أنا وزوجتي في المتحف المصري 1

أنا وزوجتي في المتحف المصري

بقلم / دينا الحمزاوي

المشهد الأول

_ يعني مش هتوديني المتحف يا آسر؟!

 

لقيته بيرد عليّ ببرود:

 

_ آه مش هوديكِ المتحف يا عيون آسر.

 

حطيت إيدي في وسطي كده وأنا ببصله بغيظ، بعدين بدأت عينيّ تتملى دموع وقلتله بضيق:

 

_ آخر كلام؟

 

_ أيوه.

 

هزيت راسي لفوق وتحت كده وأنا بقوله بحدة:

 

_ طيب أنا ماشية بقى يا حبيبي.

 

لقيته رفع حاجبه كده باستهزاء، وهو بيقولي:

 

_ رايحة فين يا قلب حبيبك؟

 

بصيتله بتحدي وأنا بقول:

 

_ هلم هدومي ورايحة عند بيت أهلي يا حلتها، وأبقى وريني بقى هترجعني إزاي!

 

لقيته بصلي بسخرية ومهتمش، مش واخد كلامي جد! عضيت على شفايفي بضيق منه ودخلت الأوضة، نص ساعة وكنت طالعة عليه وأنا ماسكة شنطة هدومي، وروحت عند الباب وفتحته.

هو أول ما سمع صوت فتح الباب بعد ما كان قاعد بيسمع مسلسل، لف وشه ليا وعقد ما بين حواجبه كده باستغراب، وهو بيبص ليا لحد ما استوعب أخيرًا إني كنت بتكلم جد مش هزار!

 

رفعت له حواجبي بتحدي وأنا بقوله:

 

_ مع السلامة بقى يا زوجي المصون.

 

هو وقف بسرعة وطلع يجري ورايا، وأنا خدت السلم جري عشان ميمسكنيش، وهو كان بيجري ورايا وهو بيزعق:

 

_ رنا! أنتِ يابت! خدي هنا يخرب بيتك! أنتِ يا حيوانة!

 

وصلت الشارع والدنيا بدأت تمطر، وهو يا عيني كان نازل بالبيجامة ومن غير حاجة في رجليه، وبييلهث بتعب:

 

_ رنا! بلاش هزار وتعالي يا حبيبتي يالا!

 

رفعت له حواجبي وأنا بطلع له لساني بتحدي، وبشاور لتاكسي. التاكسي وقف وهو طلع يجري ناحيتي، وأنا ركبت بسرعة وقفلت باب العربية وأنا بقول للسواق:

 

_ أطلع بسرعة!

 

هو طلع يجري ورا العربية، بس وقع على الأرض بتعب. وأنا شايفاه من شباك العربية وإحنا ماشيين في السكة، عضيت على شفايفي كده بحركة بعملها دايمًا لا إراديًا، هو صعب عليّ بس لأ، لازم أخد منه موقف.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الثاني

كنت قاعدة باكل إندومي على سريري بكل استمتاع وأنا بتفرج على مسلسل كوري يفطس ضحك، بعدين افتكرت ردة فعل أهلي لما دخلت عليهم بشنطة هدومي.

 

Flashback

 

_ تعالي هنا يا بنت الجزمة!

 

ده كان صوت أمي وهي بتجري ورايا بالشبشب بعد ما حكيت لها السبب اللي خلاني ألم هدومي وأجيلها. صرخت بتعب:

 

_ ما كفاية بقى يا ولية، هو اللي ابنك ولا أنا؟!

 

_ هو طبعًا.

 

حطيت إيدي في وسطي وأنا بقول لها بغيرة مصطنعة:

 

_ يا سلام! أومال أنا أبقى مين؟ بنت البطة السودة يعني؟!

 

السيدة الوالدة ردت عليّ باستهزاء:

 

_ أنتِ عملي الأسود في الحياة.

 

حطيت إيدي اليمين على جانب صدري الشمال وأنا ببتسم لها ابتسامة سمجة:

 

_ دي شهادة أعتز بيها والله.

 

لقيتها مالت ومسكت الشبشب وهي مستعدة تخبطني بيه تاني، وبتزعق بغيظ ونفاد صبر:

 

_ أمشي يابت!

 

Back

 

قعدت أضحك بصوت عالي على الموقف، لحد ما سمعت صوت الباب بيخبط.

 

_ أدخل.

 

الباب اتفتح ودخل بابا منه، وهو بيبتسم ليّ بحنان وبعدها سألني:

 

_ فاضية؟

 

_ وده كلام؟ ولو مش فاضية أفضالك.

 

قعد بابا جنبي وهو بيقولي بجدية:

 

_ أنتِ عارفة إن اللي عملتيه النهاردة ده غلط؟

 

رديت عليه بتبرير:

 

_ بس يا بابا…

 

قاطعني وهو بيقولي:

 

_ من غير “بس”، اللي عملتيه ده غلط وأنتِ عارفة كده كويس! يعني إيه تلمي لبسك وتسيبي جوزك يجري وراكِ في الشارع عشان خاطر متحف؟! في حد عاقل يعمل كده؟ وبعدين أفرض جوزك مش فاضي؟ أو مش معاه فلوس؟ ينفع كده؟!

أنتِ مبقتيش طفلة، ولازم تعرفي الصح من الغلط. لو أي راجل مكانه كان هيقول بنتك عندك مش عايزها، لكن الراجل كتر خيره اتصل بيا بعد ما قال إنك عملتيله بلوك!

 

نزلت عيني في الأرض وأنا حاسة بتأنيب ضمير بعد ما فهمت كلام بابا، وإن اللي عملته غلط ومينفعش.

 

_ آسفة يا بابا.

 

_ متتأسفيش مني أنا! أنتِ عارفة كويس مين اللي يستحق تتأسفيله. متزعليش مني لو كلمتك بطريقة مش حلوة، بس لازم تفهمي غلطك. يلا يا حبيبتي، أنا هخرج وأنتِ كملي اللي كنتي بتعمليه، وبكرة تروحي تصالحي جوزك.

 

_ حاضر يا حاج.

 

قرب مني وباس راسي، بعدين خرج بره الأوضة، وأنا فضلت قاعدة أفكر إزاي أصالح آسر.

المشهد الثالث

تاني يوم خرجت وأنا ماسكة شنطتي. ماما بصتلي كده باستغراب، بعدين سألتني:

 

_ رايحة فين يا بنت إنتِ؟

 

_ رايحة عند زوجي، حبيبي، قرة عيني.

 

لقيتها ضحكت بسخرية:

 

_ دلوقتي بقى قرة عينك؟ طيب يلا يا عسل خدي الباب في إيدك.

 

رفعت راسي كده بكل وقار، ومن كتر ما أنا رفعاه لفوق، هوب! كنت دوست على الدريس بتاعي عشان طويل شوية، وهوب! كنت مكفية على وشي.

وقفت بسرعة وأنا بنضف اللبس وببص لأمي كده، لقيتها بتبصلي بجمود، بعدين اتفتحت في الضحك. زفرت بضيق وأنا بخرج وبقفل الباب ورايا.

 

وصلت البيت، طبعًا آسر كان في الشغل، مش موجود. دخلت رصيت هدومي في الدولاب، وبعدين طلعت نظفت البيت، وعملتله الأكل اللي بيحبه وكيكة بالشوكولاتة عشان بيحبها، وزينت البيت بسهرة رومانسية وقرف وبتاع. أنا مالي أنا بحوارات المياعة دي؟

 

فضلت مستنية لحد ما يرجع.

 

ــــــــــــ

المشهد الرابع

دخلت البيت بتعب وأنا بقفل الباب ورايا، بعدين فتحت النور واترميت بتعب على الكنبة، ومن التعب ملاحظتش إن البيت نضيف وريحته حلوة.

 

قلعت جزمتي وجاكيت البدلة، ودخلت الأوضة، لكن اتصدمت لما لقيت الأوضة متزينة شموع وورد أحمر وريحة الأكل التحفة اللي مالية الأوضة، ولقيت رنا واقفة وهي مظبطة نفسها وبتبتسملي.

رغم إني كنت زعلان منها، بس بعد ما شوفت اللي هي عملته عشاني غصب عني ابتسمت، وفتحت دراعي ليها. قربت مني وهي بتبتسم، وحضنتني وقالتلي باعتذار:

 

_ أنا آسفة، حقك عليّ، متزعلش مني.

 

_ ولا يهمك يا حبيبتي، مش زعلان منك.

 

بعدين بدأنا ناكل الأكل التحفة اللي هي عملتهولي، واتفرجنا على فيلم سوا.

 

ــــــــــــــ

 

كنت واقفة قدام العربية مستنية آسر ينزل بعد ما قالي إنه هيخرجني، بس مقاليش فين.

قرب عليّ وهو بيبتسم وبيرفع قدامي قماشة سودا. بصيتله باستغراب وأنا بسأله:

 

_ إيه ده؟

 

لقيته ابتسملي وهو بيقولي:

 

_ لفي بقى يا حبيبتي عشان المفاجأة.

 

_ لا لا، بتهزر.

 

_ لا، مش بهزر، لفي بقى!

 

زفرت بضيق، وعطيته ضهري وهو ربط القماشة على عيني، وبعدها ركبني العربية وركب جنبي وبدأ يسوق.

 

_ طيب إيه؟ طيب، مش ناوي تقولي هنروح فين؟

 

رد عليّ ببرود:

 

_ لا، وأكتمي بقى لحد ما نوصل.

 

بعد فترة معرفش قد إيه، وصلنا للمكان. نزلني من العربية، ومسك إيدي ودخل بينا. بدأت أسمع أصوات ناس حواليّ، فك القماشة من على عيني.

فتحت عيني وبرقت بصدمة، وبعدين بصيت له، والابتسامة على وشي من الودن دي للودن دي. حضنته وأنا بقول بفرحة:

 

_ بحبك أوي يا آسر، دي أحلى مفاجأة في حياتي.

 

_ وأنا بموت فيكِ يا عيون آسر، مهنش عليّ تكوني عايزة تروحي مكان ومودكيش.

 

بدأت أتفرج على الآثار في المتحف وأتصور معاها، وأنا مبسوطة أوي إن ربنا رزقني بزوج زي ده.

 

تمت

 

ک/ دينا الحمزاوي

>

للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال



تابعونا على فيسبوك

3 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *