كرانشي بالسجق

بقلم صباح البغدادي

المشهد الأول: تريند غريب

كنت  بتصفح “جوجل” كعادتي كل صباح، أدور على آخر أخبار البلد، يمكن ألاقي حاجة تفرّح… بس كالعادة، أول حاجة لفتت نظري كانت تريند غريب بعنوان:

“كرانشي بالسجق باللحم الخنزير

ضحكت بسخرية وأنا بتمتم:

– يعني هو ناقصنا؟ مش كفاية العيشة معاهم، لا كمان بناكلهم؟

ضحكة قصيرة خرجت مني، لكن وراها فضول غريب بدأ يتحرك جواي. حسّيت إن الموضوع مش مجرد أكلة جديدة أو تريند تافه. العنوان فيه حاجة مش مريحة… حاجة مش طبيعية.

المشهد الثاني: الكلمات المشفرة

فضلت أبحث أكتر، وأتنقل بين المواقع، لحد ما لقيت حاجة غريبة… جملة مكتوبة برموز غامضة وأرقام، تحتها توقيع بسيط جدًا:

“المرسل: خارج مصر.”

اتسعت عينيّ، وقلبي بدأ يدق بسرعة. حسّيت إن الرسالة دي مش عادية. فيه حاجة وراها.

تمتمت وأنا أراجع الحروف:

– دي مش رموز عشوائية… دي شفرة.

قعدت على الكرسي بتركيز، افتحت ورقة وقلم، وبدأت أفك الرموز واحدة واحدة، زي اللي بيمشي في متاهة مظلمة ومعاه شمعة صغيرة.

المشهد الثالث: اتصال بتقى

بعد ساعة تقريبًا، دماغي بدأ يوجعني من كتر التفكير، فمسكت الموبايل وكلمت صحبتي تُقى.

– ألو يا تُقى؟

– أيوه يا بنتي، مالك صوتك متوتر كده؟

– لقيت حاجة غريبة… رسالة فيها رموز، مكتوب إنها من برّه مصر.

– رموز إزاي يعني؟ زي الشفرات؟

– بالظبط، وأنا حاولت أفكها… بس اللي طلعلي خلاني أتجمد.

سكتت لحظة، وصوتي نزل واطي وأنا بقول:

– الجملة كانت: “بلاش تنبشي في المغلق.”

المشهد الرابع: الارتباك والشك

سكتت تُقى على الخط، وبعدين قالت بصوت خافت:

– إنتِ متأكدة إن دي رسالة ليكي؟

– مش عارفة… بس ظهرت وأنا ببحث عن كرانشي بالسجق.

– يمكن حد بيهزر؟

– أو يمكن تحذير…

الصمت سيطر علينا لحظات، قبل ما تُقى تهمس بخوف:

– خلينا نعرف مين بعت الرسالة دي.

رفعت عيني نحو شاشة اللاب، والانعكاس اللي فيها كان باين عليه القلق… كنت حاسة إنني دخلت طريق مفيش رجوع منه.

المشهد الخامس: بداية اللعبة

في اللحظة دي، وصلتني رسالة جديدة… نفس الرموز، نفس التوقيع، بس آخر سطر اختلف:

“فات الأوان.”

صرخت وأنا بقوم من مكاني:

– تُقى! الرسالة اتكررت!

– استني… ابعتيلي الصورة دلوقتي!

قلبي كان بيخبط في صدري، وكنت حاسة إن فيه حد بيراقبني…

تريند “كرانشي بالسجق” ما كانش أكل،

كان فخّ.

المشهد السادس: التحذير الغامض

كنت لسه بحاول أتنفس من الصدمة، لحد ما جتني رسالة تانية… نفس الرموز، لكن المرة دي مكتوب فوقها بالعربي:

“كرانشي خنزير.”

قلبي وقع في رجلي. حسّيت إن الجملة دي مش مجرد سخرية من تريند…

دي كلمة سرّ.

اتصلت بسرعة بتُقى، صوتي كان بيرتعش:

– تُقى… الرسالة اتبدلت! مكتوب فيها كرانشي خنزير!

– إيه؟ يعني إيه الكلام ده؟

– مش عارفة، بس كل حاجة حواليا بقت غريبة، حتى الإنترنت بقى يهنّج كل ما أكتب الكلمة دي.

تُقى حاولت تضحك تخفف الجو، بس صوتها كان باين عليه التوتر:

– يمكن النظام بيمسح الكلمة دي تلقائي، زي كلمة ممنوعة أو حاجة.

– لا يا تُقى… أنا حاسة إن في حد بيتتبعنا.

المشهد السابع: الكاميرا المراقبة

قمت بسرعة من مكاني، روحت أفل شباك الأوضة.

لمحت من بعيد شخص واقف على الرصيف المقابل، باصص على شباكي بثبات.

الضوء خافت، بس ملامحه كانت مش واضحة، كأنه بيستمتع بخوفي.

رجعت للموبايل، لقيت تُقى تبعتلي على واتساب:

بصي في الصورة دي… لقيت نفس الرموز مكتوبة على بوست قديم باسم صفحة (كرانشي بالسجق – المذاق المحظور). الصفحة معمولة من برّه مصر!”

وقتها حسّيت ببرودة بتزحف في أطرافي. كتبت لها بسرعة:

– تُقى، اقفلي الصفحة حالًا، وامسحي التاريخ كله.

ردت بعد دقيقتين بس بكلمة واحدة:

“مش قادرة.”

المشهد الثامن: الاختفاء

بعد المكالمة دي بيوم واحد، حاولت أكلم تُقى…

الموبايل بيرن، بس مفيش رد.

روحت على بيتها، قالولي إنها سافرت فجأة.

رجعت البيت وأنا قلبي بينقبض، فتحت اللاب تاني،

ولقيت الرسالة الأخيرة ظهرت لوحدها على الشاشة:

“قلنا بلاش تنبشي في المغلق… كرانشي خنزير مش أكلة.”

الخطوط بدأت تتشوّه، الشاشة اسودّت…

وسمعت صوت همسة خفيفة في الأوضة بتقول:

“دورك الجاي يا (سِلمى).”

المشهد التاسع: المواجهة الأولى

الليل كان ساكت بطريقة غريبة،

كأن القاهرة كلها نايمة إلا أنا.

قعدت قدام اللاب، والرسالة لسه على الشاشة، الحروف بتلمع كأنها بتتنفس:

 “دورك الجاي يا سلمى.”

اتنفست بصعوبة، ومديت إيدي أكتب رد:

“إنت مين؟ وعايز مني إيه؟”

ثواني وعدّت، والمفروض الشاشة تفضل فاضية…

لكن فجأة ظهرت جملة واحدة:

 “أنتِ اللي بدأتي لما كتبتي (كرانشي بالسجق).”

حسّيت قلبي بيخبط في صدري، وعرق بارد نزل على جبيني.

إزاي يعرف أنا كتبت الكلمة دي؟

ده حتى كانت مجرد بحث على “جوجل”!

المشهد العاشر: الصوت من السماعة

في اللحظة دي، الموبايل رن، رقم غريب، بدون اسم.

ردّيت وأنا بتردد:

– ألو؟

الصوت اللي جه كان متشوش، كأنه بيتكلم من تحت المية:

– قولنا بلاش تنبشي في المغلق… كل ما تدوري أكتر، كل ما تقربي من النهاية.

– نهاية إيه؟ إنت بتتكلم عن إيه؟!

– كرانشي خنزير… أول مرحلة بس.

الصوت اختفى فجأة، والمكالمة اتقطعت.

فضلت ماسكة الموبايل بإيدي، وبحاول أسمع أي حاجة…

بس كل اللي كان حواليا هو صوت نفسي وأنا بتنهّد بخوف.

المشهد الحادي عشر: رسالة تُقى

بعد ساعتين، الموبايل رن برسالة واتساب من رقم تُقى!

قلبي اتنط من الفرحة… بس أول ما فتحت الرسالة، ابتسامتي ماتت.

الرسالة كانت صوت، صوت تُقى فعلاً،

لكنها كانت بتهمس بخوف:

“سلمى… لو ظهرتلك الكلمة تاني، ما ترديش… هما بيستخدموها كرمز للتعقّب… كرانشي خنزير مش تريند، دي تجربة!”

الصوت اتقطع فجأة، وبعدها ظهر سطر مكتوب لوحده في المحادثة:

 “المرسل حذف الرسالة.”

المشهد الثاني عشر: المراقبة

بصيت حواليا…

النور كان بيقطع ويرجع، الكاميرا بتاعة اللاب اشتغلت لوحدها.

اللمبة الصغيرة اللي جنبها كانت منوّرة،

كأن في حد بيشوفني.

كتبت بسرعة على الكيبورد: “إنت مين؟!”

الرد جه في ثواني، بنفس الرموز اللي شفتها أول مرة…

بس المرة دي، آخر كلمة بالعربي كانت واضحة جدًا:

“التجربة بدأت.

للمزيد من القصص والمقالات المميزة ✨
تابعونا على
عوالم من الخيال



تابعونا على فيسبوك

اقرأ قصة الواتباد والفوبيا من هنا

3 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *