رواية مهمة في عنبر 14
مهمة في عنبر 14
رواية مهمة في عنبر 14 أدهم وسمر غموض وتشويق: نقطة لقاء
كان الفريق واقف حوالين الطاولة المستديرة، كل واحد ماسك ملفه جاهز لبداية خطة تتبّع معتز والمنظمة المعادية.
أدهم بكل حماس
يلا نبدأ نشتغل الوقت مش هيرحم.
جاكلين فتحت خريطة رقمية، ونهى كانت بتراجع تقارير الشبكات،
لكن ياسين عينيه ما كانتش على الشاشات كانت على سمر.
سمر كانت بتحاول تركّز…
بس قلبها لسه بيلم نفسه من اعترافها، ومن خيانة معتز، ومن كلام أدهم، ومن كلام ياسين بعد ما الاجتماع انتهى،
ياسين نادى عليها بهدوء:
سمر ثانية بس.
بصّت له باستغراب
في إيه يا ياسين؟
قرب منها خطوة بيحاول يكسر الحاجز وبصوت مفيهوش هزار ولا ضحك…
أنا عايز ميعاد؛ ميعاد بجد مش هزار عايز أتكلم معاكي… من غير ملفات ومن غير تحقيقات ومن غير شغل.
سمر اتصدمت حتى معرفتش تنطق كانت نفسها بيتقطع مع كل كلمة بتنطقها
إيه؟ ميعاد؟ليه؟
ياسين نفسُه اتوتر لأول مرة
عشان؛ عشان أعترف لك بحاجات كتير أولها…
إني بحبك.
سمر اتجمدت مكانها نفسها اتقطع، وحاولت تبص بعيد عن عينيه بس معرفتش
سمر بصوت واطي ومكسور
يا ياسين أنا خايفة؛ خايفة أدمرلك حياتك؛ خايفة أكون أذية ليك مش حب.
رفع حاجبه التاني بتهكم كوميدي ماقدرش يمنعه
ياشيخه دمّريها ده أنا حياتي أصلاً مدمّرة لوحدها!
ده أنا لو شوفت حياتي هضربها بالرجل!
شوّريلي عليها بس وأنا أكمل عليها!
ضحكت ضحكة طلعت غصب عنها…
نص ابتسامة فيها كل الحزن اللي لسه محبوس جواها.
وهو فهم؛ فهم من نظرة عينها الحقيقية إنها مش رافضة
هي خايفة قرب منها أكتر، وصوته بقى أعمق
سيبيها لله يا سمر بس بلاش؛ بلاش تقفلي السكك أرجوكي.
رفعت عينيها له ببطء وجواها نقطة أمل صغيرة بدأت تنوّر.
يعني لو أنا سكت؟! هتكملها؟حتى لو الطريق صعب؟
ابتسم ياسين ابتسامة كلها جدّ، لأول مرة من غير ضحك
أنا جاي عشان أكمّل مش عشان أصعّبها؛ ومش مهم سكّتنا تبقى واحدة دلوقتي فيه ألف ملف نرجع منه ألف طريق بس خلّينا نتقابل في نقطة نقطة واحدة وأنا هرجعلك فيها مهما حصل.
سمر اتنفست بعمق؛ وكأن كلمة “نقطة” فتحت جواها باب جديد.
تمام يا ياسين نقطة.
ابتسم بثقة
نقطة ومن أول السطر وبداية جديدة
وفي اللحظة دي دخل أدهم عليهم بصّ لياسين
كنتوا بتتكلموا في إيه؟
ياسين رفع ملفه بسرعة
خطة قصدي خطة دولية سرّية متقلقش.
أدهم ضاق عينه ومش مقتنع بس سابهم وخرج؛ سمر بصّت لياسين بخفة
هتتزنّق في يوم.
ياسين اتكلم بسرعة
ولو اتزنقت هتقفي جنبي، مش كده؟
سمر بتوهان
يمكن.
ياسين بنفس النبرة
لا نقطة.
وابتسموا الاتنين واتحرّك على أول خطوة في مواجهة “الظل الأسود”.
رواية مهمة في عنبر14: مطاردة الظل
الليل نزل على المدينة والأنوار في المقر انعكست على وجوه الفريق كأنهم داخلين معركة الظلام بعيون مفتوحة.
أدهم وقف قدام الشاشة الكبيرة
مستعدّين؟! التحرك هيبدأ دلوقتي.
جاكلين ضغطت زر
جابوا آخر تتبع لمعتز نقطة على الخريطة بتنور وبتطفي زي نبض قلب.
نهى بكل تركيز
ده آخر إشارة من شريحة الاتصال اللي كان بيستخدمها…
اختفت بعدها بثواني.
سمر بصت للشاشة
يعني هو كان بيتعمد يسيب لنا أثر ويقطع بعدها.
ياسين رد بسخرية
آه عامل فيها شيرلوك هولمز استنوا عليه لما نجيبوا هقلبه هولمز على هولاله.
جاكلين بعصبية مفرطه
ركز يا ياسين، لو سمحت.
أدهم لفّ للكل
إحنا هنقسم فريقين فريق ميداني أنا، سمر، ياسين.
فريق دعم جاكلين ونهى.
وأول وجهة المخزن اللي عند الميناء ده آخر موقع ظهر فيه معتز قبل ما يختفي.
سمر بتساؤل
ليه الميناء؟
نهى بتفهم
لأن المنظمة المعادية بتستغل البحر لتهريب البيانات والأشخاص والسلاح ومعتز دلوقتي بقى كنز بالنسبة لهم.
أدهم بأختصار
تمام نطلع.
رواية مهمة في عنبر 14:الميناء
صوت الموج كان عالي والهواء مليان برد والظلمة كانت تقيلة كأن المكان نفسه شايل سرّ.
أدهم أشار بإيده
خدوا بالكم أي حركة غلط متكررة يعني كمين.
سمر ماسكة مسدسها، قلبها ثابت بس جوّاها نار؛ ياسين جنبها حارس مش ساكت وصلوا قدّام المخزن بابه مفتوح وده بحد ذاته إنذار.
أدهم مترقب
جاهزين؟ ندخل على 3…1…2…
قبل ما يقول 3 صوت اتسحب من جوّا:
كنت مستنيكم.
ياسين بتريقة واضحه
يا ستير ده صوت معتز!
أدهم أشار لهم يدخلوا بحذر دخلواالمكان كان فاضي بس في نصه كان واقف معتز واقف واثق ولابس بدلة سودة…
كأنه واحد منهم مش خاين.
ضحك ضحكة صغيرة
تأخرتوابس كنت متأكد إنكم هتيجوا.
سمر خطت خطوة لقدام
ليه يا معتز؟ليه عملت كده؟ ليه خنت أهلك وبلدك وصحابك؟
معتز بص لها ببرود
أهلي؟ بلدي؟ ولا صُحابي؟ كل ده شعارات أنتي الوحيدة اللي كنت ممكن تفهمي ده بس ما فهمتيش.
أدهم شدّ أيده على المسدس
إحنا مش جايين نسمع خطب؛ سلّم نفسك يا معتز.
معتز رفع حاجبه
ليه؟ عشان أرجع أكون ترس صغير في ماكينة؟
ولا عشان أرجع أعيش زيكم تحت أوامر مديركم؟
بصلهم كلهم وكمل كلامه
أنا دلوقتي في مكان تاني مكان بيقدرني وبيعرف قيمة اللي زيه.
ياسين بسخرية
مكان؟ ولا مزبلة؟ لأن بصراحة مع احترامي ليك إنت مكانك الطبيعي في الزبالة.
سمر كتمت ضحكة رغم وجعها معتز ابتسم بس بعيون ضلمة.
معتز ببرود
لسه عندكم خفة دم بس للأسف مش هتعرفوا تكملوها.
وبمجرد ما خلص الجملة أضواء المخزن كلها اتقفلت.
ظلام كامل.
أدهم بأستعداد وصريخ
استعدوا!!! كمين!
صوت خطوات صوت سلاح صوت أجهزة والهواء نفسه اتغيّر.
سمر بتنبيه لادهم
أدهم! في حركة على يمينك!
ياسين بتركيز
وهنا كمان! العيال اتلمّوا علينا يا جدعان!
نور أحمر خفيف اشتغل في الأرض كاشف إن المكان محاصر بالكامل معتز صوته جه من الظلمة
اللعبة بدأت وأنا دلوقتي جزء من الطرف التاني.
وسمعوا صوت باب حديد يتقفل ومعتز اختفى تاني.
أدهم بتقيم للمكان
محدش يتحرك نقيّم الوضع الأول.
سمر بدهشه
معقول المواجهة الأولى تنتهي كده؟
ياسين بغل مكبوت
لأ دي مجرد بداية والواد نسى إنه بيلاعب ناس دماغها أتقل من دماغه.
أدهم بتسرع
نخرج من هنا الأول وبعدين نكمّل الحرب.
والتلاتة خرجوا من المخزن والهواء البارد لفّ حواليهم كأنه بيعلن بداية فصل جديد؛ فصل أخطر وأعمق ومليان نار.
رواية مهمة في عنبر 14:مطاردة الفأر
عاد الفريق إلى الجهاز، والصدمة لسه معلقة في الهوا، وكل واحد فيهم شايل في صدره غضب ووجع من خيانة معتز.
وبمجرد ما دخلوا مكتب العمليات، رئيس الجهاز ضرب ملف على الطرابيزة بقوة:
الرئيس بعصبية
فلت منكم يا بهوات! انتو عارفين ده معناه إيه؟!
ده مش مجرد عميل ده مفتاح لعمليات كبيرة ضددنا!
وقف أدهم، وملامحه كلها كانت نار، عينه حمرا من الغضب والقهر:
أدهم بيغلي من جواه
ورحمة أبوي ما هسيبه لو دخل جوه الأرض هطلعه.
سكتت سمر لحظة رغم إن قلبها كان بيخبط من الخيانة اللي داقتها قبلهم بكتير، لكنها كتمت الوجع جواها، ووقفت بثبات
سمر بهــــدوء قاتل
إهدى يا أدهم انت لو عايز تصطاد فار بتعمل إيه؟
لفّ الجميع ناحيتها حتى ياسين وجاكلين ونهى الجملة نزلت تقيلة مش مجرد كلام أدهم عضّ على شفايفه كام لحظة وبعدين ابتسم ابتسامة فيها خبث محسوب:
بنسيب له مطرح يفتكر نفسه آمن ونرجع نقفله الفخ من ناحيتين.
سمر قابلت ابتسامته بابتسامة أهدى لكن وراها نار مشتعلة:
بالظبط خلي الفار يتحسس طريقه ولما يطمن؟
نقفّل عليه الباب ونجيبه برجليه.
نهى بصوت منخفض:
يعني هتسيبوه ؟!
ياسين رفع حاجبه:
– لأ إحنا هنخلّيه يفتكر إنه هرب بس الحقيقة؟ إحنا اللي هنقوده خطوه خطوة لحد ما يقع.
جاكلين ضربت كف على كف:
وأنا هتابع كل قنوات التواصل اللي ممكن يتعامل فيها محدش بيهرب للأبد.
الرئيس أخد نفس عميق وبص لهم واحد واحد:
تمام من دلوقتي العملية اسمها: فخ الظل معتز فاكر إنّا اتصدمنا وواقعين لكن الحقيقة إن اللعبة لسه بدأت.
أدهم شد سلاحه وهو خارج وقال:
استعدوا الفار لازم يرجع لجحره وإحنا هنستناه هناك.
سمر وقفت وراهم بخطوات ثابتة وعلى وشها خليط غريب من القوة والمرارة ولأول مرة من يوم الخيانة، عينيها لمعت بأول شرارة انتقام محسوب.
رواية مهمة في عنبر14: أول خيط
خرجوا كلهم من مكتب الرئيس، والجو كله مشحون بس فيه حاجة مختلفة.
المرة دي مفيش قهر فيه تركيز معتز افتكرهم اتصدموا واتشتتوا لكنهم كلهم كانوا واقفين على رجل واحدة مستعدين يقطعوا الضلمة اللي هرب فيها.
في غرفة التحليل الإلكتروني، جاكلين كانت بتجري مسح شامل على آخر اتصال خرج من جهاز معتز قبل ما يختفي.
نهى واقفة جنبها، وبتسجل كل حاجة:
نهى:
إيه الأخبار؟
جاكلين:
استني في حاجة مش ماشية طبيعي هو عمل مسح لكل بياناته إلا ملف واحد.
نهى:
ملف إيه ده؟
جاكلين لوت فهما :
ملف صوتي ثانية ونص بس لكن هو الوحيد اللي ما اتحذفش وده معناه إما إنه نسيه ودي مستحيلة أو!!
نهى:
قصده يسيبه!
وبصوت واطي لكنها متوترة:
علامة؟
جاكلين هزت راسها:
علامة أو استدراج أو رسالة لحد بس الأكيد إنه أول خيط.
دخل أدهم وياسين وسمر سوا.
أدهم كان ماسك في إيده ورقة طباعة وارسم عليها دوائر كتير:
لقيتوا حاجة؟
جاكلين بصت له بسرعة:
أيوه معتز سايب وراه أثر وده معناه إنه لسه متطمن إنه بعيد عننا.
سمر قربت:
شغّليه.
ضغطت جاكلين على زر التشغيل وطلع صوت مش واضح، تشويش خفيف وبعده صوت واحد بتقطيع:
…سَر… 12… ض… نيل…”
وسكت التسجيل الكل وقف متجمد بيحاولوا يفكوا الشفرات
ياسين:
ده إيه؟ كلمة سر؟ إنذار؟ تحديد مكان؟
سمر قعدت تفكرعينيها سرحت شوية، وبعدين اتسعت:
“سر… 12… ض… نيل”
لو فكرت فيها من زاوية معتز ممكن تبقى:
سر = secret
12 = كود أو شارع
ض = ضاحية
نيل = كورنيش النيل؟!
أدهم هز راسه:
ضاحية 12 على كورنيش النيل أيوه ده مكان معروف…
فيه مخازن قديمة ما زالت مقفولة من سنين.
جاكلين:
واللي زي معتز يحب الأماكن اللي ما حدش بيعدي عليها.
ياسين حط إيده في جيبه وقال بابتسامة فيها لمعة تحدي:
يعني هنروح نجيب الفار من جحره.
سمر بصت له بحدة:
لأ هنروّح نشوف الفار لما يخرج مش يدخل لو دخلنا دلوقتي ممكن يكون فخ.
أدهم ضحك بخبث:
لأ إحنا هنروح بس هنروح قبله.
نهى:
إزاي؟!
أدهم:
هنفجّره قبل ما يوصله ساعتها هنعرف إذا كان هو هناك ولا لأ.
سمر قالت بسرعة:
لأ لأ يا أدهم!
لو المكان اتفجّر مش هنعرف المنظمة اللي راح لها كانت بتجهز له إيه.
سكت أدهم…
وبعدين نزلت الهجمة الحقيقية من سمر:
لازم نسيب المكان سليم عشان لما يروح نعرف مع مين بيتعامل ونصطاده ومعاه الشبكة كلها.
ياسين بص لها بإعجاب واضح:
– الله ينور يا محققة ابتديتِ تشوفي الدنيا زيي.
سمر رفعت حاجبها:
– كان ناقصني الغتاتة بس وبكده اكتملت.
ضحك ياسين وضحكوا كلهم…
والمشهد اتملى خفة دم كانت محتاجاها أرواحهم المنهكة.
أدهم لخص الموضوع بجملة واحدة:
أدهم:
الليلة هننصب الفخ ومعتز؟ هيقع غصب عنه.
يُتبع..!
للكاتبة صباح البغدادي
اقرأ قصة مهمة في عنبر 14 الفصل الثالث من هنا
اكتشاف المزيد من عوالم من الخيال
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الله يا مبدعة جميلا جدية عم تشوقيني دائما انتظر الباقي يا كاتبتي ❤️❤️
تسلملي❤❤❤
هي كام جزء؟
مينفعش تنزل كلها مرة واحدة
طويلة شوية ولا مابينفع انزلها كلها