الفصل الثاني من الاله الزرقاء

إنه اليوم الذي سلّمني فيه تلك الآلة الغريبة… ومن بعدها، لم يعد شيء كما كان.
أحداث بدأت بانطفاء غرفة، وانتهت بصراخ لا يُحتمل في جنازة والده،
الآلة ما زالت في يده، لكن الإجابات… كلها مؤجلة

سورانديك : هيا مش الموضة دى الحقيقة يا (علي) اللى هتعرفها بمعاشرتك ليا ، أن احنا دايما اللى محتاجنلكوا ، متستغربش هتفهم كل حاجة فى وقتها .
ثم ينهض سورانديك ليفتح صندوق خشبى ، ويخرج منه ……………..
( قطعة من الحديد مستطيلة الشكل ، زرقاء اللون ، تلمع بشدة من جهة وآخرى لا ، فكان لونها الأزرق يشع لمعان وبريق من جهة المستطيل الأمامية ، ومطفى بغرابة شديدة من الجهة الخلفية ، و للمستطيل يد معدنية قصيرة الطول ، وعلى الجهة المقابلة لليد قطعتين صغيرتين أصغر من طول يد الآلة على شكل نص دائرة يخرجان من المستطيل )
ثم يقترب من (علي) قائلاً : أنا جايبك النهارده علشان اديك دى ، وبس كده ، ومش هتشوفنى تانى إلا لما أخد منك تمنها ، تمنها غالى اوى ، لازم تبقى قادرعليه ، وهتفهم يومها كلامى عن قوة نقطة الضعف ، خليك فاكر كلامى كويس ، وأوعى تفرط فى الآلة ، دى هتبقى بيها غنى ، مش عارف تودى الفلوس فين ، هتحللك كل مشاكلك ، أوعى تفرط فيها يا (علي) .
يقف (علي) صامتاً ينظر بتعجب شديد وغرابة !
وبمجرد أن حرك (علي) شفتيه ليتكلم ليسأله عن عن ما يجول بخاطره مثل ماذا تفعل تلك الآلة ؟ ولماذا هو بالأخص من أعطاه اياها؟ وما الثمن الذى يريده ويتحدث عنه؟
وقبل أن يرد (علي) عليه بحرف واحد ، إذا بالغرفة تظلم تماماً ، وتضئ مرة أخرى .
” فينظر (علي) يمينه ويساره ، فيجد نفسه في غرفته بمنزله ! ”
يجد نفسه في غرفته في بيته الكامن في حارته الفقيرة ، والآلة مازالت فى يده ، أنها بالفعل غرفته كاد لا يصدق ما يحدث ، يعلو وجهه علامات الدهشة ونظرات التعجب !
يتفحص بعينيه من شدة دهشته كل جزء فى الغرفة ، وكأنه يشاهدها لأول مرة فى حياته !!!!
ويفوق من تلك الدهشة علي صوت صراخ عالى يأتي من الخارج فما أن استمع اليه ، اذا به يُلقى بالآلة أسفل سريرغرفته ، ويتجه نحو باب الغرفة بأقصى سرعة ، ويفتحه بقسوة !!!!!!

عندما فتح باب الغرفة وجد الكثير من السيدات مرتديات اللون الاسود ، ووالدته جالسه بينهم تتمتم ببعض الكلمات .
والدة (علي) ببكاء شديد : كان لسه يا دوبك بيكلمني ، كنت بفرحه بنتيجة (علي) ، كان فرحان اوى ومستنيه يباركله ، راح مني راح مني يا ناس مش هشوفه تانى .
يردون السيدات عليها … هدى نفسك يا ام علي ما يغلاش على اللي خلقه ، هدى نفسك بكره تفرحي بـ (علي ) وربنا يعوضك بيه خير .
يخرج بعض الرجال من حجرة والد (علي) بعد أن تم بها الغسل
يقول أحدهم : احنا هنوديه ندفنه من غير ابنه ، ثم ينظرعلى يمينه فيجد (علي) يتحدث اليه قائلاً : (علي) أنت كنت فين احنا كنا بنسأل عليك يلا تعالى معانا ، عشان تشيل النعش ،
ويهم باحتضانه : البقاء لله يا (علي) ربنا يجعلها آخر الأحزان .
كل هذا و (علي) يقف صامتاً يعلو وجهه علامات غير مفهومة من الصمت والدهشة ، كأن كل ما يحدث معه حلم ، بل أنه كابوس لا يقوى على تصدقيه.
يحمل (علي) معهم النعش ومازال شعوره كأنه فى ذلك الكابوس ، ومنتظر أن يستفيق !!!

* بعد انتهاء العزاء *
أدهم : (علي) ايه اللى فى وشك ده ، هوا حد ضربك ؟
(علي) بشرود : من الكبير منه لله .
أدهم بخضة : ليه خير حصل ايه احكيلى .

**** ( فى أحد شوادر الأفراح ) ****
الكبير : جايين متاخر زى كل مرة .
أدهم : معلش يا معلم كنت مستنى (علي) .
الكبير بسخرية : مهو المصيبة فى سى (علي) بتاعك ده هوا البلد مفهاش آلاتى غيرك أنت بتتنك على ايه يا اخويا .
أدهم : معلش يا كبير ما انت عارف ظروف مرض والده تلاقيه عبل ما خلص وخده من المستشفى.
الكبير : هوا أنا فاتحها ملجا أيتام يا عنيا اللى مش قد الشغل ميشتغلش ….
دا لولا أن العريس والعروسة اتاخروا ومجوش كل ده كان شوادر الكبير للأفراح سمعتها بقت فى الأرض علشان شوية عيال زيكوا ……
(علي) بزهق : يعنى أروح .
الكبير : تروح فين يا حبيبى أنت مش واخد يوميتك منى امبارح مقدم ، الكبير “بحدة” : خش شوف شغلك.
( خارج الشادر بعد إنتهاء الفرح )
الكبير : خد دى يومتك ، لا أنت مخصوملك نص يوم علشان غبت إمبارح من غير استاذان ، خد انت دى يومتك ، الكبير مخاطب أدهم وانت مخصوملك نص اليوم علشان جى متاخر النهاردة .
ثم نظر إلي (علي) بسخرية قائلاً : أنت رايح فين ، وأنت بقى يا حبيبى مش عايزة أشوف وشك تانى ابقى اقعد جمب ابوك يا حيلتها عبل ما يخف .
(علي) بحدة : انت بتطردنى .
أدهم : اهدى يا (علي) ، يا كبير (علي) راجلك برده وبصراحة بقى كده لو مشى أنا همشى معاه.
الكبير بحدة : ما فى 60 داهية يا اخويا انت وهوا ، اقولك فى80 داهية ، ثم ينظر إلى (علي) قائلاً : واه يا عنيا بطردك واطرد عيلتك كلها شخصياً .
على بعصبية : انت بتغلط فى عيلتى يلا .
فيجد (علي) نفسه بشكل سريع ينهال عليه بالضرب بلا توقف ، وما بين صفعات وركلات ، ومحاولة من باقى الفرقة لفض الخلاف ……
الكبير بعد أن تم إبعاد (علي) عنه : أما عرفتك يا (علي) دا آخر يوم فى عمرك بتضربنى يا عرة الآلتية دا انا لميتك من الشوارع يا شحات أما ربيتك .
يخاطبه (علي) وهوا محاط ببعض اعضاء الفرقة يمسكون به : بقولكوا سيبونى ، سيبونى اعرفه مقاموا أنت فاكر مفيش فرق غيرك فى البلد يا سكة يا اللى مبتفهمش حاجة ، دا أنا هاجيلك تانى وأدشدشلك آلاتك دى أما وريتك .
( داخل منزل (علي) ، يفتح الباب بعصبية ويغلقه )
والدة (علي) : الحقنى يا على

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *