رحلة إلى مملكة جوسون1

رحلة إلى مملكة جوسون

بقلم /دينا الحمزاوي

المشهد الأول

 

_ أنا هربت من البيت.

قولت الكلام ده لـ صحبتي وانا بكلمها في التليفون بعد ما ماما أجبرتني اني اتجوز ابن خالتي وانا مش موافقة ومستحيل أوفق ده عيل سمج!

لقيتها قالتلي بصدمة:

_ بتقولي ايه يا جنة أنتِ اتجننتي؟

_ لا ما تجننتش يا حسناء أنا هربت من البيت مش هسمح ليهم يتحكموا في كل حاجة في حياتي.

قالتلي بقلق:

_ هتعملي إيه يعني؟

ابتسمت بفخر وانا بشوف الناس اللي خارجة وداخلة من المطار وانا واقفة قدامه وماسكة شنطة سفري.

_ هسافر بلد أحلامي ههرب بعيد عنهم كلهم وابدأ حياة جديدة.

_ هتسافري؟ طيب منين؟ معاكِ فلوس منين؟ وهتعيشي إزاي في بلد غريبة؟

رديت عليها بكل بساطة:

_ هعيش زي ما الناس بتعيش يا حسناء متكبريش الموضوع اوي كده يعني! ومنين أنا كنت بشتغل اونلاين مترجمة ومش معرفة حد في البيت ومعايا مبلغ محترم في البنك حجزت طيارة على كوريا وقولت ابدأ هناك حياة جديدة.

_ جنة أنا خائفة عليكِ.

ابتسمت بحنان على كلامها:

_ متقلقيش عليا انا هبقى على تواصل مستمر معاكي بس مش من الرقم ده اول ما هوصل كوريا هشتري خط جديد وابعتلك منه وده أنا هكسره عشان ميعرفوش يوصلولي هتوحشيني اوي يانور عيوني.

ردت عليا وهي بتعيط:

_ يعني خلاص كده يا جنة مش هنقعد مع بعض ننم على مخاليق ربنا؟ مش هنخبط على بيوت الناس ونطلع نجري زي العيال؟ طيب مين هيتخانق مع عم مسعد بتاع الأنابيب كل يوم؟

ضحكت على كلامها وانا بقول وعيني بدأت تدمع:

_ هبدأ هناك بداية جديدة وبعدين كفاية أفورة بقى أنا ناوية إن شاء الله أول ما حياتي تستقر اخليكِ تيجي تعيشي معايا.

_ لا يختي أنتِ عايزاني اسافر بلد الناس فيها بياكلوا الصراصير!.

قولتلها بنفاذ صبر:

_ صراصير مين بس يا حسناء؟ الصراصير دي عند الصينيين مش الكوريين! اقفلي يا حبيبتي اقفلي ناقصة وجع دماغ!

المشهد الثاني

رحلة إلى مملكة جوسون

بقلم/ دينا الحمزاوي

قفلت معاها بعدين طلعت الخط من التيليفون ورميته في الأرض وفضلت اضغط عليه برجلي لحد ما اتكسر بعدين عدلت لبسي وشعري وانا بدخل المطار والفرحة مش سيعاني وأخيراً بقى هغور من مصر ومن وش الأشكال الغتتة دي!

عملت كل الإجراءات اللي محتاجينها ودلوقتي أنا قاعدة في الطيارة وانا بتنهد بفرحة لأن الموضوع عدا على خير مسكت رواية كنت جيباها وبدأت اقرأ فيها لحد ما نمت شوية اهو نرتاح ده حتى الواحد هيتعب جامد في الطريق!

صحيت بعد كام ساعة والمضيفة بتهزني بصيت ليها وابتسمت كنا وصلنا نزلت من الطيارة وانا بجر ورايا شنطة سفري وببص على المكان حواليا بإنبهار مش مصدقة بجد واخيرا حققت حلم حياتي وسافرت كوريا لا لا لا بجد مش مصدقة حد ييجي يديني قلمين كده على وشي عشان أصدق بدأت اتنطط وانا بصرخ بفرحة.

_ أنا جيت يا كوريـــــــا!

فضلت اتنطط كتير زي الهبلة لحد ما تعبت بعدين وقفت تاكسي وروحت على فندق كنت حجزت فيه لحد ما اشوف شقة للايجار بقى وانزل اشوف شغل وصلت الفندق وطلعت اوضتي اترميت على السرير بتعب بعدين قومت بكل نشاط وخدت شاور وبصت لشنطة لبسي وانا بتنهد بعدين طلبت اكل من المطعم تبع الفندق اكلت وبعدين نمت.

صحيت تاني يوم لبست وفطرت وخدت تيليفوني واشتريت خط كوري وبعدين بدأت اتمشى شوية وانا بتفرج على جمال كوريا وبعدين بدأت ادور على شقة للايجار لحد ما لقيت شقة صغيرة كده على قدي وقعت العقد مع صاحب البيت وبعدين رجعت الفندق بتعب وتاني يوم كنت واخدة لبسي ووصلت الشقة بعدين بدأت ارص لبسي في الدولاب وكفاية بقى الواحد تعب!

عملت اندومي كنت اشتريته وقعدت على الشاشة اسمع مسلسل وحاولت انام شوية لكن معرفتش كنا لسه 8 بالليل دخلت لبست وقولت انزل اتمشى شوية في الشوارع نزلت فعلاً ودخلت محل ادوات تجميل وقعدت اجيب منتجات عناية بالبشرة بعدين بصيت حواليّ ولسه بعدي الشارع ومخدتش بالي من الشاحنة اللي كانت معدية سمعت صوت بلف كده وابص لقيتها جاية عليّ بسرعة رهيبة فضلت متنحة اوي وفتحت بوقي وانا بحط أيدي على وشي وبصرخ بصدمة بغبائي على أساس الحركة دي هتحميني يعني!

المشهد الثالث

رحلة إلى مملكة جوسون

بقلم/دينا الحمزاوي

محستش بنفسي غير وانا مرمية في الشارع والد.م بينزل من رأسي بغزارة وبدأت رؤيتي تتشوش ورأسي صدعت اوي وانا بسمع شوية كلام كده مش مفهوم من الناس اللي حواليا وبعدين غمضت عيني للأبد مستسلمة للضلمة اللي بلعتني!

فتحت عيني وانا بدور بيها في المكان حواليا بتعب وبعدين حطيت أيدي على رأسي بألم ووقفت وانا ببص للمكان حوالي بإستغراب ثواني هو انا ممتش؟ طيب و ايه ده هو انا دخلت استوديو تصوير ولا ايه ؟؟

أنا فين وايه اللي حصل معقول يكون ده حلم؟ طيب بتوهم؟ طيب في إيه طيب!

بدأت اتمشى وانا بتفرج على البيوت الكورية البدائية نوعاً ما تقريباً كده ده استوديو تصوير بعدين برقت بصدمة لما لقيتني واقفة في سوق ولكن مش سوق عادي كل حاجة هنا من العصر القديم حتى الناس لابسة الزي الكوري التقليدي!

أنا عملت ايه في نفسي؟! يارب يكون اللي في بالي غلط يارب يكون غلط!

لقيت الناس وقفوا وهما بيبصولي بإستغراب، قربت من واحدة وانت بحمحم كده وبسألها بقلق باللغة الكورية :

_ عفواً سيدتي هل يمكنني أن أسألك عن شئ ما؟

المرأة هزت رأسها ليا كده بمعنى تمام، وانا سألتها مرة تاني وبتمنى يكون اللي في دماغي غلط.

_ في أي عام نحن؟

لقيتها رفعت حاجبها كده ولكنها مهتمتش، فكرتني مجنونة أكيد، قالتلي :

_ نحن في عام 1645.

_ ماذا؟؟؟

سألتها وانا مش مصدقة وشوية كمان وهعيط، لا لا ياربي لا… سيبتها وانا ماشية بكلم نفسي وبلطم على وشي.

المشهد الرابع

رحلة إلى مملكة جوسون

بقلم/دينا الحمزاوي

_ الله يخرب بيتك يا جنة يعني يوم ما اهرب من البيت وأسافر بلد أحلامي أرجع بالزمن للقرن ال 16؟ آاه يا حوستي السودة… ياما ياحظك المنيل يا جنة، هيا أكيد أمي دعت عليّ، لا دي مش دعوة دي غضبانة عليّ أوي، والله حرام!

اتجمدت مرة واحدة مكاني وانا حاسة بحاجة كده اتحطت على كتفي وصوت شخص مرعب بيقول من ورايا :

_ من أنتِ؟

لفيت برعب وانا ببص للسيف اللي محطوط على رقبتي، بعدين بلعت ريقي برعب وكانت الصدمة ..

لما لقيت في جندي حاطط سيف على رقبتي وهو بيبص ليا بحدة، وبعدين أول ما ملامحه وقعت عليّ لقيته نزل السيف بسرعة وهو بيحطه في الأرض وبينحنى ليا!

ولكن الصدمة الأكبر لما لقيته بيقولي:

_الأميرة يون هوا سامحيني لم أكن أعلم بأنها أنتِ.

فضلت متنحة فيه كده شوية، عبيط ده ولا إيه؟ أميرة مين؟ وإيه اللي بيحصل هنا ده!!!!

حمحمت كده وأنا بقوله:

_ عن أي أميرة تتحدث أنت.

ولسه الواد هيفتح بوقه ويرد عليّ سمعت صوت نفخ في البوق بصوت عالِ وواحد بيقول:

_القائد هونغ سو غيون يتقدم.

بلعت ريقي بتوتر وأنا ببص للناس اللي بدأت تبعد، وظهر حصان أسود وراكب عليه جندي بملامح حلوة أوي، ماهو مش كوري بقى ده الطبيعي عندهم استغفر الله العظيم… وده أغض بصري عنه كيف ده؟

نزل من على الحصان وهو بيقرب مني، كانت ملامحه حادة شوية وعيونه بتطلع شرار.

لقيته وقف قدامي وهو بيبص للبسي، بعدين مسك إيدي كده بحدة وهو بيسحبني وراه زي الخروف.

الله! مش كانوا بيقولوا أميرة وبتاع؟ هو في أميرة بتتعامل كده يا إخوانا؟

صرخت فيه وأنا بسحب إيدي منه بحدة:

_ أبتعد عني أيها الوغد.

لف ليا بالحركة البطيئة كده، بعدين قرب مني بحدة وهمس عند ودني وهو بيقولي:

_ أتأتين معي طواعية؟ أم أحملك كخرقة بالية أيتها الأميرة الهاربة؟

بلعت ريقي بتوتر من نظراته. يارب… يعني يوم ما أبقى أميرة أبقى أميرة هاربة؟ وياترى بقى هينفخوني ولا هيعملوا فيا إيه؟

_ لا سوف آتي بإحترامي.

مسك إيدي وهو بيجرني وراه زي الكلبة من تاني، بعدين وقفنا قدام الحصان بتاعه.

لقيته بيبصلي تقريباً كده بمعنى إنه عايزني أطلع عليه. وطبعاً بما إني أميرة المفروض أكون بعرف… بس أنا مش أميرة وما عمري ركبت حصان قبل كده!!!

فضلت أنقل عيني بينه وبين الحصان. راح هو اتنهد بضيق كده وقال:

_ تعالي سأساعدك.

بعدين ساعدني أن أقعد عليه، بعدين قعد ورايا.

المشهد الخامس

فضلنا ماشيين كتير وأنا ببص حواليا بانبهار… ده المكان زي ما بشوفه في المسلسلات الكورية التاريخية بالظبط!!!!

وأخيراً وصلنا قدام قصر الإمبراطور.

يخراشي على الحلاوة يا جودعـــان… وجودعان على فكرة مش جدعان.

المهم… نزلني من على الحصان ومسك في إيدي جامد كده ولا كأني ههرب منه على أساس يعني أنا أعرف حاجة هنا!

دخلنا جوه وكل اللي يشوفنا بيحيينا بإحترام، لحد ما وصلنا لنصف قاعة كبيرة كده.

بعدين سمعنا صوت حارس بيقول بصوت عالٍ:

_ جلالة الإمبراطور قادم.

لفّيت عشان أشوف مين الإمبراطور ده واللي هو المفروض أبويا بما إني الأميرة…

والصدمة……

يتبع

ک/دينا الحمزاوي

أنتظروا الجزء الثاني

 

متنسوش تشوفوا قصة

أقرأ قصة أنا وزوجتي في المتحف المصري

 

للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال



تابعونا على فيسبوك

 

 

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *