قصه رعب كامل ابتسامات في المرايا
قصه رعب كامل “الطابق السابع”
هل جربت يوم تدخل مكان مظلم وتسمع صوت بيناديك من غير ما يكون فيه حد؟!
“في قلب المدينة، وسط صخب الحياة وضجيجها، يقف مبنى صامت يحمل لعنةً لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها… لكن الليلة، أربعة أصدقاء قرروا كسر المحظور والصعود إلى الطابق السابع.”
أربعة أصدقاء دخلوا عمارة قديمة في قلب المدينة، وقرروا الصعود إلى الطابق السابع، حيث تبدأ الحكاية الملعونة.
في شارع مزدحم بالحياة، كان يقف مبنى قديم مهجور، جدرانه متشققة، نوافذه مكسورة، وأبوابه تصدر صريرًا كلما هبّت الرياح. السكان في المنطقة يعرفونه باسم “العمارة المحرمة”، لأن كل من حاول دخولها لم يعد كما كان. البعض اختفى تمامًا، والبعض خرج منها فاقد العقل، يردد كلمات مبهمة عن ضحكات في المرايا وأصوات لا يراها أحد.
لكن خالد، أحمد، ريم، ومريم لم يصدقوا تلك القصص. كانوا يبحثون عن المغامرة والاختلاف، وأرادوا أن يثبتوا لأنفسهم وللناس أن كل ما يقال مجرد خرافة. لذلك اتفقوا على الدخول والتوجه مباشرة إلى الطابق السابع، حيث تقول الحكايات إن كل شيء يبدأ هناك.
وقفوا أمام باب المصعد الصدئ، والأنوار في الممر ترمش بشكل مزعج، بينما الجو مشحون بصمت ثقيل.
قالت مريم بصوت متردد وهي تبتلع ريقها:
يا جماعة… إنتو متأكدين إننا لازم نطلع الدور السابع؟!
ابتسم خالد بسخرية وهو يحاول يخفف التوتر:
إيه يعني؟ هو فيه عفريت هيطلع يستقبلنا بالشاي؟
شدّت ريم على ذراعها وهي تبص لفوق بقلق:
بطل هزار يا خالد… أنا سامعة أصوات مش طبيعية.
أحمد تقدم خطوة للأمام وقال بحماس:
خلصونا… نطلع ونشوف، ونرجع نقول للناس إننا أول ناس كسروا أسطورة الطابق السابع.
(لعنة المصعد)
تتوالى أحداث قصه رعب كامل “الطابق السابع”.
فتح باب المصعد بصوت معدني مزعج. دخلوا جميعًا والباب اتقفل ببطء شديد. الأرقام بدأت تتحرك ببطء: 3… 4… 5… 6… وأخيرًا وصلوا للرقم 7. فجأة انطفأت الأنوار، والمكان غرق في ظلام دامس.
صرخت مريم بخوف مكتوم:
النور! يا نهار أسود… النور قطع!
بينما ارتجفت ريم وهي تلصق ظهرها بجدار المصعد.
فجأة انطلق صوت غامض من العدم، واضح لكنه مش مفهوم مصدره:
ما كانش لازم تيجوا.
لم يصدق أحد أذنيه. تبادلوا نظرات مرتعشة، والعرق بدأ يتصبب من جباههم. بعدها ومضت الأنوار للحظة، فظهرت انعكاساتهم في مرآة المصعد، لكن المفاجأة أن انعكاساتهم لم تكن مطابقة. انعكاساتهم كانت مبتسمة ابتسامة واسعة مرعبة، في حين أن وجوههم الحقيقية كانت مشدودة بالذعر.
(المرآه)
تتوالى أحداث قصه رعب كامل الطابق السابع.
صرخت ريم برعب وهي تشير للمراية:
إنتو شايفين؟! ليه إحنا… بنضحك؟!
تراجع خالد للخلف متلعثمًا:
الموضوع مش هزار بقى… في حاجة غلط!
لكن الباب لم يفتح. المصعد ظل ثابتًا، والأنوار تنطفئ وتضيء بشكل متقطع. مع كل ومضة، كانوا يرون شيئًا جديدًا في المرايا. مرة انعكاساتهم تلوّح بأيديها كأنها تستدعيهم، ومرة تتحرك بدون أن يتحركوا هم.
دقت عقارب الساعة داخلة منتصف الليل، وانطفأت الأنوار نهائيًا. حل الظلام، ومعه انطلقت صرخات عالية هزت جدران المصعد. كان الصراخ يأتي من كل الاتجاهات: من فوق، من تحت، ومن داخل آذانهم. بعدها ساد صمت خانق، وكأن المبنى كله توقف عن التنفس.
(الحارس)
مشهد جديد من قصه رعب كامل “الطابق السابع”.
في الصباح، وجد حارس العقار باب المصعد مفتوحًا. كان فارغًا تمامًا. لا أثر للشباب الأربعة، فقط مرآة المصعد، التي ظلت عالقة عليها أربع ابتسامات باهتة لا تختفي مهما حاول تنظيفها.
ومنذ تلك الليلة، لم يُفتح باب الطابق السابع مرة أخرى. كل من يحاول الوصول إليه يجد المصعد يتعطل قبل أن يصل. ومع مرور السنوات، صار اسم “الطابق السابع” مرادفًا للرعب والاختفاء، وبات السكريبت الحقيقي يُكتب بدماء من تجرأ على خوض التجربة.
في الصباح الباكر، كان حارس العقار يتجول كعادته ليتفقد أركان العمارة المهجورة. خطواته كانت تتردد في الممر الخالي، وكل مرة يمر بجوار المصعد يشعر ببرودة غير مبررة في أطرافه. لكنه هذه المرة توقّف فجأة، حين رأى باب المصعد مفتوحًا على اتساعه، وهو ما لم يحدث منذ سنوات طويلة.
اقترب ببطء، يجر قدميه كأنه يُساق إلى قدر مجهول. ألقى نظرة مرتعشة إلى الداخل، فلم يجد شيئًا… كان المصعد فارغًا تمامًا. لا أثر للشباب الأربعة الذين رأى وجوههم الليلة الماضية وهم يدخلون العمارة متحدّين كل تحذيراته.
ابتلع الحارس ريقه، وحدّث نفسه هامسًا:
– مستحيل… إزاي اختفوا؟!
المصعد النهائي
لكن عينيه وقعت على المرآة المعلقة داخل المصعد. توقّف قلبه لحظة، لأن المرآة لم تعكس صورته هو، بل كانت تُظهر أربع ابتسامات باهتة معلقة في الفراغ… وجوه بلا أجساد، ابتسامات مشوهة لا تختفي مهما رمش بعينيه.
اقترب أكثر، رفع يده المرتعشة ومسح الزجاج بقطعة قماش قديمة. ظن أنها مجرد انعكاسات أو خداع ضوء، لكن الابتسامات بقيت في مكانها، تزداد وضوحًا كلما حاول تنظيفها. في تلك اللحظة شعر وكأن الضحكات تتسرب إلى أذنه، خافتة في البداية، ثم صارت أعلى… ضحكات متقطعة، كأنها آتية من أعماق المرآة نفسها.
تراجع خطوتين وهو يتمتم:
– يا ستير… إيه اللي بيحصل هنا؟!
منذ تلك الليلة، لم يُفتح باب الطابق السابع مرة أخرى. كل من حاول الوصول إليه، سواء عبر المصعد أو الدرج، كان يجد الطريق يختفي، أو المصعد يتعطل قبل أن يصل. بعضهم أقسم أنه سمع أصوات استغاثة تأتي من الأعلى، وآخرون قالوا إنهم رأوا ظلالًا تتحرك خلف الزجاج لحظة انطفاء الأنوار.
مرت السنوات، وصار اسم “الطابق السابع” مرادفًا للرعب والاختفاء. لم يعد مجرد حكاية يرويها الناس في المقاهي، بل لعنة حقيقية يتجنب الجميع الحديث عنها بعد غروب الشمس.
#اسكريبت
#صبا
#الطابق_السابع
قصه رعب كامل “الطابق السابع” للكاتبة صباح البغدادي
إذا أعجبتك قصه رعب كامل “الطابق السابع”، يمكنك متابعة بقية أعمال الكاتبة صباح البغدادي على منصة عوالم من الخيال.


