شاطئ ايــونا المــفــقود 9
فجأة، تحدثت أيونا بعد صمت هل يمكنني أن أسألك عن شيء ما يا سليم؟
– بالطبع، تفضلي.
– هل يوجد حقًا عالم آخر غير عالم البشر؟
قال سليم بضحكة: بالطبع لا يا أيونا، وأنا لم أصدق يومًا في مثل هذه الأمور.
– يعني ليس لديكم أي شيء يشير إلى وجود عالم آخر؟
–
صمت سليم لحظات ثم قال: لا، هناك قلة قليلة فقط من يعتقدون بصحة هذا الكلام، واقتناعهم به يكون بنسبة ضئيلة أيضًا.
هناك كتاب قديم جدًا يتحدث عن وجود عالم آخر والعبور إليه من خلال بوابة تحت الماء، اسمها مكتوب بلغة غريبة، ولم يستطع أحد حتى الآن فك شفرته، وهذا الكلام يبدو غير منطقي بالفعل.
– أنا أرى هذا كأساطير مثلما يراها الناس.
–
ارتجف جسدي عند سماعي لحديثه عن البوابة. وكيف أن الناس يرونها أساطير، فكيف يظل الملك يحذرنا من البشر إذا كانوا يعتبروننا مجرد أساطير؟ فكيف سيفكروا في إيذائنا؟
أيونا: هل يمكنني رؤية اسم البوابة التي لم يستطع أحد فك شفرتها؟
– حسنًا، سأحضر لك الكتاب كاملًا.
–
– وهل يمكنني أن أسأل سؤالًا آخر؟
– بالطبع، اسألي.
–
– حسنًا، لنفترض أن هذا الكلام صحيح والبشر عرفوا هذا العالم، هل سوف يدمروا ويؤذوا؟
–
ابتسم بتعجب وقال: قطعًا لا، وإذا كان هذا صحيحًا، فستكون قوتهم حقيقية أيضًا؛ لأنهم يمتلكون قوات خاصة قادرة على تدمير أي شيء كما ذكر في الكتاب. وبالتالي، المفروض أن نحن من نخاف، وليس هم.
راجعت حديث سليم، فهو يتحدث بمنطق “نحن من نمتلك القوة وهم لا يستطيعون إيذاءنا” كما كان يقول والدي، وهم أيضا لا يهتموا بالبحث عن هذا الأمر كما قال سليم: “نحن بالنسبة لهم مجرد أساطير”.
ولكن لماذا كان والدي يقول هذا ولماذا كان يمنعنا من الاطلاع على عالم البشر؟ هل كان يكذب ويحذرنا من البشر دون سبب حقيقي؟ أكيد هناك سبب آخر، ولهذا السبب كان لا يريدني أن أعرف عن البوابة. يجب أن أعرف. ما يخفي ابي عني
سأنتظر حتى يحضر سليم الكتاب لكي أتعرف على القصة من البداية وأحكم بعدها.
فماذا أنتِ صارحة، ولماذا أنتِ مهتمة بهذا الأمر بهذا الشكل؟
هل تؤمنين بوجود عالم آخر؟
نظرت إليها وابتسمت: ولم لا؟