Sample Series
رواية الفنجان الأخير من الشاي – الفصل الأول
رواية الفنجان الأخير من الشاي- وصلت لسن الستون وأنا بلا عمل ولا رفيق !
وصلت لسن الستون وأنا بلا عمل ولا رفيق !
ظللت اتصفح الهاتف بيئس بحثاً عن عمل … عندما سئمت ردت بتعليق عشوائى … فى أحد الأكونتات الشهيرة للوظائف عبرت فى التعليق عن مهاراتى وغيرها من الشهادات العليا التى امتلكها ….. مرت بضع دقائق …..
وأجابنى أحدهم بإستعطاف … كأنه يريد أن يخبرنى كيف كل تلك الكفاءة وما تزالى بلا عمل!
رواية الفنجان الأخير من الشاي- كانت تلك البداية
لكن ليس معه هو فقد أعطانى رقم أحد أصدقائه وأخبرنى أنه بإمكانه تعينى فى مكان مرموق ! … فى البداية أخبرته أن أحادثه عبر الماسنجر، فأخبرنى أنه لا يجيب إلا عبر تطبيق الواتس أب .
رواية الفنجان الأخير من الشاي- (وقد طلت على تلك الحيلة !)
كان عقلى عندها كل ما يقوده هو ملل الوحدة بلا عمل ، بعد تفكير قمت بتسجيل رقمه وأرسلت إليه .
فى الحقيقة كنت فى غاية الجمال اتمتع بجمال وجذابية فائقة ، لم أخبر أحد عن سنى من قبل !
مرت بعض الساعات وأجابنى بطريقة غير حازمة،وبكل ممنونية وجدعنة ، وأنه لأمر بسيط ولا أقلق من شئ فسوف يقوم بتوظيفى ، فى البداية تعجبت بشدة فهو لا يعلم شئ عنى البتة ، ماذا عن كل هذا الترحيب .
لم أهتم بتلك التساؤلات بقدر ما أهتممت بالوظيفة .
❊ ❊ ❊
فى اليوم المحدد للمقابلة الشخصية للوظيفة أخدنى والدى بسيارته ثم فجأه رن هاتفى وقد كان هو ، وأخبرنى أنه لن يأتى وأن مديره المباشر هو من سيقوم بالمقابلة الشخصية للعمل وأوصانى أنه يجب أن يقتنع بى .
فى الحقيقة مديره المباشر كان شخصاً صعباً للغاية عاملنى بطريقة مختلفة تماماً … فكان غاضباً بلا هدف ، وكأنه لا يفهم عن الزوق أى شئ . ..
عند الإنتهاء اتصلت به لأخبره عن ما حدث ،وإننى لن أتى مجدداً ، حاول تهدئتى وامتصاص غصبى وأخبرنى أنه سيتكلم مع مديره بشأنى ، وسألنى فى نهاية المكالمة
هل لا يزال والدك معك ؟
أجابته بنعم ، فتغيرت نبرة صوته لغضب وانهى المكالمة على الفور!
بعد أيام أخبرنى أنه يوجد مقابلة أخرى ولابد من تقوية اللغة الإنجليزية ، وفوجئت بأنه يقترح على أن يساعدنى فى ذلك فوافقت بحسن نية ، وفى نفس الوقت وجدت صديقه يحادثنى مرة أخرى ليطمن عما حدث معى ، فأصبح صديقه يكلمنى من جهه وهو يعلمنى اللغة الإنجليزية من جهة أخرى .
رواية الفنجان الأخير من الشاي- فتلك هى الحيلة الذكية
الذى استطاع محادثتى بها يومياً ، أما صديقه فكان يحاول اختلاق الأحاديث بأى طريقة .
وذات مرة أخبرنى أنه يعلم أنى أحادث صديقه،وهل لى أن اكتف عن ذلك ، وإن احتجت شئ من صديقه اجعله وسيط بيننا ، وأنه حادثه فى ذلك الأمر ولم يزعجنى مجدداً ، تعجبت فى بداية الأمر ولكن شئ ما جعلنى أوافق وبكل ممنونية أيضاً ،
هل أحببته ؟
لما انساق لإرضاءه؟
لم أفتح باب قلبى لأحد من قبل فقد تربيت تربية عسكرية صارمة .
❊ ❊ ❊
كل هذا كان عندما كنت فتاة عشرينية فائقة الجمال وكان هو فى الثلاثون
ملت برأسى قليلاً ، وأنا أحتسى (الشاي) فى شرفتى ، أتذكر ما حدث لى فى سن الثلاثون ، وأنا أصعد على أجمل المنصات فى الوطن العربى لأستلم جائزة أفضل روائية ، تم تغطية الحفل من جميع القنوات ، وحضر جميع منتجين الأفلام من كل الدول خضعت بعدها لشهرة هائلة ،وحققت مبيعات رواياتى الملايين .
رواية الفنجان الأخير من الشاي- إلى أن أتى يوم ورن الهاتف
برقم
تصارعت ضربات قلبى عندما رأيته ……
رددت بلهفة : الوو
هو : عاملة ايه فاكره صوتى
كادت عيناى تدمع ولم أجب ، أردف هو : انا قلت اكيد منسيتش حب السنين اللى كانت بينا دا غير العشرة اللى بعد كده ، وحشتينى ❤
دمعت عيناى وأجبت : انا مش مصدقة إنى سمعت صوتك بعد الغياب دا كله وإنك بتكلمنى دلوقت ، عاش من سمع صوتك !
هو : كنت عاوزك فى موضوع مهم ملقتش قدامى غيرك ، مع إنى أترددت كتيرر قبل ما اتصل .
أجبت بلهفة : أنت تؤمر أى وقت ، أشوفك النهاردة بقى فى المطعم بتاع زمان ❤ أكيد فاكره ؟ ❤
هو : هستناكى هناك بليل ❤
وضعت أجمل المساحيق … تزينت وتعطرت وذهبت فى الميعاد مسرعة ، أتى هو بوجه شاحب ومظهر عبوس يجر رجليه جرراً .
سألته بلهفة : ما بك ؟
أجابنى : علمت عن ثراءك ، لقد تغيرت معكى الأحوال ، وما زلتى جميلة للغاية يا حبيبتى ❤
أجبت ضاحكة : لسه بتتكلم باللغة العربية الفصحى وسط الكلام برده زى ما انت ثم أردفت بلهفة أيضاً: هل من مشكلة معك كنت أفهمك من نظرة عيناك !
أجاب : أجل .
بدأ يقص عن مشاكل زوجته وكم أثقلت عليه من أنانية وجحود وإنها اختيار خاطئ يندم عليه إلى الآن ، وأنهى كلامه بأن ابنه مريض يحتاج إلى عملية خطيرة وأتى ليطلب المال … شردت أثناء كلامه …. وتذكرت
رواية الفنجان الأخير من الشاي- لطالما أخبرنى أنه الآن يصنع (فنجاناً من الشاي)
وكنت أتهمه بالتعنت والتفاهة لماذا يخبرنى بهذا فليصنعها ويحادثنى ؟ … وكان يخبرنى أيضاُ تفصيلاً بمواعيد خروجه للعمل أو مع أصدقائه أو أنه يأكل الآن الفراولة !
و عندما يذهب لنزهة يعود سريعاً ليقص عليا تفاصيل يومه بكل فرح ❤
وجل الأمر !!! عندما يخبرنى أنه دائما لا يستطيع ربط رباطة العنق ! …
كنت لا أهتم لا أبالى ، دائماً أرى السوء فى كلامه وأفعاله ، لم أستطع فهم أنه بذلك يحاول التقرب منى وإدخالى فى يومه بكل تفاصيله ، كان هو دائما من يسأل ويبادر ولا يكف عن خلق الأحاديث ، وكنت أنا اشمئز واتهمه بالثرثرة !
رواية الفنجان الأخير من الشاي- أما بعد الفراق !!!!
ما زالت يومياً أتسائل هل يصنع الآن فنجان الشاي؟
وماذا عن الفراولة ؟
هل ذهب للتنزة ، ما عن تفاصيل نزهته ؟
هل خرج للعمل أم مع أصدقاءه ؟
وماذا عن رباطة عنقه هل بإمكانى مساعدته فى ذلك ، أم أحديهما علمته كيفية ربطها ؟
الآن أغيب متى أشاء ولا يوجد من يسأل! لقد كف عن ما كنت أعتقد إنها ثرثرة كانت اللقب الصحيح لها (الإهتمام )!
ها أنا اليوم أتسائل مائة سؤال ، عقلى لا يكف عن الأسئلة !!!!
كنت صغيرة السن ، ولم أكن أعرف قيمة الحب !!!!
رواية الفنجان الأخير من الشاي- أفقت من شرودى وأجبته : ابنك غالً والطلب رخيص يا عزيزى ، سأحول لك الأموال بالغد
❊ ❊ ❊
بالفعل ذهبت معه إلى المشفى فى الغد وأدخلنى غرفة الطفل شردت للحظة فى ملامح ابنه ، لولا النصيب لكان الآن إبنى كنت أتامل الملامح بغيظ شديد!
أفقت من شرودى على صوت زوجته : إنتى! ، معقولة إنتى إنتى بتعملى ايه هنا ؟



