الفصل الحادي عشر سر الاله الزرقاء

"كنت أظنّ هذه المرة أن الأمر بسهولة الترجمة، لكنّ مطلب الملك كان أصعب ما طُلب منّي في هذا العالم إلى الآن. الجميع يريد استغلالي بطريقة وحشية. قمت بتجهيز حقيبتي واستعددت للسفر معه، ولم أكن أعلم إذا كنت سأعود حيًّا أم لا. لكن كما قال... لا أملك اختيار. كانت الرحلة خمسة أشهر كاملة، ربما كانت أجمل خمسة أشهر قضيتها رغم كل شيء. كانوا يعاملونني بإحسان شديد، كالذي يطعم أضحيته قبل ذبحها."

تخرج من وراء الستار ليفزع مجدداً*
علي : انتي ايه اللى جابك هنا انتى كمان؟
كارما : اوعى تنزل البير يا (علي) انا فى حاجات كثير خبتها عليك، انا جيت هنا علشان احكيلك على كل حاجة.
****مر بعض الوقت****
علي : علشان كده مينفعش ارجع الا بعد ٣ سنين ، وميه البير مالحة للدرجة اللى ممكن تهرى جلدي واموت فيها، منكوا لله يعنى كنتوا جيبنى هنا تموتونى.
كارما : لا يا (علي) ، انا كنت هحكيلك علي البير بمجرد ما توصل هنا وهمنعك تنزله، انا عملت كل ده علشان بحبك كان نفسى تفضل معايا هنا علطول.
علي : وأمى مفكرتيش فيها، ورغبتى انا انى اكون معاكى أو لا، انتى أنانية اوى.
كارما : المهم دلوقتي لازم نسيب القصر انت دلوقتي فى خطر.
علي : وأنا مش طايقك و لو شوفت وشك هنا تانى أنا بنفسى اللى هبلغ ملك الجان عنى علشان اخلص منك.
***************************
*داخل منزل كارما، تجلس كارما بحزن شديد*
بهلول : سيبك منه بقى كارما، هو مبيحبكش الحب بتاعك ده من طرف واحد، أصلا غبى ميعرفش ان وجوده هنا فى الوقت ده احسن من رجوعه متعرفيش المشكلة اللى هتواجهه لما يرجع اللى قالى عليها زغلول.
كارما : مشكلة ايه؟
***************************
يجلس (علي) يفكر مراراً أن الموت لا محالة له اذا بقى هنا بالفعل ربما خارج القصر يجد طريقه للنجاة، فقام بحزم أغراضه واتجه ليلاً لبوابة القصر وأعطى البواب اذن الخروج الذى قد اعطاه له الملك عندما أعطاه مهلة المغادرة ، ففتح له البوابة وخرج.
ركض كثيراً وكثيراً إلى أن اصطدم بها فى النهاية ، إنها بهار.
*************************
فى الصباح الباكر يفتح حارس الزنزانة الباب ليخرجه ويذهب به إلى ملك الجان.
يقف (علي) أمامه بلامبالاه لأن الموت قادم على أى حال بعد أن كشف أمره.
بهار : أرجوك متموتهوش يا بابا ، إلا بعد ما يجبلى البرجل.
الملك : اخرجى انتى وسيبينا يا بهار دلوقتي.
ينظر اليه الملك طويلاً ولا يتكلم، كانت نظراته حادة كأنه يتفقد كل شبر ليتأكد من هيئته وكونه أنسى أم لا، يقطع هذا الصمت صوته الملك وهو يسأله بسخرية : ويا ترى اسمك الحقيقي ايه يا صبار.
علي بلا مبالاه : علي
ثم يسترد الملك : عاوز تعيش؟
يتعجب (علي) وينظر اليه ولا يتكلم
الملك : من 25 سنة قبل ما أمسك حكم المملكة كان فى حاكم قبل منى ابنه بيحب بنت فقيرة ، وابوه علشان يبعده عنها قتلها!
مش دى المشكلة، الحكاية انه مكنش يعرف أن والدتها دراسة فى كتب السحر للدرجة اللى خلتها سحرت القصر.
ثم تبدأ عيناه تدمع : السحر عبارة عن أن خلتهم كلهم أصنام ذهبية، اللى ميعرفش حكاية السحر ده كان بيدخل القصر قاصد السرقة، لكن اللى ميعرفوش برده أن اللى يدخل هناك بيتحول فى ساعتها لتمثال ذهبى هو كمان.
تبدأ عيناه تدمع أكثر ويظهر البكاء فى صوته : لحد ما جه ابنى حبيبى أول فرحة دخلت قلبى ، اللى مكنش يعرف حكاية القصر ده ، كان مسافر فى رحلة وهو راجع افتكر القصر ده متحف وقرر هو وأصحابه يتصوروا مع التماثيل.
يحاول أن يتمالك أعصابه من البكاء ليستطيع الكلام : سنين يا (علي) ، سنين طويلة أوى ! ، ١٣ سنة كلهم عذاب وقهر، سنين كتير وأنا بروح أشوفه بالنظارة المكبرة خليت فنجان يخترعهالى مخصوص علشانه .
يفشل فى التمالك وتزرف عيناه بشدة : الميزة الوحيدة ان التماثيل بتكبر مع العمر زيها زينا ، بشكلها اللى المفروض تبقى عليه لو مش مسحورة ، حتى اللى بيجى أجله وبيموت بيقع على الأرض وهو لسه تمثال برده، سنين بروح أشوف شكله بقى عامل ازاى، اطمن عليه اذا كان عايش ولا لا ، اكلمه من بعيد مش قادر حتى اقربله ، سنين طويلة قلبى اتحرق عليه !
ثم يتمالك أعصابه مرة أخرى ويأخد بعض المناديل ويجفف دموعه إلى أن يهدأ قليلاً، ينظر إلى (علي) ويكشر عن أنيابه : لحد ما جتلى الفرصة أحيى ابنى من تانى، أنت الفرصة ولا يمكن أضيعها.
علي : مش فاهم يا ملك عاوز تقول ايه؟
الملك : اعتبرها صفقة لو ساعدتنى هسيبك تعيش ، يغضب وجهه مرة أخرى : حتى لو وصلت إنى أغصبك بالقوة إنك تساعدنى ، انت الفرصة اللى استنتها طول عمرى.
علي : اهدأ بس يا ملك وفهمنى ، الحوار ليه علاقة بالبير المسحور؟
الملك بصوت عالى : بير ايه !، ثم يهدأ ويكمل : جبت أكبر علماء فى البلد اللى عارفين فى كتب السحر، وقالوا الحل فى فك السحر فى دم بنى آدم!
علي : طب ما كان سهل تروح عالم الأنس تجبر أى بنى آدم وتأخد دمه .
الملك : الجبل اللى هنروحه فيه ابرة معينة هيا اللى المفروض تشكك وينزل منك الدم دى الخطوة الصعبة ، انما السهلة إنى أخد بعديها أخد عينة من دمك ارشه على قبر البنت اللى اتقتلت، وبكده يتفك السحر، فكرك محاولتش أروح لعالم الأنس وأساوم أى واحد زيك على المهمة دى، حاولت كتير، واللى وافق منهم كان بيبقى مضطر زيك لا طمعان فى الجايزة اللى وعدته بيها ، وفى الآخر لا إلا بيموت منى فى النفق، لا إلا الأكترية منهم كانوا بيموتوا أثناء صعود الجبل.
علي يخاطب نفسه بخوف : حتى أنت كمان عاوز تستغلنى!، وايه حكاية صعود الجبل دى ، ماله الجبل!
الملك : بتفكر فى ايه قلتلك مفيش اختيارات، وأرجوك يا (علي) أنا استنيت كتير أنسى هو اللى يجى هنا برجليه قلت أكيد شجاع وهو اللى هيفك السحر.
علي : ايه حكاية صعود الجبل؟
يصمت الملك ثم يجيب بجدية : هتعرف فى الوقت المناسب.
*كنت أظن هذه المرة أن الأمر بسهولة الترجمة، كان مطلب الملك هو أصعب ما طُلب منى فى هذا العالم إلى الآن، كان الجميع يريد استغلالى بطريقة وحشية، فقمت بتجهيز حقيبتى وأستعديت للسفر معه وكنت حينها لا أعلم إذا كنت سأعود حي أم لا، ولكن كما قال لا أملك اختيار *
*لم يخبرنى الملك لماذا كان يموت كل من يحاول من الأنس صعود الجبل، قال إنه سيخبرنى فى الوقت المناسب، كل ما أخبرنى به أن الرحلة ستستغرق خمسة أشهر، فى الحقيقة كانت أجمل خمسة أشهر قضيتها، كانت طلباتى كلها مجابة، كان يعاملنى بإحسان شديد كالذى يقوم بإطعام أضحية والإحسان إليها ليقوم بذبحها فى النهاية، كان حتى بيحاول أن يرفه عنى ويسمعنى بعض النكات، وكان رفيقى فى الرحلة هو شوك أنه شيال ومن حراس الملك أيضاً كم كان خفيف الظل بالفعل، أما عنى أنا فقد كنت أحاول الإستمتاع قدر الإمكان فربما تكون تلك آخر أيام حياتي *
*إلى أن وصلنا*
ينظر (علي) فيجد جبل مرتفع بشدة لونه كلون الطوب الأحمر الباهت قليلاً ، به مدخل للصعود للأعلى عبارة عن سلالم كثيرة يصل إليها مرمى البصر بصعوبة
علي : هو احنا هنطلع السلالم دى .
الملك بحدة : قصدك هتطلع ، لوحدك؟
ينظر إلى الملك متعجباً ، فالملك ينظر إلى شوك ليتكلم
يتنهد شوك : بصراحة يا (علي) السلم دا مسحور .
الست اللى سحرت القصر كانت عارفه أكيد أن الحل هنا فسحرت السلم دا كمان علشان محدش يقدر يصعده ، بمجرد ما تحط رجلك على أول سلمة هيبدأ ينهار سلمة سلمة وبيعيد بناء نفسه تانى بعد شوية دقايق بس بيكون طبعا اللى بيصعده مات تحت الأنقاض، المطلوب منك انك تبقى أسرع من سرعة انهيار الجبل وتصعده.
علي بعصبية : انتوا بتقولوا ايه انتوا مجانين، انهيار ايه اللى هبقى أسرع منه انا كده هموت مفيش كلام، ما كنتوا تعدمونى وتريحونى أحسن.
يخرج الملك سلاحه ويرقده على الأرض بحركة مهاجمة واحدة ويضع قدمه على خصره ، ويصوب سلاحه نحو رأسه قائلاً بعين تملأها الشر : هنخيم النهاردة وبكره هتصعد الجبل لإما هتندفن هنا حالاً .
*يرقد (علي) فى خيمته وحيداً حزيناً تحاوطه الأفكار*
يا ترى ماما عامله ايه من بعدى، يا ترى هتعرف منين انى مت، هتفضل عايشة على أمل إنى أرجع وانا ميت، بس أكيد كارما هتبلغها
كارما!
وحشتنى أوى كارما!
انا جيت عليها كتير!، وهيا كل ذنبها انها بتحبنى.
يا خسارة مش هلحق أقولها أنا آسف وأصالحها!
ثم تبدأ عيناه تدمع : حتى حياتى كلها ضاعت فى الفقر ، ويوم ما الدنيا ابتدت تضحكلى مع الآلة ملحقتش اتهنى فجأه لقيت نفسى هنا قدام جبل الموت ده ، ملحقتش أحب … اتجوز … اجيب أطفال يترحموا عليا أما أموت.
بينما وهو شارد فى أفكاره هكذا يجد ضوء غريب يأتى من بعيد بجانب الجبل ، ينهض علي ويحاول أن يحدق بصره فيجده مجرد فأر أبيض بياضه شديد فيظهر كأنه مضئ وملفت للنظر، فلا يهتم ويرقد مجدداً.
يعاود التفكير مجدداً حتى ترهقه الأفكار فيقرر أن ينهض ويتنزه خارج الخيمة قليلاً، فربما تكون تلك آخر نزهه فى حياته.
بمجرد أن خرج من خيمته وجد شوك أمامه
علي : متجى نتمشى شويه يا شوك.
شوك : على عينى دى أوامر، وبعدين ما أنا فاتحلك الخيمة شويه اهوه علشان يدخلك هواء.
علي : مش عاوز اشم هواء اهوه تمشية والسلام، أصل……
ينظر (علي) بالصدفة إلى أعلى أثناء كلامه فيجد نفس الضوء قد صعد لأعلى الجبل.
شوك : مالك يا ابنى سكت ليه، خلاص تعالى متزعلش ، كده كده مش هتعرف تهرب المكان كله صحراء وحيوانات مخيفة.
علي : شوك هو فى مصعد تانى للجبل غير السلم.
شوك : يا ريت هو لو فى هعزه عليك، انت متعرفش معزتك عندى بس سامحني أنا عبد المأمور.
يعود (علي) لخيمته مجدداً، وفى الصباح الباكر يتوسل إلى الملك بأن يؤجل فكرة الصعود ليلة أخرى واحدة فقط ، فإنه يشعر بأنه مازال منهك من السفر ولا يقوى على الصعود، وأنه لم يستفيد شيء من موته تحت الأنقاض فأن صعد وهو بقوته يكون أفضل حينها يوجد ولو أمل بسيط لفك السحر كما يتمنى، وافق الملك على مضض بعد أن أخبره أنه لم يعطيه فرص أخرى .
أثناء الليل كان علي ناهض ينظر من فتحة خيمته منتظراً قدوم الفأر، بعد أن تأخر الوقت أصبح يحدث نفسه وتراوده الأفكار أنه ربما الفأر لايأتى هنا كل يوم وأنه يعلق روحه بأوهام، أو ربما الضوء الذى رآه فى الأعلى كان مجرد خيالات أو انعكاس لضوء القمر، أو أحلام يقظة لأنه لا يعرف كيف يخرج نفسه من هذا المأزق
أثناء كل تلك الأفكار لمح ضوء الفأر من جديد يأتى من بعيد ، فخرج مسرعاً
شوك : ايه رايح فين.
(علي) متلهفاً وهو يجذبه معه : تعالى يا شوك معايا بسرعة.
شوك بتعجب : طب لو هنتمشى، ليه بنجرى.
يضع (علي) يده على فمه ليسكته ، ثم يأخده ويتبعوا الفأر .
فيجدوا ممر كبير يحتوى على الكثير من السلالم، ينزل إلى الأسفل، يتعجب علي فى نفسه لأنه ينزل إلى الأسفل لا يصعد ولكنه يتتبعه لعدم وجود خيار آخر أمامه فربما تلك فرصته الوحيدة للنجاه، يقطع تفكيره صوت شوك
شوك : انت ممشينا ورا الفأر ده ليه !
علي : وبعدين، امشى وأنت ساكت لا إلا ترجع.
شوك : ارجع فين دا الملك ينفخنى لو لاقانى ومش لاقاك.
بعد فترة من النزول يسيران فى ممر طويل على أيديهم وأرجلهم ولكن سرعة الفأر هذه المرة أسرع منهم بكثير بالطبع، فأصبحا يسيران بلا هدف إلى أن وصلوا لنهاية الممر
شوك : دى أوضة كبيرة وواسعة أوى، بس فيها ممران تانيين ، كويس أنهم ينفع امشى فيهم على رجلى أصل أنا ضهرى اتقطم من الممر اللى فات، ها هنمشى فى انهى ممر.
علي : الفأر تاه، فى الوضع ده انت هتمشى من ممر وأنا من ممر، ونسيبها على الله.
شوك : بس أنا خايف.
علي : جمد قلبك يا شوك دا انت حارس قد الدنيا المفروض متخافش.
شوك : أنا اقصد خايف لتهرب.
علي : يا بنى ههرب ازاى ما فيه حراس غيرك برا ودا غير الحيوانات المفترسة اللى قلت عليها.
****بعد فترة من الوقت****
يجد (علي) أمامه سلم للصعود، فيضع رجله على أول سلمة لتجربته سواء سينهار مثل الذى فى الخارج أم لا، طار قلبه من الفرحة عندما أستطاع صعوده ولم ينهار به.
بعد أن وصل لأخر سلمة، ينظر (علي) ليجد مكان واسع ليس له سقف، لقد وصل بالفعل لأعلى الجبل، ينظر فى كل الإتجاهات وهو يتفقد المكان
ثم يتقدم بعض الخطوات لينظر إلى السلم المسحور من أعلى يشعر أولاً بحالة ذهول من هول عدد درجات السلم ثم يبتسم شيئاً فشيئاً إلى أن تدمع عيناه من الفرحة ، قائلا فى نفسه بفرحة عارمة لا تكاد توصف : أنا وصلت، وصلت فوق، أنا لسه عايش، ثم يعلى صوته الحمد لله يا رب إنى لسه عايش.
شوك بنهجان : طب تعالى اسندنى هموت من كتر الطلوع.
يفزع علي : خضتنى، حصلك ايه.
شوك : ولا حاجة ممشيتش كتير فى ممرى لقيته مسدود ، فلفيت ودخلت وراك ممرك، هو معقولة الفئران هما اللى حفروا كل ده علشان يطلعوا الجبل.
علي : أكيد لا التفسير الوحيد ان السلالم دى كانت موجوده ولما اكتشفوها حفروا بس الجزء اللى احنا مشينا فيه على ايدينا ورجلينا علشان يوصلوا السلالم ببعض، تقريباً عشريتهم هنا ولما السلم اتسحر حبوا يشوفوا طريقة تانية للصعود أحسن ما ينقلوا عشريتهم والمكان كله صحرا ذى ما انت شايف مفيش غير الجبل.
شوك : بس ايه الممرات دى كلها احنا لسه هنمشى على ايدينا ورجلينا تانى.
علي فرحة : المهم أنى فوق يا شوك، انا فوق الجبل وعايش لسه، يهدأ قليلاً ثم يكمل : هو صحيح هنعمل ايه دلوقتي، مش انت قلت قارى الكتب وعارف.
شوك : المفروض مش هندخل ولا ممر انا قريت ان الأبرة فى المكان الواسع ده، ودلوقتي هندور على الأبرة اللى الروايات بتحكى عنها فى كل مكان على الحيطة.
****بعد فترة من الوقت****
علي : مالك واقف بقالك ساعة متسمر كده ليه.
شوك : بص كده.
علي : ايه البتاعة الخضرا دى.
شوك : تكوش هيا دى الأبرة ، الحقيقة مش متأكد ، بس ليها سن اهوه وبتشوك.
علي : دى شكلها مصنوع من ورق شجرة.
شوك وهو يربب على كتفه : يلا ابدأ، وان شاء الله خير، شك صباعك بيها لحد ما ينزل على السن دم منك.
*يستيقظ الملك بخضة رهيبة على صوت انهيار قادم من الجبل*
اهتز الجبل بمجرد أن نزل الدم وانهار السلم المسحور، وأُعيد بناءه فى لمح البصر بسلم آخر أسود اللون يبدو أنه يشبه الجرانيت.
(علي) يحاول أن ينهض من أثر ارتطامه فى الحائط من اهتزاز الجبل
شوك : أنت بخير.
علي بنهجان : هو ايه اللى حصل.
يتقدما بعض الخطوات لينظران إلى السلم فتعلو الأبتسامة وجههم
شوك بفرح : أنا شوفت الشكل دا فى الصور كان شكل السلم قبل ما يتسحر ويقلب أحمر باهت، علشان كده هبدأ انا بأول خطوة نزول علشان اطمنك لو لسه خايف من السلم.
**************************
الملك بعصبية : ايه اللى حصل يا حراس، ايه اللى هد السلم كده وعلي راح فين، ثم يهدأ : بس السلم رجع تانى للونه الأصلى يا ترى عرف يصعده.
يمر الوقت على الملك كمرور شاحنة على صدره وهو يجلس وسط الحراس منتظر قدوم (علي) والبعض الأخر ذهب ليبحث عنه ، يحادث الملك نفسه ولا يريد أن يقطعه الأمل أن السحر قد فك، وأنه سيرى ابنه مجدداً، يقطع تلك الأفكار رؤيته لرجلان على مرمى البصر ينزلان من على السلم.
*والآن أتى الجزء الأسهل لقد أخد منى عينة الدم، بعد شكر كثير ووعود بهدايا أكثر عندما نعود، مرت الشهور أثناء رحلة العودة كالعادة لكن هذه المرة كنت غير سعيد فما زلت فى نفس المشكلة أننى لا أعلم كيف سأعود مرة آخرى لعالمى *
*وأجمل ما فى الرحلة أنه بالقرب من قصر الملك بقليل، قرر أنه لم يأخدنى معه فى مشواره لقبر تلك الفتاة فيكفى استغلالى لحد ذلك ، فقد أمر حراسه بإعادتى مرة أخرى للقصر، وذهب هو وبعض الحراس الأخرين*
كان قبر الفتاة أمام القصر المسحور من الجهة المقابلة، وقف الملك أمام القصر وأرسل بعض الحراس للقبر ثم أشار بيده لحراسه ليسكبوا الدماء على القبر، بمجرد أن تخللت الدماء وسط رمال التربة
اذا بصورة هلامية للفتاة التى بداخل القبر تظهر على سطح التربة بوجه عبوس حزين ، ثم تبدأ فى الأبتسام تدريجياً إلى أن اختفت الصورة، وكأنهم تقول أن حقها قد عاد، وربما كانت وجهها عبوس فى البداية لأنها تريد أن تعذبهم أكثر وأكثر كما قتلوها ولكن اكتفت بذلك لوجود أبرياء داخل السحر ليس لم ذنب فأبتسمت إلى أن أختفت .
وها قد أتت اللحظة التى انتظرها الملك سنوات ، بمجرد اختفاء الصورة

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *