الفصل السادس سر الاله الزرقاء

“يا نهااااااار ازرق… انت بتقول إيه؟!”
ارتعش قلب (علي) وهو يحدّق في سورانديك، وقد أدرك أن كل ما ظنه ثروةً وأمانًا يمكن أن يتلاشى في لحظة… اللحظة التي يقرر فيها هذا الرجل أن يسترد ثمن ما أعطاه.

— سر الآلة الزرقاء

(علي) : مخنوق مفيش جديد يا ماما برص فلوس فى الخزنة وخلاص ، مفيش تعب الفلوس بقت تجيلى تحت رجلى ، زمان كنت اتمنى اللى انا فيه ده لكنـ ….!
– مفيش تعب ازاى دا انت صعبان عليا من اللى بتحكهولى عن شغلك مش بتستورد البضاعة من برا ، وبتقولى انك بتروح المينا كل شويه تستورد ، غير مشاكل المستوردين اللى بتقول عليهم .
(علي) بابتسامة سخرية : اه عندك حق يا حبيبتى .
– تحب يا حبيبى نستجم يومين فى اى حته انا يهمنى رضاك يا نور عيني .
(علي) بحزن : ماما انا كان فى سر كنت مخبيه عليكى ، عاوزة اقولك عليه .
– خير يا حبيبي .

يرن جرس الهاتف ليقطع كلامهما
ينظر (علي) الى الهاتف ، وينهض مسرعاً .
على : طب ثوان يا ماما وهرد و راجع .
********************************************
على بفرحة : الووو
كارما : ازيك عامل ايه
على : الحمد لله .
– انا بس كنت عاوزة اقولك ان خطوبه قريبتى اتلغت وعاوزة ارجع الفستان اللى خدته منك .
(علي) برومانسية : دا هديه ترجع ازاى .
– بكسوف : مهو مش هعمل بيه حاجة .
(علي) بذكاء : طب تمام زى ما تحبى تعالى رجعيه .
( ويحادث نفسه اهوه فرصة اشوفها )
كارما : نتقابل فى “Grandeza” الفرع الأول ، النهارده بعد المغرب .
(علي) سريعاً : لا محل ايه اصل بنوضبه وبنبخر ، النهاردة يوم النضافة ، اشوفك بعد المغرب فى الكافيه اللى فى اخر الشارع بتاع “Grandeza” .
كارما بكسوف.. تمام اتفقنا .
********************************************
يغلق (علي) الهاتف بفرحة ثم يستدير ليجد امه وراءه فيفزع متفاجئاً
الأم بغمزه ولطافة : كارما اه هوا دا بقى السر ، مين كارما دى .
(علي) ضاحكاً : اه تصورى هوا ده السر اما ارجع بقى هحكيلك ، ثم يقبلها : سلامووز يا احلى ام فى الدنيا .

يجلس (علي) وحيدا فى احدى الكافيات شارد الذهن منتظر قدوم كارما
كارما بلطف : ايه السرحان دا كله
على : ايه أخرك
– المواصلات ، الفساتين اهى.
(علي) بحب : عقبالك .
– عقبال لما خطوبتى تتفشكل يعنى هههه .
على : ههههههه هوا صحيح انتى متجوزتيش كل ده ليه .
– مفيش حد مناسب .
على : وبابا وماما شغالين ايه .
كارما بارتباك وتقف قائلة انا همشى شكلى عطلتك عن شغلك واخرتك .
على باستغراب : احنا لسه قاعدنا.
– انا اسفه اوى اتاخرت ، وترحل .

********************************************
فى منتصف الليل يطرق الباب المنزل بشدة ، يصحو (علي) مسرعا متجها نحو الباب
الأم : مين بيخبط كده
على : مين اللى برا مين بيخبط كده
ام أدهم : افتح يا (علي) انا ام أدهم افتح ابوس ايديك بسرعه .
يفتح (علي) الباب …………….
ام أدهم : الحقنى ابوس ايدك .
الأم : خير فى ايه ، يا ام أدهم .

( فى أحد المستشفيات )
(علي) : خير يا دكتور أدهم ماله .
الطبيب : مريض قلب بقاله فترة والحاله متاخرة
ام أدهم : يا حبيبى يا بنى ، اتاريه دايما بيشتكى من صدره .
الطبيب : محدش كبير ع المرض هيحتاج عمليتين ، وهيقضى علاج سنتين تلاتة وان شاء الله هيبقى بخير .
********************************************
* داخل المستشفى ، أدهم مستلقى على سريره *
ام أدهم : متقلقش يا حبيبى ان شاء الله عمليه سهله وتقوملى بالسلامة انا مليش غيرك .
أدهم : المستشفى دى غاليه اوى .
ام أدهم : (علي) اللى يستره روحتله البيت لما لقيتك مغمى عليك فى اوضتك ، وجيبتك هنا على المستشفى وهو دفع كل حاجة .
يطرق الباب عليهما وتدخل ( فتاه فى العشرينات من عمرها ، بيضاء اللون ، ترتدى فستان ملى بالورود)
ام أدهم : جنات نورتى يا حبيبتى طب اسيبكوا لوحدكوا، وتغادر .
أدهم مازحاً : ايه الجنينه اللى لبسها دى
جنات بحب : سلامتك يا أدهم .
أدهم. بقالنا ٥ سنين بنحب بعض ولسه فى عنيكى نفس نظرة الخوف لما بتعب ، او يحصلى حاجة .
جنات: هوا انا ليا غيرك يا أدهوم .
********************************************
تجلس كارما وترتدى فستان طويل ذو اكمام طويله يغطى عنقها تغطى به جسمها البلورى ولامعانه ، وتضع الكثير من المكياج على وجهها و ترتدى قفازات يدها ،وتسرح شعرها بعناية ليدارى منظر أذنها.
يدخل سورانديك : ايه ساعة هتتاخرى عن الميعاد .
كارما : انا خلصت اهوه ، مع دايما انه مستغرب دايما الكلفتة اللى انا فيها دى انا حاسة انه فاكر انى عندى مرض جلدى ولا حاجة .
سورانديك : سيبك من الكلام الفارغ ده ، و كترى المكياج شوية ليأخد باله .
********************************************
علي بحزن : من واحنا صغيرين واحنا مع بعض كبرنا ، وفرحنا ، واشتغلنا ، واتخانقنا لبعض ومع بعض انا خايف يسيبنى ويمشى .
كارما بدهاء : تصدقنى لو قلتلك انى أدهم ده لسه مش مرتحاله زى ما قولتلك قبل كده نظراته ليك من ساعه ما شوفتوا معاك كلها حقد وغل.
علي بعصبية وغضب : دا صحبى الوحيد انتى بتقولى كده ليه ، وليه دايما بتحاولى تكرهينى فى اللى حواليا انا حاسس ان حد مسلطك عليا .
********************************************
سورانديك بصوت عالى وغضب : انتى غبية ، ومتنفعيش فى حاجة .
كارما ببكاء : وغلاوتك انا عملت كل اللى قلتلى عليه هوا دماغه صعبه اوى .
سورانديك وهوا يمسكها من شعرها بقوة : انتى عارفه كويس انا ممكن اعمل فيكى ايه .
كارما بخوف : ابوس ايدك ادينى فرصة تانيه وليك عليا اخليه يتبرا من امه شخصياا .
يدفعها سورانديك بقوة فتقع على الارض ، ثم تنهض بسرعه وتغادر .
سورانديك يهدأ مخاطبا نفسه : انا مش هينفع استنى اكتر من كده ، انا هبدأ فى التنفيذ .
********************************************
* وهذا اليوم كان اسوأ يوم فى حياتى ، لقد كان اليوم الذى طلب منى فيه سورانديك دفع الثمن *
* داخل مكتب (علي) ليلا *
يستلقى على أريكة المكتب حزيناً شارد الذهن
الهاتف يرن
على : الو
الأم : ايه يا حبيبى مجتش ليه .
علي : شويه وجاى يا حبيبتى ، نامى انتى شكلى هتاخر .
الأم :لا هستناك خد بالك من نفسك ، سلام يا نور عيني .
يغلق (علي) الهاتف .
ويسرح مجدداً مع شردوده .
ثم فجأه يسمع صوت غريب خارج باب المكتب .
فينهض ويتجه نحو الخارج ويبحث بعينيه بعناية فلا يجد شيئاً ، ثم يعود متعجباً الى الداخل مجدداً .
وما ان قفل باب المكتب عليه مرة أخرى .
ونظر خلفه …. ارتعش خوفاً عندما وجده مستلقى مكانه على الاريكة
علي : انت تاانى !
سورانديك : كويس انك فاكرنى ، الله الله ايه الهلمة دى كلها والله الحظ لعب معاك يا (علي) ، فاكر يا (علي) لما كنت شغال فى فرقه ومش لاقى تجيب دوا لابوك .

(علي) بفخر : فاكر، حد ينسى اصله ، انت جاى بقى علشان تقول الكلمتين دول ، ايه عاوز نسبة اكمنك انت اللى مدينى الالة .
ينهض سورانديك ضاحكاً : نسبة ! ، مكنت انا شغلت الآلة لحسابى ايه يخلينى ادهالك .
على : مش فاهم .
سورانديك. فاكر زمان لما قولتلك على قوه نقطة الضعف ، اوام نسيت ، ولما كلمتك عن دفع التمن.
على : عاوز كام ؟
سورانديك بحدة : اسمها عاوز ايه ؟ مش كام ، انت غبى ولا ايه ، مقولتلك لو عاوز فلوس كنت استخدمت الآلة لحسابى ومكنتش ادتهالك .
علي بحدة : وعاوز ايه !
يهدأ سورانديك ثم يسترد : عاوزك تجى تشرب معايا شاي فى المقهى اللى جمب بيتى .
علي بحدة أكثر : خش فى الموضوع علطول .
سورانديك : زمان مكنش ليك حاجة تخاف عليها انك تخسرها ، كنت من الناس اللى ماشيه بمبدأ اهى خربانة خربانة .
إنما دلوقت بقيت (علي) بيه صاحب أكبر محلات السورايهات ، اللى هطلبه هوا تمن العز اللى انت فيه ده ، والعربيات اللى عندك ، والفلوس غير الشقق والناس بتقولك يا بيه .
وبتلبس من براندات ، وبتأكل أحسن أكل ، وزى ما رفعتك اقدر تانى ارجعك هلفوت زى ما كنت ، وانا علشان كده رفعك علشان تبقى دى نقطة ضعفك ، وتنفذ كلامى بالحرف والا هترجع تانى زى ما كنت .
(علي) بسخرية : برده عاوز ايه !
سورانديك : متتريقش استنى عليا وهتفهم .
يجلس سورانديك ويسترد بهدوء : عاوز احكيلك من البداية ، اللى حصل زمان …….
**** والدة على : ارجوك ساعدني عايزه علاج لابني ، ولاد الحلال دلوني عليك قالو عليك ساحر كبير ومفيش غيرك هيساعدني .
سورانديك : كله بثمنه .
الأم بلهفه اللي تؤمر به بس الولد يخف
سورانديك : هاتيلي عينة من دمه ، وسيبى الباقي عليا .
*بعد مرور بضع الساعات*
الأم وهي تلتقط انفاسها : اهى العينة جبتهلك وجيت جرى .
سورانديك : استني شويه هنا

*بعد مرور بضع الدقائق*
سورانديك امسكي الكورة دي ( كورة سوداء اللون ، شفافة ، صغيره الحجم اصغر من حجم كرة اقدم بشئ بسيط ، ممتلئة بالدماء )
الكوره دي من جواها غرقانه بدمه ، تاخذي بالك منها كويس طول ما الكورة دي سليمة ابنك هيفضل سليم مش هيجيله اي مرض حتى الأمراض العادية زى البرد والكحه مثلاً مش هتجيله .
لكن لو الكره دي في مره حصل لها حاجه هيرجع تاني زيه زي اي بنى ادم ، بيمرض ، واحتمال كمان حالته الصحيه تسوء عن اي بنى ادم طبيعى لأن الكورة هتمنعه انه يكون مناعة هتبقى مناعته هيا الكورة مناعة صناعية يعنى فأقل مرض ممكن يموته . ****

(علي) بنظرات مليئة بالدهشة : كورة ، كورة ايه انا اول مرة اسمع الحوار ده ، ماما عمرها محكتلى عليه .
لكن انا فاكر …….

**** فى أحد الفصول المدرسية
تدخل الزائرة الصحية : ايه الاخبار يا مس ؟
المس : كل عيال عندها مرض الجدري المائي ما عدا طالب واحد بس اسمه علي عبد الرحمن
الزائرة بتعجب : علي عبد الرحمن ، الولد ده الوحيد اللي ما جابهوش برده ، دور البرد اللي جه للفصل بتاعه كله من شهر وكمان الوباء اللي فات الوحيد اللي فضل سليم ، ومتعداش من الطلاب ، الولد ده غريب قوي .
* فى فناء احدى الجامعات *
أدهم : معلش اتاخرت عليك .
علي : ولا يهمك انا كده كده محاضرتى التانية فاضل لها ساعة انت اللي اتاخرت على محاضرتك ، ايه اللى اخرك ، عبل ما اخذت الدواء بتاع البرد وتقلت هدوم شويه ده انا هموت من الثلج انا مش عارف ليه دايما مبتبقاش متقل اوي زي انا كده ، مش خايف تبرد ؟
علي بشرود ذهن : تصدقني لو قلتلك انا عمري في حياتي ما جربت دور البرد اللى عندك ده ، اللي هو يبقى عندي برد زيك كده وكحة ومناديل ، انا حتى مستغرب من نفسي،انا شكلي مبعياش مش عارف ليه !
أدهم : انت بتقرعلى نفسك يا ابني قول الحمد لله
– يعود من شروده الحمد لله طبعا على كل حال لكن بجد مستغرب! ****

– يعني ماما زمان سحرتني عندك .
= عليك نور .
– بس ازاى اتعورت لما اضربت من رجالة الكبير ، وأغمى عليا وكنت هموت !
= هيا بتحميك من المرض أو تقدر تقول من الموت بالمرض لأن مبيجلكش أمراض زى باقى البنى آدمين ، لكن مش الموت عموماً اكيد هتموت عادى زيك زى أى بنى آدم ومتنساش ان فى طريقة موت اسمها ضرب أدى إلى الوفاة ، بتتعور عادى وتخف يا علي ، ولو زاد الضرب لدرجة انك مبقتش عارف تأخد نفسك وتتنفس كويس يبقى هتموت ، ولو ضربت نفسك بسكينة هتموت عادى ! ، أو رميت نفسك من فوق جبل ، وهكذا ، كلنا هنموت يا علي !
– وانت عايز ايه دلوقت .
=انا عايز الكورة بتاعتي ، عايزها زي ما ادتهالكم .
-عايزها ازاي ، ما انت لو خدتها زى ما بتقول ممكن أموت .
سورانديك بجدية : عليك تختار يا الكورة ، يا الآلة .
على بحدة : خذ الآلة ، انا خلاص مبقتش محتاج لها ، انا عامل مخازن احتياطية كثيرة ومليها على آخرها بضاعه ، هفضل استخدمها لحد ما تخلص ، ولو خلصت هبقى كونت ساعتها فلوس كويسه اقدر اعمل بها مصنع ملابس ، يعنى خلاص مش محتاجها.
سورانديك : اظاهر انك طيب ما تعرفش ان نابى ازرق وانى مرتب لكل حاجة من يوم ما اديتك الآلة لحد دلوقتى ، اللي ما تعرفوش بقى ، إنى لو اخذت الآلة يا علي كل حاجة صنعتها الآلة هتختفي ، كل السوريهات اللي عندك والسواريهات اللي في المخازن ، حتى السوريهات اللي الناس اشتريتها و اللي اتباعت جمله أوقطاعي ، كل حاجه صناعتها الآلة هتختفي !!

(علي) بذهول وهوا ينهج بشدة من الخضة : يا نهااااااار ازرق ، انت بتقول ايه .

سورانديك : ده غير بقى الشُحنات اللي انت ماضي مواعيد معينه لتسليمها ، ولو فضلت تشتغل طول عمرك مش هتجيب ثمن الشرط الجزائي اللى انت دبست نفسك فيه ، لإنك اتغريت في الآلة ، وعملت صفقات عمرك ما كنت تحلم بيها ، مع اكبر تجار القماش بره مصر وجواها ، و الشرط الجزائي اللى مضيته وانت متغر وفاكر ان مهما كان عمرك ما هتدفعه ، يدخلك السجن طول عمرك ، اظاهر انك نسيت يوم دفع الثمن دا خالص يا (علي) .
يسترد سورانديك : فهمت دلوقت كلامى عن قوة نقطة الضعف .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *