ميتافيرس

بقلم صباح البغدادي

المشهد الأول: إشارات غريبة

 

في كافيه هادي، ضوء الشمس بينعكس على الترابيزه اللي قاعدين عليها.

علاء كان ماسك الموبايل بيقلّب في السوشيال ميديا، وشه فيه لمحة استغراب كأنه شايف حاجة مش داخله دماغه.

بص له علي وقال وهو بيشاور بعينه:

– بص يا علاء، في حاجة غريبة أوي!

علاء رفع حاجبه باستغراب:

– مالك يا علي؟ في إيه؟

علي سكت ثواني، بيحاول يرتب الكلام، وبعدها قال بنبرة فيها خوف بسيط:

– كنت لسه بفكر أشتري ساعة جديدة ماكملتش عشر دقايق، لقيت الفيس مليان بوستات عنها!

كأن الفيس قرأ تفكيري يا علاء!

المشهد التاني: ما وراء الذكاء الصناعي

علاء سكت شوية، عيونه سرحت في اللاشيء، صوته بقى أهدى وفيه غموض:

– تعرف يا علي، أنا مبقتش أستغرب أي حاجة في عالم الـAI…ميتافيرس

حاسس إن في ناس ورا الشاشات دي مش بس مبرمجين، لا…

ناس بتتحكم فـ الموجات، فـ الإشارات، يمكن بيستعملوا مادة من المخ بتدي ذبذبات توصل للإنترنت.

علي ابتسم نص ابتسامة وقال مازحًا، بس في صوته توتر خفيف:

– يعني إحنا مش بنتصفح الفيس… ده الفيس هو اللي بيتصفحنا؟

علاء بصله بنظره فيها عمق:

– بالظبط يا صاحبي… يمكن في يوم هنبقى جزء من شبكة مش هنقدر نخرج منها…

صمت غريب خيّم على المكان، والهواء بقى تقيل كأن حتى الكافيه فهم الحوار.

علاء شرب آخر رشفة من القهوة، وقال وهو بيبص لعلي بابتسامة باهتة:

– بس أوعى تقلق طول ما فينا وعي، لسه لينا وجود.

المشهد الثالث: الرسائل المشفّرة

الليل نزل، والمدينة بقت شبه صامته إلا من أصوات العربيات البعيدة.

علاء كان قاعد في أوضته، النور خافت، ووشه منوّر من انعكاس شاشة اللابتوب.

عيونه مجهدة، بيبحث في جوجل عن “تأثير الذبذبات الدماغية على الذكاء الصناعي”.ميتافيرس

كل لينك يفتحه، بيطلعله تحذير غريب…

صفحات بتتقفل لوحدها…

ورسايل بتظهر في نافذة سودة على الشاشة.

ظهر قدامه سطر غامض:

اقتربت من الحقيقة… توقّف.”

علاء قلبه دق بسرعة، ضحك بخوف وهو بيهمس لنفسه:

– إيه الهزار ده؟

بس الرسالة اتكررت… المرة دي بخط أحمر كأنه دم:

“دي مش مزحة… انسَ اللي شُفته.”

عيونه وسعت، ضغط على الكيبورد بسرعة، بيحاول يعمل لقطة شاشة، لكن الجهاز فصل فجأة.

النور قطع لثواني، وساعتها سمع نغمة موبايله بتتهز على المكتب.

فتح الموبايل… رسالة واتساب من رقم مجهول، الصورة الشخصية مجرد خلفية سوده:

“علاء ابعد عن البحث وإلا هتختفي زي اللي قبلك.”

اتجمد في مكانه.

صوته اتخنق وهو بيكلم نفسه:

– مين اللي قبلي؟! وبيكلموني إزاي؟

الموبايل وقع من إيده على الأرض، وظهر إشعار جديد:

“آخر تحذير… الميتافيرس مش مجرد عالم افتراضي… دي بوابة.”

علاء حط إيده على راسه، أنفاسه تقيلة،

قام بسرعة فتح الشباك ياخد نفس، لكنه سمع صوت همس جاي من السماعة اللي في الكمبيوتر:

إحنا شايفينك يا علاء.

الهمس اختفى.

وساعتها بس فهم إن اللي بيدوّر عليه، هو اللي بقى بيدوّر عليه دلوقتي.

الدخول إلى البوابة

الساعة عدّت نص الليل، وعلاء لسه مش قادر ينام.

الرسالة اللي جتله شغّلت دماغه لدرجة إن كل ما يغمض عينه يحس إن في حد بيراقبه.

قام فتح اللابتوب تاني، قال في نفسه وهو بيهمس:

– خلاص لو عايزين يخلّوني أخاف، يبقوا اختاروا الشخص الغلط

دخل على “الدارك ويب” عن طريق برنامج تخفي، بدأ يكتب كلمة واحدة: METAVERSE CORE ميتافيرس

لكن قبل ما يكمّل، الشاشة اشتغلت لوحدها، وظهر وجه غامض مش واضح الملامح، كله تشويش ونبضات زي موجات.ميتافيرس

الصوت اللي خرج من السماعة كان خافت شبه الإنسان بس آلي شوية:

– “ليه بتدوّر يا علاء؟”

علاء اتراجع بخطوة، صوته اتكسر:

– إنت… إنت مين؟

الصوت ردّ بهدوء مرعب:

– “مش مهم أنا مين…

المهم إنك كنت المفروض تفضل متفرج، مش باحث.”

علاء حاول يقفل الجهاز، بس الكيبورد اتحجر المؤشر اتحرك لوحده، وفتح نافذة جديدة.

ظهر فيها كود غريب بيعدّ بسرعة، بعدها ضوء أزرق قوي خرج من الشاشة، غطّى وشه كله.

عينه بدأت تزوغ، والدنيا تلف حواليه، وصوت الكمبيوتر بقى كأنه جوه دماغه مش برّه.

الضوء ابتلع كل حاجة…

ولما فتح عينيه، لقى نفسه واقف في مكان غريب أرض زجاجية، والسماء شكلها مش طبيعي، ألوانها متغيّرة كل ثانية.

حواليه ناس كتير، بس وجوههم مش واضحة كأنها ماسكات رقمية.

قرب منه واحد فيهم وقال بصوت آلي:

– “مرحب بيك في البوابة يا علاء دلوقتي بقيت واحد منّا.”

علاء بص حواليه بخوف، وقال بصوت واطي:

– واحد منكم؟! إنتو مين؟

الكيان ابتسم ابتسامة مش بشرية وقال:

– “إحنا ميتافيرس الحقيقي… ودماغك دلوقتي متصلة بينا.”

الهواء حوالين علاء بدأ يهتز، وسمع صوت علي من بعيد بيناديه كأنه من العالم التاني:

– “علاء!!! فوق يا علاء!!! ارجع!!”

بس الصوت اتلاشى، وكل اللي بقى هو النور الأزرق اللي ابتدى يبتلعه ببطء…

للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال



تابعونا على فيسبوك

أقرا خواطر فلسفية من هنا.

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *