زوجة أخي شيطانة: بداية الغموض
اخويا كان مسافر العراق بقى له سبع سنين بالضبط… طول عمره بيكلمنا وحنين علينا وأنا وماما بنستنى اليوم اللي هينزل فيه علشان يعوضنا غياب بابا
هو على طول كان بيسوف ويقول السنة دي.. لا السنة الجاية.. لا السنة اللي بعدها.. أمي كانت بتترجاه ينزل بقى
كانت عايزه تفرح به تجوزه وتشوف عياله.. كانت دائمًا بتقول له كفاية غربة كفاية علشان الغربة طولت وخلاص معادتش قادرة تستحمل غيابه خصوصًا إننا ملناش غيره
ولكنه دائمًا كان يعاند
زوجة أخي شيطانة: دخول الظلام إلى البيت
لحد ما في يوم لقيناه راجع فجأة وبدون مقدمات ولا حتى قال أنه هينزل، رجع بس مرجعش لوحده دا راجع ومعاه مراته اللي تزوجها هناك في العراق من غير حتى ما يقول لنا
أمي وقتها كانت مصدومة مش قادرة تتكلم ومش قادرة تعبر عن أي حاجة ولكنها تجاوزت الموضوع ومن أول اسبوع كمان… هي ملهاش غيره لذلك تجاوزت الزعل سريعًا وبدأت تتعامل معاه ومع زوجته بأريحية
بس أنا للأمانة مكنتش قادرة أتخطى الفكرة.. أنا وأخويا قريبين من بعض جدًا وبنحكي لبعض على يومنا تقريبًا إزاي ميقوليش أو حتى يغلط بالكلام قدامي
أنا مكنتش مستريحة للبنت برغم ملامحها الهادئة وطبعها اللي على طول مخليها ساكتة ومنعزلة، الغريب مش في كده بس… كمان أخويا طبعه اتغير وبقى منعزل عنا مش بيتكلم كثير ودائمًا ساكت زي مراته
زوجة أخي شيطانة: الخارج من الخزانة
أمي كانت دائمًا تسأله مالك ولكنه كان بيجاوبها أنه كويس مفيش حاجة.. لحد ما في مرة حلمت حلم غريب أوي.
شوفت فيه مرات أخويا وهي خارجة عندي من الدولاب ماشية على رجليها وايديها الأربعة وعيونها كلها سوداء وشعرها واقف في الهواء ولسانها زي ما يكون لسان حرباية
حاولت أتحرك من مكاني أصرخ اجري… معرفتش زي ما يكون متكتفه مكاني
قربت مني وطلت لي في عيوني وفجأة بدأت أحس كأني بتحرق فضلت أصرخ بقوة.. وفجأة أختفت.. قومت من مكاني جريت ناحية المرآة.. طليت فيها لقيت شعري كله أبيض
بطل لجلد إيدي لقيته مكرمش وفيه بعض الحروق وكأنه جلد ست عجوزة.. فوقت من الحلم وأنا بصرخ بعد ما شوفت إنعكاسي متبدل لصورتها اللي خرجت أيديها فجأة وخنقتني.
لما قومت من النوم.. طلعت أولي ناحية المرآة لقيت خصلة من شعري بيضاء.. حاسة بأرق شديد.. كأني مهدوده.. مفاصلي مش قادرة احركها
مش عادتي أني أكون تعبانة كده ولأول مرة في حياتي أحس إني كبرت وأنهج وأنا طالعة السلم.
أول مرة ألاحظ شعر اخويا اللي شاب.. أخويا عنده ثلاثين سنة.. إزاي أغلب شعره إبيض.. الغربة ولا الشقى ولا تكون… مش معقول؟!
زوجة أخي شيطانة: حلم لا يمكن أن يكون صدفة
الحلم غريب.. حلم ممكن يحصل عادي.. بالذات إن نفسيتي مش احسن حاجة اليومين دول ولكنه يتكرر كل ثلاثة عشر يوم.. دي اللي مش صدفة نهائي.. مع كل مرة خصلة من شعري تبيض واحس إني كبرت في السن..
القطة السوداء اللي بشوفها كل يوم نازلة من على السلم قبل ما ادخل غرفتي أنام… أخويا اللي بدأ يتعب أكثر مش معقول كلها صدف.
نفسيتي بدأت تزداد سوء.. لحد ما في مرة حلمت بيها.. ثعبان اسود ضخم دخلت من باب غرفتي وأنا مكاني نايمة فوق السرير متكتفه.. قرب مني واتلف حواليا وأنا بصرخ بكل قوتي..
فتح بقه الضخم وبدأ يبلع رأسي.. قومت من النوم بصرخ… طليت جمبي صرخت بصوت أعلى وأنا بشوف مرات اخويا واقفة فوق راسي في العتمة بتضحك؟!
قومت من مكاني وأنا بزعق لها وبقولها ابعدي يا شطانة أبعدي عني… أنتِ عايزة مننا أيه.. منك لله؟ غمضت عيوني وأنا منهارة.. فتحت ملقتش حد.
جريت ناحية الباب وخرجت بجري لغرفة ماما.. فتحتها ودخلت.. ماما اتخضت من شكلي اخدتني في حضنها ونمت لأول مرة من فترة طويلة في سلام.
زوجة أخي شيطانة: ضحية شيطان
الأيام اللي بعدها كل أحلامي اتحولت.. بقيت اشوف مامتي مكاني.. مرات اخويا بتسحب طاقتها.. بتاخد منها حاجة أنا مش قادرة أفهمها وكل مرة ماما بتكبر عن اللي قبلها
وفي آخر مرة كنت نايمة جمب ماما في غرفتها علشان كانت تعبانة.. شوفتها داخلة زي الريح الأسود من تحت عقب الباب.. اتشكلت إنسان بشع مشوه.. عنده ثلاث عيون وقرون طويلة وذيل أسود بيتلوى في الهواء
كنت زي ما يكون سراب أنا كمان شايفه اللي بيحصل بس مش قادرة اتكلم ولا اتحرك… ماما كانت نايمة فوق السرير
قربت منها وهي بتضرب على البلاط بحوافرها اللي تشبه حوافر ثور… وقفت على قلب ماما وبدأت تخنقها بيديها الاتنين
ماما بدأت تتخنق.. مش قادرة تتنفس بدأت تكح.. وشها أزرق وزي ما يكون بتحتضر…
حاولت اجري عليها انقذها بس زي ما يكون أنا مش موجودة.. ضحكت الشيطانة بصوت عالي.. وطلعت تجري ناحية الحمام اختفت جواه
فوقت من الحلم على صوت ماما اللي بتتشاهد.. بتحتضر.. حاولت أسعفها باللي أعرفه بس معرفتش.. آخر كلام قالته ليا قبل ما تسيبنا:
” خلي… بالك.. من اخوكي يا جميلة… الشيطانة بتحاول.. تقتله.. وخلي بالك من نفسك… روحي لخالك كارم”
ماما قالت الجملة دي واتشاهدت وماتت.. وقتها مكنتش مصدقة أني خلاص مش هشوفها تاني.. عقلي مكنش مهتم بأي شيء وقتها غير وجعه اللي حاسس بيه.. عيوني زي ما يكون نهر جاري وقلبي بيدق بسرعة
وبسرعة زي أيام الدنيا مرت أيام العزاء سريعًا وانفض البيت عليا بعد ما كان مليان.. ورجعت أشوف الكوابيس تاني وأصعب.. مرات أخويا بقت مرعبة اكثر من الوقت السابق.. أوقات كثيرة مش بفهمها بتقول أيه؟
طول ما اخويا مش في البيت هي مختفية ولما اخويا بيرجع بترجع هي كمان.. أوقات كثيرة بشوفها في أماكن متفرقة في البيت يعني أكون سيباه في المطبخ أطل ألاقيها قاعدة قدام التليفزيون وهي بتطل لي بنظرة بتقبض قلبي.
زوجة أخي شيطانة: وصية أم قبل الموت
اتعودت علي الكوابيس واعتدت وجودها المزعج والمرعب في واقعي وفي أحلامي.. لحد ما في مرة كنت بقلب في التليفون وشوفت مقال لعالم بيتكلم عن انواع الجن المتشكل وأن فيه منهم بيتشكلوا في شكل بشر علشان يدخلوا البيوت ويتغذوا على أهلها.
المقال جذبني وبدأت أقرأ.. وكان كاتب أيه هي صفاتهم وأفعالهم ولسوء حظي كل الأفعال والصفات دي كانت بالفعل تشبه لحد كبير أفعال مرات اخويا اللي منعرفش أصلها من فين… مش شاطرة في اتقان اللغة… مرة تتكلم مصري ومرة لبناني ومرة عراقي وكأنها مش عارفة تستقر على تشكل
ودي واحدة من اهم صفات الشياطين أنهم مش بيقدروا يقلدوا البشر لفترات طويلة.. ثاني حاجة وهي أني عمري ما شوفتها بتأكل وأكثر من مرة ألاحظ الموضوع ده
زي ما يكون تمثال بتتحرك… بتختفي وقت الأذان تمامًا وأوقات كثيرة مش بتظهر بالنهار.. دا غير كلامها القليل وظهورها المرعب في أي مكان في أي وقت بدون داعي وبسرعة رهيبة
أفتكرت وصية أمي.. وأمي الله يرحمها كانت من الناس اللي عندهم بصيرة عالية باللي حوليهم، فهي من أول يوم مستريحتش لهم ووصيتها إني أحمي أخويا وأطلب مساعدة خالي كارم.. دي مش بالسهل نهائي.
فقررت أسأل خالي كارم وأسافر أسوان مخصوص أطلب مساعدته بدون ما حدي يعرف… خصوصًا بعد ما التعب ظهر بشكل كبير أوي على أخويا.
زوجة أخي شيطانة: حضور الشيخ وكشف الحقيقة
بالفعل وصلت أسوان وروحت لخالي اللي استغرب من وجودي بدون سابق كلام ولكنه رحب بي وعرف من وشي أنه فيه مشكلة مش بسيطة.
حكيت له اللي بيحصل واللي قرأته وسألته بعد ما حكيت.. تفتكر يا خالي في حاجة زي كده؟ جاوبني وهو متردد وقال لي: أنا مقدرش أكد لك الكلام.. ولكن الشيخ أحمد هو اللي يقدر.. تعالي معايا..
أخدني خالي وروحنا مسجد قريب.. قابلنا شيخ كبير في السن وحكى خالي كل اللي حكيته أنا قبل سابق وهو سمعني وأحنا خارجين من المسجد مش عارفه رايحين لفين… لحد ما وقفنا قصاد النيل وقال لي وهو بيشاور عليها..
جن البحر يقدر يتشكل لبني أدم لو حب حد من البشر ولكنه حبه مختلف أول ما يحب ياكل اللي يحبه زي ما يكون عنكبوت واكيد اللي حكتيه يا بنتي سمعته قبل كده من جدودي.. خوديني معاكي لو حابة تساعدي أخوكي قبل ما تتم دورة القمر وآخر ثلاثة عشر يوم.
رجعنا بعد سفر طويل للبيت واتفاجئنا بعد دخولنا بأخويا اللي واقع في صالة البيت.. بين الحياة والموت.. ومراته مش موجودة.. الشيخ قال لينا ننقله المستشفى في الحال
الدكاترة بعد الفحص نقلوه العناية المركزة وهما مش فاهمين شيء غير أن عضلة القلب ضعيفة.. بعد جدال مع الدكاترة علشان يسمحوا بدخول الشيخ أحمد عنده… دخل وفضل واقف جمبه لمدة طويلة بيقرأ قرآن
بعدها بثلاث ساعات شوفنا الشيخ من ورا الزجاج وهو يطير من مكانه ويتخبط في الحيطة وكأنها قنبلة.
دخلنا نجري مع الدكاترة اللي نقلوا الشيخ احمد يفحصوه وسط تعجب الجميع من اللي حصل.
بعدها بنص ساعة أخويا فاق واستقرت حالته، والشيخ أحمد اتصاب بكسور بسيطة ولكنه قدر ينقذ أخويا ويبعد عنه بإن الله الشيطانة اللي حاولت تقتل الشيخ وتقتل أخويا ولكن كلام ربنا كان أوقوى منها.
بالنسبة لي كانت تجربة غريبة وجديدة عليا ولكن اتعلمت منها كثير وأحمد ربنا انه نجانا من بلاء زي ده
هجرنا البلد والبيت وروحنا نعيش عند خالي في اسوان بعد ما عرفنا أن اخويا أنقذ البنت الشيطانة دي في رحلة صيد مع اصحابة في العراق ووقتها عرض عليها بدون وعي يتزوجها وكأنه كان مسحور.
اخويا من بعد زواجه منها مش فاكر أي شيء وحاسس أنه كل اللي بنحكيه له عليه ده مجرد وهم حتى أنه قعد فترة مصدوم من وفاة والدتي ومش مصدق وحاسس أنه السبب، ولكن بعد كام سنة رجعت الأمور كلها لطبيعتها وإخويا تزوج من جديد وأنا كمان… وبس كده
بقلم/آمنة محمد
اقرأ قصة عيد الحب الدامي من هنا




جميل جدا روعه
جميله ي مينه
تحفه اوي
تحفه
تحففففففه
عاش
جميل جدا