إسكريبت لابوبو

 لابوبو بين الواقع والخيال

المشهد الأول

_عايزة لابوبو
_بتهزري!
_لا، ليه؟
_أنتِ مفكرة نفسك عيلة بضفاير يا همس!
_خلاصيا حسن اللي أنت شايفه

دايمًا كده، دايمًا بيقلل من إحتياجي لأي حاجة مهما كانت كبيرة أو صغيرة، ويقلل من شأنها! طب ده كويس، ولا أنا اللي فعلًا ببالغ، ولا هو اللي اختيار غلط!

مركزتش معاه وخلصنا قعدتنا ومشيت، بس في طريقي عديت على محل بيبيع عرايس وجبت العروسة اللي عيزاها ومشيت، كان شكلها غريب شوية مش زي باقي العرايس اللي في الرف، عنيها واسعه قوي، وابتسامتها مرسومة بشكل غريب مخلي سنانها تطلع برا، بس حسيت بحاجة شدتني ليها، أو يمكن لإصراري إني ابسط نفسي مستناش حد يبسطني!

رجعت البيت فتحت الكيس وطلعتها، وحطّيتها على الرف اللي جنب السرير، ومسكت تليفوني كالعادة فتحت الفيس وقعدت.

_طبعًا جبتيها ونفذتي اللي أنتِ عيزاه!

كانت مسدج من حسن، هو عارف وأنا عارفة إن من صغري بحب اللي اشوفه أجيبه، عارفة كمان إن ده عيب فيا، بس مش بقدر اتحكم في نفسي قدام لعب الأطفال بالذات.

_أيوة، جبتها وأنا مروّحة
_مش فاهم إيه غيتك في إنك تجيبي عرايس بالكمية دي، أنتِ ممكن تفتحي محل بيهم!
_أنا بحبهم
_طب حبيني معاهم!
_لما تبقى تجيبلي عرايس
_تؤ، أنا عارف إنك كده كده بتحبيني
_ثقت دي جايبها منين؟
_من نظرة عينك
_طب يلاروح شوف هتعمل إيه وأنا هنام

المشهد الثاني

قفلت معاه، وبدأت ارتب سريري علشان أنام، وآه دي عادة فيا، لو السرير مش مترتب مش بعرف أنام عليه!

بس قبل الفجر بساعة تقريبًا قمت مفزوعة على صوت حاجة وقعت بصبت حواليّا كانت لابوبو على الأرض، بس مش في نفس المكان اللي كنت حطاها فيه.

محطيتش في دماغي وقمت رجعتها مكانها تاني بس وأنا بمسكها حسيت بإيدها باردة جدًا! كأنها كانت في فريزر، على الرغم من إن الجو حر!

عدّت الليلة، بس من ساعتها وأنا بحس كإن في حد بيراقبني،معرفش ليه بس يمكن علشان كل ما ببص عليها بلاقي وضع إيديها مختلف، ومرة لقيت عنيها بتبص ناحيتي جامد، مع إني متأكدة إن راسها كانت متجهة للناحية التانية!

قررت أحطها في الدولاب، يمكن عقلي بيتلاعب بيا وبيهيألي كل ده، يمكن فعلاً تعبت شوية وبدأت أتوهم!

قفلت باب الدولاب، واتنهدت، بس وأنا خارجة من الأوضة، سمعت خربشة ورا الباب وقفت، قلبي دق بسرعة.

رجعت بخطوة، فتحت الدولاب…
العروسة مش مكانها على الرف، كانت واقفة… فعلاً واقفة، على رجليها الرفيعة.

صرخت! جريت وقفلت الدولاب بعنف، وقعدت على الأرض أعيط.

_ليه اشتريتها؟! أنا اللي جبتها لنفسي، بإيدي!

حاولت أهدى وأخدت العروسة، وقررت أتخلّص منها، نزلت الساعة ٣ الفجر، ورميتها في صندوق الزبالة اللي على آخر الشارع.

رجعت البيت، وأقسمت إني مش هقول لحد حتى حسن، علشان هيفضل يتريق عليا، مش بعيد كمان يقولي إني ببالغ وميصدقنيش، ويمكن يقول إني مجنونة، أو يقول نفس جملته المعتادة:
_أنتِ بتبالغي يا همس!

المشهد الثالث

 

عملت عصير ليمون أهدي بيه أعصابي قبل ما ارجع أنام تاني، لكن تاني يوم الصبح، صحيت لقيت العروسة على السرير جنبي!

نفس الابتسامة، نفس كل شيء فيها بس عنيها!
كانت فيها دمعة، والدمعة دي كانت بتنزل فعلاً!

اتفزعت وقمت قعدت على السرير بخضة، حطيت إيدي على العروسة كانت ناشفة! لكن عنيها فعلاً فيها دموع!
مسحت دموعها بأطراف صوابعي، وكنت هموت من الرعب، بس الغريب إن الدمعة كانت دافية، كأنها دمعة بني آدم!

في اللحظة دي، حسيت بتنهيدة ورايا، لفيت بسرعة مفيش حد. بس في ريحة قديمة، زي ريحة أوضة مقفولة بقالها سنين، والريحة بدأت تملأ المكان.

قررت اخرج اشرب مياة، يمكن كل ده حلم، أو مش عارفة ده يتسمى بإيه!

بس إيه ده! كل الصور اللي في الصالة وبالذات اللي أنا فيها كانت متخربشة! وشّي في كل صورة مش واضح، متشخبط عليه، لدرجة إنه في بعض الصور متقطع!

جريت على التليفون علشان أكلم حسن لكن وانا فاتحة التليفون، لقيت صورة مش أنا اللي مصوّراها، كانت صورة ليا وأنا نايمة وعلى طرف السرير، باين طرف فستان لابوبو!

إزاي؟!
أنا نمت لوحدي، الباب مقفول، مين صورني؟!

المشهد الرابع

وفجأة، رن التليفون، كان رقم غريب مفيش اسم حتى على تروكولر، رديت وسمعت صوت واطي قوي، زي صوت بنت صغيرة بيقول:

_ليه رميتيني؟ أنا كنت بحبك…بس دلوقتي هتشوفي أنا بحبك قد إيه!

وقفلت والنور قطع حواليّا في صوت ضحكة كأنها خارجة من فيلم رعب، مش فاهمة حاجة من كل اللي بيحصل،حطيت إيدي على ودني وبدأت أصرخ وأغمض عيني.

لكن لما فتحت عيني لقيت نفسي في سريري وكل حاجة حواليا كانت زي ما هي، مسكت التليفون لقيت حسن باعت مسدج بيقولي
_أنا مستنيكِ نتقابل في المكان بتاعنا

هو احنا متقابلناش! أنا لسه شيفاه من يومين! اتصلت عليه علشان افهم اللي بيحصل

_حسن هو إحنا مش لسه متقابلين؟
_إحنا!
_آه، وقت ما قولتلك إني عايزة أجيب لابوبو!
_مين لابوبو ده يا حبيبتي، صباح الخير
_خلاص يا حسن ماشي، نتقابل بالليل

قفلت وأنا في زهول تام، يعني إيه!
يعني كل ده طلع حلم!!
ولا يمكن إنذار إني مجبهاش؟!
༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻
بقلم رنا محمد “حبة البُندق”
رأيكم

 

لقراءة اسكريبت الحب من هنا

 

 

 

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *