وقال بخفة دم:
“هو في اختبار بعد الحب ده؟ الحب يا لوليتا مش مشروع يتقاس بالنجاح والفشل، ده إحساس… والحمد لله، حبنا ناجح من غير دراسة جدوى!”
ابتسمت ليلى رغمًا عنها، وهمست بخجل:
“كنت هموت من القلق.”
قال أدهم بصوتٍ دافئ:
“بحبك يا ليلى، حبك كفاية عن ألف مشروع.”
ردّت بصوتٍ يختبئ خلف خجلها:
“وأنا كمان يا أدهوم… بس المرة الجاية متعملش فيا كده، قلبي مش حديد!”
ضحك وقال:
“ده قلب دهب، بس بيغار شوية.”
أغلقت الهاتف وهي تبتسم، عيناها تلمعان بشعورٍ دافئ لا يُفسَّر، كأنها في عالمٍ لا يسمع فيه أحد سوى نبضها ونبضه.
المشهد الخامس: “ضحك الشارع وحكمة الحب”
خرجت نادين ونيرة وأميرة إلى الشارع، ضاحكاتٍ ومتهكماتٍ كعادتهن كل عيد حب.
نيرة قالت وهي تشير إلى شاب يحمل وردة حمراء:
“بصّي يا نادين، ده أكيد فاكر نفسه في فيلم تركي!”
ضحكت أميرة:
“وده اللي هناك ماسك دبدوب، ده مشروع فشل قبل ما يبدأ!”
ردّت نادين ساخرة:
“كلهم في سباق الهدايا، ولا واحد فيهم فاهم إن الحب مش في الورد ولا في الشوكولاتة… الحب في الصدق واللي يقف جنبك من غير مناسبة.”
توقفت ليلى خلفهم، تسمع كلامهم بابتسامةٍ هادئة، ثم قالت بهدوءٍ عميق:
“عارفين؟ الحب الحقيقي مش محتاج يوم، ولا هدية، ولا بوست على الفيسبوك… الحب محتاج قلب يخاف عليك أكتر ما بيخاف منك.”
ساد الصمت لحظة، ثم قالت نادين وهي تضع يدها على كتفها:
“هو ده الكلام اللي يخلي عيد الحب عيد فعلًا.”
ضحكوا جميعًا، وواصلن السير وسط الزحام والضحك والورود الموزعة في الأركان، بينما كان في السماء غروبٌ هادئ، يشبه حبًا لا يُرى… لكنه يُشعَر.
المشهد السادس: “خاتمة عيد الحب.. المشروع رجع يشتغل!”
في مساء اليوم نفسه، قررت نادين ونيرة وأميرة وليلى يجتمعوا تاني في الكافيه التي بدأت فيه القصة.
المكان مليان شموع وقلوب حمرا وديكور كله حب على حب، والموسيقى شغالة على أغنية “أنا لك على طول” لعبد الحليم.
جلست نادين وهي تمسك العصير بنظرة تهكم:
“يا جماعة، أنا حاسه إننا قاعدين في إعلان شوكولاتة مش كافيه!”
ردت نيرة وهي تضحك:
“اسكتي بس، يمكن ييجي حد يهديكي وردة بالصدفة.”
أميرة ضربتها بخفة وقالت:
“ولا بالصدفة ولا بالعمد، نادين عندها مناعة ضد الورد!”
ضحكوا جميعًا، لكن فجأة رن هاتف ليلى تاني، وصوت نادين ارتفع مازحًا:
“هااا، المشروع رجع يشتغل ولا لسه في مرحلة الصيانة؟!”
ردت ليلى بخجل وهي تضحك:
“ده بيقولي جهزّي نفسك، جايلي بهدية!”
نيرة قالت بدهشة مصطنعة:
“إيه ده! الهدية دي كمان فيها دراسة جدوى ولا خلاص؟”
دخل أدهم بعدها بدقائق، ماسك وردة حمرا وعلبة شوكولاتة كبيرة، وابتسامته أكبر من أي مشروع في الدنيا.
قال وهو بيقرب من ليلى:
“أنا جيت أقدم تقرير النجاح الرسمي!”
نادين قفلت دفترها الوهمي وقالت بصوتٍ تمثيلي:
“إذن يُعلن رسميًا نجاح مشروع (الحب ياروحي عليه) بنسبة أرباح عاطفية 100٪!”
ضحك الجميع، ووقف أدهم جنب ليلى، مدّ لها الوردة وقال بلطف:
“كل عيد حب وإنتِ السبب في إن اليوم يبقى حلو، حتى لو كنتي بتحلفي إنك بتكرهيه.”
ليلى ابتسمت وقالت وهي تاخد الوردة:
“وأنت السبب إنّي اقتنعت إن الحب مش تلزيق… ده شغل ربنا لما يحب يفرّح قلبين ببعض.”
أميرة صاحت ضاحكة:
“يلا بقى نطلب كيكة على حساب المشروع الناجح!”
رد أدهم بخفة دم:
“بس بشرط، نادين تكتب التقرير النهائي!”
نادين ضحكت وقالت وهي ترفع الكوب:
“التقرير يقول… إن الحب، لما يكون صادق، حتى لو بدأ هزار… بينتهي جد، وجد جدًا!”
الأصل التاريخي:
في عهد الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني، أصدر قرارًا يمنع الزواج بين الشباب، لأنه كان يعتقد أن الرجال غير المتزوجين يكونون أفضل في القتال وأكثر شجاعة في الحروب.
لكن كان هناك كاهن يُدعى فالنتاين (Valentine) عارض هذا القرار، واستمر في تزويج العشاق سرًّا داخل الكنيسة.
وعندما اكتشف الإمبراطور أمره، اعتقله وأعدمه في 14 فبراير عام 269م.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح هذا اليوم يُعرف بـ يوم القديس فالنتاين تكريمًا له.
لماذا سُمّي بـ “عيد الحب”؟
لأن قصة فالنتاين ارتبطت بالتضحية من أجل الحب والزواج، فصار اسمه رمزًا للمحبة والإخلاص.
ومع مرور الزمن، خاصة في أوروبا خلال العصور الوسطى، تحوّل الاحتفال من مناسبة دينية إلى احتفال بالعواطف الرومانسية، حيث يتبادل الأحبة الورود والرسائل والهدايا.
في العصر الحديث:
انتقل الاحتفال إلى كل أنحاء العالم، وأصبح 14 فبراير يومًا يتبادل فيه الناس عبارات الحب والهدايا والزهور الحمراء، دون طابع ديني، بل كتعبير عن المشاعر الإنسانية والعاطفة.





[…] اقرأ قصة عيد الحب من هنا. […]
تحفه اشطر كاتبة كده كده اصلا
يخليلي ياك