ألا أنا
حب عنيد لا يموت
كانت تظن أن قلبها لا يعرف الحب… وأنها خُلقت لتعيش بعقلٍ لا يخطئ الحساب.
لكن حين ظهر هو، تغيّر كل شيء.
صراع بين عنادها وعصبيّته، بين كبريائها واشتياقه، بين البُعد والحنين.
خطوة مجنونة جعلتهما يلتقيان صدفة بعد خصامٍ قاسٍ،
نظرة واحدة كانت كفيلة أن تُعيد للحياة نبضها
بقلم: صباح البغدادي
المشهد الأول: قلبٌ لم يعرف الحب
كنتُ دائمًا أقول لنفسي: قلبي عمره ما هيعرف طريق للحب.
كنت أعيش حياةً هادئة، كلها انشغال في العمل، لا مكان فيها للعواطف.
لكن القدر كان بيرتب لحظة تغيّر كل حاجة.
فجأة، قلبي تمرّد… وقرر يحب.
ضحكت بسخرية، وبدأ الصراع بيني وبين نفسي:
عقلي بصوت حاد: انسي، الحب وجع، وانتي مش ناقصة وجع.
وقلبي بيردّ بعناد: سيبيني أعيش حتى لو اتوجعت.
ونسيت فعلاً إن جوايا قلب… لحد ما هو فكرني بيه.
المشهد الثاني: زعل الحبيب
دلوقتي هو زعلان مني.
السكوت بينا بقى مؤلم أكتر من الخلاف نفسه.
كل لحظة بتفكرني إن البُعد ده مش راحة… ده وجع.
وقعدت أسأل نفسي: أنا غلطت؟ ولا هو اللي خان التعبير؟
بس النتيجة واحدة… إحنا الاتنين موجوعين.
المشهد الثالث: المكالمة المجهولة
فجأة جاتلي فكرة مجنونة.
قلت أجرب لو الإحساس لسه عايش جواه،
اشتريت خط جديد واتصلت بيه.
قلبي بيدق بسرعة وأنا مستنية يسمع صوتي… أو بالأصح، إحساسي.
لكنه مردش.
ساعتها عقلي قال بسخرية: شفتي؟ قلتلك ده تصرف عيال.
لكن قلبي صمم، وقال: روحي له، يمكن القدر مستني خطوة منك.
المشهد الرابع: اللقاء الصامت
رحت الكافيه اللي بيقعد فيه دايمًا.
قلبي بيخبط في صدري وأنا داخلة.
ولما شفته، الدنيا وقفت لحظة.
قاعد وسط صحابه، بيضحك،
لكن ضحكته ناقصاها حاجة… يمكن ناقصاها أنا.
قعدت بعيد أراقبه.
وجوايا صوت خافت بيقول:
بصلي لو لسه فيك مني حاجة.
بصلي لو روحك لسه فاكراني.
ولما عيوننا اتقابلت…
كل الكلام اللي ما اتقال خرج بنظرة واحدة.
المشهد الخامس: الهمس الأخير
شفايفي اتحركت بهدوء، من غير صوت:
ــ “إلا أنا…
تزعل من الناس كلها، إلا أنا.
تبعد عن الكل، إلا أنا.
أنا مش عايزة من وقتك سنة…
عايزة لحظة واحدة، تضمنا انت وأنا.”
كانت الكلمة الأخيرة خارجة من عمق وجعٍ جميل… وجنون حبٍ صادق.
المشهد السادس: وعد العيون
هو ما قالش حاجة،
لكن عيونه كانت بتحكي رواية حبّ كاملة
فيها شوق، وفيها ندم، وفيها حنين.
قمت أمشي وأنا حاسة إن قلبي اتنفس بعد اختناق طويل.
بس قبل ما أخرج، صوته جه من ورايا:
ــ “انتي مجنونة يا بنت… بس والله بحب جنانك.”
ضحكت وأنا دموعي بتنزل وقلبي بيقول:
المهم… لسه قلبي اتعرف عليه، حتى بخط جديد.
المشهد السابع: عتاب العاشقين
بعد يومين، اتصل بيا.
كان صوته متردد، بس فيه شوق مدفون.
قال لي:
ــ “ممكن نتقابل؟ عايز أفهم اللي حصل بينا.”
قابلته في نفس الكافيه اللي شاف أول نظرة وأول وجع.
قعدنا قدام بعض…
السكوت كان تقيل، بس العيون بتتكلم أكتر من أي كلام.
قال بعصبية هادية:
ــ “انتي عنيدة جدًا يا رُبا ، دايمًا لازم الكلمة الأخيرة تبقى ليكي!”
ابتسمت بهدوء وقلت:
ــ “وأنت عصبي زيادة عن اللزوم، بتزعل وتبعد من غير ما تدي فرصة للكلام.”
سكت شوية، وبص لي بعيون فيها وجع:
ــ “أنا كنت خايف أفقدك، فبدل ما أتكلم… جرحتك.”
قلت له وأنا بحاول أخفي رعشة صوتي:
ــ “وأنا كنت بحاول أحمي نفسي بالعند… فخسرتك.”
قرب مني وقال بنبرة صافية:
ــ “احنا الاتنين اتعلمنا، بس الأكيد… إن الحب اللي بينا مش عادي.”
قلت وأنا ببصله:
ــ “ده حب أسطوري يا آدم، بيكسر فينا ويلمّنا في نفس اللحظة.”
مدّ إيده، مسك إيدي وقال بابتسامة باهتة:
ــ “نتخانق، نغلط، نزعل… بس ما نسيبش بعض.”
قلت وأنا بضحك من بين دموعي:
ـ”إلا أنا… متسبنيش أبدًا، مهما حصل.”
كانت الكلمة دي وعد جديد…
مش بس صُلح،
لكن بداية فصل جديد في حكايتهم
حكاية عن حب عنيد لا يموت.
قصة عن حبٍّ أسطوريّ لا يعرف الهزيمة،
حبٍّ يجرح ويُصلح، ينهار ويعود أقوى من قبل.
لأن بعض القلوب… خُلقت لتخطئ سويًّا، ثم تُكمِل الطريق مهما اشتدّ الخلاف.
لكن… هل يكفي الحب وحده ليُبقي القلوب متّحدة رغم العناد.





مبدعة زي العادة
يخليلي ياك♡