التنمّر المميت
مشهد الأول التنمّر المميت غنوة الثقة اللي اتكسرت
الأم كانت كل يوم تشغّل لبنتها أغنية:
قالولي يا أسمر اللون يالالي… أنا أسمر لكني البيض يحبوني يالالي…”
وحضنت حور بقوى
يا روحي انتي سمرا زي القهوة السخنة، وعيونك بنيّة زي العسل جمال ربنا مش محتاج مقارنة.”
حور كانت تضحك وتغنّي معاها وتحس إن الدنيا بتحبّها لكن اللي استنّاها في المدرسة كان عكس ده تمامًا.
مشهد الثاني التنمّر المميت يوم الانكسار في المدرسة
في الفُسحة، البنات اتلمّوا حوالين حور نظرتهم كانت جارحة أكتر من أي كلمة.
سيلا: شوفوا البِت السودة دي ونضارتها اللي زي الإزاز!”
كارما: وشعرها؟! عامل زي آلة موسيقية بايظة!”
ضحكوا وواحدة شدّت شنطتها، والتانية زقّتها حور وقفت تايهة مش قادرة غير إنها تعيّط دموعها نزلت غصب عنها، صوتها اتخنق قلبها اتكسَر ومحدش حس بيها.
مشهد الثالث المواجهة الأولى
بعد لحظات صعبة وقفت حور ومسحت دموعها بإيد مرتعشة، قربت منهم وقالت:
أنا سمرة آه بس قلبي أبيض. وربنا إدّاني البصر والبصيرة… لكن انتو؟ أعمى البصر والبصيرة الجمال مش للبيض بس كل واحدة ليها ضيّها؛ ليها طريقتها؛ ليها رونقها وبعدين انتو بتعايبوا على الخَلْق ولا على الخالق؟!
وسكتت لحظة وبقوة قالت:
يعني مثلاً يا سيلا انتي بيضا بس عنيكي حولّة، وده مش عيب وانتي يا كارما بيضا بس عندِك لدغة وده مش عيب. العيوب مش فينا العيوب في العقول اللي محتاجة تتغسل!”
ومشيت من برّه كانت ثابتة ومن جوّه كانت مكسورة.
مشهد الرابع التنمّر المميت حضن الأم اللي يشيل الوجع
رجعت البيت وانهارت في حضن أمّها.
حور: “ماما ليه بيعملوا كده؟ ليه قلوبهم وحشة؟”
الأم حضنتها جامد وقالت:
“يا بنتي اللي بيتنمر ده مش ناقص لون ناقص تربية.”
الأم راحت المدرسة وقدّمت شكوى اتصلوا بالأهالي بس لا حياة لمن تُنادي نفس الوجو نفس العقول اللي مش عايزة تفهَم.
مشهد الخامس مواجهة المدرسة
تاني يوم، المدرسة نادت حور والبنات.
المُدرسة:
“إحنا هنا نتعلم مش نجرح. اللي حصل ده تنمّر، ومش هيعدّي.”
سيلا حاولت تنكر:
“كنا بنهزر بس!”
المدرسة:
“هزار؟! هزار لما يدمّر بنت وتعيّط في نص الفُسحة؟!”
ثم صدر قرار رسمي
اعتذار رسمي + خصم درجات + جلسات توعية.
البنات اتوتروا وخافوا لأول مرة.
مشهد السادس التنمّر المميت الاعتذار وردّ الفعل
بعد الحصة، سيلا قربت من حور.
إحنا آسفين يا حور والله غلطنا.”
كارما: “ممكن نبدأ من جديد؟”
حور بصّت لهم بنظرة فيها وجع وبصوت هادي قالت:
المسامحة مش سهلة بس هدي فرصة. مش علشانكم علشان أنا. مش عايزة أعيش خايفة.”
مشهد السابع التنمّر المميت: تطوّر شخصية حور
الأيام عدّت وحور بقت حد تاني بقت تمشي رافعة راسها…
بقت تساعد البنات اللي بيتعرضوا للتنمّر
وتقولهم:
إحنا مش غلط الغلط في اللي بيشوف الناس بلون مش بقلب.”
عملت المدرسة نشاط بعنوان: الجمال مش لون واختاروا حور تتكلم وقفت قدّام الفصل صوتها فيه ثبات لأول مرة.
أنا كنت بخاف وبعيّط. بس اتعلمت إن صوتي أهم من دموعي. وربنا خلقنا مختلفين علشان نكمل بعض مش نكسر بعض.”
التصفيق كان عالي والأم كانت واقفة ودموع الفخر ماليّة عينيها
مشهد الثامن التنمّر المميت ولادة قوة
رجعت حور البيت وهي حاسة إنها مش نفس البنت اللي اتكسرت أول يوم.
حضنت أمها وقالت:
حور: “ماما أنا أقوى من امبارح.”
الأم: “وهتفضلي تقوى طول ما قلبك نضيف يا حبيبتي.”
وفي الليلة دي اتاكدت الأم إن التنمّر مهما كان مميت ففي أطفال صغيرة قلوبهم أنضف من الدنيا قادرة تحوّل الوجع لقوة والدمعة لشجاعة والخوف لرحلة نضوج.
المشهد التاسع التنمّر المميت ما بعد القوة
بعد كلمة حور في النشاط، بقت المدرسة كلها بتبوص لها بشكل مختلف في بنات اتكسفوا من نفسهم وفي بنات اتعلموا منها حتى المدرّسات بقوا يعتمدوا عليها في الأنشطة.
المدرسة:
حور عايزاكي تساعديني في برنامج (قبول الآخر) للأولاد الجداد.”
حور ابتسمت بخجل، قلبها كان بيدق بس وافقت ده كان أول اعتراف رسمي بقوتها.
مشهد العاشر التنمّر المميت سيلا وكارما بداية المصالحة
سيلا كانت قاعدة في البريك، وماسكه الكتب وقلبها تقيل قربت منها كارما وقالت بخوف:
كارما:
“انتي واخدة بالك؟ حور بقت أحسن مننا رغم إننا كسرناها.”
سيلا تنهدت:
“أنا ليلة امبارح ماعرفتش أنام. حسّيت قد إيه كنا قساة من غير سبب.”
لمّوا شجاعتهم وراحوا لحور، مش اعتذار… لكن كلام من القلب.
سيلا:
حور مش بس آسفين. احنا عايزين نكون أحسن نصلّح اللي بايظ جوانا.”
حور بصتلهم بنظرة فيها نضج أكبر من سنّها:
حور:
“إحنا كلنا بنغلط بس المهم نعرف نصلّح. ولو محتاجين نبدأ صفحة جديدة أنا معاكم.”
ومن اليوم ده بقت سيلا أول حد يدافع عن أي بنت بيتقال عليها كلمة وحشة.
مشهد الحادي عشر التنمّر المميت أول اختبار لحور
في يوم، وصلت المدرسة طالبة جديدة اسمها نور كانت هادية، ضعيفة، وشعرها مقصوص غلط وعلى وشها علامات خوف.
بعد أول أسبوع بدأوا بنات تانية يتنمّروا عليها جملة؛ بصة؛ ضحكة في الضهر.
وحور كانت ملاحظة ده.
وفي يوم، لقت نور قاعدة لوحدها وتعيّط.
حور:
“مين ضايقك يا نور؟”
نور:
“بيتريقوا على شعري وعلى صوتي… بيقولوا صوتك شبه الأولاد.”
حور مسكت إيدها وقالت:
“اسمعيني انتي مش لوحدك. وده اللي حصل معايا زمان بس أنا مش هسيبه يتكرر.”
وقفت حور قدّام البنات اللي ضايقوا نور:
حور بحدة
“هو احنا محتاجين نرجع للدروس اللي اتعلمناها؟ ولا في حد لسه دماغه مقفولة؟!”
البنات اتكسفوا نور بصلها بامتنان ومشيت جنبها لأول مرة بثقة.
هنا بقيت حور مش مجرد ضحية سابقة بقت قائدة.
مشهد الثاني عشر ولاد صعبة وعقل أقوى
بعدها بفترة، ولاد من صف تاني حاولوا يتريقوا على بنت اسمها جنى.
وحور كانت في الفناء، سمعت الجملة:
مصعب: “إيه اللي انتي لابساه ده؟ ده فستان ولا ستارة؟!”
ضحك الولاد لكن قبل ما جنى تعيط، حور وقفت قدام الولد وقالت:
“إنت راجل؟ طب أثبت. الرجولة مش كلمة تتقال للبنات وتضحكوا عليها. الرجولة احترام.”
الولد اتفاجئ من جرأتها وابتدى يتلجلج.
والمدرّس اللي كان شايف الموقف من بعيد ابتسم ولأول مرة، قرر يعمل قانون ضد التنمّر في المدرسة، يتنفّذ رسمي.
مشهد الثالث عشر التنمّر المميت التغيير الحقيقي
اتغيّر كل شيء تدريجيًا البنات بقوا يهتموا بكلامهم الأولاد بقوا يفكروا قبل ما يجرحوا حد الأنشطة بقت عن قبول الآخر وحور… بقت رمز والأم لما سمعت باللي بيحصل… دمعت وقالت:
“يا بنتي انتي مش بس قوية انتي بتقوّي غيرِك.”
مشهد الرابع عشر التنمّر المميت ولادة جيل جديد
في آخر السنة، كانت حفلة المدرسة.
طلعت المديرة وقالت:
“أفضل طالبة تأثيرًا هذا العام حور، اللي حوّلت جرحها لقوة وحولت مدرسة كاملة لمكان آمن القاعة كلها صقّفت حور طلعت المسرح بنظرتها الهادية ومسكت الجايزة بإيد ثابتةوقالت كلمة قصيرة:
“لو كنت سمرة أو بيضا طويلة؛ قصيرة ضعيفة أو قوية متسيبوش كلمة تهدّكم.
اتكلموا ارفعوا راسكم وافتكروا إنكم زي ما انتو كفاية.”
الجميع وقف لها ويومها بس اتأكدت حور إن التنمّر ممكن يكون مميت،لكن القوة اللي بتتولد من قلب موجوع هي اللي بتغيّر العالم.
المشهد الخامس عشر التنمّر المميت الصدمة
في ليلة هادية بعد يوم مليان دموع وزعل من تنمّر البنات عليها. نامت حور ودموعها لسه على خدّها وفي الحلم…
شافِت نفسها قوية، بنت شجاعة، وقفت قدّام المدرسة، وقدرت تغيّر البنات وتعلّمهم معنى الإنسانية.
شافِت نفسها قائدة صوتها مسموع الكل بيصفّق لها…
وشافت نور وسيلا وكارما بيعتذروا، والناس بتتغيّر لكن فجأة سمعت صوت أمها بتهزّها.
“حور قومي يا حبيبتي، هتتأخري على المدرسة حور فتحت عينيها وبصت حواليها. الأوضة نفس الأوضة النضارة على الترابيزة الشنطة فوق الكرسي مفيش تصفيق مفيش تكريم مفيش نشاط مفيش تغيير غمّت عينها تاني وقالت بصوت مكتوم
“يبقى كله كان حلم؟!”
وقلبها وجِع أكتر من التنمّر نفسه.
الحلم اللي حسّسها لأول مرة إنها قوية اتضح إنه مجرد خيال.
مشهدالسادس عشر بداية الوعي الحلم مش كدِب
فضلت قاعدة على طرف السريروتسأل نفسها:
“ليه نفسي التغيير يكون حقيقة؟ ليه في الحلم كنت أقوى؟ هل ممكن أبقى البنت دي في الواقع؟”
وفي اللحظة دي ماكانش الحلم مؤلم بالعكس.
كان زي خيط نور بيشدّها من الظلمة.
نزلت عند أمها وهي ساكتة.
الأم بصت لها:
“مالك؟ شكلك كنتي بتحلمي بحاجة.”
حور حكت جزء بسيط مش كل التفاصيل… بس المُجمل
“كنت قوية يا ماما والناس كانت بتحترمني نفسي ده يحصل بجد.”
الأم ابتسمت بخفة:
“يا بنتي. الحلم أول خطوة.
اللي شفتيه في النوم ممكن يصبح حقيقة وإنتي صاحية لو آمنتي بنفسك.”
الكلمة دي وقعت في قلب حور زي زرار اتفتح.
مشهد الثامن عشر التنمّر المميت الجرأة الأولى
رغم إن اللي شافته كان حلم إلا إن جواه رسالة وده اللي خلّاها ترفع راسها في اليوم اللي بعده تروح المدرسة من غير خوف قوي لكن بخطوة جديدة.
وأول ما سمعت سيلا بتتريق حصل اللي ماكانش بيحصل زمان بدل ما تعيط وقفت قدّامها وقالت بصوت مسموع:
“كفاية مش هقبل كلمة تجرح قلبي ولا لون بشرتي ولا خلقة ربنا.
لو عندك كلام مش محترم احتفظي بيه جواك.”
سيلا اتفاجئت وكارما اتلخبطت والبنات بصّوا لحور بطريقة جديدة مش ضحية دي شجاعة غير مألوفة وفي اللحظة دي حور حسّت إن جزء صغير من حلمها بدأ يتحقق.
مشهد التاسع عشر التنمّر المميت الحلم اللي اتحوّل لهدف
رجعت البيت وهي مبتسمة. مش عشان سيلا خافت لكن عشان حور اتغلبت على نفسها دخلت أوضتها، وقفت قدام المراية وبصوت واثق قالت لنفسها:
“أنا مش محتاجة أحلم بس أنا هحوّل الحلم لحقيقة وكتبت في دفترها أول صفحة:
هدفي: أكون قوية زي ما حلمت وأخلي التنمّر يخاف مني مش العكس.
مشهد العشرون هل يتحقّق حلمها؟
الليلة دي نامت وهي مبتسمة بس المرة دي الحلم ماكانش حلم قوة كان حلم سؤال:
“هل هقدر بجد أبقى البنت اللي شفتها في الحلم؟ ولا الخوف هيفضل أقوى؟”
والإجابة؟ ماجتش في الحلم جت من جوّا قلبها حور فهمت إن الحلم بداية والإرادة هي اللي بتحقق. والتغيير مش بيحصل في ليلة. لكن بيبدأ بخطوة واحدة بس.
وخرج صوت جواها يقول:
“اه حلمك هيبقى حقيقة، بس لما تؤمني إنك تستحقيه وتقفّل القصة على بداية جديدة مفتوحة زي باب لرحلة أجمل.
بقلم صباح البغدادي
اقرأ قصة تزوجت قاصرة من هنا




[…] اقرا قصة التنمّر المميت من هنا […]