( داخل منزل (علي) ، يفتح الباب بعصبية ويغلقه )
والدة (علي) : الحقنى يا على ، تسترد بخضة : يا خرابى ايه بهدلك كده .
على : مش وقته فى ايه .
والدة (علي) : أبوك مخدتش الحقنة بتاعت بليل كل ده ، دخلت عليه من شويه لقيته عمال يتوجع من جمبه انا خايفة يموت ، الكلى تعباه اوى ، وبعدين بصراحة معيش فلوس ، ثم تسترد بحزن : وكنت مستنياك.
على بلهفة : عنيا الاتنين هنزل اجيبها حالاً .
( ويهم خارجاً )
والدة (علي) : معاك فلوس .
على وهوا يغلق الباب : معايا .
يعم الهدوء بـ (علي) وهو يسير فى أحد الشوارع الفارغة المظلمة ، مخاطباً نفسه ، هجيبهم شكك من الصيدلية وخلاص هوا عارفنى وهبقى ادور على شغل فى فرقه تانيه وامرى لله .
وهوا سائر هكذا شارد الذهن ……
فإذا ببعض الأشخاص يظهرون من منتصف الظلام يحاوطونه …..****
(علي) : واتلموا عليا وضربونى .
أدهم : وبعدين ، حصل ايه .
(علي) بتهتته : ولا حاجة ، شويه استجمعت قوتى وقومت وروحت .
أدهم : بس انت كنت خارج من أوضتك ، مدخلتش من باب الشقة ، انا استغربت لما شوفتك خارج منها بالمنظر ده ، ومامتك قالت قبل ما نلاقيك خارج من أوضتك ، انك انت مش هنا !
على بتهتته : اااصل ، مهوووو ………
أم أدهم : يلا بقى يا أدهم احنا طولنا عليهم اوى ، البقاء لله يا أم (علي) ان شاء آخر الأحزان .
أم (علي) : حياتك الباقية منجلكيش فى حاجة وحشة .
أدهم : طب هجيلك تانى يا (علي) ، البقاء لله ، وهشوف حوار الكبير لو أعرف ارجعك الشغل .
(علي) : حياتك الباقية ، متحملش همى ، ان شاء الله خير .
***********************************
* دى كانت أول مرة أجرب فيها الآلة ، وأعرف بعدها هيا بتعمل ايه بالظبط *
يجلس (علي) على الأريكة شارد الذهن ……..
تدخل أمه قائلة حبيبي انت لسه قاعد سرحان …..
ثم تسترد بحزن : بقالك يومين قاعد كده ما بتشتغلش !
أنا عارفه إنك أكيد زعلان على أبوك يا حبيبي …
بس البيت مفهوش ولا لقمة يا حبيبى ….
انا خايفة عليك أنت يا حبيبي ، انا زعلانة أن أنت جعان ….
ثم تسترد بحزن أكثر : صحيح جاتلى فكرة استني أنا هروح اجيب ليك أكل من فرح ابن الجيران امشى بيه حال النهاردة خليك قاعد هنا واستناني …..
ربنا يصلحلك الحال يا بنى ، ثم تقبله قائلة انا بحبك أوي يا حبيبي ، و تغادر المنزل .
(علي) ما زال يجلس حزين ثم ينظر إلى صورة أمه على البرواز في صالة المنزل ويفكر بحزن ، ثم يتذكر قولها ويتردد فى أذنه كثيراً ” بس البيت مفهوش ولا لقمة يا حبيبى ” …..
وهنا ياتي في بال (علي) ما حدث له مع سورندايك وكلامه عن تلك الآلة التى ستجله من الأغنياء ….
ما أن تذكر هذا الكلام حتى نهض مسرعاً إليها ….
أخرج الآلة من أسفل سريره ثم يقلبها يميناً ويساراً وينظر إليها بتعجب !
مخاطباً نفسه : يا ترى بتعمل ايه ؟
هبقى بيها غنى ازاى ؟
وثمن ايه اللى كان يقصده ؟ فلوس يعنى !
يعنى هو ميقدرش يجيب لنفسه فلوس !
وايه علاقة ده بنقطة الضعف اللى كان بيتكلم عنها !
باين عليها كأنها شئ صلب ملهوش أى لزمة ؟
يا ترى الآلة دى اشتغالة ؟
طب بيشتغلنى ليه ؟ هيستفاد ايه ؟
كان شكله بيتكلم بجدية اوى ؟
هجرب مش هخسر حاجة ، يضغط (علي) على الالة بقسوة و لا يحدث شيء !
ثم يقوم بحك الآلة مخاطباً نفسه زي ما حصل في علاء الدين جايز يطلع منها جنى ، ولكن لا يحدث شيء ايضاً !
فيقوم بخبط الآلة في الحائط فربما تنكسر ويخرج منها شئ ، فلا يحدث شيء ايضاً !
الآلة لا تنكسر ، ولا يصدر منها صوت ، مجرد معدن ثابت لا يتحرك
بعد محاولات عديدة من الفشل ، في التعرف على ماذا تفعل هذه الآلة ، قام بوضعها أسفل السرير مرة أخرى بعصبية .
(يجلس (علي) على أحد المقاهي شارد الذهن حزين)
” يوجد شخصان يجلسان على الطاولة المقابلة له ويتحدثان بصوت عالى ”
شخص 1 : انت أهبل يا ابني جن وكلام فاضي ايه ؟ ما تعمل الماجستير بتاعك في حاجة ثانية أسهل ومش غامضة .
شخص 2 : أنا بقالى سنين ببحث ، وصرفت فلوس كتير ، مينفعش ده البحث بتاعي ولازم اكمله .
شخص 1 : هو اصلا هتعرف تجيب مراجع على الكلام ده .
شخص 2 : اه طبعا كل المكتبات مليانة كتب على الجن ، من أولها لأخرها ، عارف أنا اصلا بعمل البحث بتاعي فى حاجة مختلفة شويه عن ( أدوات الجن ) .
شخص 1 : هو في حاجة اسمها أدوات الجن .
شخص 2 : اه طبعا في أدوات كثير للجن ، وكل أداه وليها استخدامها ، وممكن كمان مش استخدام واحد ويبقى ليها أكثر من استخدام .
شخص 1 : وأنا ايه المطلوب منى دلوقتى ؟
شخص 2 : ولا حاجة يا سيدي أنا هاروح ادور على كتب أكثرعن الأدوات دى ، في مكتبة الاسكندرية سمعت ان فيها كل حاجة عن الموضوع ده ، كنت عاوزك تجى معايا لا اكثر ولا اقل ، اهو تونسنى ومنها نتفسح بعد ما أخلص .
شخص 1 ” مبتسماً ” : بس كده عيونى يا سيدي ، حد يلاقى فسحة ويقول لا ، بس تركبنى لعبة الموزة بتاعت البحر .
شخص 2 ” ضاحكاً ” : بس بشرط محدش غيرك هيحاسب .
” بعد أن استمع (علي) لهذا الحديث وضع أموال على الطاولة وغادر المقهى مسرعاً “
” يجهز حقيبته ويملأها بملابسه ” ثم تدخل عليه أمه
والدة (علي) : حبيبى بتعمل ايه ، هو انت مسافر ؟
(علي) : ايوه يا حبيبتي انا رايح اسكندرية يوم واحد وراجع .
والدة (علي) بخضة : ياخرااابى ، رايح تصيف وتتفسح وابوك لسه ميت يا (علي) !