قصة رعب قصيرة البيت المسكون-1
مقدمة _ من انا
أنا هدير، عندي 26 سنة، ودي أختي آلاء عندها 16 سنة. من ساعة وفاة بابا وماما في حادث قبل حوالي عشر سنين، وأنا المسؤولة عنها بالكامل. كنت وقتها عندي 16 سنة، وآلاء كانت 6 سنين.
قصة رعب قصيرة البيت المسكون-1 – المشهد الاول وفاة والداي
كنا رايحين نزور تيتا – والدة أمي – في محافظة الغربية، وإحنا من الشرقية. فجأة، ضربتنا عربية كبيرة. ماما وبابا ماتوا على طول لأنهم كانوا في العربية قدام، وإحنا بقينا عايشين بعد كذا عملية في كذا مُستشفىٰ، وحالتنا مكانتش مستقرة خالص.
من ساعتها وأنا قاعدة أشتغل جنب الدراسة، وأذاكر لأختي، واذاكر لنفسي، مسؤولة عن شغل البيت، وبعمل كل حاجة حرفيًا. بعد الثانوية جبت مجموع كويس ودخلت كلية صيدلة، حلمي من وأنا صغيرة. كنت شايلة مسؤوليتي كلها على كتفي، كل لحظة في حياتي كانت مسؤولية، وكل يوم كان تحدي جديد.
بعد التخرج اشتغلت في شركة في القاهرة، واضطُريت أنقل هناك بسبب الشغل. في البداية مكنش قدامي أدوّر على شقة، وبالصُدفة لقيت إعلان عن شقة قريبة من الشغل وسعرها كويس. اشتريتها وسكنت فيها، وكل حاجة كانت تمام في الأول، بس مع مرور الأيام بدأت تحصل حاجات غريبة…
قصة رعب قصيرة البيت المسكون-1- المشهد التاني الشقة المسكونة
آلاء كانت بتشتكي من أصوات في المطبخ، كأن في حد بيكسر حاجات، أو زجاج بيتكسر. في الأول ظنيت من الجيران، بس لما سألت كلهم قالوا دا مش منهم… قولت لنفسي عادي، ومخدتش الموضوع جد. بس مع الأيام بدأت الأصوات تكتر، في نص الليل، كنت أصحى على صوت خطوات خفيفة، همسات غريبة، وكأن حد بيعدي في كل أنحاء الشقة.
وفي يوم، وانا نايمة، صحيّت على صريخ طفل صغير. قلبي خبط جامد، قومت أدور على مصدر الصوت، واكتشفت إنه جاي من أوضة مقفولة، اللي نادرًا ما ينفتحوها. فتحت الأوضة بحذر وبصيت يمين وشمال، والصوت اختفى فجأة!
قولت يمكن ضغط الشغل مأثر عليا، أو الصوت من الجيران، ورجعت أنام. بس الليلة دي مكانتش هتعدي على خير… وأنا نايمة، بدأت أسمع همسات جنب ودني، أصوات مش بشرية، مكتوبة بحروف غريبة في عقلي. كنت بحس إن حد بيبص عليا من كل زاوية في الشقة، والجو حواليّ بقى تقيل وبارد بشكل مش طبيعي.
قصة رعب قصيرة البيت المسكون-1المشهد الثالث الأصوات الغريبة
حاولت أنام، بس فيه صوت بيردد جمب ودني جملة واحدة: “الحقيني… طلّعيني من هنا”. قلبي كان بيتقلق، مكنتش لاقية تفسير لللي بيحصل. بعد فترة بدأت اشم ريحة وحشة كريهة بتنتشر في الشقة، والجيران كمان اشتكوا منها. كانت ريحة عفن وحرق.
المشهد الرابع السلم الغريب من قصة رعب قصيرة البيت المسكون-1
بدأت أدوّر على مصدر الريحة، ووصلت للأوضة المقفولة… هناك كانت الصدمة! لقيت سجادة، ولما شلتها لقيت الأرض مش متساوية، بدأت أشيلها… وظهر سلم بينزل لمكان تحت الأوضة. أول ما نزلت، قلبى وقع… كانت أوضة مليانة جثث، كبار وأطفال، وكتابات بالدم على الحيطان!
ماكنتش مستحملة المنظر، رجعت على طول للأعلى، ورجفة جسمي مكنتش قادرة أسيطر عليها. حاولت أتصل بصاحب الشقة، مكنش بيرد عليا. اكتشفت بعدين إنه تابع عصابة للأعضاء البشرية، وكمان بيتعاملوا مع الجن، وبيقدّموا الأطفال قربان علشان يحققوا رغباتهم.
كان عندي قريب ضابط شرطة ساعدني بمعلومات عن العصابة، وقدمت بلاغ رسمي. لما الشرطة جت فتشت الشقة، اكتشفوا إن تحت السلم السري مش أوضة واحدة، كل جانب بيودي لمكان أغرب وأبشع من اللي قبله. كل مرة ينزلوا، كانوا بيلاقوا ركن جديد، ريحة الموت فيه، صوت خرير الدم، وحاجات مش ممكن حتى تتوصف بالكلام.
المشهد الخامس سر الشقة
حاولت أسأل الجيران، كلهم رفضوا، لحد ما ست عجوزة ساكنة فوق شقتي حكتلي. قالتلي إن اللي ساكنين هنا أسرة كبيرة، كلهم عصابات وتابعين الجن، ومحدش يقدر يتكلم عنهم لأنهم مهددين أي حد. ختمت كلامها وقالت: “أنا كده يا بنتي عملت اللي عليا ومش هقدر أساعدك أكتر من كده، بس انتِ غلطتِ انك جيتِ هنا”.
اضطرينا نعيش أنا وآلاء كام يوم في الشقة دي لحد ما نلاقي شقة تانية. الغريب، تصرفات آلاء بدأت تتغير. كانت تصحى نص الليل وتمشي وهي نايمة وعنيها مفتوحة بطريقة مرعبة، تقول كلام غريب، أو فجأة تحاول تضربني أو تكسر حاجات!
كنت بحاول أقرا قرآن، بس كانت بتصرخ بشكل مخيف… والبيت كله كان ساكت إلا من صوت صرخاتها، والجو حوالينا كان تقيل وبارد بشكل غير طبيعي. كنت بحس بشيء واقف ورايا طول الوقت، كأن حد بيبص عليا من كل زاوية، والظلال بتتحرك لوحدها.
المشهد السادس قصيرة تغيّر آلاء
في نص الليل، كنت بصحى على صوتهَا وهي بتتكلم لوحدها، بتقول جمل مش مفهومة، وكأنها بتخاطب حد مش موجود.ومرة فتحت عينيها فجأة وهي نايمة، وبصتلي بطريقة مخيفة جدًا، وعينيها كانت مفتوحة على الآخر وكأنها مش هي آلاء اللي أعرفها.
مقدرتش استحمل اللي بيحصل، وأجرت شقة صغيرة بعيد عن المكان ده، وظنّيت حياتنا هترجع طبيعية… بس للأسف، ظنّي دا كان غلط. نقلنا للشقة الجديدة، وتصرفات آلاء اتحسنت شوية، بس في أوقات كانت تبكي وتقعد تقول كلام مش مفهوم، وتفضّل تبص في الفراغ لمدة دقايق طويلة، كأنها شايفة حاجة مش موجودة بالنسبة ليّ.
المشهد السابع -الإختيار الصعب
وفي مرة ظهر لي كيان شيطاني، شكله بشع جدًا، عيونه حمرا وشبه دخان أسود حوالين جسمه، وقاللي بصوت رهيب ومخيف: “اللي سكن البيت ده مش هيطلع منه سليم… لازم حد يخسر حاجة… اختاري: إنتي أو أختك”.
ده كان أصعب قرار في حياتي، قلبي كان بيتقطع، عيوني بكت دموع من الرعب والعجز، مكُنتش هقدر أعيش من غير أختي، واخترت نفسي… بس الثمن كان غالي جدًا. اتقتلت بطريقة بشعة، اتعاقب بذنب مش ذنبي، وكل اللي حصل حسسني إن الرعب اللي شوفتُه، اختي هتشوفُه كمان.
تمت قصة رعب قصيرة البيت المسكون-1
بقلم الكاتبة ميرنا عبدالرحيم.




واو
تحفهةةةة
حبيبي