مغامراتي داخل مستشفى المجانين 1

مغامراتي داخل مستشفى المجانين

للكاتبة صباح البغدادي

كانت رباب تمشي بخطوات حذرة وبطئ، تستكشف المكان الذي ستعمل فيه لأول مرة. الجو كان هادئًا ومليئًا بصدى خطواتها على أرضية المستشفى الباردة. قلبها ينبض بخفق متسارع من مزيج بين الحماس والتوتر، فهي طبيبة نفسية جديدة، واليوم هو أول يوم لها بين جدران مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.

بينما كانت تتعرف على المكان، صادفت الممرضة سماح، التي بدت أكثرهم ثرثرة وحيوية. قالت سماح بابتسامة عريضة:

— صباح الخير دكتورة رباب! يلا نبدأ جولتنا، بس جهزي نفسك لأشياء مش متوقعة.

ضحكت رباب بخجل، بينما كان الفضول يملأ عينيها. ومع نهاية اليوم، اقتربت سماح منها وقالت وهي تكتم ضحكتها:

— بس يادكتورة الراجل اللي في عنبر 10 ده ده آخر روقان.

رفعت رباب حاجبها بتعجب:

— ماله؟ بيعمل إيه بالظبط؟

ابتسمت سماح وهي تكمل، محاوِلة أن تتحكم في ضحكتها:

— الصبح بيغني مقطع من أغنية وبالليل يكمّل باقي المقطع!

ضحكت رباب بصوت هادئ، ولم تلاحظا وجود ضحكة أخرى خلفهما، فقد كان هو يأتي دائمًا مع كل ضحكة، وكأن المستشفى يملك حكاياته الغريبة الخاصة.

سكتوا للحظة، لكن رباب شعرت بقشعريرة غريبة تمتد في جسدها. قلبها بدأ ينبض أسرع، وتساءلت في نفسها: “ما هذه الغرابة التي تحيط بهذا المكان؟”

مغامراتي داخل مستشفى المجانين لم تكن مجرد يوم عادي، بل بداية سلسلة من المواقف الغريبة والمثيرة، التي ستكشف عن خبايا المستشفى وأسراره، وعن شخصيات لن تنساها رباب أبدًا.

 المشهد الثاني مغامراتي داخل مستشفى المجانين أسرار عنبر 10 والضحكات الغريبة

في اليوم الثاني، دخلت رباب المستشفى وهي تشعر بمزيج من الحماس والخوف. خطواتها كانت أكثر ثقة، لكنها لم تستطع التخلص من شعور غريب بأن هناك شيئًا أو أحدًا يراقبها.

اقتربت منها سماح وهي تبتسم بخبث:

— جهزي نفسك يا دكتورة عنبر 10 اليوم حيكون مليان مفاجآت.

رباب رفعت حاجبها:

— مفاجآت؟ قصدك المرضى؟

ضحكت سماح بخفة:

— لا لا، المرضى عاديين بس الراجل اللي حكيتلك عنه… اليوم حتشوفيه عن قرب.

قبل أن تتمكن رباب من الرد، دخل صوت غريب من خلفهما، نصفه ضحك ونصفه همس:

— مرحبًا دكتورة…

التفتت رباب بسرعة، لكنها لم تجد أحدًا. قلبها خفق بسرعة، شعرت بالفضول والخوف في آن واحد.

سماح لمحت توترها وقالت:

— اهدي، ده بس طريقتو في الترحيب. تعالي أشوفك عند عنبر 10.

دخلتا عنبر 10، وكان المكان هادئًا بشكل غريب. الجدران مغطاة بصور ورسومات غريبة، والهواء مليء برائحة الكتب القديمة والمنظفات معًا. وفجأة، ظهر هو، الرجل الغريب، واقفًا عند النافذة، يراقبهما بصمت.

ابتسم له ابتسامة غريبة، وقال بصوت هادئ:

— أهلاً بالدكتورة الجديدة أنا دايمًا بانتظر الضحكات، إنها موسيقاي المفضلة.

رباب شعرت بالقشعريرة، لكنها حاولت الحفاظ على هدوئها:

— مرحبًا اسمي رباب وأنا هنا لمساعدتكم.

ابتسم الرجل مرة أخرى، وكأنه يعرف سرًا لا يعرفه أحد، ثم عاد للنافذة وغنى نصف مقطع من أغنيته الغريبة.

سماح نظرت لرباب وقالت:

— شوفتي؟ قلتلك عنبر 10 مش زي أي عنبر تاني.

رباب أخذت نفسًا عميقًا، وأدركت أن مغامراتها داخل مستشفى المجانين لن تكون سهلة أبدًا، وأن كل يوم سيحمل لها مفاجآت جديدة، بين ضحك وغموض، خوف وتحدي.

مغامراتي داخل مستشفى المجانين لم تبدأ بعد، لكنها بالفعل بدأت تُلهم رباب وتكشف لها عن عالم مليء بالأسرار والألغاز، عن أشخاص لا يعرفون الراحة، وعن تحديات ستختبر صبرها ومهاراتها كطبيبة نفسية.

 المشهد الثالث مغامراتي داخل مستشفى المجانين غموض ومواقف طريفة

كان صباح اليوم الثالث، وقلوب الجميع في المستشفى تبدو أكثر هدوءًا من الخارج، لكن رباب شعرت فور دخولها أن هذا الهدوء مجرد قشرة رقيقة تخفي الكثير من المفاجآت.

سماح استقبلتها بابتسامة:

— يلا يا دكتورة، جهزي نفسك اليوم حيكون مختلف شوي.

رباب لاحظت حركات غريبة من المرضى في عنبر 10، بعضهم يتحدث مع نفسه، وبعضهم يضحك فجأة بلا سبب، لكن أكثر ما جذب انتباهها هو الرجل الغريب الذي رآته البارحة، واقفًا عند النافذة، مبتسمًا كما لو أنه يعرف سرها.

فجأة، انطلقت ضحكة عالية من زاوية الغرفة، متبوعة بصوت نصف همس ونصف أغنية. التفتت رباب بسرعة، وسمعت سماح تقول وهي تضحك:

— قلتلك عنبر 10 مليان مفاجآت!

اقتربت رباب من الرجل الغريب، وقالت بصوت هادئ:

— صباح الخير اليوم شكلها يوم طويل!

ابتسم الرجل وأجاب نصف جدي ونصف مرح:

— نعم الضحك هو موسيقاي، والأصوات الغريبة أصدقائي.

في تلك اللحظة، أحد المرضى بدأ يقلد حركات الرجل الغريب، بينما آخر حاول الغناء معه، لتتحول الغرفة فجأة إلى مشهد كوميدي غريب. رباب شعرت بمزيج من الانبهار والقلق، فهي لم تعرف بعد هل هذا مجرد تسلية المرضى، أم أن هناك شيئًا أكثر غموضًا وراء تصرفاتهم.

سماح همست لها:

— دكتورة لو تفتكري كل يوم حيمر بهدوء مستحيل! كل لحظة هنا فيها مفاجأة، وضحكة، وغموض.

رباب ابتسمت قليلاً، وأخذت نفسًا عميقًا:

— يبدو أن مغامراتي داخل مستشفى المجانين بدأت تأخذ منحى خاص مليء بالضحك، الغرابة، وربما بعض الأسرار التي لم أكتشفها بعد.

في تلك اللحظة، دخلت ممرضة أخرى وهي تحمل ملفات المرضى، لكن فجأة سقطت الملفات بشكل درامي، لتتجمع كل العيون على رباب، التي حاولت التظاهر بالهدوء بينما قلبها ينبض بسرعة.

مغامراتي داخل مستشفى المجانين لم تعد مجرد يوميات عمل بل أصبحت رحلة حقيقية بين الغموض، المواقف الطريفة، والتحديات النفسية التي ستختبر صبرها ومهاراتها، وتكشف لها عن عالم لا يشبه أي مستشفى آخر.

المشهد الرابع مغامراتي داخل مستشفى المجانين وسر عنبر 10

كان الليل قد حل، وأصوات المستشفى كانت أكثر هدوءًا من أي وقت مضى. رباب جلست في مكتبها المضاء بضوء خافت، تحاول مراجعة ملفات المرضى، لكن شيئًا ما جعل قلبها يخفق بسرعة.

سمع فجأة صوت خطوات بطيئة، متقطعة، تتردد بين الجدران الخشبية. توقفت رباب عن الكتابة، وأمعنت النظر حولها. لم يكن هناك أحد، لكن الرعشة انتابت يديها.

ثم جاء الصوت مجددًا، هذه المرة أقرب وكأن شخصًا يهمس خلف باب المكتب:

— دكتورة دكتورة

التفتت بسرعة، ولم تجد شيئًا سوى الظلال التي ترقص على الجدران. شعرت برعب لم تشعر به من قبل، وكأن المستشفى نفسه يراقبها.

فجأة، بدأت أضواء العنبر 10 تومض، والأغنية الغريبة للرجل الغامض تتردد في المكان بصوت أعلى، نصفه صدى نصفه همس، وكأنها تتحدث مباشرة إلى عقل رباب.

هتف قلبها بصوت داخلي: “لا، هذا غير طبيعي!”، لكنها شعرت بأن شيئًا آخر يختبر صبرها: مزيج من الفضول والرعب، الذي لم يترك لها خيارًا سوى الاقتراب من مصدر الصوت.

بينما كانت تتقدم بخطوات حذرة، ظهرت أمامها شخصية مغطاة بغطاء غريب، لا يمكن رؤية ملامح وجهه، لكنه كان يتحرك ببطء، يتحدث بصوت خافت:

— كل من يدخل هنا لا يعود كما كان

ارتجفت رباب، لكنها حاولت جمع شجاعتها:

— أنا هنا لأساعد لا لأتضرر

ضحكة غريبة انطلقت من الظل، ثم اختفت فجأة، تاركة صمتًا ثقيلاً يخنق المكان.

ثم جاءت سماح، تطرق الباب بهدوء:

— دكتورة انتِ بخير؟ بس عنبر 10 الليل هنا مش زي النهار.

رباب تنفست بعمق، وابتسمت رغم خوفها:

— أظن أن مغامراتي داخل مستشفى المجانين وصلت للمرحلة الحقيقية مرحلة الرعب النفسي.

وفجأة، شعرت بيد باردة تلمس كتفها، لكنها عندما التفتت، لم يكن هناك أحد.

مغامراتي داخل مستشفى المجانين لم تعد مجرد ضحك وغموض بل أصبحت اختبارًا حقيقيًا لعقلها وقلبها، رحلة بين الواقع والوهم، حيث كل ظل، كل صوت، وكل ضحكة قد تكون مفتاح سر مخفي عن أعين الجميع.

المشهد الخامس مغامراتي داخل مستشفى المجانين مرضى غامضون

كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، والأصوات الغريبة في العنبر 10 أصبحت أعلى وأكثر انتظامًا، كأنها إيقاع غريب يُخبر رباب بأن شيئًا ما على وشك الحدوث.

رباب، رغم توترها، كانت تحاول التقدم داخل العنبر بحذر. كل خطوة كانت تصدر صدى في أرجاء المكان، وكل ظل يمر أمامها يجعل قلبها يقفز من مكانه.

فجأة، ظهر الرجل الغريب عند النافذة، مبتسمًا كما لو أنه كان ينتظرها طوال الوقت:

— أهلاً مجددًا، دكتورة يبدو أنك بدأت تفهمين قوانين المكان!

لمحت من بعيد المرضى الآخرين، كل واحد منهم يتصرف بشكل غريب: بعضهم يضحك بلا سبب، وبعضهم يهمس بكلمات غير مفهومة، ورابعهم يقف صامتًا كأنه يراقبها بعينين خفيتين.

ضحكت سماح بخفة من خلف رباب:

— شوفتي؟ ده اللي بحكيلك عنه العنبر ده مش طبيعي أبدًا!

رباب حاولت الابتسام، لكنها شعرت ببرودة غريبة تسري في جسدها. وفجأة، سقطت كتابات غريبة من أحد الرفوف، تصطدم بالأرض بصوت صاخب، لتزداد الأجواء رعبًا.

اقتربت رباب من الصوت، وأخذت نفسًا عميقًا:

— من هناك؟ من الذي يكتب؟

لا جاء الرد، إلا همس بعيد:

— أنا أراقب كل شيء

ثم توقف كل شيء فجأة. صمت مطبق، إلا من دقات قلب رباب التي كانت تسمعها بصوت عالي في أذنيها.

وقبل أن تتمكن من فهم ما يحدث، شعرت بيد دافئة تلمس كتفها مرة أخرى. التفتت بسرعة لم يكن هناك أحد.

رباب همست لنفسها:

— يبدو أن مغامراتي داخل مستشفى المجانين لم تنته بعد

ظل الظل الغامض خلفها، والهمسات الغريبة ما زالت تتردد في أرجاء العنبر، تاركة القارئ مع سؤال واحد: هل ستكتشف رباب سر هذا المكان الغريب، أم سيستمر المستشفى في اختبار عقلها وقلبها بلا رحمة.

اقرا قصة قهوة مُرّة من هنا

للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال



تابعونا على فيسبوك

5 تعليقات

  1. اكيد لو نصك التاني موجود ح يكون اجمل واجمل

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *